الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب أبنية المجرَّد
الشرح
(بابُ أَبْنيةِ المجرَّدِ)
الأبنية كما تقدم جمع بناء، والمراد بأبنية المجرد الصِّيَغ التي يأتي على وزنها الفعل المجرد.
وقبل أن نذكر هذه الأوزان للمجرَّد نبيِّن أن الفعل ينقسم إلى مجرد ومزيد:
فالمجرد عن الزيادة هو: الفعل الذي جميع حروفه أصلية.
والحرف الأصلي هو: الحرف الذي يلزم الكلمة في جميع تصاريفها.
والفعل المزيد هو: الذي فيه حرف زائد أو أكثر.
والحرف الزائد هو: الحرف الذي يسقط في بعض تصاريف الكلمة مثل الألف من "قاتَلَ، ضارَبَ" والتاء والألف في "تقاتَلَ، تغافَلَ" والهمزة والسين والتاء في "استغفر، استقام".
وَزْنُ المُجَرَّدِ لدَيْهِمْ فَعَلا
…
فَعِلَ مَعْ فَعُلَ ثُمَّ فَعْلَلا
الشرح
والزيادة إما أن تكون تكريراً لأصلٍ أو لا، فإن كانت تكريراً لأصلٍ فلا تختص بأحرف الزيادة، وإن لم تكن تكريراً لأصلٍ فلا تكون إلا من أحد الأحرف العشرة التي يجمعها قولك:"سألتمونيها"، وتسمى هذه الأحرف بأحرف الزيادة، ومعنى تسميتها بأحرف الزيادة أنه لا يزاد لغير التكرير إلا منها، وليس المعنى أن هذه الأحرف لا تقع في الكلام إلا زائدة؛ فإنها قد تقع أصلية نحو "مات، سأل".
قال: (وَزْنُ المُجَرَّدِ
…
إلخ البيت) ذكر الناظم في هذا البيت أوزان الفعل المجرد، وهي أربعة أوزان، ثلاثة منها للماضي الثلاثي، وواحد للماضي الرباعي.
أما أوزان الثلاثي فهي:
1 -
"فَعَلَ" بفتح العين مثل: ضَرَبَ، نَصَرَ، دَخَلَ، خَرَجَ، أَكَلَ.
2 -
"فَعِلَ" بكسر العين مثل: مَرِضَ، فَرِحَ، عَجِلَ، غَلِطَ، فَشِلَ.
3 -
"فَعُلَ" بضم العين مثل: عَظُمَ، كَرُمَ، كَبُرَ، صَغُرَ.
كَتَبَ مَعْ عَلِمَ ثُمَّ ظَرُفَا
…
دَحْرَجَ ...........................
الشرح
أما وزن الرباعي فهو: "فَعْلَلَ" بسكون العين وفتح ما عداها، مثل: بَعْثَرَ، حَشْرَجَ، هَذْرَمَ، بَرْطَمَ
(1)
، عربَدَ
(2)
.
ثم شرع الناظم في البيت التالي في التمثيل للأوزان الأربعة المتقدمة فقال: (كَتَبَ مَعْ عَلِمَ ثُمَّ ظَرُفَا دَحْرَجَ).
فقوله: "كتَبَ" مثال للوزن الأول "فَعَلَ" بفتح العين.
وقوله: "عَلِمَ" مثال للوزن الثاني "فَعِلَ" بكسر العين.
وقوله: "ظَرُفَ" مثال للوزن الثالث "فَعُلَ" بضم العين.
وقوله: "دَحْرَجَ" مثال لوزن الرباعي "فَعْلَلَ".
(1)
أي: عبس وجهه، وانتفخ غضباً.
(2)
أي: ساء خلقه.
...........................
…
......... تمثيلٌ بِلَفٍّ قد وفا
الشرح
ثم قال: (تمثيلٌ بِلَفٍّ قد وفا) اللف والنشر من المحسنات المعنوية وهو: ذِكْرُ متعدِّد على التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل من غير تعيين
(1)
اعتماداً على أن السامع الفطِن يردُّ إلى كلٍ منهما ما هو له، فإذا أتى المتكلم بمتعدّدٍ، وبعده جاء بمتعدّد آخر يتعلّق كلّ فرد من أفراده بفرد من أفراد السابق بالتفصيل ودون تعيين سُمِّيَ صَنيعُه هذا "لفَّاً ونشراً"، فإن كان على الترتيب بأن كان الأول للأول والثاني للثاني وهكذا فاللف والنشر على الترتيب، وإلا فعلى غير الترتيب. وهنا حصل اللف على الترتيب فالناظم مثّلَ للأوزان الأربعة المذكورة في البيت السابق على حسب ترتيبها في الذِّكْر، فبدأ بالتمثيل لفَعَلَ بـ"كتَبَ"، ثم مثَّل لِفَعِلَ بـ"عَلِمَ"، ثم مثَّلَ لِفَعُلَ بـ"ظَرُفَ"، ثم مثّلَ لِفَعْلَلَ بـ"دحْرَجَ".
وقوله: (قد وفا) يقال: وَفَى الشيء يَفِي أي: تمَّ.
(1)
فإن عيّن سُمي ذلك تقسيماً لا لفاً ونشراً.