الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ال
مقدمة
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَاْ وَمِنْ سَيِّئَاْتِ أَعْمَاْلِنَاْ، مَنْ يَهْدِهِ اْللَّهُ فَلَا مُضِلَّ له وَمَنْ يُضْلِلْ َلَا هَاْدِيَ له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اْللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. {يَاْ أَيُّهَاْ اْلَّذِيْنَ آمَنُوْاْ اْتَّقُوْاْ اْللَّهَ حَقَّ تُقَاْتِهِ وَلَا تَمُوْتُنَّ إِلَاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ} 1.
إنَّ خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار4.
وبعد: فإن طلب العلم الشرعي والاشتغال بعلم الكتاب السنة والبحث والقراءة والاطلاع على كتب أهل العلم من أجلِّ الأعمال، وهو قربة إلى الله تعالى لمن أحسن النية والقصد، وهو أيضا مساهمة في خدمة العلم وطلابه، وقد أشار النووي إلى ضرورة وجود هذين الهدفين في الباحث قبل الإقدام على
1 سورة آل عمران، الآية: 102 0
2 سورة الأحزاب، الآيتان: 70-71.
3 سورة النساء، الآية: 1 0
4 هذه الخطبة تسمى: خطبة الحاجة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدمها بين يدي خطبه، وكذلك السلف الصالح في خطبهم ودروسهم وكتبهم ومختلف شؤونهم، وقد خصص لها فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله رسالة أسماها (خطبة الحاجة) .
البحث والكتابة والتصنيف فيقول في باب آداب المعلم: “وينبغي أن يعتني بالتصنيف إذا تأهل له1، فبه يطلع على حقائق العلم ودقائقه ويثبت معه لأنه يضطره إلى كثرة التفتيش والمطالعة والتحقيق والمراجعة والاطلاع على مختلف كلام الأئمة ومتفقه وواضحه من مشكله: وصحيحه من ضعيفه: وجزله من ركيكه، وما لا اعتراض عليه من غيره وبه يتصف المحقق بصفة المجتهد”.
ويقول: “وينبغي أن يكون اعتناؤه من التصنيف لما لم يسبق إليه أكثر، والمراد بهذا أن لا يكون هناك مصَنَّف يغني عن مصَنَّفِهِ في جميع أساليبه، فإن أغنى عن بعضها فليصنف من جنسه ما يزيد زيادات يحتفل بها مع ضم ما فاته من الأساليب وليكن تصنيفه فيما يعم به ويكثر الاحتياج إليه”2.
ويقول حاجي خليفة: “ثم إن التأليف على سبعة أقسام لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها وهي: إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه، أو شيء ناقص يتممه، أو شيء مغلق يشرحه، أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه، أو شيء متفرق يجمعه، أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه”3.
وذكر ابن خلدون: “أن الناس حصروا مقاصد التأليف التي ينبغي اعتمادها وإلغاء ما سواها فعدوها سبعة وذكر منها: أن تكون مسائل قد وقعت غير مرتبة في أبوابها ولا منتظمة فيتقصد المطلع على ذلك أن يرتبها ويهذبها ويجعل كل مسئلة في بابها”4.
وحسب علمي فإن أحدا من المصنفين والمؤلفين لم يفرد شهداء أحد رضي
1 الأهلية للتصنيف تختلف باختلاف أنواع المصنفات وفنونها وأهميتها، وأسأل الله العلي القدير أن يوفقني للتصنيف بما يَنفع ويُفيد.
2 النووي، المجموع شرح المهذب 1، 29 - 30.
3 كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: ص 35.
الله عنهم بمؤلف خاص.
ولما كان هذا الموضوع لم يسبق إليه، ولا يوجد مصنف يغني عنه بجميع أساليبه، كما أن معلوماته متفرقة، وتحتاج إلى جمع وتصنيف.
استحق أن يصنف فيه، واتنطبقت عليه الشروط التي ذكرها العلماء المشار إليها آنفا للتأليف.
لذا: رأيت أن من المفيد القيام بهذا العمل لذكر أسماء هؤلاء الشهداء وسيرهم العظيمة؛ ولألقي شيئا من الضوء على مآثرهم وتضحياتهم بالمال والنفس في سبيل الله، وهو مساهمة في تمجيد ذكر هؤلاء الأبطال وإشهارهم والإشادة بهم؛ وذكر أعظم فضل لهم وهو الاستشهاد ليذكروا بذلك ويترحم ويترضى عليهم ويدعى لهم بالمغفرة، وهذا من أقل ما يستحقونه.
ولا يخفى على كل مسلم ما لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسله من فضل على أمة محمد صلى الله عليه وسله، فقد جاهدوا من أجل نشر كلمة التوحيد، وفي سبيل ذلك لقوا أشد العذاب والأذى، فقدموا كل غال ونفيس: وضحوا بأموالهم وأوقاتهم بل وأرواحهم لإعلاء كلمة الله.
ومن أوائل هؤلاء الرجال الصادقين ثلة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسله الأولين وهم الذين استشهدوا في غزوة أحد التي وقعت في شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة النبوية.
وقد سرد أسماءهم: محمد بن إسحاق بن يسار المُطَّلِبي في كتابه السير ورتبهم على قبائلهم، فصدرهم بالمهاجرين ثم الأوس من الأنصار، ثم الخزرج منهم.
وكما هو معلوم فإن كتاب السير والمغازي لابن إسحاق مفقود إلا جزء يسير منه من رواية محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق ينتهي في أوائل غزوة أحد، بتحقيق الدكتور سهيل زكار، وأيضاً بتحقيق وتعليق الدّكتور محمّد حميد الله، وليس فيه قائمة شهداء أحد.
ونقل لنا ابن هشام هذه القائمة في تهذيبه لسيرة ابن إسحاق وقد اعتمدت عليه فيها في بحثي هذا1.
وسرد ابن حزم قائمة بأسماء شهداء أحد2كما ذكر الذهبي3عقب ترجمة مصعب بن عمير رضي الله عنه في سير أعلام النبلاء قائمة بأسمائهم أيضا، ولم يذكر أنه اعتمد في ذكرها على ابن إسحاق إلا أنها تشبه إلى حد كبير قائمة ابن إسحاق التي ذكرها عنه ابن هشام في تهذيبه للسيرة؛ ووجه اختلاف قائمة الذهبي عن قائمة ابن إسحاق؛ أن الذهبي أسقط ذكر ثلاثة من الشهداء ممن ذكرهم ابن إسحاق، وأضاف سبعة.
فقد أضاف من الأوس: مالك بن أمية، وعوف بن عمرو، ومالك حليف سبيع بن حاطب، وعمير بن عدي، ومن الخزرج: إياس بن عدي، ومن بني الحرث بن الخزرج: عمرو بن إياس، ومالك بن إياس.
وأسقط: سعد بن الربيع، وثابت بن وقش، وأنيس بن قتادة.
وإضافته لـ: مالك بن أمية، وعوف بن عمرو وقعت عقب ذكره لحنظلة ابن أبي عامر، والذي يظهر لي أن الذهبي وهم في ذكر مالك هذا فإن صنيع ابن هشام يوهم أن مالك بن أمة ـ وليس أمية ـ ممن استشهد يوم أحد وسبب ذلك أن ابن هشام عقب على ابن إسحاق بالتعريف بجدِّ أبي سفيان بن الحارث وجدِّ حنظلة غسيل الملائكة.
والنص في تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام هكذا: “ومن بني عمرو بن عوف ثم من بني ضبيعة بن زيد: أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد،
1 عزوت إلى كتاب ابن هشام هذا باسم: (تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام) وذكرته في قائمة المصادر والمراجع بالاسم الذي طبع على جلدته: (السيرة النبوية لابن هشام) .
2 ابن حزم، جوامع السيرة النبوية: 132-137.
3 سير أعلام النبلاء: 1،149-150.
وحنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن نعمان بن مالك بن أمة، وهو غسيل الملائكة قتله شداد بن الأسود بن شعوب الليثي رجلان (قال ابن هشام: قيس بن زيد ابن ضبيعة، ومالك بن أمة بن ضبيعة) قال ابن إسحاق: ومن بني عبيد بن زيد.... الخ”.
فمن جعل مالك بن أمة ممن استشهد في أحد ظن أن قوله: (ومالك بن أمة ابن ضبيعة) إنما هو من استدراكات ابن هشام على ابن إسحاق في ذكر من استشهد بأحد، لكن ابن هشام لم يستدرك أحدا من الشهداء في ثنايا كلام ابن إسحاق، إنما جعل استدراكاته بعد فراغ ابن إسحاق من ذكرهم، ومداخلات ابن هشام اقتصرت على التوضيح والتعريف فقط.
وهذه منها فإن ابن هشام في مداخلته هذه إنما يعرف بجدِّ أبي سفيان: (قيس) وجدَّ حنظلة: (مالك بن أمة) وأنهما ابنا ضبيعة حيث أورد ابن إسحاق هذين الصحابيين رضي الله عنهما فيمن استشهد من بني ضبيعة فأراد ابن هشام زيادة في الربط والتوضيح بأنهما وصل نسبهما إلى ضبيعة.
وليس في الصحابة أحد باسم: مالك بن أمة؛ وفيهم: مالك بن أمية واحد فقط وهو:”مالك بن أمية بن عمرو السلمي من حلفاء بني أسد بن خزيمة شهد بدرا واستشهد يوم اليمامة”1، كما أنه لا يوجد في الصحابة أحد باسم: عوف بن عمرو.
وسرد أسماء شهداء أحد ابن سيد الناس المتوفى سنة 734? في كتابه السيرة النبوية المسمى: (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير)2.
وممن سرد أسماء شهداء أحد من الباحثين المعاصرين: حسين أحمد الباكري3في
1 ابن عبد البر، الاستيعاب: 3/372، وابن الأثير، أسد الغابة: 4/234، وابن حجر، الإصابة: 3/338.
2 ابن سيد الناس، عيون الأثر: 1/437-442.
3 انظر الصفحات: 354 – 369.
رسالته لنيل درجة الماجستير وعنوانها: (مرويات غزوة أحد جمع وتحقيق ودراسة) .
فقد أورد الشهداء الذين ذكرهم ابن إسحاق ولم يترجم لهم، إنما ذكر الاسم ومعلومات قليلة جدا عن الشهيد دون عزو للمعلومات إلى المصادر، ورتب الشهداء على حروف المعجم.
ولما جمعت أسماء الشهداء من كتب السيرة وتراجم الصحابة رضي الله عنهم زادوا على المائة، والثابت في صحيح البخاري وغيره أنهم سبعون وهو المشهور من كلام العلماء، فغالب من ذكروا زيادة على السبعين إنما ذكروا على سبيل الوهم أو الغلط.
وهؤلاء المختلف فيهم يحتاج كل واحد منهم لدراسة فاحصة دقيقة، ووضع منهج للترجيح بينهم، مما يطيل البحث ويشعب جوانبه؛ ويزيد في عدد صفحاته عن الرقم المحدد، مما لا يتناسب مع قواعد نشر البحوث في المجلات العلمية.
ولعزمي على نشر هذا البحث في مجلة الجامعة الإسلامية، ورغبة في أن يكون مناسبا من حيث الحجم رأيت أن أقتصر على من ذكرهم ابن إسحاق لأنه أقدم من وصلنا ذكره لأسماء شهداء أحد، ولإجماع كتب تراجم الصحابة التي طالعتها على استشهادهم في غزوة أحد.
وسأقوم بإذن الله بتخصيص بحث آخر أجمع فيه: “شهداء أحد الذين لم يذكرهم ابن إسحاق في كتابه المغازي”.
واعتمدت في ذكر أسماء الشهداء وترتيبهم على ما ذكره ابن إسحاق من خلال تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام، ثم ترجمت لكل شهيد منهم رضي الله عنهم من عدد من كتب التراجم، حتى خرجت بترجمة تعرِّف بالشهيد وتشمل: اسمه، ونسبه، وشيئا من سيرته رضي الله عنه، ثم ما يتعلق بشهوده غزوة أحد واستشهاده فيها، وقصة استشهاده إن وجدت.
وعلى ضوء ما تجود به المصادر من معلومات عن الصحابي الشهيد تتسع أو
تضيق ترجمته، فبعضهم لم يصل إلى نصف صفحة، وبعضهم يزيد عن ذلك كثيرا.
ومن المصنفات التي اعتمدت عليها في الترجمة لهم:
كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد، وكتاب الاستيعاب لابن عبد البر، وكتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير، وكتاب سير أعلام النبلاء للذهبي، وكتاب الإصابة في معرفة الصحابة للحافظ ابن حجر العسقلاني.
وراجعت مصادر أخرى فأضفت منها معلومات إلى تراجمهم كالكتب الستة وغيرها من كتب الحديث والتاريخ.
وحرصت على استيعاب معلومات الكتب التي ترجمت للصحابة، وسبكت منها ترجمة للشهيد، تضمنت ما احتوته من معلومات عنه، فخرجت بترجمة له أقرب إلى التكامل؛ حيث أن المصادر يكمل بعضها بعضا؛ فبعضهم يختصر في موضع يبسط فيه آخر.
ورتبت المصادر في الحاشية على وفياتهم ليعرف تسلسل الفكرة أو المعلومة، وأول من أوردها.
وراعيت الدقة بعزو كل ما أورده من معلومات في ترجمة الشهيد، وذلك في ذكر: اسمه، وأسماء أجداده، ونسبته، وقبيلته، وكنيته، ولقبه، وتحريت مزيدا في الدقة في ذلك.
مما يساعد للوصول إلى الحقيقة في الصحابة المختلف في استشهادهم في غزوة أحد لتشابه بينهم وبين أحد الشهداء في الاسم أو اسم الأب أو اسم الجد، أو النسب أو النسبة أو اللقب أو الكنية.
ولذلك كثرت الإحالات إلى الحاشية عند سرد نسب الصحابي، وهذا الصنيع وإن كان فيه تكرار في بعض الحواشي، إلا أنني رأيته ضروريا لإعطاء القارئ صورة أقرب لواقع محتويات ترجمة الصحابي في هذه المصنفات.
وتحاشيت طريقة العزو الإجمالي التي قد توهم أن المصادر المذكورة اتفقت
جميعا على إيراد جميع المعلومات بجزئياتها، مع أن الحقيقة قد لا تكون كذلك، بل قد ينفرد أحد هذه المصادر بمعلومة واحدة فقط ولا يشارك بقية المصادر في باقي المعلومات.
وهي طريقة تشبه إلى حد كبير طريقة الإسناد الجمعي التي تجنبها المحدِّثون والرواة؛ عدا قلة منهم أمثال: ابن إسحاق في بعض رواياته، والواقدي الذي ينتهجها في كثير من رواياته، وتلميذه ابن سعد إلا أن استخدامه لها نادرا.
والرواية التي يَستخدم فيها المصنفُ الإسنادَ الجمعي تختلط متونها ببعض فإن كان في الرواة راوٍ لا يعتد به؛ فإن المتن كله يكون ضعيفا؛ حتى وإن كان باقي الرواة ثقات؛ وسبب ذلك اختلاط معلوماتهم بمعلومات الراو الضعيف وعدم تميزها.
وقسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول:
ذكرت في المقدمة: أهمية البحث، والمصادر التي سبقت في تناول موضوع البحث، ومنهجي في البحث.
وتضمن التمهيد: عرضا مختصرا لغزوة أحد، وفضل شهداء أحد رضي الله عنهم.
وعنونت الفصل الأول: (من استشهد من المهاجرين في غزوة أحد) ذكرت فيه الاختلاف في عدد من استشهد في أحد من المهاجرين، ثم ترجمت لشهداء أحد الذين ذكرهم ابن إسحاق.
أما الفصل الثاني فعنوانه: (من استشهد من الأوس في غزوة أحد) مهدت له بالتعريف بالأوس وذكر قبائلهم ثم ترجمت لمن ذكرهم ابن إسحاق في شهداء أحد من الأوس.
والفصل الثالث عنوانه: (من استشهد من الخزرج في غزوة أحد) مهدت له أيضا بالتعريف بالخزرج وذكرت قبائلهم ثم ترجمت لمن ذكرهم ابن إسحاق في
شهداء أحد من الخزرج.
ثم ختمت البحث بخاتمة، وذيلته بفهرس للمصادر والمراجع، وفهرس للموضوعات.
وفي ختام هذه المقدمة أحمد الله تعالى الذي منَّ عليَّ بنعمه الكثيرة التي لا تُعد ولا تُحصى، ومنها إتمام هذا البحث، الذي كان حلما منذ عامين فتحقق، فأشكره على فضله وعظيم إنعامه.
ولا أدعي أن البحث جاء على ما أريده تماما، وذلك لما يعتري البشر وأعمالهم من النقص، فقد وصفهم الله بالضعف فقال:{وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} 1.
كتب عبد الرحيم البيساني إلى العماد الأصفهاني2 معتذرا عن كلام
1 جزء من الآية: 28 من سورة النساء: أي: ضعف في نفسه، وضعف في عزمه وهمته، وذكر ابن أبي حاتم أن موسى عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسله: “وإن أمتك أضعف أسماعا وأبصارا وقلوبا” (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 1/479) .
2 البيساني هو: عبد الرحيم بن علي بن الحسين بن الحسن اللخمي الشامي البيساني الأصل، ولد سنة تسع وعشرين وخمس مائة، سمع من ابن عساكر وغيره، قال الذهبي: “كان بارعا في الترسل وبلاغة الإنشاء، وله في ذلك اليد البيضاء، والمعاني المبتكرة، والباع الأطول، لا يدرك شأوه، ولا يشق غباره، مع الكثرة” كان حافظا للقرآن، وقرأ الجمع بين الصحيحين توفي سنة ست وتسعين وخمس مائة من الهجرة (الذهبي، سير أعلام النبلاء: 21/338-344) .
والعماد الإصفهاني هو: عمادالدين أبوعبد الله محمد بن محمد بن حامد بن عبد الله الأصبهاني الكاتب، ولد سنة تسع عشرة وخمس مائة بأصبهان، ساد في علم الترسل، وصنَّف التصانيف، واشتهر ذكره، كان فريد عصره نظما ونثرا، كان جامعا للفضائل: الفقه، والأدب، والشعر الجيد، وله اليد البضاء في النثر والنظم، توفي سنة سبع وتسعين وخمس مائة من الهجرة (الذهبي، سير أعلام النبلاء: 21/345-350) .
استدركه عليه: “إنه قد وقع لي شيءٌ وما أدري أوقع لك أم لا؟ وها أنا أخبرك به وذلك أني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده:
“لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل”.
ثم علق البيساني بقوله: “وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر”1.
أسأل الله أن يرزقني حسن النية والعمل، وأن يجعله عملا صالحا متقبلا، وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1 حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: 1/18، وقد اشتهرت نسبت هذه العبارة للعماد الأصفهاني على أنها من كلامه؛ ولم أقف على ذلك، إنما قيلت له كما ذكرت والله أعلم.
التمهيد: غزوة أحد1 وفضل شهداء أحد
غزوة أحد إحدى مغازي النبي صلى الله عليه وسله، تنسب إلى جبل أحد وهو جبل يقع شمال المدينة النبوية، أخبر النبي صلى الله عليه وسله أنه من جبال الجنة فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، حتى إذا أشرفنا على المدينة قال:"هذه طابةُ وهذا أُحُدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه"2.
في سفح هذا الجبل وقبل أكثر من أربعة عشر قرنا، وبالتحديد في منتصف شوال من العام الثالث من الهجرة3 وقعت غزوة أحد بين فئتين من أهل ذاك العصر: فئة تؤمن بالله واليوم الآخر وهم: أصحاب النبي صلى الله عليه وسله الذين التفوا حوله بقلوبهم فهم المجتمع الإسلامي الصافي من كل الشوائب، وبين فئة كافرة بالله مشركة وهم: مشركو قريش ومن أطاعهم.
هذه الغزوة هي الغزوة الوحيدة التي قاتل فيها صلى الله عليه وسله بنفسه، وفيها ضرب أبي ابن خلف بحربة، وهي المرة الوحيدة التي يضرب بها أحداً من الناس بيده4.
1 وقعت الغزوة بجانب جبل أحد فنسبت إليه ويقع هذا الجبل شمال المدينة النبوية ويبلغ ارتفاعه ما يزيد على العشرين ومائة مترا، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة أكيال ونصف الكيل بدءاً من باب المجيدي أحد أبواب المسجد النبوي من المبني القديم (أ. د. أكرم ضياء العمري، السيرة النبوية الصحيحة: 2/378) .
2 البخاري، الجامع الصحيح: 8/125.
3 أجمع علماء السيرة على أن الغزوة كانت في شوال من السنة الثالثة، انظر كتاب السير والمغازي لابن إسحاق: 324، وانظر أقوالهم في:(مرويات غزوة أحد، حسين الباكري: 43) .
4 نقل الحلبي عن شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك (الصالحي، سبل الهدى والرشاد: 4/9)، وقال الحلبي في السيرة الحلبية عقب سرده لقصة ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن خلف: “قال في النور: ولم يقتل بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم قط أحدا إلا أبي بن خلف؛ لا قبل ولا بعد” (السيرة الحلبية
2/511-512) .
وسبب هذه الغزوة أن المشركين أرادوا أن يثأروا لقتلاهم في غزوة بدر التي وقعت قبل أحد بسنة وشهر1 وليخلصوا طرقهم التجارية إلى الشام من سيطرة المسلمين، وليستعيدوا مكانتهم عند العرب التي تأثرت لهزيمتهم في بدر2.
فقد أجمعت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسله بأحابيشها ومن أطاعهم من قبائل: بني كنانة، وأهل تهامة3 وبلغ عددهم: ثلاثة آلاف رجل ومعهم مائتا فرس4 وثماني نسوة 5.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسله رؤيا تتعلق بالغزوة فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسله قال: “رأيت في رؤيايَ أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقْرا والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد” 6.
ولما علم المسلمون بقدوم المشركين لغزو المدينة شاور رسول الله صلى الله عليه وسله أصحابه في البقاء في المدينة والتحصن فيها أو الخروج لملاقاة جيش المشركين ولما استمع عليه الصلاة والسلام لآراء الصحابة وقد رأى بعضهم البقاء في المدينة ورأى آخرون الخروج منها لملاقاتهم خارجها، انطلق صلى الله عليه وسله فلبس لأمته، فتلاوم
1 ابن إسحاق، كتاب السير والمغازي: 322، حسين الباكري، مرويات غزوة أحد: 46، وأ د. أكرم ضياء العمري، السيرة النبوية الصحيحة: 2/378.
2 حسين الباكري، مرويات غزوة أحد: 46، وأ د. أكرم ضياء العمري، السيرة النبوية الصحيحة: 2/378.
3 ابن إسحاق، كتاب السير والمغازي: 322-323.
4 ابن إسحاق، كتاب السير والمغازي:326.
5 انظر أسماءهن في كتاب السير والمغازي لابن إسحاق: 323-324، وفي تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام: 3/62.
6 رواه البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: 7/374-375.
الصحابة وقالوا: عرض نبي الله صلى الله عليه وسله بأمر وعرضتم بغيره، وأرسلوا عمه حمزة بن عبد المطلب يعتذر عنهم ويقول له: أمرنا لأمرك تبع فلما أخبر حمزة رضي الله النبي صلى الله عليه وسله بذلك قال له عليه الصلاة والسلام: “إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يناجز” 1.
خرج المسلمون من المدينة رافعين راية سوداء، وثلاثة ألوية: لواء للمهاجرين يحمله مصعب بن عمير، ولواء الأوس يحمله أسيد بن حضير، ولواء الخزرج يحمله الحباب بن المنذر، وقد اجتمع تحت هذه الألوية: جيش تعداده ألف نفس كانوا في بادىء الأمر خليطا فيهم: مسلمون صادقون، وفيهم متظاهرون بالإسلام من أتباع عبد الله بن أبي بن سلول، منهم مئتا دارع، ومعهم فرسان فقط.
1 جاء ذلك في رواية طويلة رواها ابن إسحاق في كتاب السير والمغازي: 324-325، عن جمع من شيوخه فيهم عدد مبهمون جمع رواياتهم كلها في متن واحد، وذكره كذلك ابن هشام في تهذيبه لسيرة ابن إسحاق:(3/60-63)، ورواه الإمام أحمد في المسند:(3/351) بإسناده عن أبي الزبير عن جابر به نحوه وذكر هـ الطبري في التفسير: (4/164-165) وصدره بقوله: (ذُكر لنا) ، ورواه الطبراني ومن طريقه الحافظ ابن حجر (تغليق التعليق
5/330-331) بإسناده عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس بمثل رواية الحاكم، ورواه الحاكم في المستدرك (2/128-129) بإسناده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما به نحوه ولفظه: “ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه” وقال الحاكم: “هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه” وأقره الذهبي فقال في التلخيص: صحيح، وذكر رواية الحاكم هذه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/341) وقال: وهذا سند حسن، ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7/40-41) بإسناده من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة به نحوه، ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية (4/12-13)، وصحح الألباني المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمجموع الطرق؛ انظر تعليقاته على فقه السيرة لمحمد الغزالي: ص 269.
ولبس رسول الله صلى الله عليه وسله درعين، وخرج الجيش متجها إلى أحد، وبالقرب من موقع المعركة، ولما كان الفريقان يرى بعضهم بعضا؛ انسحب رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الجيش، وذلك إنما هو تصفية وتنقية لجيش المسلمين قال تعالى:{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، وقال تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} .
ورأى بعض الصحابة قتال المنافقين أتباع رأس المنافقين الذين انسحبوا من الجيش قال تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} .
وهمَّ بعض المسلمين بالعودة إلى المدينة ولكن الله تولاهم فقاوموا الضعف الذي ألم بهم قال تعالى: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} .
ولما وصل جيش المسلمين ميدان المعركة: تفقد النبي صلى الله عليه وسله جيش المسلمين واستعرض صغار الصحابة الذين لا طاقة لهم بالقتال فلم يجزهم، ونظم عليه الصلاة والسلام صفوف الجيش وجعل ظهورهم إلى جبل أحد ووجوههم تستقبل المدينة، وجعل خمسين من الرماة بقيادة عبد الله بن جبير رضي الله عنهم فوق جبل عينين المقابل لجبل أحد من جهة الجنوب لحماية المسلمين من التفاف المشركين عليهم وإحاطتهم بهم، وشدد عليه الصلاة والسلام على هؤلاء الصحابة بألا يبرحوا مكانهم مهما تغيرت الظروف فقال لهم: “لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينون” 1.
التقى الفريقان واشتد القتال بين المسلمين والمشركين، وأبدى المسلمون رغم قلة العدة والعدد بطولة فائقة حتى قتلوا من المشركين وجرحوا وتراجع
1 رواه البخاري في صحيحه، (الجامع الصحيح مع فتح الباري: 7/349) .
المشركون وانهزموا، فلما رأى الرماة هزيمة المشركين قالوا لأميرهم عبد الله بن جبير: الغنيمة الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون، فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسله؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة ثم انطلقوا يجمعون الغنائم1.
وبعد نزول الرماة وانكشاف ظهور المسلمين: رأى خالد بن الوليد وكان على خيالة المشركين الفرصة سانحة فالتف حول المسلمين، وشجع ذلك المشركين فعادوا للقتال من جديد وأحاطوا بالمسلمين من جهتين وفقد المسلمون مواقعهم الأولى وأخذوا يقاتلون دون تخطيط فأخذوا يتساقطون شهداء في ميدان المعركة في سفح جبل أحد.
وهؤلاء الشهداء استحقوا أفضل ما يجزى به شهيد لأنهم شهداء غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسله، وأضافوا إلى ذلك فضل صحبة النبي صلى الله عليه وسله وغير ذلك من فضائل الصحابة رضوان الله عليهم الكثيرة.
ولشهداء أحد رضي الله عنهم فضل ومزيّة على غيرهم من شهداء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فقد وردت آيات وأحاديث في فضلهم رضوان الله عليهم، فمما نزل فيهم من القرآن: قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} 2.
نزلت هذه الآية في شهداء أحد عامة 3 أو في أحدهم وهو أنس بن النضر رضي الله عنه، لما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ترى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر الخزرجي: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
1 انظر: المصدر السّابق.
2 سورة الأحزاب، الآية رقم:23.
3 انظر: فتح الباري لابن حجر: 8/518.
عَلَيْهِ 1} 2، ونزل فيهم أيضا قوله جل وعلا:{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَفَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} 3.
قال ابن كثير: “يخبر تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار”4.
روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسله: "لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترِد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن مقيلهم قالوا: ياليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 5} 6.
وفي الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسله فقال "يا جابر مالي أراك منكسرا مهتما قلت يا رسول الله استشهد أبى وترك عيالا وعليه دين قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قلت بلى يا رسول الله قال إن الله أحيا أباك وكلمه كفاحا وما كلم أحدا قط إلا من
1 سورة الأحزاب، الآية رقم:23.
2 البخاري، الجامع الصحيح: 8/518.
3 سورة آل عمران، الآيات: 169 - 171.
4 ابن كثير، تفسير القرآن العظيم: 1/426.
5 سورة آل عمران، الآية رقم:169.
6 أحمد، المسند: 1/265، وبتحقيق د. عبد الله التركي وآخرين: 4/218.
وراء حجاب فقال له يا عبدى تمنَّ أعطك قال يا رب تردنى إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية فقال الرب تعالى ذكره إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي" فأنزل الله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا
…
الآية} 1.
وسيأتي في تراجم الشهداء أحاديث أخرى تدل على فضل شهداء أحد.
1 ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339-341، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242-244، وابن حجر، الإصابة: 2/350، ورواه الترمذي وحسنه، السنن: 5/230-231.