الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إما الحطُّ وإما الرفعُ، وقال غيره: بل الحاصل بالخطوة الواحدة: ثلاثة أشياء؛ لقوله في الحديث الآخر: ((كتب الله له بكل خطوة حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة)) والله أعلم انتهى (1).
وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز -ر حمه الله- يقول: ((كل خطوة واحدة: يرفع بها درجة، وتحط عنه بها خطيئة، وتكتب له حسنة، وهذه الزيادة الأخيرة)) الحسنة)) في مسلم عن ابن مسعود، وإذا صحت رواية إحداهما يرفع بها درجة، والأخرى يحط عنه بها خطيئة، فتكون هذه الرواية أولاً ثم تفضل الله بالزيادة، فجعل بكل خطوة واحدة ثلاث فضائل: رفع درجة، وحط خطيئة، وكتب حسنة)) (2).
3 - يكتب له المشي إلى بيته كما كتب له المشي إلى الصلاة
، إذا احتسب ذلك؛ لحديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال:
(1) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 2/ 290.
(2)
سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري على الحديث رقم 2119.
كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه، لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له أو قلت له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء، وفي الرمضاء؟ قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((قد جمع الله لك ذلك كله)). وفي لفظ: ((إن لك ما احتسبت)) (1).
قال الإمام النووي رحمه الله: ((فيه إثبات الثواب في الخُطا في الرجوع كما يثبت في الذهاب)) (2).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام)) (3).
(1) مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، برقم 663.
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 174.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب فضل صلاة الفجر في جماعة، برقم 651، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، برقم 662.