المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

نظم باكورة التعريف بالمهم من التصريف بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الحمد لله - فتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف بالمهم من التصريف

[محمد بن عبد الله المقشي]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌تقديم الشيخ الدكتورعبد الواحد الخميسي

- ‌تقديم الشيخ العلامةوليد أحمد محمود

- ‌مقدمة

- ‌باب أبنية المجرَّد

- ‌فصلٌ في تصريفِ المضارعِ

- ‌خلاصة ما يتعلق بـ"فَعَلَ" بفتح العين

- ‌ وزن مضارع الرباعي

- ‌فصلٌ في المضارِعِ

- ‌ حركة حرف المضارعة

- ‌فصلٌ فيما يُبنى للمَجهُولِ

- ‌بابٌ في الأمرِ

- ‌بابٌ في اسمِ الفاعلِ واسمِ المفعولِ

- ‌ اسم المفعول من الثلاثي

- ‌بابٌ في المصادر

- ‌ اسم المرة من الفعل الثلاثي

- ‌فصلٌ في مصادرِ غيرِ الثلاثي

- ‌فصلٌ في بناءِ المَفْعَلِ والمَفْعِلِ

- ‌فصلٌ في بِناء اسمِ الأرضِ

- ‌فصلٌ في بِناءِ الآلةِ

- ‌نظم باكورة التعريف بالمهم من التصريف

- ‌باب أبنية المجرَّد

- ‌فصلٌ في تصريفِ المضارعِ

- ‌تنبيهٌ

- ‌فصلٌ في المضارِعِ

- ‌فصلٌ فيما يُبنى للمَجهُولِ

- ‌بابٌ في الأمرِ

- ‌بابٌ في اسمِ الفاعلِ واسمِ المفعولِ

- ‌بابٌ في المصادر

- ‌فصلٌ في مصادرِ غيرِ الثلاثي

- ‌فصلٌ في بناءِ المَفْعَلِ والمَفْعِلِ

- ‌فصلٌ في بِناء اسمِ الأرضِ

- ‌فصلٌ في بِناءِ الآلةِ

الفصل: نظم باكورة التعريف بالمهم من التصريف بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الحمد لله

نظم باكورة التعريف بالمهم من التصريف

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.

أما بعد:

فهذا شرح لطيف على منظومة الشيخ محمد حمّاد بن أحمد بن سيد الجكني الشنقيطي في علم الصرف المسماة "باكورة التعريف بالمهم من التصريف"، اقتصرت فيه على حلّ ألفاظها، وبيان مرادها، على وجه لطيف خال عن الحشو والتطويل، سميته بـ"فتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف بالمهم من التصريف". والله أسأل أن ينفع به، وهو حسبي ونعم الوكيل.

ص: 5

أحمَدُ ربِّي مَن لِكَونٍ صرَّفا

........................................

‌الشرح

قال الناظم تبركاً باسم الله العظيم، واقتداء بكتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم) أي: أنظم؛ إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يُضْمِرُ ما جعل التسمية مبدأً له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال: بسم الله كان المعنى بسم الله أحل، وبسم الله أرتحل، و (الله) عَلَمٌ للذات الواجب الوجود، و (الرحمن الرحيم) اسمان بُنيا للمبالغة من رَحِم، والرحمن ابلغ من الرحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى (أحمدُ ربي) الحمد لغة: الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التعظيم، والربُّ من أسماء الله تعالى (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) أي: الذي صرَّف هذا الكون، فهو المتصرِّف فيه بالخلق والإعدام.

وفي قول الناظم: (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) ما يُسمَّى ببراعة الاستهلال، ومعناها عند أهل البلاغة أن يذكر المتكلِّمُ في أول كلامه ما يُشْعِرُ بمقصوده، وهنا قدمَّ الناظم هذه العبارة في أول منظومته ليشير بها إشارة لطيفة إلى ما سيتكلم عنه فيها وهو علم الصرف.

ص: 6

.................

صلّى وسلّم على اللَّذْ شرَّفَا

‌الشرح

(صلّى) المشهور أن الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدمي تضرع ودعاء، واختار الحافظ ابن حجر في فتح الباري أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى.

(وسلّم) من التسليم بمعنى السلام، قال بعضهم: وإثبات الصلاة والسلام بعد البسملة في صدر الكتب والرسائل حَدَث في زمن ولاية بني هاشم، ثم مضى العمل على استحبابه، ومن العلماء من يختم بهما الكتب أيضاً

(1)

.

(على اللَّذْ شرَّفَا) أي: على الذي رفع قدره ومنزلته، والشرف: العلو والرفعة، و (اللَّذْ) لغة في الذي.

(1)

تحفة الحبيب على شرح الخطيب (1/ 50).

ص: 7

محمدٍ وآلهِ وبعدُ

.......................................

‌الشرح

(محمدٍ) بدل من (اللَّذْ شرفا)، ومحمدٌ عَلَمٌ على نبينا صلى الله عليه وسلم، سماه به جده عبد المطلب إلهاماً من الله تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة كما رُوي في السِّيَر.

(وآله) هم على الأصح مؤمنو بني هاشم وبني المطلب.

(وبعدُ) أي: وبعد ما تقدم من الحمد والصلاة والسلام، وهذه الكلمة سواء كانت بعد "أما" أم لا، يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر، ولا يجوز الإتيان بها في أول الكلام، ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عقد البخاري لها باباً في صحيحه، وقد اختُلِف في أول من قالها على ثمانية أقوال جمعها بعضهم في بيتين:

جرى الخلف "أما بعدُ" من كان بادئاً

بها عُدّ أقوالاً وداودُ أقربُ

ويعقوبُ أيوبُ الصبورُ وآدمٌ

وقسٌّ وسحبانٌ وكعبٌ ويعربُ

ص: 8

.......................

فهاكَ من تصريفِ فِعْلٍ عِقْدُ

فإنهُ فنٌّ جليلُ القدرِ

وجَهْلُهُ بالمرء حقاً مُزر

‌الشرح

(فهاكَ) هاك: اسم فعل أمر بمعنى خُذ (مِن تصْريفِ فِعْلٍ عِقْدُ) شبَّهَ نظمه بالعِقد المنظوم من الجوهر والخرز ونحوهما الذي يُعَلَّق بالرقبة، وخصّ التصريف بالفعل في قوله (مِن تصْريفِ فِعْلٍ) لكونه لم يتكلم في هذه المنظومة إلا عن تصريف الفعل خاصة، والأصالة في التصريف إنما هي للأفعال؛ لكثرة تغييرها، وإنما دخل الأسماءَ حمْلاً لها على الأفعال.

(فإنهُ) أي: علم الصرف (فنٌ جليلُ القدرِ) أي: عظيم المنزلة، فهو من أجل العلوم العربية وأعظمها خطراً؛ لأنه يجري في الصميم من الألفاظ العربية، ويجري منها مجرى المعيار والميزان.

(وجَهْلُهُ بالمرء حقاً مُزرِ) أي: أن جهْل طالب العلم بعلم الصرف يُلْحِقُ به العيب، ويَنْقُصُ من مرتبته.

ص: 9

ذَكرتُ منهُ ما تَمَسُّ الحاجةُ

إليهِ والربُّ بهِ الإِعانَةُ

سمَّيتُهُ باكُورَةَ التعريفِ

بِما يهُمُّنَا مِن التَصْرِيف

‌الشرح

(ذَكرتُ منهُ ما تَمَسُّ الحاجةُ إِليهِ) أي: أنه ذَكَر مما يتعلق بتصريف الأفعال ما لا بدّ منه (والربُّ بهِ الإِعانَةُ) أي: أن الإعانة تُطلب من الله سبحانه لا من غيره، فتقديم المعمول في قوله:(والربُّ بهِ) يفيد الحصر.

(سمَّيتُهُ باكُورَةَ التعريفِ) أي: أنه سمَّى نظمه هذا (باكورة التعريف) وباكورة الشيء أوَّلُه، فهي أول التعريف بعلم الصرف؛ لأنه ذكر فيها أهم القواعد التي لابد منها لطالب هذا الفن. (بِما يهُمُّنَا مِن التَصْرِيفِ) أي: بالأهم من علم التصريف؛ لأن العلم كثير والعمر قصير فيُقدِّم طالب العلم الأهم فالأهم، ولذا قال ابن الوردي:

والعُمْرُ عن تحصيلِ كُلِّ علمِ

يقصرُ فابدأْ منهُ بالأهمّ

ص: 10

..................................

‌الشرح

والمبنى والوزن والصيغة والهيئة ألفاظ مترادفة، يقال: بنية الكلمة - أي: وزنها- والمراد بالبناء هيئة الكلمة التي يُمكن أن يُشاركها فيها غيرها، وهذه الهيئة عبارة عن عدد حروف الكلمة، وترتيبها، وحركاتها وسكناتها، مع اعتبار الحروف الزائدة والأصلية،

فـ"رَجُل" - مثلاً - على هيئةٍ وصفةٍ يمكن أن يشاركه فيها كلمة "عَضُد" ونحوها مما كان على ثلاثة أحرف أولها مفتوح والثاني منها مضموم.

فعلم الصرف إنما يُبحثُ فيه عن أحوال أبنية الكلمة التي ليست بإعراب ولا بناء، وعلم النحو يُبحث فيه عن أواخر الكلِم من إعراب وبناء.

وموضوعه: الكلمات العربية من حيث البحث عن صحتها واعتلالها، وأصالتها وزيادتها ونحو ذلك، ويختص بالأسماء المتمكنة - المعربة - والأفعال المتصرفة، فالحرف بجميع أنواعه، والأسماء المبنية، والأفعال الجامدة لا يجري البحث عنها في علم الصرف.

ص: 11

................................

‌الشرح

والتصريف لغةً: مطلق التغيير، ومنه تصريف الرياح، أي تغييرها، وتقلّبها.

واصطلاحاً: عِلْمٌ يُبحَثُ فيه عن أحوال أبنية الكلمة العربية، وما لحروفها من أصالة وزيادة، وصحة وإعلال ونحو ذلك. والأبنية جمع بناء، والبناء والبِنية والبُنية

وواضعه: معاذ بن مسلم الهرَّاء

(1)

.

وثمرته: صون اللسان عن الخطأ في المفردات العربية، وتأديته إلى فهم اللغة الموصلة إلى فهم كتاب الله تعالى، وبمعرفته تُضبط الصِّيَغ وتصغيرها والنسبة إليها.

واستمداده: من الكتاب، والسنة، وكلام العرب. وحكمه: الوجوب الكفائي.

ومسائله: قضاياه التي تُذكر فيه كقولنا: ضَرَبَ فِعْلٌ مجرّد، وأكْرَمَ فِعْلٌ مزيد، وفَعُلَ بضمِّ العين مضارعه يَفْعُل، إلى غير ذلك.

(1)

نسبةً إلى بيع الثياب الهروية.

..............................

‌الشرح

ص: 12