الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ في بِناء اسمِ الأرضِ
مَفْعَلَةٌ بالفتحِ معْ مَفْعَاةِ
…
لِكَثْرةٍ في الأرضِ قَيْساً تاتِي
الشرح
فصلٌ في بِناء اسمِ الأرضِ
قال الناظم: (مَفْعَلَةٌ بالفتحِ معْ مَفْعَاةِ لِكَثْرةٍ في الأرضِ قَيْساً تاتِي) أي: أنه يصاغ من اسم ما كَثُر من أسماء الأعيان اسمٌ على وزن "مَفْعَلَة" بالفتح، وصفاً للأرض، للدلالة على كثرة ذلك الشيء فيها، نحو:"أرضٌ مأسَدَة" - أي: كثيرة الأسود -، "أرضٌ مَسْبَعَة" - أي: كثيرة السَّبُع- " أرضٌ مَذْأَبة" - أي: كثيرة الذئاب -.
ولا تصاغ المفْعَلَة إلا من اسم ثلاثي
(1)
سواء كان مجرداً كـ"أسد"، أو مزيداً لكن بحذف الحرف الزائد منه كـ"أفعى"، يقال:"أرض مَفْعَاة" أي: كثيرة الأفاعي. ولذا قال الناظم: (معْ مَفْعَاةِ).
وقوله: (قَيْساً) أي: قياساً، فمعنى البيت: أن "مَفْعَلَة" تأتي وزناً قياساً لِما كثر في الأرض.
(1)
قال سيبويه: "ولم يجيئوا بنظير هذا فيما جاوز ثلاثة أحرف من نحو الضفدع والثعلب؛ كراهية أن يثقل عليهم، ولأنهم قد يستغنون بأن يقولوا: "كثيرة الثعالب" ونحو ذلك، وإنما اختصوا بها بنات الثلاثة لخفتها". انظر: كتاب سيبويه (4/ 94).
وأَفْعَلَتْ مُفْعِلَةٌ بالضمِّ لَهْ
…
غيرُ الثُّلاثيْ نادراً بِهِ اجْعَلَهْ
الشرح
ثم قال: (وأَفْعَلَتْ مُفْعِلَةٌ بالضمِّ لَهْ) أي: أنه قد يُصاغ من الاسم فِعْلٌ على وزن "أفْعَلَ" ثم يؤتى بالوصف منه على وزن "مُفْعِلَة" بكسر العين، وصفاً للأرض للدلالة على ما كثُر فيها، نحو:"أَعْشَبتِ الأرض فهي مُعْشِبة" أي: كَثُرَ عُشبُها.
وقوله: (بالضمّ) أي: ضم الميم. وقوله: (لَهْ) أي: لِما كَثُر في الأرض.
ثم قال: (غيرُ الثُّلاثيْ نادراً بِهِ اجْعَلَهْ) تقدم أن صوغ المفعَلة لا يكون إلا من اسم ثلاثي، وذكر الناظم هنا أنه قد تُصاغ نادراً من غير الثلاثي - أي: من اسم رباعي الأصول-، نحو:"أرضٌ مُثعْلبة" -أي: كثيرة الثعالب -، "أرضٌ مُعَقْربة" - أي: كثيرة العقارب -.
وهي بفتح العين على مذهب سيبويه، وبكسرها على مذهب غيره، قال سيبويه:"ولو قلت من بنات الأربعة على قولك: "مأسدةٌ" لقلت: "مثعلَبةٌ"؛ لأن ما جاوز الثلاثة يكون نظير المفعل منه بمنزلة المفعول وقالوا: "أرض مثعلَبةٌ ومعقرَبةٌ"
(1)
.
وقال الزبيدي: "وأرض مُعقرِبة" بكسر الراء"
(2)
.
وقال الفيومي: "وأرض "مُعَقْرِبَةٌ" اسم فاعل ذات عَقَارِبَ، كما يقال: مُثَعْلِبَة ومُضَفْدِعة ونحو ذلك"
(3)
.
(1)
انظر: كتاب سيبويه (4/ 94).
(2)
انظر: تاج العروس من جواهر القاموس (3/ 425).
(3)
انظر: المصباح المنير (ص: 218).