الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين أبي بكر الصديق حين آخى بين المهاجرين والأنصار1.
وابنه زيد بن خارجة هو الذي تكلم بعد الموت 2 فقد سُمع منه الكلام بعد موته في زمن عثمان بن عفان 3.
ذُكر أن خارجة بن زيد بن أبي زهير أخذته الرماح يوم أحد فجرح بضعة عشر جرحا فمر به صفوان بن أمية فعرفه فأجهز عليه ومثل به وقال هذا ممن أغرى بأبي عَلِيّ يوم بدر يعني أباه ـ أمية بن خلف.
فلما قتل صفوان من قتل يوم أحد قال: الآن شفيت نفسي حين قتلت الأماثل4 من أصحاب محمد؛ قتلت ابن قوقل، وقتلت ابن أبي زهير: خارجة ابن زيد، وقتلت أوس بن أرقم5.
1 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/525 من رواية الواقدي، وابن عبد البر، الاستيعاب: 1/420، وابن الأثير، أسد الغابة: 1/562.
2 ابن عبد البر، الاستيعاب: 1/420، وابن الأثير، أسد الغابة: 1/562.
3 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/525.
4 أماثل الناس خيارهم (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 4/296) .
5 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/525 من رواية الواقدي، ابن عبد البر، الاستيعاب: 1/420، وابن الأثير، أسد الغابة: 1/562.
42-
سعد بن الرَّبيع بن عمرو بن أبي زهير
1:
سعد بن الَّبيع بن عمرو بن أبي زُهير بن مالك بن امرىء القيس بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج2 الأنصاري
1 ذكره ابن إسحاق فيمن استشهدوا في أحد من الأنصار: من بني الحارث بن الخزرج (تهذيب سيرة ابن إسحاق، لابن هشام: 3/125) .
2 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/522، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196-197، وابن حجر، الإصابة: 2/26-27.
الخزرجي1.
وأمه: هزيلة بنت عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث ابن الخزرج، وكان لسعد من الولد أم سعد واسمها جميلة وهي أم خارجة بن زيد ابن ثابت بن الضحاك وأمها عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وهي أخت عمارة وعمرو ابني حزم2.
عقبي بدري نقيب كان أحد نقباء الأنصار، وكان كاتبا في الجاهلية، وشهد العقبة الأولى والثانية، وشهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا3 ودفن معه خارجة بن زيد في قبر واحد4.
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك الخزرجي رضي الله عنه أنه قال: قدم علينا عبد الرحمن بن عوف واخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع ـ وكان كثير المال ـ فقال سعد: قد علمت الانصار أني من أكثرها مالا، سأقسم بيني وبينك شطرين ولي إمراتان: فانظر اعجبهما اليك فسمها لي اطلقها فاذا انقضت عدتها فتزوجها5.
وبعد غزوة أحد: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمس في القتلى فقال من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فقال رجل أنا فذهب يطوف بين القتلى فوجده وبه رمق فقال له سعد بن أبي الربيع ما شأنك فقال له الرجل بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196-197، وابن حجر، الإصابة: 2/26-27.
2 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/522.
3 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 2/43، 3/522، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196-197.
4 ابن إسحاق، تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام: 3/125، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196-197.
5 البخاري، الجامع الصحيح: 7/112-113، 9/231.
لآتيه بخبرك قال فاذهب إليه فأقرئه مني السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وأني قد أنفذت مقاتلي وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي"1.
هكذا ذكر مالك هذا الخبر ولم يسم الرجل الذي ذهب ليأتي بخبر سعد ابن الربيع وهو: أبي بن كعب ذكر ذلك ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده وفي هذا الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فإني رأيت الأسنة قد أشرعت إليه فقال أبي بن كعب أنا وذكر الخبر وفيه اقرأ على قومي السلام وقل لهم يقول لكم سعد بن الربيع: الله الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فوالله مالكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف قال أبي فلم أبرح حتى مات رحمه الله فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال رحمه الله نصح لله ولرسوله حيا وميتا2.
وقد تقدم ذكر قصة مشابهة لهذه القصة جرت مع أنس بن النضر رضي الله عنه.
قال ابن عبد البر: لا أعرفه مسندا وهو محفوظ عند أهل السير وقد ذكره ابن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني قال الحافظ ابن حجر قلت: وفي الصحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه وحكى ابن الأثير أن الرجل الذي ذهب إليه هو أبي بن كعب3.
وخلف سعد بن الربيع ابنتين فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلثين فكان ذلك أول بيانه للآية في قوله عز وجل: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَك}
1 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/523-524 عن معن بن عيسى قال أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد وذكر القصة، وذكره ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196-197.
2 ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196-197.
3 ابن حجر، الإصابة: 2/26-27.