المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌308 - باب النعاس في الصلاة - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ١٥

[ياسر فتحي]

الفصل: ‌308 - باب النعاس في الصلاة

أخرجه البخاري (1150)، ومسلم (784)، ويأتي تخريجه في السنن بعد حديثين، برقم (1312) إن شاء الله تعالى].

• وما سكتُّ عنه ولم أذكره من الضعيف والمنكر والموضوع أضعاف ما لم أذكر من الصحيح، وهذا ما تيسر في ذكره، والله أعلم.

* * *

‌308 - باب النعاس في الصلاة

1310 -

. . . مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا نَعَس أحدُكم في الصلاة، فليرقُد حتى يذهبَ عنه النومُ، فإنَّ أحدَكم إذا صلَّى وهو ناعسٌ، لعلَّه يذهبُ يستغفرُ، فيسُبَّ نفسَه".

* حديث متفق علي صحته

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 174/ 309)، ومن طريقه: البخاري (212)، ومسلم (786)، وأبو عوانة (2/ 35/ 2220)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 378/ 1785)، وأبو داود (1310)، وابن حبان (6/ 320/ 2583)، والشافعي في السنن (30)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في الخامس من مسند حديث مالك (15)، والطحاوي في المشكل (9/ 59/ 3435)، والجوهري في مسند الموطأ (744)، والبيهقي (3/ 16)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 249)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 57/ 940 م)، [التحفة (11/ 569/ 17147)، الإتحاف (17/ 293/ 22271)، المسند المصنف (37/ 9/ 17697)].

رواه عن مالك: الشافعي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (155)، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وقتيبة بن سعيد، وأبو مصعب الزهري (287)، وعبد الله بن وهب، وإسحاق بن عيسى الطباع.

• تابع مالكاً عليه، فرواه عن هشام بن عروة به:

أيوب السختياني [وعنه: عبد الوارث بن سعيد، تفرد به، قاله الطبراني، قلت: وهو ثقة ثبت، ممن يحتمل تفرده عن أيوب]، وسفيان الثوري [وعنه: عبد الرزاق]، وشعبة [وعنه: وهب بن جرير]، وزائدة بن قدامة، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعبدة بن سليمان، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن نمير، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأنس بن عياض، والليث بن سعد [وعنه: عيسى بن حماد زغبة]، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر، ومالك بن سُعير بن الخِمس، ويحيى بن عبد الله بن سالم العمري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي [وهم ثقات في الجملة، وفيهم أئمة الحديث وحفاظهم]:

ص: 85

رووه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا نعس أحدكم فليرقد؛ فإن أحدكم يريد أن يستغفر فيسب نفسه". لفظ وكيع.

ولفظ أيوب [عند النسائي]: "إذا نعس الرجل وهو في الصلاة فلينصرف، لعله يدعو على نفسه وهو لا يدري".

ولفظ ابن عيينة [عند الحميدي]: "إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فلينفتل؛ فإنه لا يدري لعله يذهب يستغفرُ فيسبَّ نفسه" أو قال: "فيدعو على نفسه".

ولفظ ابن نمير [عند أحمد]: "إذا نعس أحدكم فليرقد، حتى يذهب عنه النوم، فإنه إذا صلى وهو ينعس لعله يذهب يستغفر، فيسب نفسه".

ولفظ حماد بن سلمة [عند أحمد]: "إذا وجد أحدكم النوم وهو يصلي؛ فليرقد حتى يذهب نومه، إن أحدكم عسى أن يذهب يستغفر الله فيسب نفسه".

ولفظ جرير [عند ابن أبي داود]: "إذا أخذ أحدكم النوم وهو يصلي فليرقد، حتى يذهب عنه النوم، ثم يصلي؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس؛ لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه".

أخرجه مسلم (786)، وأبو عوانة (2/ 35/ 2219 - 2221)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 377/ 1784)، والترمذي (355)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 262/ 333)، والنسائي في المجتبى (1/ 99/ 162)، وفي الكبرى (1/ 134/ 153)، وابن ماجه (1370)، والدارمي (1523)، وابن خزيمة (2/ 55 - 56/ 907)، وابن حبان (6/ 321/ 2584)، وأحمد (6/ 56 و 202 و 205 و 259)، والشافعي في السنن (31)، وإسحاق بن راهوبه (2/ 133 - 135/ 617 - 619)، وابن وهب في الجامع (338)، وعبد الرزاق (2/ 500/ 4222)، والحميدي (185)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (186 - مختصره)، وأبو بكر بن أبي داود في مسند عائشة (5 و 27)، وأبو القاسم البغوي في الثاني من حديث حماد بن سلمة (10)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 262/ 1624)، والطحاوي في المشكل (9/ 59/ 3436) و (9/ 60/ 3437 و 3438)، وأبو جعفر ابن البختري في المنتقى من السادس عشر من حديثه (25)(694 - مجموع مصنفاته)، والطبراني في الأوسط (8/ 116/ 8138)، والآجري في أخلاق أهل القرآن (75)، وأبو أحمد الحاكم في فوائده (22)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 138) و (10/ 30)، والبيهقي (3/ 16)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 57/ 940)، وأبو البركات النيسابوري في الأربعين (3)، وابن عساكر في المعجم (960)، [التحفة (16769 و 16840 و 16983 و 17029 و 17087)، الإتحاف (17/ 293/ 2271)، المسند المصنف (37/ 9/ 17697)].

* * *

ص: 86

1311 -

. . . عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدُكم من الليل، فاستعجم القرآنُ على لسانِه، فلم يَدْرِ ما يقول، فليضطجع".

* حديث صحيح

أخرجه مسلم (787)، وأبو عوانة (2/ 35/ 2222)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 378/ 1786)، وابن حبان (6/ 321/ 2585)، وأحمد (2/ 318)، وعبد الرزاق (2/ 500/ 4221)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (187 - مختصره)، والبيهقي (3/ 16)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 58/ 941)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 161)، وهو في صحيفة همام برقم (116)، [التحفة (10/ 268/ 14721)، الإتحاف (15/ 676/ 20137)، المسند المصنف (31/ 153/ 14235)].

رواه عن عبد الرزاق: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وأحمد بن يوسف السلمي الملقب بحمدان [وهم ثقات حفاظ]، ومحمد بن أبي السري [هو محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن العسقلاني: لين الحديث، كثير الغلط، وكان حافظًا، وثقه ابن معين. الجرح والتعديل (8/ 105)، الثقات (9/ 88)، الأنساب (4/ 191)، تاريخ دمشق (55/ 228)، بيان الوهم (5/ 218)، الميزان (4/ 23)، التهذيب (3/ 686)]، وإسحاق بن إبراهيم الدبري [راوي مصنف عبد الرزاق، وهو: صدوق؛ إلا أن سماعه من عبد الرزاق متأخر جدًّا، وقد سمع منه بعد ما عمي، وروى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة. انظر: اللسان (2/ 36)].

• تابع عبد الرزاق عليه:

عبد الله بن المبارك [ثقة حجة، إمام فقيه]، فرواه عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قام أحدُكم من الليل فاستعجم القرآنُ على لسانه؛ فلم يدر ما يقول؛ فليضطجع".

أخرجه النسائي في الكبرى (7/ 269/ 7990)، [التحفة (10/ 259/ 14692)، المسند المصنف (31/ 153/ 14235)].

وهو حديث صحيح.

• ورواه ابن ماجه (1372) من وجه آخر، قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب [حافظ، له مناكير وغرائب]: حدثنا حاتم بن إسماعيل [مدني، صدوق، صحيح الكتاب]، عن أبي بكر بن يحيى بن النضر، عن أبيه [ثقة]، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قام أحدكم من الليل، فاستعجم القرآن على لسانه؛ فلم يدر ما يقول، اضطجع". [التحفة (10/ 290/ 14815)، المسند المصنف (31/ 154/ 14236)].

ص: 87

وهذا حديث غريب؛ على جهالة في راويه أبي بَكَرَ بن يحيى بن النضر، قال الذهبي:"لا وُثِّق، ولا ضُعِّف، ما كأنه قوي"[الميزان (4/ 507)، التهذيب (4/ 497)].

* * *

1312 -

قال أبو داود: حدثنا زياد بن أيوب، وهارون بن عباد الأزدي؛ أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم: حدثنا عبد العزيز، عن أنس، قال: دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسجدَ، وحبلٌ ممدودٌ بين ساريتين، فقال:"ما هذا الحبل؟ "، فقيل: يا رسولَ الله! هذه حمنةُ ابنةُ جحشٍ تصلي، فإذا أَعْيَتْ تعلَّقتْ به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لِتُصلِّ ما أطاقتْ، فإذا أعيتْ، فلتجلِسْ".

قال زياد: قال: "ما هذا؟ "، قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسِلتْ، أو فترتْ أمسكتْ به، فقال:"حُلُّوه"، فقال:"لِيُصلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا كسِل أو فتَر فليقعُد".

* حديث متفق على صحته في قصة زينب، باللفظ الثاني دون الأول، وذكر حمنة شاذ

• أخرجه من طريق أبي داود: الخطيب في الأسماء المبهمة (411).

وزياد بن أيوب البغدادي: ثقة حافظ، وأما هارون بن عباد الأزدي، أبو موسى المصيصي الأنطاكي؛ فهو: شيخ لأبي داود، روى عنه أحاديث يسيرة في السنن والمراسيل، وروى عنه أيضًا: محمد بن وضاح القرطبي، ولم يترجم له ابن أبي حاتم ولا ابن حبان، فهو شيخ مستور، ليس بالمشهور، ولا بالمكثر، لم أر من تكلم فيه بجرح أو تعديل، لذا قال فيه ابن حجر في التقريب:"مقبول"[تاريخ الإسلام (17/ 377)، التهذيب (4/ 255)، التقريب (636)].

وقد وهم في متن هذا الحديث، حيث ساقه بنحو سياقة مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى الآتي ذكره، وجعل القصة لحمنة بنت جحش، وإنما هي لأختها زينب، فدخل له حديث في حديث [وانظر له وهماً آخر فيما تقدم برقم (550)].

• تابع زياد بن أيوب على روايته عن ابن علية:

أحمد بن حنبل، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وإسحاق بن راهويه [وهم ثقات حفاظ أئمة]، وإسماعيل بن سالم الصائغ البغدادي نزيل مكة [ثقة]، وغيرهم:

قالوا: حدثنا إسماعيل ابن علية: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسجدَ، وحبلٌ ممدودٌ بين ساريتين، فقال:"ما هذا؟ " قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال:"حُلُّوه"، ثم قال:"لِيُصلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا كسِل أو فتَر فليقعُد".

أخرجه مسلم (784)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 375/ 1780)،

ص: 88

والنسائي في الكبرى (2/ 118/ 1308)، وابن خزيمة (2/ 200/ 1180)، وابن حبان (6/ 239/ 2492)، وأحمد (3/ 101)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 162/ 2600)، وابن بشران في الأمالي (1097)، وابن عساكر في المعجم (248)، [التحفة (1/ 478/ 995)، الإتحاف (2/ 105/ 1316)، المسند المصنف (2/ 64/ 601)].

• ورواه عبد الوارث بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال:"ما هذا الحبل؟ "، قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا، حُلُّوه، ليُصلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا فتر فليقعد".

أخرجه البخاري (1150)، ومسلم (784)، وأبو عوانة (2/ 36/ 2223)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 376/ 1781)، والنسائي في المجتبى (3/ 218/ 1643)، وفي الكبرى (2/ 118/ 1308)، وابن ماجه (1371)، والبيهقي (3/ 18)، والخطيب في الأسماء المبهمة (411)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 58/ 942)، [التحفة (1/ 489/ 1033)، الإتحاف (2/ 105/ 1316)، المسند المصنف (2/ 64/ 601)].

رواه عن عبد الوارث: ابنه عبد الصمد، وأبو معمر عبد الله بن عمرو المقعد، وشيبان بن فروخ، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وعمران بن موسى الليثي [وهم ثقات].

• وتابعهما أيضًا: أبو الربيع، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا حبل ممدود بين ساريتين، فقال:"ما هذا؟ "، قالوا: هذا لفلانة تصلي، فإذا فترت تعلقت به، فحله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد".

أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 366/ 8890)، قال: حدثنا مقدام: ثنا أسد: نا أبو الربيع به.

قال الطبراني: "لم يرو هذه الأحاديث عن أبي الربيع إلا أسد بن موسى".

وهذا إسناد واهٍ بمرة؛ أشعث بن سعيد أبو الربيع السمان: متروك، قال هشيم:"كان يكذب"، وقال العقيلي بعد أن ساق في ترجمته حديثين:"وله غير حديث من هذا النحو، لا يُتابع على شيء منها"[التهذيب (1/ 178)، الميزان (1/ 263)].

والمقدام بن داود الرعيني: ضعيف، وسماعه من أسد بن موسى صحيح [انظر ما تقدم في ترجمته: تحت الحديث رقم (728)، الطريق (14)].

وهو حديث منكر بجعل حل الحبل من فعله صلى الله عليه وسلم، وإنما الصحيح: أنه أمر بحله.

• وروي من حديث شعبة، ولا يثبت عنه:

رواه إبراهيم بن مستمر البصري: ثنا أبو حبيب مسلم بن يحيى -مؤذن مسجد بني رفاعة-: نا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك

نحوه، غير أنه قال: قالوا: لميمونة بنت الحارث، قال:"ما تصنع به؟ "، قالوا: تصلي قائمة، فإذا أعيت

ص: 89

اعتمدت عليه، فحله رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يصلي أحدكم فإذا أعيا فليجلس".

أخرجه ابن خزيمة (2/ 200/ 1181)(2/ 130/ 1252 - ط. التأصيل)، والخطيب في الأسماء المبهمة (411)، [الإتحاف (2/ 105/ 1316)، المسند المصنف (2/ 64/ 601)].

قال ابن حجر في الفتح (3/ 36): "وهي رواية شاذة".

قلت: هذا حديث باطل من حديث شعبة؛ إبراهيم بن المستمر العروقي البصري: ليس به بأس، له غرائب، وهذه منها، وشيخه: لا يُعرف، ولا يحتمل تفرده عن شعبة؛ بل يمكن الجزم بأن شعبة لم يحدث به أصلاً؛ وأنه لا ناقة له فيه ولا جمل، إذ كيف ينفرد عن شعبة بحديثٍ رجلٌ مجهولٌ دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم؛ وحديث شعبة عن عبد العزيز بن صهيب مبثوث في الصحاح والسنن، قد رواه عنه أصحابه المكثرون عنه [انظر مثلًا: التحفة (1022 - 1032)، الإتحاف (1323 - 1344)]، والله أعلم.

* ورواه حماد بن سلمة [وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، وإبراهيم بن الحجاج، وهم ثقات]، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن جعفر، وخالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ العنبري، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ويزيد بن هارون، وقدامة بن شهاب المازني، وأبو شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، وعبد الله بن بكر السهمي [وهم ثقات، وفيهم جماعة من الأثبات من أصحاب حميد المكثرين عنه]:

عن حميد، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بحبلٍ ممدودٍ بين ساريتين في المسجد، فقال:"ما هذا الحبل؟ "، فقالوا: فلانة تصلي من الليل، فإذا خشيت أن تُغلبَ أخذت به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لتصلي ما عَقَلت، فإذا غُلِبت فلتنم". لفظ إسماعيل، وبنحوه رواية البقية، وفي رواية هشيم: فلانة تصلي يا رسول الله، فإذا أعيت استراحت على هذا الحبل، قال:"فلتصلِّ ما نشطت، فإذا أعيت فلتنم".

أخرجه ابن حبان (6/ 240/ 2493) و (6/ 322/ 2587)، والحاكم (4/ 61)(8/ 448/ 7080 - ط. الميمان)، وأحمد (3/ 184 و 204 و 256)، والشافعي في السنن (32)، وابن أبي شيبة (1/ 297/ 3402)، وعبد بن حميد (1404)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (47)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (470)، والبزار (13/ 150/ 6558 م- راجع: مخطوط النسخة الأزهرية، الورقة 60/ ب)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (187 - مختصره)، وأبو يعلى (6/ 419/ 3786) و (6/ 444/ 3831) و (6/ 453/ 3843)، والطحاوي في المشكل (9/ 60/ 3439)، والبيهقي في السنن (3/ 19)، وفي المعرفة (2/ 309/ 1377)، والخطيب في الأسماء المبهمة (410)، وفي المدرج (2/ 928)، [الإتحاف (1/ 616/ 902)، المسند المصنف (2/ 66/ 602)].

ص: 90

وهو حديث صحيح، إلا أنه أبهم اسم زينب، وصرح باسمها عبد العزيز بن صهيب، وهو: ثقة، متفق عليه، قدمه شعبة على قتادة، والقول قوله.

• ورواه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، وإبراهيم بن الحجاج [وهم ثقات]: عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبلاً ممدوداً بين ساريتين، فقال:"لمن هذا؟ "، قالوا: لحمنة بنت جحش تصلي، فإذا عجزت تعلقت به، فقال:"لتصلي ما أطاقت، فإذا عجزت فلتقعد". مرسل.

أخرجه الحاكم (4/ 61)(8/ 448/ 7079 - ط. الميمان)، وأحمد (3/ 184 و 256)، وأبو يعلى (6/ 444/ 3831)، والخطيب في الأسماء المبهمة (410)، وفي المدرج (2/ 928)، [حاشية الإتحاف (19/ 195)، المسند المصنف (2/ 67/ 602)].

قال الخطيب: "كذا رواه حماد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلاً، ورواه حماد أيضًا عن حميد عن أنس".

قلت: قد رووه عن حماد بالإسنادين جميعاً، منهم من فرقهما، مثل: ابن مهدي، وعفان، وعارم، فبدؤوا بإسناد ثابت المرسل فساقوه بتمامه، ثم أعقبوه بإسناد حميد المتصل، وأحالوا متنه على متن حديث ثابت، وقالوا: بمثله، ومنهم من قرن الإسنادين جميعًا على متن ثابت، مثل: أبي سلمة وإبراهيم، فقالا: حدثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحميد، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى حبلاً ممدوداً

الحديث، وساقاه بمتن حديث ثابت.

قال الخطيب في المدرج بعد حديث أبي سلمة: "ربما ظن من لم ينعم النظر أن حمادًا روى هذا الحديث عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وحميد الطويل كليهما عن أنس بن مالك، وليس الأمر كذلك، وإنما رواه حماد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

ورواه حماد أيضًا عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد روى عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة هذا الحديث، فأفرد رواية ثابت عن رواية حميد، وفصل أحد الإسنادين من الآخر كذلك".

قلت: هذا ظاهرٌ من رواية ابن مهدي وعفان وعارم، لكن موضع الإشكال؛ أن ظاهر عبارة:"بمثله" التي قيلت بعد رواية حميد، تدل بظاهرها أن حميداً جعل هذه القصة لحمنة بنت جحش، وإنما هي لأختها زينب، وقد رواها جماعة من الثقات عن حميد فأبهموا صاحبة القصة، فقالوا: فلانة تصلي من الليل، ولعل الوهم في ذلك إنما هو من حماد بن سلمة حيث جمع بين شيوخه، وحمل حديث بعضهم على بعض، وكان حماد يقع منه ذلك، قال ابن رجب في شرح العلل (2/ 816): "إن الرجل إذا جمع بين حديث جماعة، وساق الحديث سياقةً واحدةً، فالظاهر أن لفظهم لم يتفق، فلا يقبل هذا الجمع إلا من

ص: 91

حافظ متقن لحديثه، يعرف اتفاقَ شيوخه واختلافَهم، كما كان الزهري يجمع بين شيوخٍ له في حديث الإفك وغيره".

قلت: وحديث ثابت المرسل لا يعل حديث حميد الموصول، فإن له ما يشهد بصحته، فقد رواه عن أنس: عبد العزيز بن صهيب، والله أعلم.

° والحاصل: فإن هذه القصة في الحبل الممدود بين الساريتين إنما هي لزينب بنت جحش، كما جاء ذلك في الصحيحين، ولا تصح القصة لحمنة بنت جحش، ولا لميمونة بنت الحارث، والله أعلم.

• ولأنس فيه حديث آخر:

فقد روى عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت]، ووهيب بن خالد [ثقة ثبت]، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي [ليس به بأس]:

عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فلينصرف فلينم، حتى يعلم ما يقول"، وفي رواية:"حتى يعلم ما يقرأ"، وفي رواية:"حتى يعقل ما يقول". لفظ عبد الوارث.

أخرجه البخاري (213)، والنسائي في المجتبى (1/ 216/ 443)، وفي الكبرى (1/ 462/ 953 - التحفة)(1/ 134/ 154 - ط. الرسالة)، وأحمد (3/ 101 و 142 و 150 و 250)، والبزار (13/ 258/ 6784)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (186 - مختصره)، وأبو يعلى (5/ 185/ 2800) و (5/ 187/ 2803)، وابن عدي في الكامل (6/ 194)، [التحفة (1/ 462/ 953)، الإتحاف (2/ 78/ 1255)، المسند المصنف (1/ 491/ 333)].

• واختلف فيه على عبد الوارث:

فرواه عنه به هكذا موصولاً، وهو المحفوظ: ابنه عبد الصمد [ثقة]، وأبو معمر عبد الله بن عمرو المقعد [ثقة ثبت]، وجعفر بن مهران السباك [لا بأس به. الجرح والتعديل (2/ 491)، الثقات (8/ 160)، سؤالات السلمي (104)، الإكمال لابن ماكولا (5/ 29)، اللسان (2/ 476)].

• وخالفهم فقصر في إسناده، وأرسله:

إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن أبي قلابة، رفعه قال:"إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينصرف فلينم".

أخرجه أبو يعلى (5/ 187/ 2802).

وإسحاق بن أبي إسرائيل ابن كامجرا: ثقة حافظ، وله أفراد، وهذا من أفراده [انظر: تاريخ بغداد (6/ 356)، تذكرة الحفاظ (2/ 484)، التهذيب (1/ 115)].

• خالفهم فأوقفه:

حماد بن زيد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب]، رواه عن أيوب، قال: قرئ علينا كتاب أبي قلابة، عن أنس، قال: إذا نعس أحدكم فلينصرف حتى يعلم ما يفعل.

ص: 92

وقال أيوب مرة: وجدت في كتاب أبي قلابة عن أنس قال:

فذكره موقوفاً.

قال سليمان بن حرب [أحد رواته عن حماد]: وفي موضع: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس؛ يعني: روايةً، ولم يذكر الوجادة، أو القراءة من الكتاب.

أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 53) و (3/ 136)، وأبو يعلى (5/ 186/ 2801).

وفي المعرفة: "قال حماد: قرأ جرير بن حازم على أيوب كتابًا لأبي قلابة، فقال: قد سمعت هذا كله من أبي قلابة، وفيه ما أحفظه، وفيه ما لا أحفظه، قال [يعني: سليمان بن حرب]: فكان حماد ربما حدثنا بالشيء فيقول: هذا ما كان في الكتاب".

ثم نقل يعقوب عن حماد بن زيد وابن عليه؛ أن أبا قلابة مات بالشام وأوصى بكتبه لأيوب، ثم نقل عن حماد عن أيوب أن ابن سيرين أذن له في التحديث منها، ثم قال ابن سيرين لأيوب:"لا آمرك ولا أنهاك".

• قال الدارقطني في العلل (12/ 243/ 2672)(6/ 243/ 2672 - ط. الريان) بعد رواية حماد الموقوفة: "وهو المحفوظ عن أيوب"، لكنه لم يستوعب ذكر من رواه عن أيوب مرفوعًا، فلم يذكر سوى الطفاوي، وقد اشتهر الحديث مرفوعًا من رواية عبد الوارث بن سعيد، وهو: ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب، وأخرجه من طريقه البخاري، وتابعه على ذلك أيضًا: وهيب بن خالد [عند أحمد]، فكيف يخفى على الدارقطني مثل هذا، ويذهل عنه؟! ووهيب: ثقة ثبت حافظ، من كبار حفاظ البصرة، ومن أصحاب أيوب السختياني المكثرين عنه، وقد اختلف الأئمة فيمن يقدَّم في أصحاب أيوب عند الاختلاف: إسماعيل ابن علية، أو وهيب بن خالد، فقدم عبد الرحمن بن مهدي وهيباً على ابن عليه، وقدَّم يحيى القطانُ ابنَ عليه [التهذيب (4/ 333)]، وهذا مما يدل على اختصاص وهيب بأيوب، وأنه من المكثرين عنه، والمقدمين فيه، وممن يحتمل تفرده عنه، فكيف إذا تابعه أحد أثبت أصحاب أيوب، وهو عبد الوارث بن سعيد.

وعليه: فإن المحفوظ هو المرفوع، قصر به حماد، أو قصر به أيوب حين حدثه به، لذا فقد اعتمد البخاري رواية عبد الوارث المرفوعة، وقد تابعه على رفعه اثنان: وهيب والطفاوي، فالصواب مع البخاري، والله أعلم.

• وروي عن أنس بنحو حديث أبي هريرة من وجه آخر:

رواه أبو محمد الأصبهاني بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول؛ فليضطجع".

أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 280).

وهذا موضوع على الزبير بن عدي؛ فإن بشر بن الحسين الأصبهاني: كذبه أبو داود الطيالسي، وسئل أبو حاتم عن أحاديث رواها محمد بن زياد بن زبَّار [وهو: ضعيف.

ص: 93