الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - فضل الصف الأول وميامن الصفوف في صلاة الجماعة
، وفضل وصلها، ثبت في ذلك فضائل كثيرة منها ما يأتي:
الفضل الأول: القرعة على الصف الأول وأنه مثل صف الملائكة؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا .. )) (1). وفي رواية لمسلم: ((لو تعلمون أو يعلمون ما في الصف المقدم، لكانت القرعة)) (2).
وقد ثبت أن الصف الأول على مثل صف الملائكة؛ لحديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: ((
…
وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فيه لابتدرتموه)) الحديث (3).
(1) متفق عليه: البخاري، برقم 615،ومسلم، برقم 437،وتقدم تخريجه في فضل الصلاة.
(2)
مسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الصف الأول، برقم 439.
(3)
سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة، برقم 554، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 111.
قال الشيخ أحمد البنا في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: ((على مثل صف الملائكة
…
)) ((أي في القرب من الله عز وجل، ونزول الرحمة، وإتمامه واعتداله، ويستفاد منه أن الملائكة يصفون لعبادة الله تعالى (1)، وقد جاء ذلك صريحاً عن جابر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:)) ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ ((فقلنا يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: ((يتمون الصفوف الأوَلَ ويتراصون في الصف)) (2).
الفضل الثاني: الصف الأول خير الصفوف؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها)) (3).
(1) بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني، 5/ 171.
(2)
مسلم، كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام، وإتمام الصفوف الأوَل والتراص فيها، والأمر بالاجتماع، برقم 430.
(3)
مسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها، برقم 440.
قال الإمام النووي رحمه الله: ((أما صفوف الرجال فهي على عمومها، فخيرها أولها أبداً، وشرها آخرها أبداً، أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال، خير صفوفهن أولها، وشرها آخرها، والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثواباً وفضلاً، وأبعدها من مطلوب الشرع، وخير بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال، لبعدهن من مخالطة الرجال، ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم، ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك، والله أعلم)) (1).
الفضل الثالث: الله تعالى وملائكته يصلون على الصفوف الأُوَل، والصف المقدم أكثرها صلاة؛ لحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول)) قالوا: يا رسول الله، وعلى
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 4/ 403.
الثاني؟ قال: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول))، قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: ((وعلى الثاني)) (1).
وصلاة الله تعالى: ثناؤه عليهم عند الملائكة، وصلاة الملائكة والنبي صلى الله عليه وسلم، وسائر الناس: الدعاء والاستغفار (2).
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل وملائكته يصلون على الصف الأول، أو الصفوف الأولى)) (3).
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المتقدمة)) (4).
(1) أحمد في المسند، 5/ 262، قال المنذري في الترغيب والترهيب، 1/ 384:((رواه أحمد بإسناد لا بأس به، والطبراني وغيره))، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 2/ 91:((رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجال أحمد موثقون))، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 197.
(2)
انظر: صحيح البخاري، قبل الحديث رقم 4797،وتقدم تخريجه في مفهوم الصلاة.
(3)
أحمد، 4/ 269، وقال المنذري في الترغيب والترهيب، 1/ 385:((رواه أحمد بإسناد جيد))، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 197.
(4)
النسائي، كتاب الإمامة، باب كيف يقوّم الإمام الصفوف، برقم 811، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب فضل الصف المقدم، برقم 997، لكن بلفظ:((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول))، وأبو داود، برقم 664، ولفظه:((إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأولى))، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 175.
الفضل الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم صلى على الصف الأول ثلاثاً، وعلى الثاني مرة واحدة، لحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:((كان يصلي على الصف الأول ثلاثاً، وعلى الثاني واحدة)). ولفظ ابن ماجه: ((كان يستغفر للصف المقدم ثلاثاً، والثاني مرة)) (1).
الفضل الخامس: صلاة الله تعالى وملائكته على ميامين الصفوف؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على ميامين الصفوف)) (2)، وعن
(1) النسائي، كتاب الإمامة، باب فضل الصف الأول على الثاني، برقم 817، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات، باب فضل الصف المقدم، برقم 996، وابن خزيمة، 3/ 27، مثل لفظ ابن ماجه، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وهو بلفظ ابن ماجه، 1/ 214، وابن حبان في صحيحه ((الإحسان))، 5/ 531، برقم 2158، مثل لفظ النسائي، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 177، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 196.
(2)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب من يستحب أن يلي الإمام في الصف، برقم 676، وابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، باب فضل ميمنة الصف، برقم 1005، وقال المنذري في الترغيب والترهيب، 1/ 388:((رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد حسن))، وقال الألباني في صحيح أبي داود 1/ 132: حسن بلفظ ((الذين يصلون الصفوف))، قلت: وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 2/ 213.
البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: ((رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك)) (1).
الفضل السادس: من وصل صفّاً وصله الله وعليه صلاة الله تعالى وملائكته؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على الذين يَصِلُون الصفوف، ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة)) (2).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من وصل صفّاً وصله الله، ومن قطع صفّاً قطعه الله عز وجل)) (3).
(1) مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب يمين الإمام، برقم 709، وتقدم تخريجه في صفة الصلاة.
(2)
ابن ماجه، واللفظ له، كتاب إمامة الصلاة والسنة فيها، باب إقامة الصفوف، برقم 995، وأحمد، 6/ 67، وابن خزيمة، 3/ 23، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي،
1/ 214، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 200.
(3)
النسائي، كتاب الإمامة، باب من وصل صفاً، برقم 819 بلفظه، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف، برقم 666، وابن خزيمة، 3/ 23، والحاكم وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، 1/ 213، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 200، وفي صحيح النسائي، 1/ 177.