الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد اله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام
…
57-
عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام1:
عبد الله بنُ عَمْرو بن حَرَام بن ثَعْلَبة بن حَرَام2 بن كَعب بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة3 بن سعد بن علي بن أسد بن سَارِدَة بن تَزِيد بن جُشَم بن الخزرج4 الخزرجي السلمي5 الأنصاري6 والد جابر بن عبد الله الصحابي المشهور7 يكنى أبا جابر8.
وأمه: الرباب بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غَنْم بن كعب بن سلمة9 وأمها: هند بنت مالك بن عامر بن بياضة.
1 ذكره ابن إسحاق فيمن استشهدوا في أحد من الأنصار: من بني سلمة ثم من بني حرام عبادة (تهذيب سيرة ابن إسحاق، لابن هشام: 3/126)، وذكره الذهبي أيضا فيمن استشهدوا يوم أحد (سير أعلام النبلاء: 1/150) .
2 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/561، 3/620، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242، وابن حجر، الإصابة: 2/350.
3 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/561، 3/620،وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242.
4 ابن الأثير، أسد الغابة: 3/242.
5 ابن الأثير، أسد الغابة: 3/242، وابن حجر، الإصابة: 2/350.
6 ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242، وابن حجر، الإصابة: 2/350.
7 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/561، وابن حجر، الإصابة: 2/350.
8 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/561، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339-341، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242-244.
9 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/561، 3/620.
شهد عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: العقبة مع السبعين من الأنصار1 في روايتهم جميعا2 وهو أحد النقباء الاثني عشر، وشهد بدرا، وأحدا3 وقتل يومئذ شهيدا4.
قتله أسامة الأعور بن عبيد، وقيل: بل قتله سفيان بن عبدشمس أبوأبي الأعور السلمي5 وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهزيمة وهو أول قتيل قتل من المسلمين يومئذ.
ولما بكاه بعض أهله نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن بكائه كما في صحيح البخاري6 "وأخبرهم بأن الملائكة ما زالت تظل عبد الله بن عمرو بن حرام بأجنحتها حتى رفع".
وفي رواية: "ابكوه أو لا تبكوه فوالله ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى دفنتموه".
والذين بكوه من أهله في هذه القصة: في صحيح البخاري ابنه جابر وأنه كان يكشف الثوب عن وجهه، وجاء عند غير البخاري: أنها أخت عبد الله أو عمته، أو ابنته7 وفي رواية لمسلم بالتصريح بأنها أخته فاطمة بنت عمرو8
1 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/561.
2 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/620.
3 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/561، 3/620-621.
4 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 2/43، 3/561، 3/620-621.
5 ابن الأثير، أسد الغابة: 3/244.
6 البخاري، الجامع الصحيح: 7/374.
7 مسلم، الجامع الصحيح: 3/385، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339-341، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242-244.
8 مسلم، الجامع الصحيح: 4/1918.
وكذا عند ابن سعد في الطبقات1.
قال الحافظ في شرحه للفظة (لاتبكه) في رواية البخاري: “كذا هنا وظاهره أنه نهي لجابر وليس كذلك، وإنما هو نهي لفاطمة بنت عمرو عمة جابر” ثم أشار إلى رواية مسلم السابقة1.
وهو الصحيح فإن جابر بن عبد الله رضي الله عنه صرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ينهاه وأن الصحابة هم الذين كانوا ينهونه.
ففي صدر رواية البخاري للحديث يقول جابر: ”لما قتل أبي جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجه أبي، فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينهوني، والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينهَ”2.
روى بقي بن مخلد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: "لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر مالي أراك منكسرا مهتما قلت يا رسول الله استشهد أبى وترك عيالا وعليه دين قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قلت بلى يا رسول الله قال إن الله أحيا أباك وكلمه كفاحاً3 وما كلم أحدا قط إلا من وراء حجاب فقال له يا عبدى تمن أعطك قال يا رب تردنى إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية فقال الرب تعالى ذكره إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
…
} الآية4.
1 ابن حجر، فتح الباري: 7/376.
2 البخاري، الجامع الصحيح: 7/374.
3 كفاحا: أي مواجهة، ليس بينهما حجاب ولا رسول (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 4/185) .
4 رواه الترمذي، السنن: 5/230-231، وذكره ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339- 341، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242-244، وابن حجر، الإصابة: 2/350.
قال جابر فحفرت له قبرا بعد ستة أشهر فحولته إليه فما أنكرت منه شيئا الا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض1.
روى ابن سعد بإسناد رجاله ثقات إلا أن فيه الوليد بن مسلم ولم يصرح شيخه بالسماع وهو كثير التدليس والتسوية عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج لدفن شهداء أحد قال: "زملوهم2 بجراحهم فإني أنا الشهيد عليهم ما من مسلم يُكْلَم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة يسيل دما اللون لون الزعفران والريح ريح المسك" قال جابر وكفن أبي في نمرة واحدة وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "أي هؤلاء كان أكثر أخذا للقرآن" فإذا أشير له إلى الرجل قال قدموه في اللحد قبل صاحبه قالوا وكان عبد الله بن عمرو بن حرام أول قتيل قتل من المسلمين يوم أحد قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السلمي فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهزيمة وقال: " ادفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح في قبر واحد" لما كان بينهما من الصفاء وقال ادفنوا هذين المتحابين في الدنيا في قبر واحد قال: وكان عبد الله بن عمرو رجلا أحمر أصلع ليس بالطويل وكان عمرو بن الجموح رجلا طويلا فعرفا فدفنا في قبر واحد وكان قبرهما مما يلي المسيل فدخله السيل فحفر عنهما وعليهما نمرتان وعبد الله قد أصابه جرح في وجهه فيده على جرحه فأميطت يده عن جرحه فانبعث الدم فردت يده إلى مكانها فسكن الدم قال جابر فرأيت أبي في حفرته كأنه نائم وما تغير من حاله قليل ولا كثير فقيل له فرأيت أكفانه قال إنما كفن في نمرة خمر بها وجهه وجعل على رجليه الحرمل فوجدنا النمرة كما هي والحرمل على رجليه على هيئته وبين ذلك ست وأربعون سنة فشاورهم جابر في أن يطيب بمسك فأبى ذلك
1 ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339-341، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242-244، وابن حجر، الإصابة: 2/350.
2 زملوهم: أي لفوهم (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: 2/313) .
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا لا تحدثوا فيهم شيئا وحولا من ذلك المكان إلى مكان آخر وذلك أن القناة كانت تمر عليهما وأخرجوا رطابا يتثنون”1.
روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله أن أباه توفي وعليه دين قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن أبي ترك عليه دينا وليس عندني إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه فقال انزعوه فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم2.
دفن هو وعمرو بن الجموح في قبر واحد3 وفي كفن واحد4 وكان عمرو بن الجموح على أخته هند بنت عمرو بن حرام والد جابر ابن عبد الله5.
روى ابن سعد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح عن جابر بن عبد الله: “قال أصيب أبي وخالي يوم أحد فجاءت بهما أمي قد عرضتهما على ناقة أو قال على جمل فأقبلت بهما إلى المدينة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ادفنوا القتلى في مصارعهم" قال فردا حتى دفنا في مصارعهما”6.
1 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/562-563.
2 البخاري، الجامع الصحيح: 6/587، ورواه ابن سعد بإسناد صحيح، الطبقات الكبرى: 3/563-564.
3 ابن إسحاق، تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام: 3/126، ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/562، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/339-341، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242-244.
4 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/562.
5 ابن عبد البر، الاستيعاب:2/339-341، وابن الأثير، أسد الغابة: 3/242-244.
6 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/562، والترمذي، السنن: 4/215، والإسناد رجاله ثقات إلا نبيح العنزي فقد قال عنه الحافظ ابن حجر: مقبول، وقال عنه الترمذي: ثقة.
روى مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل عن قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكانا في قبر واحد، وكانا ممن استشهد يوم أحد، فحفروا عنهما ليُغَيَّرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد وضع يده علىجرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين يوم أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة، وذكر نحوه الحافظ ابن حجر عن مالك في الموطأ1.
روى ابن سعد بإسناد صححه الحافظ ابن حجر2: عن جابر قال “صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية العين فأخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تتثنى أطرافهم”3.
روى البخاري في صحيحه4 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “دفن مع أبي رجل، فلم تطب نفسي حتى أخرجته فجعلته في قبر على حدة” ورواه ابن سعد أيضا5.
وروى البخاري6 أيضا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن علي دينا فاقض واستوص بأخواتك خيرا، فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه آخر
1 مالك، الموطأ: 2/470، وابن حجر، الإصابة: 2/350.
2 ابن حجر، فتح الباري: 3/216.
3 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/563.
4 البخاري، الجامع الصحيح: 3/215.
5 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/563.
6 البخاري، الجامع الصحيح: 3/214.