المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف القاف 409 - قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف - طبقات المفسرين للداوودي - جـ ٢

[الداوودي، شمس الدين]

الفصل: ‌ ‌حرف القاف 409 - قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف

‌حرف القاف

409 -

قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء (1).

مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان، الإمام الحافظ محدّث الأندلس أبو محمد القرطبي، ويعرف بالبيّانيّ. وبيّانة من عمل قرطبة.

سمع من بقي بن مخلد، والخشنيّ، وابن وضّاح، ومطرّف بن قيس، وأصبغ بن خليل، وإبراهيم وعبد الله ابني هلال، وعبد الله بن مسرة، وغيرهم.

وصل إلى المشرق مع ابن أيمن فأدرك الناس متوافرين، فسمع بمكة من محمد بن إسماعيل الصائغ، وعلي بن عبد العزيز.

وبالعراق من القاضي إسماعيل، وابن أبي خيثمة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وابن قتيبة، والحارث بن أبي أسامة، والمبرّد وثعلب، ومحمد بن الجهم السمري في آخرين.

وبمصر من محمد بن عبد الله العمري، وأبي الزّنباع روح بم الفرج المالكي، وغيرهم.

(1) ورد له ترجمة في: بغية الملتمس للضبي 0433، تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي 364، تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 853، جذوة المقتبس للحميدي 311، الديباج المذهب لابن فرحون 222، الرسالة

المستطرفة 25، العبر 2/ 254، لسان الميزان 4/ 458، معجم الأدباء 6/ 153، معجم البلدان لياقوت 1/ 774، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 307، نفح الطيب للمقري 2/ 47.

ص: 35

وانصرف إلى الأندلس بعلم كثير، وسكن قرطبة، وكان له بها قدر عظيم، وسمع منه الناس ومالوا إليه، وسمع منه الناصر لدين الله أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد قبل ولايته، وولي عهده الحكم ابنه، وطال عمره فلحق الأصاغر فيه الأكابر، وشارك الآباء فيه الأبناء.

وكانت الرحلة إليه بالأندلس، وإلى أبي سعيد بن الأعرابي بالمشرق، وكان ثبتا صادقا حليما مأمونا، بصيرا بالحديث والرجال، والرجال، والرجال، نبيلا في النحو والغريب، وشوور في الأحكام، وغلبت عليه الرواية والسماع، مذكور في أئمة المالكية.

وصنّف في الحديث مصنفات حسنة، منها: مصنفه المخرج على كتاب أبي داود واختصاره، المسمّى «بالمجتنى» على نحو كتاب ابن الجارود «المنتفى» وكان قد فاته السماع منه ووجده قد مات، فألف مصنفا على أبواب كتابه خرجها عن شيوخه، وقال أبو محمد بن حزم: وهو خير انتقاء منه، ومنها «مسند حديثه» ، و «غرائب حديث مالك» ، و «مسند حديث مالك» من رواية يحيى، وكتابه في «أحكام القرآن» على أبواب كتاب إسماعيل القاضي، وكتاب «فضائل قريش» ، وكتاب «الناسخ والمنسوخ» ، و «كتاب في الأسباب» وكتاب «بر الوالدين» .

ولد يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائتين، وتوفي ليلة السبت لأربع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة، وسنه اثنتان وتسعون سنة وخمسة أشهر غير ستة أيام، وكان قد تغير ذهنه آخر عمره، من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، تغمده الله برحمته.

410 -

القاسم بن الخليل الدمشقي (1).

(1) ورد له ترجمة في: لسان الميزان للعسقلاني 4/ 459.

ص: 36

رافضي. أخذ عن هشام بن عمر، والفوطيّ.

ذكره أحمد بن الحسين المسمعيّ في كتاب «المقالات» وحكاه عنه ابن عساكر، انتهى.

قال النديم: وهو من طبقة جعفر بن مبشر، له من الكتب «تفسير القرآن» ، «التوحيد» ، «إمامة أبي بكر» ، «الوعيد» ، «القول في أصناف المعتزلة» .

411 -

القاسم بن سلّام بتشديد اللام أبو عبيد التركي البغدادي (1).

مولى الأزد كان أبوه مملوكا روميّا، الفقيه، الأديب المشهور، صاحب التصانيف المشهورة، والعلوم المذكورة، من القراءات، والفقه، واللغة، والشعر.

أخذ القراءات عرضا وسماعا عن الكسائي، وشجاع بن أبي نصر، وإسماعيل بن جعفر، وعن حجاج بن محمد، وعن أبي مسهر، وهشام بن عمار، وسمع سليمان بن عبد الرحمن، وحدّث عنهم. وعن جرير، وهشيم، وسعيد بن الحكيم، وحفص بن غياث، وأبي معاوية، وإسماعيل بن جعفر، ومروان بن معاوية، وعباد بن عباد المهلبي، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وابن عليّة، وصفوان بن عيسى، وغيرهم.

(1) له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 3/ 12، البداية والنهاية لابن كثير 10/ 281، تاريخ الاسلام للذهبي (وفيات 224)، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 12/ 403، تذكرة الحفاظ 2/ 417، تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 257، تهذيب التهذيب 8/ 315، خلاصة تذهيب الكمال 265، روضات الجنات 526، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 259، طبقات ابن سعد 7/ 355، الطبقات السنية ورقة 377 أترجمة مطولة، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 153، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2 ب، طبقات الشيرازي 76، طبقات القراء لابن الجزري 2/ 17، طبقات القراء للذهبي 1/ 141، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 223، العبر 1/ 392، الفهرست لابن النديم 71، مرآة الجنان لليافعي 2/ 83، مراتب النحويين 93، المعارف 549، معجم الأدباء 6/ 162، مفتاح السعادة 2/ 306، ميزان الاعتدال 3/ 371، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/ 241، نزهة الالباء لأبي بركات الأنباري 136، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 225.

ص: 37

روى عنه سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وهو من شيوخه.

وسمع منه أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، ومحمد بن إسحاق الصغاني، أبو بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، والحسن ابن مكرم البزار، وأحمد بن يوسف التغلبي، وعلي بن عبد العزيز، والبخاري في «التاريخ» وأبو داود، والترمذي، وجماعة.

وأخذ عن أبي زيد؛ وأبي عبيدة، والأصمعيّ، وأبي محمد اليزيدي، وابن الأعرابي، والكسائي، والفراء، وغيرهم.

وروى الناس من كتبه نيفا وعشرين كتابا.

قال الخطيب: وهو من أبناء خراسان، وكان مؤدبا صاحب نحو وعربيّة، وطلب الحديث والفقه، وولي قضاء طرسوس أيام ثابت بن ناصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده.

وقدم بغداد، وفسّر بها غريب الحديث، وصنّف كتبا، وسمع الناس منه، وحج.

وقال ابن عساكر: قدم دمشق طالب علم.

قال ابن يونس: سكن بغداد، وقدم مصر مع يحيى بن معين سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكتب بمصر.

قال الخطيب: أبو عبيد القاسم بن سلّام التركي، مولى الأزد، صاحب الكتب المصنفة، منها:«غريب القرآن» وكتاب «غريب الحديث» و «الغريب المصنف» وكتاب «الأموال» وكتاب «القراءات» (1)، وكتاب «الناسخ والمنسوخ» ، وكتاب «معاني القرآن» ، وكتاب «المجاز في

(1) في الأصل بعد هذا: «كتاب الأمثال» وسوف يأتي ذكره.

ص: 38

القرآن»، وكتاب «عدد آي القرآن» ، وكتاب «المقصور والممدود» ، وكتاب «المذكر والمؤنث» وكتاب «الأمثال السائرة» ، وكتاب «فضائل القرآن» ، وكتاب «الطهارة» ، وكتاب «الحيض» ، وكتاب «الحجر والتفليس» ، وغير ذلك.

وكان أحد الأئمة في الدين، وعلما من أعلام المسلمين. قال عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسيّ النحويّ: أبو عبيد من علماء بغداد المحدّثين النحويين على مذهب الكوفيين، ورواة اللغة والغريب عن البصريين والكوفيين. والعلماء بالقراءات، وممن جمع صنوفا من العلم، وصنف الكتب، في كل فن من العلوم والآداب فأكثر وشهر، وكان مؤدّبا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر.

وكان ذا فضل ودين، ومذهب وحسن.

روى عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة، والأصمعي، واليزيدي، وغيرهم من البصريين.

روى عن ابن الأعرابي، وأبي زياد الكلابي، وعن الأموي، وأبي عمر والشيباني، والكسائي، والأحمر، والفراء.

وروى الناس من كتبه المصنّفة بضعة وعشرين كتابا، في القرآن والفقه، وغريب الحديث والغريب المصنف، والأمثال، ومعاني الشعر، وغير ذلك.

وله كتب لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهرين تباع كثيرة في أصناف الفقه كلّه.

وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه

ص: 39

مالا خطيرا استحسانا لذلك، وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد. والرواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر ونبل.

وقد سبق إليّ جميع مصنفاته، فمن ذلك:«الغريب المصنف» ، وهو من أجلّ كتبه في اللغة، فانه احتذى فيه كتاب النّضر بن شميل المازنيّ الذي يسميه كتاب «الصفات» ، وبدأ فيه بخلق الفرس، ثم بالإبل، فذكر صنفا بعد صنف، حتى أتى على جميع ذلك، وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود.

ومنها كتابه في «الأمثال» وقد سبقه إلى ذلك جميع البصريين والكوفيين، الأصمعي، وأبو زيد، وأبو عبيد، والنّضر بن شميل، والمفضّل الضبيّ، وابن الأعرابيّ، إلا أنه جمع رواياتهم في كتابه، فبوّبه أبوابا، وأحسن تأليفه.

وكتاب «غريب الحديث» أوّل من عمله أبو عبيدة معمر بن المثنى، وقطرب، والأخفش، والنّضر بن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد. وعمل أبو عدنان النحويّ البصريّ كتابا في غريب الحديث وذكر فيه الأسانيد، وصنفه على أبواب [السّنن](1) والفقه، إلا أنه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامة ما في كتبهم وفسّره وذكر الأسانيد، وصنّف المسند على حدته، وأحاديث كلّ رجل من الصحابة والتابعين على حدته، وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث، والفقه، واللغة لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.

وكذلك كتابه في «معاني القرآن» ، وذلك أن أول من صنّف في ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش، وصنف من الكوفيين الكسائي، ثم الفرّاء. فجمع أبو عبيد ما في كتبهم، وجاء فيها بالآثار والأسانيد، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء. وروى النصف منه ومات قبل أن يسمع منه باقيه، وأكثره غير مرويّ عنه.

(1) عن: انباه الرواة للقفطي، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي.

ص: 40

وأما كتبه في الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعي، فتقلّد أكثر ذلك وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتج فيها باللغة والنحو فحسّنها بذلك.

وله في القراءات كتاب جيّد، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله.

وكتابه في «الأموال» من أحسن ما صنّف في الفقه وأجوده.

وقال أبو بكر بن الأنباري: كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثا، فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويضع الكتب ثلثه.

وقال أبو عبيد: ما دققت على محدث بابه قط، وفي رواية: ما أتيت عالما قط فاستأذنت عليه، ولكن صبرت حتى يخرج إليّ وتأولت قول الله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (1).

وقال: من شكر العلم، أن تقعد مع كل قوم، فيذكرون شيئا لا تحسنه فتتعلم منهم، ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر، فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمته فتقول: والله ما كان عندي شيء، حتى سمعت فلانا يقول كذا وكذا فتعلمته، فإذا فعلت ذلك، فقد شكرت العلم.

وقال: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله.

وقال عاشرت الناس، وكلمت أهل الكلام، فما رأيت قوما أوسخ وسخا، ولا أقذر ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة: ولقد وليت الثغر، فلقيت ثلاثة رجال: جهميين، ورافضي- وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغر، وأخرجتهم.

(1) سورة الحجرات 5.

ص: 41

وفي «طبقات النحاة» للزبيديّ قيل لأبي عبيد: إن فلانا يقول: أخطأ أبو عبيد في مائتي حرف من «الغريب المصنّف» ، فحلم أبو عبيد ولم يقع في الرجل بشيء، وقال: في المصنف كذا وكذا ألف حرف، فلو لم أخطئ الا في هذا القدر اليسير ما هذا بكثير، ولكن صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هذه المائتين- بزعمه- لوجدنا لها مخرجا.

قال الزّبيديّ: ثم عددت ما تضمّنه الكتاب من الألفاظ فألفيت فيه سبعة عشر ألف حرف، وسبعمائة وسبعين حرفا.

وقال أبو عبيد: مثل الألفاظ الشريفة، والمعاني الظريفة، مثل القلائد اللائحة، في الترائب الواضحة.

وقال: إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ويمشي في الظل.

وتوجه إلى مكة سنة تسع عشرة ومائتين، وأقام بها إلى أن مات بمكة سنة اثنتين. وقيل ثلاث وقيل أربع وعشرين ومائتين، عن سبع وستين سنة.

412 -

القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف أبو محمد الريولي الأندلسي (1).

من أهل مدينة الفرج.

قال الذهبي: كان عالما بالحديث، عارفا باختلاف الأئمة، عالما بالتفسير والقراءات، لم يكن يرى التقليد.

وله تصانيف كثيرة، وشعر رائق، مع صدق ودين وورع، وتقلل وقنوع.

(1) له ترجمة في: الصلة لابن بشكوال 2/ 446، طبقات المفسرين للأدنةوي 32 ب، طبقات المفسرين للسيوطي 27.

ص: 42

وقال أبو محمد بن صاعد: كان واحد الناس في وقته في العلم والعمل، سالكا سبيل [السلف](1) في الورع والصدق متقدما في علم اللسان، والقرآن، وأصول الفقه وفروعه، ذا حظ جليل من البلاغة ونصيب من قرض الشعر. جميل المذهب، سديد الطريقة، عديم النظير، ويتكلم على معانيه.

روى عن أبيه، وعن أبي عمر الطلمنكي.

مولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.

ومن شعره:

أيام عمرك تذهب

وجميع سعيك يكتب (2)

ثم الشهيد عليك

منك فأين المذهب (3)

وله:

يا معجبا بعلائه وغنائه

ومطولا في الدّهر حبل رجائه (4)

كم ضاحك أكفانه منشورة

ومؤمّل والموت من تلقائه

413 -

القاسم بن فيرة (5).

(1) تكملة عن: الصلة لابن بشكوال، وطبقات المفسرين للسيوطي.

(2)

البيتان في: الصلة لابن بشكوال، وطبقات المفسرين للسيوطي.

(3)

في الصلة: «المهرب» .

(4)

البيتان في: الصلة لابن بشكوال.

(5)

له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 10، تاريخ الاسلام للذهبي (وفيات 590)، تذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 1356، حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 496، الديباج المذهب 224، روضات الجنات للخوانساري 528، طبقات الشافعية للسبكي 7/ 270، طبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 40 أ، طبقات القراء لابن الجزري 2/ 20، طبقات القراء للذهبي 2/ 457، مرآة الجنان لليافعي 3/ 467، معجم الأدباء لياقوت 6/ 184، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 49، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 6/ 136، نفح الطيب للمقري 2/ 22، نكت الهميان للصفدي 228، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 234.

ص: 43

بكسر الفاء وسكون الياء المثناة من تحت وتشديد الراء وضمها، وهو بلغة الرطانة من أعاجم الأندلس، ومعناه بالعربي الحديد- ابن أبي القاسم خلف بن أحمد الإمام أبو

محمد وأبو القاسم الرّعينيّ الشاطبيّ المقرئ الضرير، أحد الأعلام.

ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة، وقرأ بها القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النّفزيّ المعروف بابن اللايه الشاطبيّ، ثم ارتحل إلى بلنسية، فعرض بها القراءات، وكتابه «التيسير» من حفظه، علي أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل، وسمع الحديث منه ومن أبي الحسن بن النّعمة، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد ابن عاشر، وأبي عبد الله بن حميد، وارتحل ليحجّ، فسمع من أبي طاهر السّلفي وغيره.

واستوطن القاهرة، واشتهر اسمه، وبعد صيته، وقصده الطلبة من النواحي.

وكان إماما علامة ذكيا، كثير الفنون، منقطع القرين، رأسا في القراءات والتفسير، حافظا للحديث، بصيرا بالعربية واللغة، واسع العلم، وقد سارت الركبان بقصيدتيه حرز الأماني وعقيلة أتراب الفضائل اللتين في القراءة والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون، وخضع لهما فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء، ولقد أبدع وأوجز، وسهّل الصعب. ونظم قصيدة دالية في خمسمائة بيت من حفظها أحاط علما بكتاب «التمهيد» لابن عبد البر.

روى عنه أبو الحسن بن خيرة، ووصفه من قوة الحفظ بأمر معجب، وقرأ عليه بالروايات عدد كثير، منهم: أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وأبو عبد الله الكردي، وأبو

ص: 44

الحسن علي بن محمد السخاوي، والسديد عيسى بن أبي الحرم (1) العامري، والكمال علي بن شجاع الضرير.

وحدث عنه محمد بن يحيى الجنجالي، وبهاء الدين بن هبة الله الجمّيزي، وآخر من روى عنه الشاطبية أبو محمد عبد الوارث [المعروف (2) با] بن فار اللبن، وهو آخر أصحابه موتا.

قال أبو عبد الله الأبار في «تاريخه» : تصدر الإقراء بمصر فعظم شأنه وبعد صيته وانتهت إليه الرئاسة في الإقراء.

وقال: أحد الأعلام، والمحتذى بمعجزة شاطبيته على علماء الاسلام، والفرد بلا نظير على كثرة الأنام، ولا شبيه يطمع أن يرى مثله حتى ولا في المنام، المبصر قلبه، لأن القرآن نوره، والإيمان مشكاة فهمه إذا اشتبهت أموره، الذي قل من لا استقى من بحره، أو اغترف غرفة بيده من نهره، أو جاء بعده من القراء مجيد؛ إلا وقصيدته حرز الأماني تميمة معلّقة في نحره.

وكان رحمه الله موصوفا بالزهد والعبادة والانقطاع، وتصدّر للإقراء بالمدرسة الفاضليّة من القاهرة، وكان يجتنب فضول الكلام، لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة. ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة، وفي هيئة حسنة وتخشع واستكانة.

وكان يجلس إليه من لا يعرفه فلا يشك أنه يبصر، لأنه لذكائه لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته، وظهرت عليه كرامات الصالحين،

(1) كذا في الأصل، وهو يوافق ما في العبر للذهبي، وفي طبقات القراء لابن الجزري:«ابن أبي الحزم» .

(2)

تكملة عن: حسن المحاضرة للسيوطي، طبقات الشافعية للسبكي، وطبقات القراء لابن الجزري، وطبقات القراء للذهبي.

ص: 45

كسماع الآذان في وقت الزوال بجامع مصر من غير مؤذن، ولا يسمع ذلك إلا الصالحون، وكان يعذل أصحابه على أشياء لم يطلعوه عليها، وكان يعتل العلة الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوه.

وتوفي رحمه الله يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، ودفن بالقرافة الصغرى في تربة القاضي الفاضل، وقبره يزار، ويرجى استجابة الدّعاء عنده.

قال السّخاوي (1): أقطع بأنه كان مكاشفا، وأنه سأل الله كتمان حاله، ما كان أحد يعلم أي شيء هو.

ومن شعره (2):

قل للأمير نصيحة

لا تركننّ إلى فقيه

إن الفقيه إذا أتى

أبوابكم لا خير فيه (3)

وله (4):

خالطت أبناء الزمان فلم أجد

من لم أرم منه ارتياد المخلص (5)

رد الشباب وقد مضى لسبيله

أهيأ وأمكن من صديق مخلص

414 -

القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ الإمام أبو

(1) هو تلميذه علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب الهمداني السخاوي المتوفى سنة 643 هـ.

(2)

البيتان في نفح الطيب للمقري، وطبقات الشافعية للسبكي.

(3)

رواية البيت في النفح:

قل للأمير مقاله

من ناصح فطن نبيه

والأمير هنا: هو عز الدين موسك، كما في النفح، وساق حكاية هذا الشعر.

(4)

البيتان في نفح الطيب للمقري 2/ 23.

(5)

رواية البيت في النفح:

خالصت أبناء الزمان فلم أجد

من لم أرم منه ارتيادي مخلصي

ص: 46

القاسم محدث الأندلس المعروف بابن الطيلسان الأنصاري (1) القرطبي. ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة أو نحوها.

ذكره الأبار فقال: روى عن جده لأمه أبي القاسم بن الشرّاط، وأبي العباس بن مقدام، وأبي محمد عبد الحق الخزرجي، وأبي الحكم بن حجاج، وجماعة. وأجاز له عبد المنعم بن الفرس، وأبو القاسم بن سمحون، وشيوخه ينيّفون عن المائتين، تصدّر الإقراء والإسماع، وكان له معرفة بالقرآن والعربية، متقدما في صناعة الحديث، متفننا.

له من المصنفات: كتاب «ما ورد من الأمر في شربة الخمر» وكتاب «بيان المنن على قارئ الكتاب والسّنن» وكتاب «الجواهر المفصلات في المسلسلات» وكتاب «غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين» وكتاب «أخبار صلحاء الأندلس» .

خرجة من قرطبة وقت أخذ الفرنج لها «فنزل بمالقة، وولي خطابتها إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر» سنة اثنتين وأربعين وستمائة.

415 -

قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السّدوسيّ (2).

الحافظ العلامة، أبو الخطاب البصري، الضرير الأكمه المفسّر.

رأس الطبقة الرابعة، روى «تفسيره» عنه شيبان بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري.

حدث عن عبد الله بن سرجس، ومعاذة (3)، وخلق،

(1) له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 1426، نيل الابتهاج للسيوطي 221.

(2)

له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 9/ 313، تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 122، خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 268، اللباب 1/ 537، معجم الأدباء لياقوت 6/ 202، ميزان الاعتدال 3/ 385، نكت الهميان للصفدي 230، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 248.

(3)

هي معاذة العدوية الفقيهة العابدة بالبصرة، ماتت بعد المائة (العبر 1/ 122).

ص: 47

وعنه مسعر، وابن أبي عروبة، وشيبان، وشعبة، ومعمر. وأبان بن يزيد وأبو عوانة، وحماد بن سلمة «وأمم سواهم» .

قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام فقال له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أترفتني.

قال قتادة: ما قلت لمحدث قط: أعد عليّ، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي.

قال ابن سيرين: قتادة أحفظ الناس. وقال معمر: سمعت قتادة يقول:

ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا.

قال الإمام أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاف العلماء، ووصفه بالفقه والحفظ، وأطنب في ذكره، وقال: قلّ أن تجد من يتقدمه.

وقال: كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئا إلا حفظه، قرئت عليه صحيفة جابر مرّة فحفظها.

قال شعبة: قصصت على قتادة سبعين حديثا كلها يقول فيها: سمعت ابن مالك، إلا أربعة. وقال همام: سمعت قتادة يقول. ما أفتيت بشيء من رأيي منذ عشرين سنة. قال سفيان الثوري: أو كان في الدنيا مثل قتادة؟

وقال معمر قلت للزهري. أقتادة أعلم عندك أو مكحول؟ قال: بل قتادة.

ومع حفظ قتادة وعلمه بالحديث كان رأسا في العربية واللغة وأيام العرب والنسب قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.

وقال أبو هلال عن غالب عن بكر بن عبد الله قال: من سرّه أن ينظر إلى أحفظ من أدركناه فلينظر إلى قتادة.

وقال الصعق بن حزن حدثنا زيد أبو عبد الواحد سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة. مات بواسط في الطاعون سنة ثماني عشرة ومائة وقيل سنة سبع عشرة، وله سبع وخمسون سنة، أخرج له الجماعة.

ص: 48

416 -

[قتيبة](1) بن أحمد بن شريح أبو حفص البخاري (2).

صاحب «التفسير الكبير» . روى عن سعيد بن مسعود المروزي، وأبي يحيى بن أبي مسرة.

وعنه نصوح بن واصل، وكان شيعيا. مات سنة ست عشرة وثلاثمائة.

(1) بياض في الأصل، أكملته عن طبقات المفسرين للسيوطي.

(2)

له ترجمة في: طبقات المفسرين للسيوطي 28.

ص: 49