الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نافلة)). وفي لفظ: ((إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام ولم يصلِّ فليصلِّ معه؛ فإنها له نافلة)) (1)؛ ولحديث محجن، وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم؟)) قال: بلى ولكني كنت قد صليت في أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا جئت فصلِّ مع الناس وإن كنت قد صليت)) (2)؛ولحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه (3)؛ ولحديث ابن مسعود رضي الله عنه (4) والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل (5).
المبحث الحادي عشر: المسبوق يصلي ما بقي
من
(1) الترمذي، برقم 219، وأبو داود، برقم 575، والنسائي، برقم 858، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 186، وتقدم تخريجه في الصلوات ذوات الأسباب.
(2)
النسائي، برقم 857، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 186، وتقدم تخريجه في الصلوات ذوات الأسباب.
(3)
أحمد، 5/ 169، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت، برقم 433، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 88.
(4)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب إذا أخر الإمام الصلاة عن الوقت برقم 432، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 87.
(5)
انظر: نيل الأوطار للشوكاني، 1/ 508 - 510 و2/ 296، 384، والشرح الممتع لابن عثيمين، 4/ 219، وصلاة الجماعة، للسدلان، ص103.
صلاته إذا سلم إمامه من غير زيادة؛ لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه حينما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قال: فتبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر وضوءه، وأن ذلك قبل صلاة الفجر، قال: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدَّموا عبدالرحمن بن عوف، فصلى بهم حين كان وقت الصلاة، ووجدنا عبد الرحمن وقد صلى بهم ركعة من صلاة الفجر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصف مع المسلمين فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية، فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم، ثم قال:((أحسنتم، أو قد أصبتم)) يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها)) (1). وقوله: ((يتم صلاته)) يدل على أن ما يدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه
(1) متفق عليه: البخاري مختصراً، كتاب الوضوء، باب الرجل يوضئ صاحبه، برقم 182، ومسلم مختصراً، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، برقم 274، وأبو داود، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، برقم 149، وأحمد، 4/ 251، وألفاظه من سنن أبي داود ومسند أحمد.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) (1). وجاء في بعض الروايات: ((فاقضوا)) (2) والقضاء يطلق على أداء الشيء فهو بمعنى أتموا، فلا مغايرة بين اللفظين (3)، ولا حجة لمن تمسك برواية ((فاقضوا)) على أن ما أدركه مع الإمام هو آخر صلاته، وإنما الصواب أن ما يدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته (4).
(1) متفق عليه: البخاري، برقم 636، ومسلم، برقم 908، وتقدم تخريجه في آداب المشي إلى الصلاة.
(2)
أحمد، 2/ 270، وأبو داود، برقم 573، والنسائي، 2/ 114.
(3)
انظر: نيل الأوطار للشوكاني،2/ 257، 383،وسبل السلام للصنعاني، 2/ 115.
(4)
قال الإمام النووي: ((واختلف العلماء في المسألة، فقال الشافعي وجمهور العلماء من السلف والخلف: ما أدركه المسبوق مع الإمام أول صلاته، وما يأتي به بعد سلامه آخرها، وعكسه أبو حنيفة وطائفة، وعن مالك وأصحابه روايتان كالمذهبين، وحجة هؤلاء: ((واقضِ ما سبقك))، وحجة الجمهور أن أكثر الروايات ((وما فاتكم فأتموا)) وأجابوا عن رواية ((واقضِ ما سبقك)) أن المراد بالقضاء الفعل لا القضاء المصطلح عليه عند الفقهاء، وقد كثر استعمال القضاء بمعنى الفعل)) شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 104.
وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول: ((وما فاتكم فأتموا)) هذا أكثر الروايات، وفي بعض الروايات:((فاقضوا)) بمعنى أتموا سواء بسواء، فالروايتان مجتمعتان بمعنى الإتمام والإكمال، فما أدرك فهو أول صلاته، وما قضى فهو آخرها (1).
والمسبوق يدخل مع الإمام في أي جزء أدركه فيه؛ لحديث علي بن أبي طالب ومعاذ رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام)) (2). قال الترمذي رحمه الله:
(1) سمعته من سماحته أثناء تقريره على بلوغ المرام، الحديث رقم 445.
(2)
الترمذي، كتاب الصلاة، باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام وهو ساجد كيف يصنع، برقم 591، قال العلامة أحمد محمد شاكر في حاشيته على سنن الترمذي: قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير، 2/ 42، فيه ضعف وانقطاع، ويريد بالضعف الإشارة إلى تضعيف حجاج بن أرطأة وهو عندنا ثقة إلا أنه يدلس ولم يصرح بالسماع هنا، ويشير بالانقطاع إلى أن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، ولكن له شاهد من حديثه أيضاً عند أبي داود، برقم 506، يقول فيه ابن أبي ليلى: حدثنا أصحابنا ثم ذكر الحديث وفيه فقال معاذ: ((لا أراه على حال إلا كنت عليها)) قال: فقال إن معاذاً قد سن لكم سنة كذلك فافعلوا)). وهذا متصل؛ لأن المراد بأصحابه الصحابة كما صرح بذلك في رواية ابن أبي شيبة: ((حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم)) [حاشية أحمد شاكر على سنن الترمذي، 2/ 486]، وذكر له العلامة الألباني شاهداً عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أخرجه المروزي في مسائل أحمد وإسحاق، قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 3/ 185:((وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين)). والحديث صحيح المعنى لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)).