المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌من اسمه عمر

[الجزء الثانى]

[تتمة حرف العين]

‌من اسمه عمر

382 -

عمر بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي ابن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو البركات الحسيني الكوفي الحنفي الزّيدي (1) قال السمعانيّ: شيخ كبير فاضل، له معرفة بالفقه، والحديث، واللغة، والتفسير والنحو، وله التصانيف الحسنة السائرة، سمعته يقول: أنا زيدي المذهب، لكني أفتي على مذهب السلطان، يعني مذهب أبي حنيفة ظاهرا، ومذهب زيد تديّنا.

وقال أبو طالب بن الهراس الدمشقي: إنه صرح له بالقول بالقدر وخلق القرآن، وقال الحافظ أبو الغنائم النّرسيّ: هو جاروديّ (2) المذهب، لا يرى الغسل من الجنابة.

سمع الحديث من أبي بكر الخطيب، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي موسى المدينيّ، مولده سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ومات في شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

(1) ورد له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 324، الأنساب للسمعاني 283 ب، البداية والنهاية لابن كثير 12/ 219، تاج التراجم لابن قطلوبغا 48، طبقات المفسرين للأدنةوي 142، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 194، اللباب لابن الأثير 1/ 517، معجم الأدباء لياقوت 6/ 12، المنتظم لابن الجوزي 10/ 114، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 5/ 276.

(2)

الجارودية: أصحاب أبي الجارود؛ زياد بن أبي زياد، زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بالوصف دون التسمية، وهو الامام بعده، والناس قصروا؛ حيث لم يعرفوا الوصف، ولم يطلبوا الموصوف (الملل والنحل للشهرستاني 1/ 311).

ص: 3

383 -

عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين (1).

الإمام الحافظ، المفيد الواعظ، محدّث العراق أبو حفص البغدادي، صاحب «الترغيب» و «التفسير» الكبير، ألف جزء، و «المسند» ألف جزء وثلاثمائة جزء و «التاريخ» و «الزهد» مائة جزء، وغير ذلك.

ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وروى الحروف عن أبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي بكر النقاش، وأحمد بن مسعود الزهري، بمصر.

سمع الباغندي، والبغوي، ومنه الماليني، والبرقاني، وجمع الأبواب والشيوخ، وصنف ثلاثمائة وثمانين مصنفا.

وقال ابن ماكولا وغيره: ثقة مأمون، صنف ما لم يصنفه أحد إلا أنه لحّان ولا يعرف الفقه.

روى القراءة عنه الحسين بن الطّناجيري. مات في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.

384 -

عمر بن إسماعيل بن مسعود بن سعد بن سعيد الفارقيّ الفقيه النحويّ الشافعي الأديب الكاتب أبو القاسم رشيد الدين (2).

قال الذّهبيّ: كانت له يد طولى في التّفسير والبيان والبديع واللغة،

(1) له ترجمة في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 11/ 265، تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 987، الرسالة المستطرفة للكتاني 38، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 588، لسان الميزان 4/ 283، مرآة الجنان لليافعي 2/ 426، المنتظم لابن الجوزي 7/ 152، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 172.

(2)

له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 318، طبقات الشافعية للسبكي 8/ 308، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 62 ب، العبر للذهبي 5/ 363، فوات الوفيات 2/ 302، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 7/ 385.

ص: 4

انتهت إليه رئاسة الأدب، واشتغل عليه خلق من الفضلاء؛ وقد وزر وتقدم في دول، وأفتى وناظر، وبرع في البراعة والبلاغة والنّظم والنّثر. وكان حلو المحاضرة،

مليح النّادرة، يشارك في الأصول والطلب، وله في النّحو مقدّمتان.

سمع من ابن الزّبيديّ، وعبد العزيز بن باقا، وجماعة، ودرّس بالناصريّة مدّة، وبالظاهرية وانقطع بها وخنق فيها، وأخذ ذهبه في رابع المحرم سنة تسع وثمانين وستمائة.

ذكره شيخنا في «طبقات النحاة» .

385 -

عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر (1).

شيخ الاسلام، الحافظ الفقيه، البارع المجتهد ذو الفنون، سراج الدين أبو حفص الكناني البلقينيّ الشافعيّ، ولد بناحية بلقينة من قرى مصر في ثاني عشر شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وقرأ بها القرآن.

وقدم إلى القاهرة صغيرا في سنة سبع وثلاثين، وسمع من ابن القماح، وابن عبد الهادي، وابن شاهد الجيش، وأحمد بن كشتغدي، وإسماعيل التفليسي، وأجاز له المزّيّ، وخلق.

وأخذ الفقه عن ابن عدلان، والتقى السّبكي، والنحو عن أبي حيان، وانتهت إليه رئاسة المذهب والافتاء. وولي قضاء الشام سنة تسع وستين عوضا عن تاج الدين السّبكي، فباشر دون السنة.

(1) ورد له ترجمة في: انباء الغمر لابن حجر 2/ 245، البدر الطالع للشوكاني 1/ 506. حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 329، ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي 206، الضوء اللامع للسحاوي 6/ 85، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 111 أ، قضاة دمشق لابن قطلوبغا 109.

ص: 5

وولي تدريس الخشّابية، والتفسير بجامع ابن طولون، وبالظاهرية.

[وبرع (1)] في معرفة مذهبه، مع كثرة الحفظ للحديث أسانيد ومتونا، والتبحّر في علم التفسير، ومعرفة العربية واللغة، وغير ذلك من العلوم، وتخرج به أعيان العصر، ودارت على رأسه الفتوى عدة سنين، وقصد من أقطار الأرض للأخذ عنه، وبالفتاوى، وأتاه الناس من الهند واليمن وبغداد وخراسان وبلاد الروم والمغرب والشام والحجاز، وكان في الحفظ آية من خالقه تعالى.

ومن مصنفاته: «شرح البخاري» و «الترمذي» و «محاسن الاصلاح» و «تضمين ابن الصّلاح» و «التدريب» في الفقه ولم يكمله، و «حواشي الرافعي» و «الرّوضة» وغير ذلك. مات في ليلة الجمعة، ودفن من الغد وهو عاشر ذي القعدة سنة خمسين وثمانمائة، وله من العمر إحدى وثمانون سنة.

386 -

عمر بن عثمان بن الحسين بن شعيب أبو حفص الجنزيّ (2).

الأديب. أحد الأعلام في الأدب والشعر، قال في «الوشاح»: هو إمام في النّحو والأدب، لا يشقّ غباره، ومع ذلك فقد تحلى بالورع ونزاهة النّفس.

وقال السّمعانيّ: أحد أئمة الأدب، لازم أبا المظفر الأبيورديّ (3) مدة،

(1) زيادة يقتضيها السياق.

(2)

له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 329، الأنساب للسمعاني 137 ب، طبقات المفسرين للسيوطي 27، اللباب لابن الأثير 1/ 241، معجم الأدباء للسيوطي 6/ 49.

والجنزي، بفتح الجيم وسكون النون وكسر الزاي. نسبة الى مدينة جنزة، وهي من أذربيجان.

(3)

بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المعجمة وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، نسبة الى أبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان (اللباب لابن الأثير 1/ 21).

ص: 6

وذاكر الفضلاء، وبرع في العلم حتى صار علامة زمانه وأوحد عصره، وكان حسن السيرة.

صنف التصانيف وشاعت في الآفاق، وشرع في إملاء تفسير لو تم لم يوجد مثله. سمع «سنن النّسائيّ» من عبد الرحمن الدّونيّ.

قال الذهبيّ: روى عنه السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم. مات رابع عشر ربيع الآخر سنة خمسين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين.

387 -

عمر بن عبد الرحمن بن عمر سراج الدين الفارسيّ الكنانيّ (1).

صاحب «الكشف على الكشاف» كان من صباه مشمرا ساق الجد في التحصيل، لا يفتر ساعة، وكان له حظ وافر من العلوم، سيما العربية.

قرأ على قوام الدين الشيرازي، وهو قرأ على القطب العالي. توفي سنة خمس وأربعين وسبعمائة عن سبع- أو ثمان- وثلاثين سنة.

388 -

عمر بن علي بن سليمان بن يعقوب بن عبد الحموي له تفسير في نحو الثلاثين مجلدا كان في ................

(2)

389 -

عمر بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن علي بن لقمان النسفيّ ثم السمرقنديّ الحنفيّ الإمام الزاهد نجم الدين أبو حفص (3).

(1) له ترجمة في: تاريخ علماء بغداد للسلامي 159، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 256، ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي 358، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 594.

(2)

بياض في الأصل.

(3)

له ترجمة في: تار التراجم لابن قطلوبغا 47، الجواهر المضيئة للقرشي 1/ 394، طبقات المفسرين للأدنةوي 41 ب، طبقات المفسرين للسيوطي 27، العبر للذهبي 4/ 102، الفوائد البهية للكنوي 149، لسان الميزان للعسقلاني 4/ 327، مرآة الجنان لليافعي 2/ 268، معجم الأدباء لياقوت 6/ 53، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 127.

ص: 7

ولد بنسف في شهور سنة إحدى- أو اثنتين- وستين وأربعمائة.

وسمع أبا محمد إسماعيل بن محمد النّوحيّ النسفيّ، وأبا اليسر محمد بن الحسين البزدويّ، وأبا علي الحسن بن عبد الملك النسفيّ.

وروى عنه عمر بن محمد بن العقيليّ.

حكي أنه أراد أن يزور الزمخشريّ في مكة، فلما وصل إلى داره دق الباب ليفتحوه ويأذنوا له بالدخول، فقال الزمخشري: من ذا الذي يدق الباب؟ فقال: عمر. فقال جار الله: انصرف، فقال نجم الدين: يا سيدي، [عمر](1) لا ينصرف، فقال جار الله: إذا نكر ينصرف.

قال السمعانيّ: فقيه فاضل، عارف بالمذهب والأدب، صنف التصانيف في الفقه، والحديث، و «نظم الجامع الصغير» .

وأما مجموعاته في الحديث فطالعت منها الكثير وتصفحتها، فرأيت فيها من الخطأ وتغيير الأسماء وإسقاط بعضها شيئا كثيرا، وأراها غير محصورة، ولكن كان مرزوقا في الجمع والتصنيف.

كتب إليّ بالإجازة بجميع مسموعاته ومجموعاته، ولم أدركه بسمرقند حيّا، وحدثني عنه جماعة (2) (قال: وإنما ذكرته في هذا المجموع لكثرة تصانيفه، وشيوع ذكره، وإن لم يكن إسناده عاليا، وكان ممن أحب الحديث وطلبه، ولم يرزق فهمه، وكان له شعر حسن مطبوع على طريقة الفقهاء والحكماء).

(1) تكملة من الجواهر المضيئة، والفوائد البهية.

(2)

كذا وقفت الترجمة مبتورة في نسخة دار الكتب، وجاءت تكملتها في الجزء الموجود من نسخة معهد المخطوطات بالجامعة العربية على النحو المذكور بين القوسين.

ص: 8

قال: وكان إماما فاضلا مبرّزا متفنّنا. صنف في كل نوع من العلم، في التفسير والحديث، والشروط، وبلغت تصانيفه المائة، ونظم «الجامع الصغير» لمحمد بن الحسن، وهو صاحب «القند في علماء سمرقند» ، انتهى.

وهو أحد مشايخ صاحب «الهداية» قال: وسمعته يقول: أنا أروي الحديث عن مائة وخمسين شيخا.

قال الكتبي في «تاريخه» : ولعله صنف مائة مصنف، قدم بغداد، وحدث بكتاب «تطويل الأسفار لتحصيل الأخبار» من جمعه، وروى فيه عن عامة مشايخه. توفي ليلة الخميس ثاني عشر جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بسمرقند.

390 -

[عمر (1) بن محمد بن بجير الهمذاني السمرقندي.

الحافظ الإمام الكبير أبو حفص، محدث ماوراء النهر، وصاحب «الصحيح» و «التفسير» وغير ذلك.

ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وكان والده صاحب حديث ورحلة، يروي عن عارم وطبقته، فحرص على ولده أبي حفص وسفره إلى الأقاليم مرات.

سمع عيسى بن حماد زغبة، وبشر بن معاذ العقدي، وعمر بن علي الفلاس، وأحمد بن عبدة الضبي، ومحمد بن معاوية خال الدارميّ، وخلائق.

(1) سقط صدر الترجمة في الأصل الى: «قوله ومعمر بن جبريل الكرميني» وقد أكملته عن تذكرة الحفاظ؛ لأن الترجمة هنا منقولة بنصها عن تذكرة الحفاظ للذهبي.

ولعمر بن محمد بن بجير ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 719، العبر للذهبي 2/ 149، اللباب لابن الأثير 1/ 99، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 209.

ص: 9

حدث عنه محمد بن صابر، ومحمد بن بكر الدهقان، ومحمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ومحمد بن المؤدب]. ومعمر بن جبريل الكرميني، وأعين بن جعفر السمرقندي، وعيسى بن موسى الكسائي، وآخرون.

وقد دخل مصر، فصادف جنازة أحمد بن صالح المصري وشهدها.

قال أبو سعد الإدريسيّ: كان فاضلا خيّرا [ثبتا](1) في الحديث، له العناية التامة في طلب الآثار والرحلة، وقد تفرد بحديث حسن، فقال:

حدثنا العباس بن الوليد الخلال حدثنا مروان بن محمد حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا (إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير لكم من حمر النعم، ألا وهي ركعتان قبل صلاة الفجر). توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

391 -

عمر بن محمد بن عبد الله بن [محمد بن](2) عبد الله بن نصر (3).

بفتح النون والصاد المهملة.

أبو شجاع البسطاميّ ثم البلخيّ.

إمام مسجد راعوم: محدّث، رفيق الحافظ الكبير أبي سعد السمعانيّ وصديقه.

ولد سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وسمع ببلخ أباه، وأبا القاسم أحمد بن محمد الخليل، وإبراهيم بن الأصبهانيّ، وأبا جعفر محمد بن الحسين السّمنجانيّ، وعليه تفقه،

وأبا حامد بن محمد الشّجاعيّ، وأبا نصر محمد بن محمد الماهانيّ، وجماعة.

(1) تكملة عن: تذكرة الحفاظ للذهبي.

(2)

تكملة عن: طبقات الشافعيّة للسبكي.

(3)

له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 1318، طبقات الشافعية للسبكي 7/ 248، العبر 4/ 178، مرآة الزمان 8/ 330، النجوم الزاهرة 5/ 376.

ص: 10

روى عنه أبو سعد السعانيّ، وابنه عبد الرحيم، وابن الجوزيّ، والافتخار عبد المطلب الهاشميّ، والشيخ تاج الدين الكنديّ، وأبو أحمد بن سكينة، وأبو الفتح المندائيّ، وأبو روح عبد المعز الهرويّ، وآخرون.

ذكره صاحبه ابن السمعانيّ، فقال: مجموع حسن وجملة مليحة، مفت مناظر، محدّث مفسّر، واعظ أديب، شاعر حاسب.

قال: وكان مع هذه الفضائل حسن السّيرة جميل الأمر، مليح الأخلاق، مأمون الصحبة، نظيف الظاهر والباطن، لطيف العشرة، فصيح العبارة، مليح الإشارة في وعظه، كثير النّكت والفوائد، وكان على كبر السّنّ حريصا على طلب الحديث والعلم، مقتبسا من كلّ أحد.

ثم قال: كتبت عنه الكثير بمرو، وهراة، وبخارى وسمرقند، وكتب عني الكثير وحصّل نسخة بهذا الكتاب، يعني «ذيل تاريخ بغداد» .

وقال في موضوع آخر: لا نعرف للفضائل أجمع منه مع الورع التام.

وقال في «الذّيل» : كتب إليّ من بلخ أبياتا، وهي:

يا آل سمعان ما أسنى (1)

فضائلكم

قد صرن في صحف الأيّام عنوانا

معاهدا ألفتها النازلون بها

فما وهت بمرور الدّهر أركانا

حتى أتاها أبو سعد فشيّدها

وزادها بعلو الشّأن تبيانا

كانوا ملاذ بني الآل فانقرضوا

مخلّفين به مثل الذي كانا

كانوا عياضا فأهدوا من خلائقه

إلى طبائعنا روحا وريحانا

لولا مكان أبي سعد لما وجدوا

على مفاخرهم للناس برهانا

في أبيات أخر، يمدح بها «الذيل» ذكرها أبو سعد.

(1) في طبقات الشافعية للسبكي: «ما أنسى» .

ص: 11

وحكي أن كلّا من أبي شجاع وأبي سعد [كان](1) يسأل الله أن لا يسمعه نعي صاحبه، فماتا في شهرين، أبو شجاع ببلخ، وأبو سعد بمرو، ولم يسمع أحدهما نعى الآخر. توفي أبو شجاع ببلخ في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وخمسمائة.

أورده ابن السبكي في «الكبرى» .

392 -

عمر بن محمد أبو حفص الشيخ شهاب الدين السّهرورديّ (2).

صاحب «عوارف المعارف» وكتاب «بغية البيان في تفسير القرآن» وكتاب «المناسك» وكتاب «رشف النصائح الإيمانية وكشف الفضائح اليونانية» .

وكان فقيها شافعيا، شيخا صالحا ورعا، كثير الاجتهاد في العبادة والرياضة، وتخرج عليه خلق كثير من الصوفية في المجاهدة والخلوة، ولم يكن في آخر عصره مثله.

وكان شيخ الشيخونية ببغداد، وكان له مجلس وعظ، وعلى وعظه قبول كثير، وله نفس مبارك، وكان كثير الحج، وربما جاور في بعض حججه.

وكان أرباب الطريق من مشايخ عصره يكتبون من البلاد صورة فتاوى، يسألونه عن شيء من أحوالهم، حتى إن بعضهم كتب إليه: يا سيّدي، إن

(1) من طبقات الشافعية للسبكي.

(2)

له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 143، تذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 1458، ذيل الروضتين لأبي شامة 163، طبقات الشافعية للسبكي 8/ 338، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 47 أ، العبر للذهبي 5/ 129، مرآة الجنان لليافعي 4/ 79، مرآة الزمان 8/ 679، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 355، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 6/ 283، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 119.

ص: 12

تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العجب، فأيّما أولى؟

فكتب جوابه: اعمل واستغفر الله من العجب، وله من هذا شيء كثير.

وكان قد صحب عمّه الشيخ نجيب الدين عبد القاهر زمانا، وعليه تخرج.

ومولده بسهرورد في أواخر رجب أو أوائل شعبان، والشك منه في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في المحرم سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ببغداد، رحمه الله تعالى.

393 -

عمر بن مسلّم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم القرشي (1).

الملحي الأصل، الشافعي، الشيخ الإمام العلامة المفتي المفيد، زين الدين أبو حفص القبيباتي.

الفقيه، المحدّث، المفسّر، الواعظ.

مولده سنة أربع وعشرون وسبعمائة.

ورد دمشق بعد الأربعين، فنودي بالقبيباتي، وقرأ القرآن، واشتغل بالعلم، وكان هناك يشهد ويقرأ وينتفع الناس به.

قرأ الفقه على شرف الدين خطيب جامع جراح، وكان الشيخ علاء الدين بن حجي نازلا هناك، فأخذ عنه أيضا.

وأخذ الأصول عن البهاء الإخميميّ، واشتغل بالحديث، وكان يعمل

(1) أنظر ترجمته في: انباء الغمر لابن حجر 1/ 405، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 271، ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي 368، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 102 أ.

ص: 13

مواعيد نافعة، تفيد الخاصة والعامة، وانتفع به خلق كثير من العوام، وصار لديهم فضيلة، وأفتى، وتصدى للإفتاء والإفادة، ثم درّس بالمسرورية سنة سبع وسبعين، ثم صدر بالناصرية.

ووقع بينه وبين قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة سنة سبع وثمانين، وحصلت له محنة، وأخذت منه الناصرية، ورسم عليه بسبب المعلوم، ومنع من الإفتاء وذهب إلى مصر فردّ من الطريق وسجن بالقلعة، ثم اصطلح مع ابن جماعة، وعوضه بالأتابكية، ثم أخذت منه، فلما ولي ولده قضاء دمشق سنة إحدى وتسعين، ترك له الخطابة، وتدريس الناصريّة، والأتابكية، ثم فوض إليه دار الحديث الأشرفية، فلما كان في آخر أيام منطاش أخذت منه، واعتقل بالقلعة، فلما زالت دولة منطاش اعتقل مع ولده، وجرت لهما محن، وطلبت منهما أموال، فرهن الشيخ كتبا من كتبه على المبلغ المطلوب منهما، ومات في السجن.

قال ابن حجّي: برع في علم التفسير، وأما علم الحديث فكان حافظا عارفا بالرجال، سمع الكثير من شيوخنا، وله مشاركة في العربية.

قال ابن حبيب: كان عالما كبير القدر بين العلماء، والوجاهة بين الناس، مشهورا بالفضل، وعمل المواعيد، وإلقاء الدروس، وله معرفة تامة في علم التفسير، والحديث النبوي، والمواعظ، واللطائف.

أخذ العلم عن الأئمة الأكابر من أهل عصره، وسمع الحديث، ورواه، واستفاده وأفاد.

ورحل إلى البلاد، واستوطن دمشق وسكنها، وكان له تردد إلى الديار المصرية، وولي الوظائف الدينية وغيرها بدمشق، وما زال يجتهد في الاستكثار من دنياه الدنية، إلى أن انقضت مدته وأدركته المنية، انتهى.

ص: 14

وكان القاضي تاج الدين هو الذي أدخله بين الفقهاء، فقام عليه في محنته، وكان مشهورا بقوة الحفظ، إذا حفظ شيئا لا ينساه، كثير الإنكار على أرباب الشبه، شجاعا مقداما، كثير المساعدة لطلبة العلم، يقول الحق على من كان من غير مداراة ولا محاباة، ملك من نفائس الكتب شيئا كثيرا.

توفي يوم الجمعة ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وسبعمائة بقلعة دمشق، بسبب ولده ودخولهم في الدولة، ودفن بالقبيبات.

ذكره ابن المعتمد في «الذيل» على «طبقات» ابن السبكي.

ص: 15