الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اسمه عمران
397 -
عمران بن موسى بن ميمون الهواريّ السّلاويّ أبو موسى (1).
قال ابن الزبير: كان مفسّرا حافظا أديبا نحويّا، أقرأ العربية بغرناطة، وكان أخذها- فيما أظنّ- عن ابن خروف، وروى عن أبي القاسم بن سمحون، وأبي عبد الله بن الفخّار المالكيّ، وعنه ابن فرتون. مات في حدود سنة أربعين وستمائة.
أورده شيخنا في «طبقات النحاة» .
من اسمه عياض
398 -
عياض بن موسى بن عمرون (2) بن موسى بن عياض بن عبد الله ابن محمد بن عياض اليحصبيّ القاضي أبو الفضل (3).
الإمام العلامة، سبتيّ الدار والميلاد، أندلسي الأصل.
قال ولده محمد: كان أجدادنا في القديم بالأندلس ثم انتقلوا [إلى]
(1) كذا في الأصل، وهو يوافق ما في: الديباج المذهب. وفي تذكرة الحفاظ، والنجوم الزاهرة:
«عمرو» . وفي وفيات الأعيان: «عمر» .
(2)
له ترجمة في: انباه الرواة 2/ 363، البداية والنهاية 12/ 225، بغية الملتمس 425، تاج العروس (حصب)، تاريخ الاسلام للذهبي (وفات سنة 544)، تذكرة الحفاظ 4/ 1304، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 43، الديباج المذهب لابن فرحون 168، الرسالة المستطرفة للكتاني 106، روضات الجنات للخوانساري 506، الصلة لابن بشكوال 2/ 429، العبر للذهبي 4/ 122، المعجم لابن أبار 294، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 149، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 5/ 285، وفيات الاعيان لابن خلكان 3/ 152.
(3)
تكملة عن: المعجم لابن أبار.
مدينة فاس، وكان لهم استمرار بالقيروان، لا أدري قبل حلولهم الأندلس أو بعد ذلك، وانتقل عمرون إلى سبته بعد سكنى فاس.
كان القاضي أبو الفضل إمام وقته في الحديث وعلومه، عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا، عالما بالنحو واللغة، وكلام العرب، وأيامهم وأنسابهم، بصيرا بالأحكام، عاقدا للشروط، حافظا لمذهب مالك، شاعرا مجيدا، ريانا من علم الأدب، خطيبا بليغا، صبورا حليما، جميل العشرة، جوادا، سمحا، كثير الصدقة، دءوبا على العمل،
صلبا في الحق.
رحل إلى الأندلس سنة سبع وخمسمائة طالبا للعلم، فأخذ بقرطبة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن علي بن حمدين، وأبي الحسين بن سراج، وعن أبي محمد بن عتاب، وغيرهم.
وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم، وأخذ عن أبي عبد الله المازري، كتب إليه يجيزه، وأجازه الشيخ أبو بكر الطرطوشي، ومن شيوخه القاضي أبو الوليد بن رشد.
قال صاحب «الصلة» البشكوالية: واظنه سمع من ابن رشد، وقد اجتمع له من الشيوخ بين من سمع منه وبين من أجازه مائة شيخ، وذكر ولده محمد منهم: أحمد بن بقي، وأحمد بن محمد بن مكحول، وأبو الطاهر أحمد ابن محمد السّلفيّ، والحسن بن محمد بن سكّرة، والقاضي أبو بكر بن العربي، والحسن بن علي بن طريف، وخلف بن إبراهيم بن النحاس، ومحمد بن أحمد ابن الحاج القرطبي، وعبد الله بن محمد الخشبي، وعبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، وعبد الرحمن بن بقي مخلد، وعبد الرحمن بن محمد بن العجوز، وغيرهم يطول ذكرهم.
قال صاحب «الصلة» : وجمع من الحديث كثيرا، وله عناية كبيرة به، واهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل التفنن في العلم، واليقظة والفهم.
وبعد عوده من الأندلس أجلسه أهل سبته للمناظرة عليه في «المدوّنة» وهو ابن ثلاثين سنة أو ينيف عنها، ثم أجلس للشورى، ثم ولى قضاء بلده مدة طويلة، حمدت سيرته فيها، ثم نقل إلى قضاء غرناطة في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، ولم يطل أمده بها، ثم قضاء سبتة ثانيا.
قال صاحب «الصلة» وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه بعض ما عنده.
قال ابن الخطيب: وبنى الزيادة الغربية الجامع الأعظم، وبنى في جبل المينا الراتبة الشهيرة، وعظم صيته.
ولما ظهر أمر الموحّدين بادر إلى المسابقة بالدخول في طاعتهم، ورحل إلى لقاء أميرهم بمدينة سلا، فأجزل صلته، وأوجب بره، إلى أن اضطربت أمور الموحدين عام ثلاث وأربعين وخمسمائة، فتلاشت حاله ولحق بمراكش مشردا به عن وطنه فكانت بها وفاته وله التصانيف المفيدة البديعة منها «إكمال المعلم في شرح مسلم» ومنها «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» صلى الله عليه وسلم أبدع فيه كل الإبداع وسلم له أكفاؤه كفايته فيه ولم ينازعه أحد الانفراد به ولا أنكروا مزيّة السبق إليه بل تشوقوا للوقوف عليه وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله الناس عنه وطارت نسخه شرقا وغربا، وكتاب «مشارق الأنوار» في تفسير غريب حديث الموطأ، والبخارى، ومسلم، وضبط الألفاظ، والتنبيه على مواضح الأوهام والتصحيفات، وضبط أسماء الرجال، وهو كتاب لو كتب بالذهب، أو وزن بالجواهر لكان قليلا في حقه، وفيه أنشد بعضهم:
مشارق أنوار تبدّت بسبتة
…
ومن عجب كون المشارق بالغرب
وكتاب «التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة» جمع فيه غرائب من ضبط الألفاظ وتحرير المسائل، وكتاب «ترتيب المدارك وتقريب المسالك»
لمعرفة أعلام مذهب مالك رحمه الله، وكتاب «الاعلام بحدود قواعد الإسلام» وكتاب «الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع» وكتاب «بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد» ، وكتاب «الغنية» في شيوخه، وكتاب «المعجم» في شيوخ ابن سكرة، وكتاب «نظم البرهان على صحة حزم الآذان» وكتاب «مسألة الأهل المشروط بينهم التزاور» ، ومما لم يكمله «المقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان» ، وكتاب «العيون الستة في أخبار سبتة» ، وكتاب «غنية الكاتب وبغية الطالب في الصدور والترسل» وكتاب «الأجوبة المحبرة عن الأسئلة المتخيرة» ، وكتاب «أجوبة القرطبيين» وكتاب «أجوبته عما نزل في أيام قضائه من نوازل الأحكام» في سفر، وكتاب «سر السراة في أدب القضاة» ، وكتاب «خطب» ، وكان لا يخطب إلا من إنشائه.
وله شعر كثير حسن رائق فائق فمنه قوله:
يا من تحمل عني غير مكترث
…
لكنه للضنى والسقم أوصى بي (1)
تركتني مستهام القلب ذا حرق
…
أخا جوى وتباريح وأوصابي
أراقب النجم في جنح الدجى سحرا
…
كأنني راصد للنجم أوصابي
وما وجدت لذيذ النوم بعدكم
…
إلا جنى حنظل في الطعم أوصاب
وله:
الله يعلم أني منذ لم أركم
…
كطائر خانه ريش الجناحين (2)
فلو قدرت ركبت الريح نحوكم
…
فإن بعدكم عني جنى حيني
(1) الديباج المذهب لابن فرحون 171.
(2)
البيتان في: الديباج المذهب لابن فرحون 171، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 153.
وله من أبيات:
إن البخيل بلحظة أو لفظة
…
أو عطفة أو وقفة لبخيل
وله في خامات زرع بينها شقائق النعمان هبت عليه الريح:
أنظر إلى الزرع وخاماته
…
تحكى وقد ماست أمام الرياح (1)
كتيبة خضراء مهزومة (2)
…
شقائق النعمان فيها جراح
وله غير ذلك كثير.
كان مولد القاضي عياض بسبتة في شهر شعبان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وتوفي بمراكش في شهر جمادى الآخرة وقيل في رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وقيل: إنه مات مسموما سمه يهودي، ودفن رحمه الله بباب إيلان داخل المدينة.
وعياض بكسر العين المهملة وفتح الياء المثناة من تحت وبعد الألف ضاد معجمة.
واليحصبي بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الحاء المهملة وضم الصاد المهملة وفتحها وكسرها وبعدها ياء موحدة، نسبة إلى يحصب بن مالك، قبيلة من حمير.
وسبتة: بفتح السين مدينة مشهورة.
وغرناطة: مدينة بالأندلس، وهي بفتح الغين المعجمة وسكون الراء المهملة وبعد الألف طاء مهملة ثم هاء، ويقال فيها أغرناطة، بألف قبل الغين.
(1) وفيات الأعيان.
(2)
كذا في: تذكرة الحفاظ للذهبي، والديباج المذهب لابن فرحون، ووفيات الأعيان لابن خلكان، وفي الأصل:«حمراء مهزوزة» .