الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ في بناءِ المَفْعَلِ والمَفْعِلِ
ما لمْ يَكنْ كَسْرٌ لِآتيهِ لَزِمْ
…
فمنهُ مَفْعَلٌ بفتحٍ قدْ وُسِمْ
الشرح
فصلٌ في بناءِ المَفْعَلِ والمَفْعِلِ
عقد الناظم هذا الفصل في بناء المفعَل - بفتح العين - والمفعِل - بكسر العين-، الذي يقال له:"المصدر الميمي" لكونه مبدوءاً بميم زائدة.
قال: (ما لمْ يَكنْ كَسْرٌ لِآتيهِ لَزِمْ فمنهُ مَفْعَلٌ بفتحٍ قدْ وُسِمْ) أي: أنّ الفعل الذي لا يجب كسر عين مضارعه كـ "ذهب" فإنه يؤتى بالمفعَل منه بالفتح دالاً على المصدر والمكان والزمان، ويفرَّق بينها بالقرائن، فتقول:"ذهب زيدٌ مذهَباً حسناً - أي: ذهاباً حسناً-، وهذا مذهَبُ زيد - أي: مكان ذهابه- ورمضان مذهَبُ زيد -أي: زمان ذهابه".
وقوله: (لِآتيهِ) أي: لمضارعه.
وقوله: (وُسِمْ) أي: عُلِم.
واكْسِرْهُ منْ واويِّ فاءٍ مطلقاً
…
إلاّ بمُعْتَلٍ ففتحاً أَطْلِقا
الشرح
قال: (واكْسِرْهُ منْ واويِّ فاءٍ مطلقاً) أي: واكسر "المفعِل" من كل فعل ثلاثي واوي الفاء سواء كُسرت عين مضارعه كـ"وَعد يعِدُ" أوْ لا كـ"وَقَعَ يقَعُ"، فتقول: "وعَد زيد موعِداً
حسناً - أي: وعداً- وهذا موعِدُ زيد - أي: مكان وعده - ورمضان موعِدُ زيد -أي: زمان وعده - ومنه قوله تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} .
قال: (إلاّ بمُعْتَلٍ ففتحاً أَطْلِقا) أي: إلا إذا كان معتل اللام فيجاء بالمفعَل منه بالفتح مطلقاً، - أي: سواء كان واوي الفاء أو لا-، دالاً على المصدر والمكان والزمان.
مثال واوي الفاء: "وقَى"فتقول: "موقَى " للمصدر والزمان والمكان، ويُفرّق بينها بالقرائن.
ومثال ما ليس واوي الفاء: "رمى" فتقول: "مرمى" للمصدر والزمان والمكان، ويُفرّق بينها أيضاً بالقرائن.
وغيرُ ما مَرَّ مِنَ المكسورِ
…
يُفْتَحُ في المصدرِ دُونَ زُورِ
واكْسِرْهُ مِنْ ظرفِ الزمانِ والمكانْ
…
وما سِوى هذا شُذُوذهُ استبانْ
الشرح
قال: (وغيرُ ما مَرَّ) أي: وغير ما تقدم من واوي الفاء، ومعتل اللام (مِنَ المكسورِ) أي: مما تُكسر عين مضارعه كـ"ضرب يضرِبُ"(يُفْتَحُ في المصدرِ) أي: أنه يؤتى بالمفعَل منه بالفتح دالاً على المصدر فتقول: "ضربَ زيد مَضرَباً حسناً - أي: ضرباً -.
وقوله: (دُونَ زُورِ) أي: دون كذب.
قال: (واكْسِرْهُ مِنْ ظرفِ الزمانِ والمكانْ) أي: ويؤتى بالمفعِل منه بالكسر دالاً على الزمان والمكان، فتقول: "رمضان مضرِبُ زيد -أي: زمان ضربه- وهذا مضرِبُ زيد - أي: مكان ضربه-.
قال: (وما سِوى هذا شُذُوذهُ استبانْ) أي: وما خرج عن القواعد السابقة فإنه شاذ يحفظُ ولا يقاس عليه، نحو:"عصَى" فالقياس هو الفتح في المصدر الميمي؛ لأنه معتل اللام، فيقال: معصَيَة -بفتح الصاد -، ولكن لم يُسمع إلا الكسر شذوذاً - معصِية -.
ومثل: "سجَدَ" فالقياس فيها هو الفتح: "مسجَد"؛ لكون فائها ليست واواً، ولامها ليست معتلة، ومضارعها ليس مكسور العين، ولكن لم يُسمع فيها إلا الكسر.
غَيرُ الثلاثيِّ كمُفْعَلٍ يجيْ
…
كمُكْرَمٍ ومُدْخَلٍ ومُخْرَج
الشرح
ولما انتهى الناظم من الكلام على المصدر الميمي من الفعل الثلاثي، ذكر أنه يجيء من غير الثلاثي فقال:
(غَيرُ الثلاثيِّ كمُفْعَلٍ يجيْ كمُكْرَمٍ ومُدْخَلٍ ومُخْرَجِ) أي: أنه إذا أُريد المصدر الميمي من الفعل الزائد على الثلاثي فإنه يؤتى به على وزن اسم مفعوله، فـ"أكرمَ" - مثلاً- اسم المفعول منه "مُكْرَم"، و"أدخل" اسم المفعول منه "مُدْخَل"، و"أخرج" اسم المفعول منه "مُخرَج"، و"مُكْرَمٌ" و"مُدخَلٌ" و"مُخرَجٌ" صالحة للمصدر والمكان والزمان، ويفرق بينها بالقرائن.
وقول الناظم: (كمُفْعَلٍ يجيْ) صوابه أن يقول: "كاسم مفعوله"؛ لأن بعضها لا تكون على وزن "مُفْعَل"، نحو:"مُستخرَجٌ" فإنها على وزن "مُستَفْعَل".