المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث السابع: تنعقد الجماعة باثنين: إمام ومأموم - صلاة الجماعة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: مفهوم صلاة الجماعة لغة واصطلاحاً:

- ‌1 - الصلاة لغة:

- ‌2 - الصلاة في الاصطلاح الشرعي:

- ‌3 - الجماعة لغة:

- ‌4 - الجماعة في الاصطلاح الشرعي:

- ‌المبحث الثاني: حكم صلاة الجماعة:

- ‌1 - أمر الله تعالى حال الخوف بالصلاة جماعة

- ‌2 - أمر الله عز وجل بالصلاة مع المصلين

- ‌3 - عاقب الله من لم يُجب المؤذن فيصلي مع الجماعة

- ‌4 - أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة مع الجماعة

- ‌5 - همّ النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق البيوت على المتخلفين عن صلاة الجماعة

- ‌6 - لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم للأعمى بعيد الدار في التخلف عن الجماعة

- ‌7 - بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له

- ‌8 - تركُ صلاة الجماعة من علامات المنافقين ومن أسباب الضلال

- ‌9 - تارك صلاة الجماعة متوعد بالختم على قلبه

- ‌10 - استحواذ الشيطان على قوم لا تقام فيهم الجماعة

- ‌11 - تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي صلاة الجماعة

- ‌12 - تفقد النبي صلى الله عليه وسلم للجماعة في المسجد

- ‌13 - إجماع الصحابة رضي الله عنهم على وجوب صلاة الجماعة

- ‌المبحث الثالث: فوائد صلاة الجماعة:

- ‌1 - شرع الله عز وجل لهذه الأمة الاجتماع في أوقات معلومة

- ‌2 - التعبد لله تعالى بهذا الاجتماع

- ‌3 - التوادد، وهو التحابّ

- ‌4 - التعارف

- ‌5 - إظهار شعيرة من أعظم شعائر الإسلام

- ‌6 - إظهار عز المسلمين

- ‌7 - تعليم الجاهل

- ‌8 - تشجيع المتخلف عن الجماعة

- ‌9 - تعويد الأمة الإسلامية على الاجتماع وعدم التفرق

- ‌10 - تعويد الإنسان ضبط النفس

- ‌11 - استشعار المسلم وقوفه في صف الجهاد

- ‌12 - شعور المسلمين بالمساواة، وتحطيم الفوارق الاجتماعية

- ‌13 - تفقد أحوال الفقراء، والمرضى، والمتهاونين بالصلاة

- ‌14 - استشعار آخر هذه الأمة بما كان عليه أولها

- ‌15 - اجتماع المسلمين في المسجد راغبين فيما عند الله من أسباب نزول البركات

- ‌16 - يزيد نشاط المسلم فيزيد عمله عندما يشاهد أهل النشاط

- ‌17 - تضاعف الحسنات ويعظم الثواب

- ‌18 - الدعوة إلى الله عز وجل بالقول والعمل

- ‌19 - اجتماع المسلمين في أوقات معينة يربيهم على المحافظة على الأوقات

- ‌المبحث الرابع: فضل صلاة الجماعة:

- ‌1 - صلاة الجماعة بسبع وعشرين صلاة فرادى

- ‌2 - يعصم الله بالصلاة مع الجماعة من الشيطان

- ‌3 - يزيد فضل الصلاة مع الجماعة بزيادة عدد المصلين

- ‌4 - براءة من النار وبراءة من النفاق لمن صلَّى لله أربعين يوماً

- ‌5 - من صلى الصبح في جماعة فهو في ضمان الله وأمانه حتى يمسي

- ‌6 - من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس

- ‌7 - عظم ثواب صلاة العشاء والصبح في جماعة

- ‌8 - اجتماع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر والعصر

- ‌9 - يعجب الله تعالى من الصلاة في الجماعة

- ‌10 - منتظر الصلاة مع الجماعة في صلاة، قبل الصلاة وبعدها

- ‌11 - الملائكة يدعون لمن صلى مع الجماعة قبل الصلاة وبعدها

- ‌12 - فضل الصف الأول وميامن الصفوف في صلاة الجماعة

- ‌13 - مغفرة الله ومحبته لمن وافق تأمينه تأمين الملائكة

- ‌المبحث الخامس: فضل المشي إلى صلاة الجماعة:

- ‌1 - شديد الحب لصلاة الجماعة بالمسجد في ظل الله يوم القيامة

- ‌2 - المشي إلى صلاة الجماعة ترفع به الدرجات، وتحط الخطايا

- ‌3 - يكتب له المشي إلى بيته كما كتب له المشي إلى الصلاة

- ‌4 - المشي إلى صلاة الجماعة تمحى به الخطايا

- ‌5 - المشي إلى صلاة الجماعة بعد إسباغ الوضوء تغفر به الذنوب

- ‌6 - إعداد الله تعالى الضيافة في الجنة لمن غدا إلى المسجد

- ‌7 - من ذهب إلى صلاة الجماعة فسُبق بها وهو من أهلها

- ‌8 - من تطهر وخرج إلى صلاة الجماعة فهو في صلاة حتى يرجع

- ‌9 - أجر من خرج إلى صلاة الجماعة متطهراً كأجر الحاج المحرم

- ‌10 - الخارج إلى صلاة الجماعة ضامن على الله تعالى

- ‌11 - اختصام الملأ الأعلى في المشي على الأقدام إلى صلاة الجماعة

- ‌12 - المشي إلى صلاة الجماعة من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة

- ‌13 - المشي إلى صلاة الجماعة من أسباب تكفير الخطايا

- ‌14 - إكرام الله تعالى لزائر المسجد

- ‌15 - فَرَحُ الله تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضياً

- ‌16 - النور التام يوم القيامة لمن مشى في الظلم إلى المساجد

- ‌المبحث السادس: آداب المشي إلى الصلاة في الجماعة:

- ‌1 - يتوَضأ في بيته ويسبغ الوضوء

- ‌2 - يبتعد عن الروائح الكريهة

- ‌3 - يأخذ زينته ويتجمل

- ‌4 - يدعو دعاء الخروج من المنزل ويخرج بنية الصلاة

- ‌5 - لا يشبك بين أصابعه في طريقه إلى المسجد ولا في صلاته

- ‌6 - يمشي وعليه السكينة والوقار

- ‌7 - ينظر في نعليه قبل دخول المسجد

- ‌8 - يقدم رجله اليمنى عند دخول المسجد

- ‌9 - يسلم إذا دخل المسجد على من فيه بصوت يسمعه من حوله

- ‌10 - يصلي تحية المسجد

- ‌11 - إذا خلع نعليه داخل المسجد وضعهما بين رجليه

- ‌12 - يختار الجلوس في الصف الأول على يمين الإمام إن تيسر

- ‌13 - يجلس مستقبلاً القبلة يقرأ القرآن أو يذكر الله

- ‌14 - ينوي انتظار الصلاة ولا يؤذي

- ‌15 - إذا أقيمت الصلاة فلا يصلي إلا المكتوبة

- ‌16 - يقدم رجله اليسرى عند الخروج من المسجد

- ‌المبحث السابع: تنعقد الجماعة باثنين: إمام ومأموم

- ‌المبحث الثامن: تدرك الجماعة بإدراك ركعة، ولا يُعتدُّ بركعة لا يُدْرك ركوعها

- ‌المبحث التاسع: صلاة الجماعة الثانية مشروعة لمن فاتته صلاة الجماعة الأولى

- ‌المبحث العاشر: من صلى ثم أدرك جماعة أعادها معهم نافلة

- ‌المبحث الحادي عشر: المسبوق يصلي ما بقي

- ‌المبحث الثاني عشر: يعذر في ترك الجماعة بأشياء، هي على النحو الآتي:

- ‌ الخوف

- ‌ المرض

- ‌ المطر

- ‌ الدحض

- ‌ الريح الشديدة في الليلة المظلمة الباردة

- ‌ حضور الطعام ونفسه تتوق إليه

- ‌ مدافعة الأخبثين [

- ‌ يكون له قريب يخاف موته ولا يحضره

الفصل: ‌المبحث السابع: تنعقد الجماعة باثنين: إمام ومأموم

‌16 - يقدم رجله اليسرى عند الخروج من المسجد

بعكس دخوله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله: في طهوره، وترجله، وتنعله (1). وكان ابن عمر رضي الله عنهما يبدأ برجله اليمنى فإذا خرج بدأ برجله اليسرى (2). وقال أنس رضي الله عنه:((من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى (3). ويقول: ((بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك] (4)[اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم])) (5).

‌المبحث السابع: تنعقد الجماعة باثنين: إمام ومأموم

،

(1) البخاري، كتاب الصلاة، باب التيمن في دخول المسجد وغيره، قبل الحديث 426.

(2)

البخاري معلقاً مجزوماً به، كتاب الصلاة، باب التيمن في دخول المسجد وغيره، قبل الحديث 426.

(3)

الحاكم، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، 1/ 118، وأخرجه البيهقي، 2/ 442، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 5/ 624، برقم 2478، وتقدم تخريجه.

(4)

مسلم، برقم 113، وأبو داود، برقم 465، وتقدم تخريجه في دعاء دخول المسجد.

(5)

ابن ماجه، كتاب المساجد، والجماعات، برقم 773، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 1/ 129.

ص: 78

ولو مع صبي على الصحيح أو امرأة ذات محرم عند الخلوة؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فقمت أصلي معه، فقمت عن يساره، فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه (((1). وعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أنه قال: أتى رجلان النبي صلى الله عليه وسلم يريدان السفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((إذا أنتما خرجتما فأذِّنا، ثم أقيما، ثم ليؤمَّكما أكبرُكما)) (2)؛ ولحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أنس، وأمه، وأم حرام خالة أنس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((قوموا فلأصلي بكم)) في غير وقت صلاة، فصلى بهم، وجعل أنساً عن يمينه، وأقام المرأة خلفهم (3). ومما يدل على صحة الجماعة وانعقادها برجل وامرأة، حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا

(1) متفق عليه: البخاري، برقم 117، 699، ورقم 992، ومسلم، برقم 82 (763)، وتقدم تخريجه في صلاة التطوع.

(2)

البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافرين، برقم 630، وبابٌ: اثنان فما فوقهما جماعة، برقم 658.

(3)

مسلم، كتاب المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة، برقم 660.

ص: 79

ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)) (1).

والأصل صحة الجماعة وانعقادها بالمرأة مع الرجل كما تنعقد بالرجل مع الرجل، ومن منع فعليه الدليل (2). إلا إذا كانت أجنبية وحدها، وليس عندهم أحد، فإنه يحرم عليه أن يؤمها؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم)) (3).

والصواب صحة مصافة الصبي وإمامته في الفرض والنفل؛ لعموم الأدلة، ومن أصرحها حديث عمرو بن سلمة رضي الله عنه قال أبي: جئتكم من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقّاً فقال: ((صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذِن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا)). فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني؛ لما

(1) ابن ماجه، برقم 1335، وأبو داود، برقم 1309، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 243، وتقدم تخريجه في صلاة التطوع.

(2)

نيل الأوطار للشوكاني، 2/ 369، والشرح الممتع لابن عثيمين، 4/ 351 - 352.

(3)

متفق عليه: البخاري، كتاب جزاء الصيد، باب حج النساء، برقم 1862، ومسلم، كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى الحج، برقم 1341.

ص: 80

كنتُ أتلقَّى من الركبان، فقدموني بين أيديهم، وأنا ابن ستٍّ أو سبْعِ سنين (1).

قال الوزير ابن هبيرة رحمه الله: ((وأجمعوا على أن أقل الجمع الذي تنعقد به صلاة الجماعة في الفرض غير الجمعة اثنان: إمام ومأموم قائم عن يمينه)) (2).

وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: ((وتنعقد الجماعة باثنين فصاعداً، لا نعلم فيه خلافاً)) (3).

وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: ((أجمع العلماء على أن المرأة تصلي خلف الرجل وحدها صفاً، وأن سنتها الوقوف خلف الرجل لا عن يمينه)) (4).

وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول في تقريره على حديث عمرو بن سلمة

(1) البخاري، كتاب المغازي، بابٌ: وقال الليث. برقم 4302.

(2)

الإفصاح عن معاني الصحاح، 1/ 155.

(3)

المغني لابن قدامة، 2/ 7.

(4)

الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار، 6/ 249.

ص: 81