المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌ذكر من اسمه عمرو

‌ذكر من اسمه عمرو

394 -

عمرو بن بحر الجاحظ (1).

صاحب التصانيف التي منها كتاب «نظم القرآن» وكتاب «المسائل في القرآن» .

روى عنه أبو بكر بن أبي داود فيما قيل، قال ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون، قال الذهبي: وكان من أئمة البدع، انتهى.

قال الجاحظ في كتاب البيان: «لما قرأ المأمون كتبي في الإمامة فوجدها على ما أخبر به، وصرت إليه- وقد كان أمر اليزيدي بالنظر فيها ليخبره عنها- قال لي: كان بعض من يرتضى عقله، ويصدّق خبره، خبّرنا عن هذه الكتب بإحكام الصنعة، وكثرة الفائدة، فقلنا قد تربي الصفة على العيان، فلما رأيتها رأيت العيان قد أربى على الصفة، فلما فليتها أربى الفلى على العيان، وهذا كتاب لا يحتاج إلى حضور صاحبه، ولا يفتقر إلى المحتجين [عنه]، وقد جمع استقصاء المعاني واستيفاء جميع الحقوق مع اللفظ [الجزل](2) والمخرج السهل، فهو سوقي ملوكيّ وعامي خاصي (3).

(1) له ترجمة في: الأنساب للسمعاني ورقة 118، البداية والنهاية لابن كثير 11/ 19، تاريخ بغداد 12/ 212، تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 541، الكامل لابن الأثير 7/ 217، اللباب لابن الأثير 1/ 202، لسان الميزان 4/ 355، مرآة الجنان لليافعي 2/ 156، مروج الذهب 4/ 195، معجم الأدباء لياقوت 6/ 56، ميزان الاعتدال 3/ 247، نزهة الألباء للأنباري 192، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 140.

(2)

تكملة عن: البيان والتبيين 3/ 305.

(3)

البيان والتبيين للجاحظ 3/ 305.

ص: 16

وهذه والله صفة كتب الجاحظ كلها، فسبحان من أضله على علم.

قال المسعودي: «توفي سنة خمس وخمسين [ومائتين](1) وقيل: سنة ست وخمسين، مات الجاحظ بالبصرة ولا يعلم أحد من الرواة وأهل العلم أكثر كتبا منه، وحكى يموت بن المزرّع عن الجاحظ- وكان خاله- أنه دخل عليه أناس وهو عليل فسألوه عن حاله، فقال:

عليل من مكانين

من الإفلاس، والدّين

ثم قال: أنا في علل متناقضة يتخوف من بعضها التلف، وأعظمها عليّ نيف وتسعون، يعني عمره» (2).

وقال أبو العيناء قال الجاحظ: كان الأصمعي مانويا (3)[فقال له العباس بن رستم: لا والله (4)] ولكن نذكر حين جلست إليه تسأله، فجعل يأخذ نعله بيده وهي مخصوفة بحديد ويقول: نعم قناع القدريّ، نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك فقمت وتركته.

وروى الجاحظ عن حجاج الأعور، وأبي يوسف القاضي، وخلق كثير، وروايته عنهم في أثناء «كتابه في الحيوان» وحكى ابن خزيمة: أنه دخل عليه هو وإبراهيم بن محمود، وذكر قصة.

وحكى الخطيب بسند له: أنه كان لا يصلي. وقال الصولي: مات سنة خمسين ومائتين.

(1) تكملة عن: مروج الذهب للمسعودي.

(2)

مروج الذهب 4/ 195.

(3)

في الأصل: «منانيا» تحريف، صوابه في: معجم الأدباء.

والمانوية: أصحاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير، وقتله بهرام بن هرمز، وذلك بعد عيسى ابن مريم عليه السلام، وكانوا يزعمون أنه ليس في الظلمة خير كما لا يكون في النور شر (الملل والنحل للشهرستاني).

(4)

تكملة عن معجم الأدباء لياقوت.

ص: 17

وقال إسماعيل بن محمد الصفار: سمعت أبا العيناء يقول: أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك، وأدخلناه على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي فإنه أباه، وقال: هذا كذب، سمعت الحاكم عن عبد العزيز بن عبد الملك الأعور، قلت: ما علمت ما أراد بحديث فدك.

وقال الخطابي: هو مغموص في دينه.

وذكر أبو الفرج الأصبهاني: أنه كان يرمى بالزندقة، وأنشد في ذلك أشعارا، وقد وقعت لي رواية ابن أبي داود عنه ذكرتها في غير هذا الموضع، وهي في الطيوريات.

قال ابي قتيبة في اختلاف الحديث: ثم نصير إلى الجاحظ، وهو أحسنهم للحجة استنارة، وأشدهم تلطفا لتعظيم الصغير حتى يعظم، وتصغير العظيم حتى يصغر، ويكمل الشيء وينقصه، فنجده مرة يحتج للعثمانية على الرافضة، ومرة للزيدية على أهل السنة، ومرة يفضل عليا، ومرة يؤخره، ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا.

قال الجماز: ويذكر من الفواحش ما يجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يذكر في كتاب ذكر أحد منهم فيه، فكيف في ورقة أو بعد سطر أو سطرين! ويعمل كتابا يذكر فيه حجج النصارى على المسلمين، فاذا صار للرد عليهم تجوّز للحجة كأنه إنما أراد تنبيههم على ما لا يعرفون وتشكيك الضعفة، ويستهزئ بالحديث استهزاء لا يخفى على أهل العلم، وذكر الحجر الأسود، وأنه كان أبيض فسوّده المشركون، قال: وقد كان يجب أن يبيّضه المسلمون حين أسلموا، وأشياء من أحاديث أهل الكتاب.

وهو مع هذا أكذب الأمة، وأوضعهم لحديث، وأنصرهم لباطل.

وقال النديم: قال المبرد: ما رأت أحرص على العلم من ثلاثة، الجاحظ، واسماعيل القاضي، والفتح بن خاقان.

ص: 18

وقال النديم- لمّا حكى قول الجاحظ: لما قرأ المأمون كتبي قال: هي كتب لا تحتاج إلى حضور صاحبها إلى آخر ما تقدم-: عندي أن الجاحظ حسن هذا اللفظ تعظيما لنفسه وتفخيما لتأليفه، وإلا فالمأمون يقول ذلك.

وحكي عن ميمون بن هارون أنه قال: قال لي الجاحظ: أهديت كتاب «الحيوان» لابن الزيات فأعطاني خمسة آلاف دينار، وأهديت كتاب «البيان والتبيين» لابن أبي داود، فأعطاني خمسة آلاف دينار، وأهديت كتاب «النخل والزرع» لإبراهيم الصول، فأعطاني خمسة آلاف دينار، قال:

فلست أحتاج إلى شراء ضيعة ولا غيرها.

وسرد النديم كتبه، وهي مائة ونيّف وسبعون كتابا في فنون مختلفة.

وقال ابن حزم في «الملل والنحل» : كان أحد المجان الضلال، غلب عليه الهزل، ومع ذلك فإنا ما رأينا له في كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتا لها، وإن كان كثير الإيراد لكذب غيره.

وقال أبو منصور الأزهريّ في مقدمة (1)«تهذيب اللغة» : «وممّن تكلم في اللغات بما حضر لسانه وروى عن الثقات ما ليس من كلامهم:

الجاحظ، وكان أوتي بسطة في القول، وبيانا عذبا في الخطاب، ومجالا في الفنون غير أن أهل العلم ذمّوه، وعن الصّدق دفعوه».

وقال ثعلب: كان كذابا على الله، وعلى رسوله، وعلى الناس.

395 -

عمرو بن علي بن بحر بن كنيز بنون وزاي الحافظ الإمام أبو حفص الباهلي الصّيرفيّ الفلاس (2).

(1) أنظر مقدمة تهذيب اللغة ص 30.

(2)

له ترجمة في: تبصير المنتبه لابن حجر 3/ 1188، تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 487، تهذيب التهذيب لابن حجر 8/ 80، اللباب لابن الأثير 2/ 230.

ص: 19

أحد الأئمة الأعلام صاحب «التفسير» الذي رواه عنه علي بن إسماعيل ابن حماد البزار، مولده بعيد الستين ومائة.

سمع يزيد بن زريع، وعبد العزيز بن عبد الصمد العميّ، وسفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان وطبقتهم، فأكثر وأتقن وجوّد وأحسن.

وروى عنه الأئمة الستة والنسائي أيضا بواسطة، وعفان وهو من شيوخه أبو زرعة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وأبو روق الهزّاني، وأمم سواهم.

قال النسائي: ثقة صاحب حديث. وقال أبو حاتم: كان أرشق من علي ابن المديني، وقال عباس العنبريّ: ما تعلمت الحديث إلا منه. وقال حجاج ابن الشاعر: عمرو بن علي لا يبالي أحدّث من حفظه أو من كتابه.

وقال أبو زرعة: ذاك من فرسان الحديث، لم نر بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المديني والشّاذكونيّ.

وقال ابن إشكاب: ما رأيت مثل الفلاس، كان يحسن كل شيء. مات الفلاس بسامرا في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين، وقد تردد إلى أصبهان مرات.

396 -

عمرو بن هشيم الكوفي ................ (1).

له كتاب «فضائل القرآن» ................ .. (2).

(1) بياض في الأصل، وقد ذكره ابن النديم تحت عنوان الكتب المؤلفة في فضائل القرآن ولم يزد على ذلك، وأنظر الفهرست 37.

(2)

بياض في الأصل، وقد ذكره ابن النديم تحت عنوان الكتب المؤلفة في فضائل القرآن ولم يزد على ذلك، وأنظر الفهرست 37.

ص: 20