الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ في بِناءِ الآلةِ
وَلِبِنا الآلةِ مِفْعَلٌ وَرَدْ
…
مِفْعَالٌ اوْ مِفْعَلَةٌ لهُ اطَّردْ
وشذَّ ضمٌّ في مُدُقٍّ مُنْصُلِ
…
.............................................
الشرح
فصلٌ في بِناءِ الآلةِ
عقد الناظم هذا الفصل للكلام على بناء الآلة من الفعل الذي يُعمل بها، والآلة هي الواسطة بين الفاعل والمفعول.
قال: (وَلِبِنا الآلةِ مِفْعَلٌ وَرَدْ مِفْعَالٌ اوْ مِفْعَلَةٌ) أي: أن الآلة تصاغ من الفعل الذي يُعمل بها على وزن "مِفْعَل"، نحو:"مِخْيَط، مِعْزَف، مِحْلَب، مِبْرَد، مِشْرَط"، أو على وزن "مِفْعَال"، نحو:"مِقْرَاض، مِفتاح، مِسْوَاك، مِسْمَار، مِسْبَار"، أو على وزن "مِفْعَلة"، نحو: مِخَدَّة، مِكْنَسة، مِقْرَعة، مِسْطَرة، مِصفاة".
وقوله: (لهُ اطَّردْ) أي: أن اسم الآلة يأتي من هذه الأوزان الثلاثة قياساً مطرداً. إلا أن هناك أسماء خرجت عن هذا القياس، وأشار إليها الناظم بقوله:(وشذَّ ضمٌّ في مُدُقٍّ) وهو: الآلة التي يُدق بها الأشياء. و (مُنْصُلِ) وهو: من أسماء السيف.
................................
…
مُكْحُلَةٍ مُدْهُنْ ومُسْعُطْ مُنْخُل
الشرح
و (مُكْحُلَةٍ) وهي: الوعاء الذي يُجعل فيه الكحل.
و (مُدْهُن) وهو: الآلة التي يجعل فيها الدهن.
(ومُسْعُط) وهو: الآلة التي يُسعط بها المريض - أي: يوضع بها الدواء في أنفه.
و (مُنْخُلِ) وهو: الآلة التي يُنخل بها.
فهذه الألفاظ لم تُسمع إلا على الشذوذ - أعني: بضم الميم والعين
(1)
- مع أن القياس كما تقدم هو كسر الميم دائماً، وفتح العين.
ومحل لزوم الضم الشاذ عند إطلاق الاسم عليها من غير ملاحظة المعنى كأنها أسماء لآلات مخصوصة.
(1)
عدا "مُدُق" فهو بضم الحرف الأول والثاني.
أما إذا أُريد بها الاشتقاق والعمل بأن لُوحِظ فيها المعنى فلا يجب فيها التزام الضم، بل يجوز أن يؤتى بهنّ على القياس، وإلى هذا أشار الناظم بقوله:
وَمَنْ نَوى العملَ جازَ القَيْسُ لَهْ
…
والحمدُ للهِ العليِّ مُكْمِلَه
ثُمَّ صلاتُهُ على مَن أرسَلَهْ
…
وصحبِهِ والتابعينَ الكَمَلَهْ
الشرح
(وَمَنْ نَوى العملَ جازَ القَيْسُ لَهْ) أي: ومن نوى في الألفاظ السابقة الاشتقاق والشروع في العمل فإنه يجوز كسر الميم على القياس، فتقول: دقَقْتُهُ بالمِدَق، كَحَلْتُهُ بمِكْحَلتي، نخلتُهُ بمِنخَلي، وهكذا.
وقوله: (القَيْسُ) أي: القياس.
قال: (والحمدُ للهِ العليِّ مُكْمِلَه) أي: والحمد لله الذي أعان على إكمال هذا النظم.
(ثُمَّ صلاتُهُ على مَن أرسَلَهْ) وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
(وصحبِهِ) جمع صاحب، وهو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك (والتابعينَ) جمع تابعي، وهو: من لقي صحابياً في حالة الإيمان، ومات على ذلك.
(الكَمَلَهْ) أي: جمع كامل، والكامل هو الذي كَمُلَ في أخلاقه وصفاته، والكَمَلَه صفة للصحابة والتابعين.
عَدَدُهُ "زَانَ" وأسألُ العليْ
…
خاتمة حُسنى وَغَفْرَ الزَّلَل
الشرح
قال: (عَدَدُهُ "زَانَ") أي: أن هذا النظم عدد أبياته ثمانية وخمسون بيتاً؛ لأن حرف الزاء في حساب حروف الجمَّل
(1)
سبعة، وحرف الألف واحد، وحرف النون خمسون.
قال: (وأسألُ العليْ خاتمة حُسنى) خاتمة كل شيء آخره، والخاتمة الحسنة هي التي يوفق صاحبها للنطق بكلمة الشهادة (وَغَفْرَ الزَّلَلِ) الغَفْر بفتح الغين هو: الستر، والزلل: أي: الخطأ، والعدول عن سنن الصواب من قولك: زلت قدمه. أي: زلقت.
تم هذا الشرح المبارك أسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، موجباً للفوز لديه، وأن يعم النفع به، وقد راعينا فيه جانب التوسط؛ لأن النظم مختصر، فالأليق بشارحه أن يحذو حذوه، ولا يتعدى ممشاه. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لصالح الأعمال، ويجمعنا على العلم ونشره في كل حال بمنّه وكرمه، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
(1)
حسَابُ الجُمَّل طريقةٌ حسابية تُوضَع فيها أحرف الهجاء العربية مقابل الأرقام، بمعنى أن يأخذ الحرف الهجائي القيمة الحسابية للعدد الذي يقابله وفق جدول معلوم. ويقوم حساب الجُمَّل على الحروف الأبجدية، وهي:"أبْجَدْ، هوَّز، حطِّي، كَلَمُنْ، سَعْفَص، قَرَشَتْ، ثَخَذْ، ضَظَغٌ". ومجموعها ثمانية وعشرون حرفًا؛ تسعة منها للآحاد، وتسعة للعشرات، و تسعة للمئات، وحرف للألْف. وتستعمل الحروف الأبجدية في حساب الجمل على الوضع التالي: أ 1، ب 2، ج 3، د 4، هـ 5، و 6، ز 7، ح 8، ط 9، ي 10، ك 20، ل 30، م 40 ن،50، س 60، ع 70، ف 80، ص 90، ق 100، ر 200، ش 300، ت 400، ث 500، خ 600، ذ 700، ض 800، ظ 900، غ 1000.