الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العقد، لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أعناقهم. وأما عبد الله بن أبي بكر فقال: ماقال ذلك العباس إلا ليؤخر القوم تلك الليلة، رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي بن سلول، فيكون أقوى لأمر القوم. فالله أعلم أي ذلك كان”1.
قال ابن الأثير: “فقال عباس بن عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم لئن شئت لنميلن عليهم غدا بأسيافنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم نؤمر بذلك”2.
وذكره ابن سعد فيمن شهد العقبة الأولى من رواية الواقدي3 وذكره أيضا من رواية الواقدي في النفر من الأنصار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الآخرة ثم رجعوا إلى المدينة فلما قدم أول من هاجر إلى قباء خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حتى قدموا مع أصحابه في الهجرة فهم مهاجرون أنصاريون4.
1 تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام: 1/446.
2 ابن الأثير، أسد الغابة: 3/59-60.
3 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 1/220.
4 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 1/226.
53-
نعمان بن مالك بن ثعلبة بن فهر بن غنم بن سالم
1:
النُّعْمَانُ بن مالك بن ثعلبة بن دَعْدِ بن فِهْر بن ثعلبة2 بن غَنْم بن عوف3 بن
1 ذكره ابن إسحاق فيمن استشهدوا في أحد من الأنصار: من بني عوف بن الخزرج ثم من بني سالم ثم من بني مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم عبادة (تهذيب سيرة ابن إسحاق، لابن هشام: 3/126)، وذكره الذهبي أيضا فيمن استشهدوا يوم أحد (سير أعلام النبلاء: 1/150) .
2 ابن عبد البر، الاستيعاب: 3/549، وابن الأثير، أسد الغابة: 4/564-565، وابن حجر، الإصابة: 3/565.
3 ابن عبد البر، الاستيعاب: 3/549، وابن الأثير، أسد الغابة: 4/564-565.
عمرو بن عوف بن الخزرج1 وثعلبة بن دعد هو الذي يسمى قوقلا وكان قوقل له عز فكان يقال للخائف إذا جاء قوقل حيث شئت فأنت آمن فسُمِّيَ بنوغَنْم بن عوف وبني سالم بن عوف كلهم بذلك: قواقلة، وكذلك هم في الديوان يدعون: بني قوقل2.
وأم النعمان الأعرج هي: عمرة بنت ذياد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو ابن عمارة بن مالك من بني غضينة من بلي حليف لهم وهي أخت المجذر بن ذياد3.
وذكر ابن عبد البر أن النعمان هذا شهد في قول الواقدي: بدرا، وأحدا وقتل يومئذ شهيدا، قتله صفوان بن أمية.
وذهب عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري إلى أن الذي شهد بدرا وقتل يوم أحد إنما هو: النعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم، أما الأول فإنه لم يشهد بدرا4 وقد ذكر عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري نسب النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد ونسب النعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة ابن أصرم في كتاب (نسب الأنصار) وذكر أولادهما وما ولدوا5.
1 ابن عبد البر، الاستيعاب: 3/549، وابن الأثير، أسد الغابة: 4/564-565، وابن حجر، الإصابة: 3/565.
2 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/548، وابن عبد البر، الاستيعاب: 3/549، وابن الأثير، أسد الغابة: 4/564-565.
3 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/548.
4 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/548، وابن عبد البر، الاستيعاب: 3/549، وابن الأثير، أسد الغابة: 4/564-565.
5 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/548.
فغاير بينهما بجدَّيْهما: أصرم ودعد فجد الأول دعد وجد الآخر أصرم، ولذلك فقد ترجم له ابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر مرتين لكل اسم من الاسمين ترجمة.
وجزم ابن الأثير بأنهما واحد فقال: “الذي أظنه، بل أتيقنه، أن هذا النعمان هو النعمان بن قوقل المذكور قبل هذه، والنسب واحد، والحالة من شهوده بدرا وقتله يوم أحد واحدة، وليس في النسب اختلاف إلا في (دعد) و (أصرم) وهذا بل وما هو أكثر منه يختلفون فيه، فمنهم من يذكر عوض الاسم والاسمين، ومنهم من يسقط بعض النسب الذي أثبته غيره، وهو كثير جدا، وإذا رأيت كتبهم وجدته، ولهذه العلة لم يخرجه ابن مندة ولا أبونعيم”1.
فعلى هذا فإن النعمان بن قوقل والنعمان الأعرج واحد، ولم أقف على كتاب ابن عمارة المشار إليه آنفا، ومن خلال ما وقفت عليهم في ترجمتيهما فأميل إلى ما توصل إليه ابن الأثير رحمه الله.
ذكر ابن الأثير أنه صاحب القول يوم أحد: “اللهم إني أسألك لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي هذه خَضِرَ الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ظن بالله ظنا فوجده عند ظنه، لقد رأيته يطأ في خَضِرِها، ما به عرج” 2.
قال ابن عبد البر: ذكر السدي أن النعمان بن مالك الأنصاري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حين خروجه إلى أحد ومشاورته عبد الله بن أبي بن سلول ولم يشاوره قبلها فقال النعمان بن مالك والله يا رسول الله لأدخلن الجنة فقال له: بم فقال بأني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأني لا أفر من
1 ابن الأثير، أسد الغابة: 4/565.
2 ابن الأثير، أسد الغابة: 4/563، وتقدم ذكر قصة مشابهة في ترجمة عمرو بن الجموح رضي الله عنه.
من الزحف قال صدقت فقتل يومئذ1.
قال الحافظ ابن حجر: “وما قاله أبو عمر محتمل وقد ترجم البخاري: النعمان بن قوقل ثم قال: النعمان بن مالك ولم يسق له شيئا وذكر الواقدي أن النعمان بن مالك وقف مع عمرو بن الجموح بأحد”2.
وذكر ابن الأثير أن زيادة أبي موسى في نسبه سالم ليس بصحيح، ونسبته له إلى الأوس أيضا ليس بصحيح3.
روى الواقدي أن الذي قتل النعمان هو: صفوان بن أميه وأنه قال: الآن حيث شفيت نفس حين قتلت الأماثل من أصحاب محمد، قتلت ابن قوقل وقتلت ابن أبي زهير، يعني خارجة، وقتلت أوس بن أرقم4
دفن مع النعمان في قبره: المجذر بن ذياد، وعبادة بن الحسحاس5.
ورد ذكر النعمان بن قوقل في الحديث صحيح فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن قوقل فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة، وحرمت الحرام، وأحللت الحلال، أأدخل الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم6.
1 ابن عبد البر، الاستيعاب: 3/549، وابن الأثير، أسد الغابة: 4/564-565، وابن حجر، الإصابة: 3/565.
2 ابن حجر، الإصابة: 3/565.
3 ابن الأثير، أسد الغابة: 4/565.
4 ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/525.
5 ابن إسحاق تهذيب سيرة ابن إسحاق لابن هشام: 3/126.
6 الجامع الصحيح: 1/44 (كتاب الإيمان (1) ، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (4)) ، ورواه أحمد أيضا، المسند: 3/348،316.