الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا أصل لهذا الخبر
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت هذه الرواية في صفحات الإنترنت، وقد أوجست خيفة منها، وشككت في أمرها، وأنقلها لكم بارك الله فيكم، فأفتونا فيها؟
الرواية:
كان سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه، وسيدنا علي بن أبى طالب رضي الله عنه جالسين، فدخل عليهم رجل، فقال له سيدنا علي-رضي الله عنه كيف أصبحت يا رجل؟ فرد الرجل قائلا: أصبحت أحب الباطل، وأكره الحق، وأصدق اليهود والنصارى، وأصلي بدون وضوء، ولى في الأرض ما ليس لله في السماء.
فهم سيدنا عمر-رضي الله عنه بقتلة، فقال له سيدنا علي-رضي الله عنه: رويدك يا عمر، إنه على حق، فاستغرب سيدنا عمر-رضي الله عنه وقال له: كيف هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد لهذه القصة إسنادا ولا أصلا، والذي يظهر أنها من صنعة من يريدون إظهار فضيلة علي، وفهمه رضي الله عنه على فهم عمر، وإظهار عمر رضي الله عنه في صورة من يسرع في سفك الدماء دون تبين ولا تأن.
وهذا الكلام الوارد في السؤال وإن كان له معنى صحيح، بيَّنته القصة على لسان علي رضي الله عنه، كتفسير الحق المكروه بالموت، وتصديق اليهود والنصارى في دعواهم التي أثبتها القرآن عنهم في قوله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ {البقرة: 113}
…
إلى آخره، فإن الكلام بهذا التفسير- وإن كان صحيحا- إلا أن إطلاقه بهذه الصورة الموهمة مما لا ينبغي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1430