الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ في مصادرِ غيرِ الثلاثي
غيرُ الثلاثيِّ بِوَصلٍ إنْ بُدِي
…
ثالثَهُ فاكْسِرْ، وما بعدُ امْدُدِ
والعينُ منْ معتلِّهِ حتماً حُذِفْ
…
وَعَوْضُ تاءٍ غالباً منها أُلِفْ
الشرح
فصلٌ في مصادرِ غيرِ الثلاثي
قال الناظم: (غيرُ الثلاثيِّ بِوَصلٍ إنْ بُدِي، ثالثَهُ فاكْسِرْ، وما بعدُ امْدُدِ) أي: أنّ غير الثلاثي من الأفعال إن بُدئ بهمزة وصل - ولا يكون إلا خماسياً أو سداسياً-، فقياس المصدر منه أن يُكسر حرفه الثالث، ويزاد قبل آخره ألف، نحو:"انطلق انطِلاقاً، اقتدر اقتِداراً، استغفر استِغفاراً، استنبط استِنباطاً".
فقوله: (ثالثَهُ) مفعول به للفعل الذي بعده (فاكسر) أي: فاكسر ثالثه.
وقوله: (وما بعدُ امْدُدِ) أي: وامدُد ما قبل الأخير.
ولكن يشترط فيما تقدَّم أن تكون العين صحيحة، فإذا كانت معتلة فقياس المصدر منه أن تُحذف عينه، ويُعوَّض عنها تاء، ولذا قال الناظم:(والعينُ منْ معتلِّهِ حتماً حُذِفْ، وَعَوْضُ تاءٍ غالباً منها أُلِفْ) نحو: "استبان استِبانة، استقام استِقامة، استعاذ استِعاذة".
وقوله: (وَعَوْضُ تاءٍ) أي: وتعويض تاء. وقوله: (غالباً) معناه أن هذه التاء الغالب ذكرُها، ومن غير الغالب حذفها، ويكثر ذلك - أي: الحذف - مع الإضافة، نحو:"إِقامَ الصلاة، اِستِنار البدر"، وأصلهما:"إقامة الصلاة، استِنارة البدر". وقوله: (أُلِفْ) أي: وُجِد وعُرِف.
وما بُدِيْ بالتاءِ إنْ صحَّ لَزِمْ
…
ضَمٌّ لِما قُبَيلَ آخِرٍ عُلِمْ
واكْسِرْهُ مِنْ معتلِّهِ .............
…
.............................................
الشرح
قال: (وما بُدِيْ بالتاءِ إنْ صحَّ لَزِمْ ضَمٌّ لِما قُبَيلَ آخِرٍ عُلِمْ) أي: أنّ كل فعل مبدوء بتاء زائدة - ولا يكون إلا خماسياً - فقياس المصدر منه أن يُضم ما قبل آخره، بشرط أن يكون صحيح اللام، ولذا قال الناظم:(إنْ صحَّ) أي: إن كان صحيح اللام، نحو:"تدحرج تَدَحرُجاً، تعلَّم تعلُّماً، تكلم تكلُّماً، تشيطَن تشيطُناً، تكلَّفَ تكلُّفاً، تكرَّم تكرُّماً، تفهَّم تفهُماً" وهكذا.
أما إن كان معتل اللام، نحو:"توانى، تولّى، تدلَّى"، فقياس المصدر منه أن يُكسر ما قبل آخره، ولذا قال الناظم (واكْسِرْهُ مِنْ معتلِّهِ) فتقول:"توانِياً، تولِّياً، تدلِّياً".
............... وفَعْلَلا
…
مَصْدرهُ فَعْلَلَةٌ كـ"حوْقَلا"
وفَعَّلَ المصدرُ تَفْعِيْلٌ .........
…
............................................
الشرح
قال: (وفَعْلَلا مَصْدرهُ فَعْلَلَةٌ كحوْقَلا) أي: أنّ كل فعْلٍ على وزن "فعْلَلَ" وما أُلحق به كـ"فوْعَلَ" فقياس المصدر منه أن يأتي على وزن "فعْلَلَة"، نحو:"دحْرجَ دحرَجَة، وسْوَس وَسْوسة، زلزل زَلْزلة، حوقل حوقلة".
وذكر بعضهم أن الفِعْلال أيضاً مصدر مقيس لـ"فعْلَلَ"، وهو ظاهر كلام ابن مالك في التسهيل
(1)
، فتقول:"دحرج دِحراجاً، وسوس وسْواساً، زلزل زِلْزالاً".
قال: (وفَعَّلَ المصدرُ تَفْعِيْلٌ) أي: أنَّ كل فعل على وزن "فعَّلَ" فقياس مصدره أن يأتي على وزن "تفعيل" بشرط أن يكون صحيح اللام، نحو:"كلَّمَ تكليماً، علَّمَ تعلِيماً، عظَّمَ تعظيماً، ذكَّر تذكيراً".
(1)
أما في الألفية فذكر أنه غير مقيس حيث قال: فِعْلَالٌ أَوْ فَعْلَلَةٌ لِفَعْلَلَا
…
وَاجْعَلْ مَقِيساً ثَانِياً لا أَوَّلا.
أما إن كان معتل اللام فقياس مصدره أن يأتي على وزن "تَفْعِلة"، ولذا قال الناظم:
............................... وذا
…
إِنْ يَعْتَلِلْ تَفْعِلَةً لَهُ خُذا
وجاءَ تَفْعَالٌ لَدَى الكثرةِ لَهْ
…
لِفاعَلَ الفِعَالُ والمُفَاعَلَهْ
الشرح
(وذا) أي: و"فعَّلَ"(إِنْ يَعْتَلِلْ) أي: إن يكن معتل اللام (تَفْعِلَةً لَهُ خُذا) أي: خُذ له مصدراً على وزن "تَفْعِلة"، نحو:"زكَّى تزكِية، ربَّى تربِية، نمَّى تنمِية، وفَّى توفِية، غطَّى تغطِية".
قال: (وجاءَ تَفْعَالٌ لَدَى الكثرةِ لَهْ) أي: أن "فعَّلَ" ربما جاء مصدرها على وزن "تَفعال" للدلالة على الكثرة، نحو:"طوَّف تَطوافاً، سيَّر تَسياراً"
(1)
.
قال: (لِفاعَلَ الفِعَالُ والمُفَاعَلَه) هذا الشطر من ألفية ابن مالك، والمراد أنَّ كلّ فعْلٍ على وزن "فاعَلَ" فقياس المصدر منه أن يأتي على وزن "مفاعلة" اتفاقاً، وعلى وزن "فِعَال" على الصحيح، نحو:"ضارَبَ ضِراباً ومضاربة، خاصم خِصاماً ومخاصمة، قاتَل قِتالاً ومقاتلة".
(1)
فائدة: كل مصدر جاء على وزن تَفعال، فهو بفتح التاء إلا "تِبيان"وتِلقاء".