الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التأليف في التراجم:
لم يكن الفيروزآبادي بدعا في هذا الفن وليس أول أو آخر من ألف في تراجم الرجال، فقد سبقه إلى ذلك أكابر العلماء والأدباء، وخلفه كثيرون. ولا يزال هذا الفن من التصنيف مزدهرا حتى عصرنا الحاضر. فلقد صنفت كتب كثيرة في طبقات وتراجم الأدباء والنحويين واللغويين والحكماء والأطباء والحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة والزهاد والقراء والمحدثين والمفسرين والنساك والشعراء والرواة والصحابة التابعين والخطاطين والأولياء والفرسان والمعتزلة والفرضيين والنسابيين والنساء وغير ذلك، وليس من العسير على المختصين الوقوف على تلك المصنفات وأصحابها، أما غيرهم فتصفح كتاب واحد في تراجم الرجال يرشده إلى عدد جم منها.
ومن هذه المصنفات ما شمل فئة من الرجال اختصت بعلم ما، وإن تفرقت في أرجاء العالم الإسلامي، ومنها ما خص قطرا بعينه بترجمة رجاله، فضلا عما اقتصر على ترجمة علم واحد.
وقد اختلفت مناهج القوم في التصنيف في هذا الفن، فمنهم من التزم البدء بأسماء المحمدين تكريما لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأتبعهم بأسماء الآخرين مرتبة حسب حروف المعجم بدءا من الألف وانتهاء بالياء كما فعل ابن قاضي شهبة في "طبقات النحاة واللغويين" والسيوطي في "بغية الوعاة"، ومنهم من التزم الترتيب المعجمي من بداءة الكتاب حتى منتهاه كالقطفي في "إنباه الرواة" ومنهم من رتب أصحاب التراجم حسب ألقابهم مرتبة حسب حروف المعجم كابن الفوطي في "تلخيص معجم الآدباء في معجم الألقاب". ومنهم من قسم المترجمين إلى طبقات وفق اعتبارات معينة، ومنهم من أفراد في نهاية الكتاب فصولا خاصة بالكنى والأسماء المتشابهة، ومنهم من ساق التراجم دون نسق معين.
ومن تلك المصنفات ما كانت تراجمه في الغالب مختصرة عموما، ومنها ما كانت تراجمه مفصلة، فيأتي الكتاب في أجزاء كثيرة. أو تكون ترجمة المشهور مفصلة وترجمة المغمور موجزة.
ومنها ما صنف حسب العصور ككتاب "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" لابن حجر العسقلاني، وكتاب "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" للسخاوي.
ولعل من حسن الحظ أن كثيرا من تلك المصنفات قد سلم من عوادي الدهر وتقلبات العصور، كما أن كثيرا منها طبع وأصبح تحت أيدي العلماء والمختصين؛ لأن كتب التراجم بحر زاخر ومنهج باهر، فيه يجد كل عالم بغيته فهي مصدر ثرّ لعلماء الاجتماع والسياسة والأدب والفقه والتاريخ إلى غير ذلك من العلوم والفنون فهي عمدة مؤرخ الأدب والفكر والعادات والفن وما إلى ذلك.
ولقد أدلى الفيروزآبادي بدلوه، وشارك في التصنيف في هذا الفن فألف:"المرقاة الوفية في طبقات الحنفية" و"المرقاة الأرفعية في طبقات الشافعية" و"الألطاف الخفية في أشراف الحنفية"، و"تحفة الأبيه في من نسب لغير أبيه" و "تحفة القماعيل فيمن يسمى من الملائكة والناس بإسماعيل، و"رسالة فيمن نسب إلى غير أمه" و"روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر" وكتاب "البلغة" هذا.