الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نروي جميع ما له من مؤلف ومروي عنه سنة 1318 وما بعدها إجازةً مرات، وهو الآن في الأحياء محفوظ الحواس مستحضر لمسائل الفقه وغيرها كأنه حررها بالأمس، وله منذ أجيز من شيخه القاضي محمد الصادق نحو خمس وستين سنة، وله منذ سمع الشمائل على شيخه أحمد بن أحمد بناني ثلاث وسبعون سنة، وهذا نادر، وأغرب منه أن له منذ مات شيخه الشدادي إلى الآن 76 سنة، وهذا عز نظيره عن المتأخرين. ثم مات رحمه الله يوم الاثنين 12 رمضان عام 1343 ودفن بالرميلة من فاس.
124 -
اختصار مشيخة أبي عبد الله البياني: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه.
125 -
خير العمل في تراجم فرنكي محل: لعالم الهند ونظاره أبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الأنصاري الحنفي الأثري. في كتابه " ظفر الأماني " ليطلب تفصيل إجازات مشايخي من رسالتي " خير العمل " التي أنا مشتغل بتأليفها، اه " (وانظر: عبد الحي من حرف العين) (1) .
حرف الدال
192 -
داوود العباسي: هو الشيخ المسند داوود بن عليّ بن شعبان العباسي الأصابي اليمني، طاف البلاد والأقطار في طلب الاسناد، وأخذ عن جمع كثير من مسندي الشام، منهم البدر الغزي، أجاز للمذكور إجازات متعددة كلها نظم، ساقها بنصها في " النفس اليماني "(2) . وممن أجازه أيضاً نجم الدين الغيطي ومحمد بن أحمد الطبلاوي وابن حجر الهيثمي والزيادي وابن
(1) الترجمة رقم: 386 فيما يلي.
(2)
النفس اليماني: 262 266.
زياد الزبيدي، وكلهم كتب له إجازات. نروي له بأسانيدنا إلى السيد صديق الخاص عنه (انظر حرف الصاد)(1) .
193 -
دحلان (2) : هو أبو العباس أحمد بن زيني دحلان المكي الشافعي مفتيهم بمكة، العلامة المشارك الصالح، أحد من نفع الله به الإسلام في الزمن الأخير في تلك الربوع العربية. أخذ عن محمد سعيد المقدسي وعلي سرور وعبد الله سراج الحنفي وبشرى الجبرتي والشيخ حامد العطار وغيرهم من الواردين. أخذ الفقه الحنفي عن السيد محمد الكتبي، يروي عن الوجيه الكزبري والشيخ عثمان الدمياطي وهو عمدته والقاضي ارتضا عليّ خان المدراسي الهندي والشمس محمد بن حسين الحبشي الباعلوي المكي ويوسف الصاوي ومفتي المالكية أبي الفوز المرزوقي وغيرهم عامة ما لهم، وأكثر أعتماده على أسانيد المصريين وأثباتهم. ولد سنة 1231 ومات بمكة سنة 1304 وطريقته كانت طريقة آل باعلوي، يرويها عن السيد محمد بن حسين المذكور والعارف عمر بن عبد الله الجفري المدني والسيد عبد الرحمن بن عليّ السقاف الباعلوي وأحمد بن سالم الجفري والعارف أبي بكر بن عبد الله العطاس، قرأ عليه مختصر أسانيد الباعلويين للسيد عبد الله بن أحمد بلفكيه، بحضور جمع في مجلس واحد، وطلب منه الإجازة في ذلك وأجازه عام 1279، وغيرهم.
وله من التصانيف في السنة: السيرة النبوية وهي مشهورة ووقع عليها
(1) انظر ترجمة صديق الخاص رقم: 373.
(2)
تحفة الرحمن في سيرة دحلان وحلية البشر 1: 181 وهدية العارفين 1: 191 وإيضاح المكنون (صفحات متفرقة) واكتفاء القنوع: 422 والزركلي 1: 125 وكحالة 1: 229 وآداب شيخو 2: 97 وداغر 2: 364 ومعجم سركيس: 990 والاعلام الشرقية 2: 75 والموسوعة الإسلامية (ط. ثانية) 2: 91 وبروكلمان، التكملة 2: 649 ومجلة العرب (السنة الخامسة)814.
الإقبال، طبعت مراراً (1) وكتابات على الكتب الستة، وله في التاريخ عدة مصنفات سارت بها الركبان، منها تاريخ طبقات العلماء رتبهم بترتيب عجيب، جمع الشافعية على حدتهم، والحنفية على حدتهم، وهكذا بقية المذاهب، ومنها تاريخ مجدول لخص فيه " المشرع الروي في مناقب السادات آل باعلوي " وهو الذي سعى لدى سلطان المغرب أبي عليّ الحسن في طبع شرح الأحياء، وكان مفقوداً بالمشرق بأجمعه. وله ثبت، وكان مدمناً على الدرس خصوصاً الحديث حتى قالوا صار البخاري عنده ضرورياً كالفاتحة.
أجاز لنا عنه أبو العلاء إدريس بن عبد الهادي العلوي الفاسي والقاضي أبو محمد عبد الله بن الهاشمي السلوي وأبو محمد عبد الملك العلمي الفاسي وأبو العباس أحمد بن محمد بناني الرباطي وأبو جيدة الفاسي والشيخ محمد الطيب النيفر التونسي والشيخ المكي بن عزوز وغيرهم من المغاربة، والسيد حسين الحبشي الباعلوي المكي والشيخ محمد سعيد بابصيل المكي والسيد سالم بن عيدروس الباعلوي المكي والسيد عمر شطا المكي والشيخ أحمد بن عثمان العطار المكي والنور عليّ بن ظاهر المدني والشيخ حبيب الرحمن الهندي المدني والشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي وغيرهم من الحجازيين، والشمس محمد بن محمد المرغني الاسكندري ومحمد الإمام بن إبراهيم السقا المصري والشيخ حسين بن محمد منقارة الطرابلسي ومحمد شريف الدمياطي وغيرهم من المصريين، والشهاب أحمد بن حسن العطاس وغيره من اليمنيين، ونور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدرابادي وأحمد رضا عليّ خان البريلوي والسيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الباعلوي وغيرهم من الهنديين، هؤلاء النيف والعشرون كلهم أجازوني عامة حسب إجازته لهم.
ومن اللطائف أني تدبجت على حقارتي وصغر سني مع من تدبج معه،
(1) هي السيرة النبوية والآثار المحمدية في جزءين ط. الوهبية 1258 ومصر 1295 كما طبعت على هامش سيرة الأمين المأمون.
وهو صديقنا الأستاذ أبو عبد الله المكي بن عزوز، فإن الشهاب دحلان عقب إجازته له طلب منه الإجازة، وذلك آخر القرن المنصرم، ثم تدبجت أنا مع الأستاذ ابن عزوز في حدود ثلاثين وثلاثمائة وألف، والحمد لله على ما هدى ووهب. وقد أفرد ترجمته بالتأليف تلميذه السيد أبو بكر شطا الدمياطي المكي برسالة مطبوعة سماه " نفحة الرحمن في مناقب شيخنا سيدي أحمد دحلان " وفي هذه الترجمة التي عقدناها له هنا الكثير مما ليس فيها، ولله الحمد.
194 -
الداودي (1) : هو الحافظ شمس الدين محمد الداودي المصري الشافعي، وقيل المالكي، العلامة المحدث الحافظ، هكذا وصفه العمادي في " شذرات الذهب " وقال: كان شيخ أهل الحديث في عصره. أثنى عليه المسند جار الله ابن فهد والبدر الغزي وغيرهما، قال الشمس محمد بن طولون: وضع ذيلاً على " طبقات الشافعية للسبكي " وجمع ترجمة شيخه الحافظ السيوطي في مجلد ضخم، وله دليل على " لب اللباب في الأنساب " للسيوطي وطبقات المفسرين، مات في 28 شوال سنة 945. نتصل به من طريق المكتبي عن والده أبي الحسن عليّ عن الإمام الداودي.
195 -
الدباغ (2) : هو المحدث الراوية المتفنن أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عليّ بن عبد الله الأنصاري الأسدي من ولد أسيد بن حضير، ويعرف بالدباغ القيرواني صاحب كتاب " معالم الإيمان "، ولد سنة 605 وروى وأخذ في تونس وغيرها، ناف شيوخه على الثمانين، له برنامج ضم فيه أسماءهم وما روى عنهم، وله الأربعون السباعية من تخريجه، وجلاء
(1) شذرات الذهب 8: 264 والكواكب السائرة 1: 71 والزركلي 7: 184 ومعجم المؤلفين 10: 304 وكشف الظنون 2: 1107 وبروكلمان، التاريخ 2: 289 وقد طبع كتابه طبقات المفسرين في جزءين (القاهرة 1972) بتحقيق علي محمد عمر.
(2)
رحلة العبدري: 66 (وعنه الحلل السندسية 1: 262) والزركلي 4: 105.
الأفكار في مناقب الأنصار، وله كتاب معالم الإيمان، وقد طبع، يدل على اطلاع واسع وتثبت عميق، وناهيك بكتاب يسعى مثل الإمام ابن دقيق العيد في استنساخه من الإسكندرية إلى تونس، ذكر ذلك العبدري الحيحي في رحلته عنه. وقال عنه ابن ناجي: كان حافظاً للحديث عارفاً به. أروي كل ما للمذكور من طريق العبدري المذكور عنه قائلاً: وقد أعطاني أكثر من عشرة أجزاء من فوائده وفوائد شيوخه وفهارسهم قائلاً: أنت أولى بها مني فإني شيخ على الوداع وأنت في عنوان عمرك، اه. وأروي فهرسته من طريق ابن جابر الوادياشي عنه أيضاً، وكانت وفاة المترجم سنة 699.
196 -
الدردير (1) : هو الشهاب أحمد بن محمد الدردير العدوي المالكي الأزهري شيخ الطريقة الخلوتية وأحد المنسوب لهم التجديد على رأس المائة الثانية عشرة من المالكية، وصفه بذلك الشهاب المرجاني في " وفيات الأسلاف " يروي عن أحمد الصباغ والحفني والصعيدي والملوي والشمس محمد الدفري، وأجازوه عامة ما لهم ما عدا الأول فلا أتيقن ذلك. له كما قال الحافظ مرتضى في ترجمته مجموع ذكر فيه أسانبد الشيوخ، اه. وكان أكثر ما يجيز به على إجازة الصعيدي له، تلو إجازة عبد الله المغربي له، تلو إجازة شارح المواهب له.
نروي كل ما له من طريق الفلاني والونائي وابن عبد السلام الناصري والصاوي والطبولي وعلي بن الأمين الجزائري، كلهم عنه. ولد سنة 1127 ومات سنة 1201. وأعلى ما حصل لنا بالشهاب الدردير من الاتصالات أنا نروي عنه بواسطتين وهو أعلى ما يوجد، وذلك عن الشيخ محمد حسنين ابن محمد حيدر الأنصاري الحيدرابادي عن قاضي مكة عبد الحفيظ بن درويش العجيمي المكي بإجازته لأبيه وأولاده وهو عن الدردير عامة ما له. وأروي ثبت الشهاب الدردير هذا عن الشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي
(1) للدردير ترجمة في الجبرتي 2: 147 وشجرة النور: 359 والزركلي 1: 232.
نقيب الأشراف بها لما لقيته ببيروت عن الشيخ عبد القادر أبي رياح الدجاني عن الشيخ فتح الله المصري عن أبي العباس الصاوي عن الدردير. ح: وأتصل به عن المعمر الشيخ عاشور الخنكي القسمطيني الحنفي عن الشيخ المدني بن عزوز النفطي عن أبيه الشيخ محمد المبروك وعمه محمد كما أخذا وتخرجا بالشيخ رويجيع بن العربي البوزيدي عن الشيخ الغدامسي عن الدردير، وهو مع نزوله غريب، وأخبرنا الوجيه عبد الله بن محمد بن صالح البنا بالاسكندرية عن أبيه عن الشهاب الصاوي عن الدردير.
197 -
الدلائي (1) : أرو ي فهرسته وتصانيفه بأسانيدنا إلى القاضي عياض عن الحافظ أبي عليّ الصدفي والجياني وأبي بحر الأسدي والقاضي ابن عيسى والقاضي ابن رشد وغيرهم عنه.
198 -
الدلائي (2) : هو الإمام المحدث العارف الطائر الصيت، قبلة العلماء مأوى الأشراف والصلحاء، مفخرة المغرب أبو عبد الله محمد فتحاً ابن الشيخ أبي بكر الدلائي شيخ زاوية الدلاء التي هي أعظم زاوية كانت بالمغرب، وموقعها بآيت إسحاق بزيان، إحدى قبائل جبل درن بالمغرب الأقصى، انتشر منها العلم وانتعش بعد أن أضمحل بالمغرب أو كاد، وفي " نزهة الأخيار " للمفتي أبي محمد عبد الودود بن عمر التازي فيهم: " هم أحبوا العلم وأظهروه بعد ان كان بالمغرب درس وضاع، فصار غيرهم إن
(1) انظر الغنية: 285 (رقم: 2) والدلائي المعني هنا منسوب إلى بلده دالية Dalias بالأندلس، وهو العذري نفسه أعني أبا العباس أحمد بن عمر بن أنس، وكانت وفاته سنة 478 (انظر الصلة: 69) .
(2)
ترجمة محمد بن أبي بكر الدلائي في صفوة من انتشر: 67 ونشر المثاني 1: 170 (ط. فاس الحجرية) وانظر تاريخ زاوية الدلائية لصديقنا الدكتور محمد الحجي: 76 - 81 وفيه إشارة إلى مرآة المحاسن لأبي حامد الفاسي: 225 - 227 وإلى مخطوطة البدور الضاوية لسليمان الحوات وشرح درة التيجان لمحمد بن أحمد الفاسي وهو مخطوط أيضاً.
ذكر بفاس إنما يذكر بعدهم بحسب الاتباع " ولد المترجم تقريباً سنة 967، وربي في حجر والده، ورحل إلى فاس فأخذ عن أهلها، وأعتمد الشيخ أبا عبد الله القصار، أخذ عنه علوم السنة وأدواتها وأجازه باجازة رائقة عقب فهرسته، نصها بعد الحمدلة والصلاة: يقول كاتبه محمد بن قاسم بن محمد بن عليّ القصار القيسي الغرناطي أصلاً وأباً القصار لقباً، عفا الله عنه وعمن دعا له: كان من نعم الله عليّ لقاء الفقيه المتفنن الصالح مربي طلبة العلم والدين الكثير الإحسان إلى الضعفاء والمساكين حاج بيت الله الحرام سيدي محمد بن ولي الله باتفاق الشهير ذكره في الآفاق سيدي أبي بكر بن محمد أبقاه الله فخراً للإسلام ونفعاً للفقراء والأيتام آمين، فطلب من محبه إجازة فقلت:
أجزت لكم مروينا مطلقاً وما
…
لنا سائلاً أن تتحفوا بدعاء وسمع من لفظي بعض صحيح البخاري وأجزت له جميعه والموطأ وبقية الستة ومسند أحمد وسائر مصنفات الحديث الشريف وما في الأوراق قبله، وجميع ما اشتملت عليه فهارس ابن الزبير والزين العراقي وابن حجر والشيخ زكرياء وسيدي يحيى السراج زالنيسابوري وابن غازي ومشيخة ابن النجار، وأجزت له جميع مروياتي بأنواعها وجميع ما لي، وكتب محمد المذكور أول ربيع الثاني عام اثني عشر وألف، مسلماً على من يقف عليه وسائلاً دعاءه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً، اه. بلفظها.
وعاش الدلائي المجاز بعد هذه الإجازة نحو 35 سنة لأنه مات سنة 1046، ودفن بزاوية الدلائي، وحج عام خمس وألف، ولقي بمصر الشيخ زين العابدين البكري الصديقي، وأخذ عنه كما أخذ عن غير من ذكر. وقد ترجم أبو الربيع الحوات في " البدور الضاوية في أهل الزاوية الدلائية " وهي في مجلد ضخم لأسانيد أشياخه المذكورين قائلاً: " لا شك أن أسانيد هذا الشيخ للحافظ ابن حجر من فهارس بطرقها العالية والسافلة عامرة، ثم ذكر
أسانيده في حديث الأولية وأسانيده ف كتب التفاسير، وسمى نحو 11 تفسيراً والكتب الستة والمسانيد وكتب السير وأسانيد بقية العلوم والطرق والأوراد والأوفاق وغير ذلك، وإسناد نحو فهارس سبعة، وبعض المسلسلات في نحو كراسة من البدور الضاوية، ثم ساق نظم الشيخ أبي محمد عبد السلام بن الطيب القادري الفاسي لسند المترجم ووالده في الطريق بنصه، وفي " ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح " لأبي زكرياء الجراري أن أسانيد المترجم مذكورة في اختصار فهرسته المشهورة بأسانيده المسطورة، اه. (انظرها) وفي " جهد المقل القاصر " للشيخ أبي عبد الله المسناوي أن أبا العباس أحمد بن يوسف الفاسي ألف في أسانيد والد المترجم تأليفاً لما شد الرحلة إليه وأخذ عنه بعد وفاة والده الشيخ أبي المحاسن رحمهم الله. قال في " البدور الضاوية ":" كان معمراً أوقاته الليلية والنهارية بتدريس العلوم على اختلاف أنواعها إقراء بحث واستنباط وتحصيل وارتباط، وبناء الروع على الأصول، عارفاً بطرق الاستدلال من الكتاب والسنة والاجماع والقياس، لم يأل جهداً في التصحيح والترجيح مع الحفظ والضبط والاتقان، بحيث تصحح نسخ الكتب الستة من فبه ولا سيما الصحيحان " وقال في محل آخر: " كان ذاهباً في علم الحديث على أمتن سنن، كأنه واحد من رجال الصحيحين أو السنن، ولم يكن أحفظ منه في البوادي والأمصار، بعد شيخه أبي عبد الله القصار، اه " ونقل في محل آخر منها عن " بذل المناصحة " لأبي العباس أحمد بن عليّ البوسعيدي: " كان يعرف صحيح البخاري ويتقن ضبطه، اه " وعن أبي العباس أحمد بن يعقوب الولالي في " مباحث الأنوار " انه كان له فهم خاص في علم الحديث. وذكر في محل آخره من البدور أنه كان يختم صحيح البخاري كل سنة، وكان يحضر مجلسه جمع كثير من الأعلام، ويحتفل ليوم الختم بما لم يسمع مثله من أنواع الطعام، ويأتيه الناس للتبرك والاستفادة من بعيد الامكنة وتنطلق بالثناء عليه الألسنة نثراً ونظماً، وذكر في محل آخر أنه جمع أربعين حديثاً نبوية وذكر خلف كل حديث حكاية مناسبة. وفي " المورد الهني " لأبي عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي: " من المقرر عند الأشياخ أن العلم إنما أحياه بالمغرب من الشيوخ سيدي محمد بن أبي بكر الدلائي وسيدي محمد بن ناصر في درعة وسيدي عبد القادر الفاسي بفاس، اه ". ولما وقع نحو ذلك في " نشر المثاني " كتب بهامش نسخته منه المطلع الاخباري أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري صاحب " التحفة " في حق المترجم: " إنه كان يكرم طلبة العلم ويواصلهم بالعطاء الجزيل إعانة لهم على طلب العلم وكان مرتباً عنده بباب داره من طلبة العلم أزيد من ثلاثة عشر مائة، اه ". وذكر أبو الربيع الحوات في محل آخرمن " البدور " أيضاً أنه كان يعدل ويجرح في حفاظ زمانه على التعيين، ولا يبالي في الحق كأنه يحيى بن معين، فقد روينا من طريق خاتمة العلماء الراسخين من أعقابه الشيخ الإمام المحقق أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن المسناوي بن شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم، قال حدثني الثقة الصدوق أبو عبد الله محمد المهدي بن أحمد بن عليّ ابن يوسف الفاسي رحمهم الله قال:" حدثني أبو عبد الله البيجري المكناسي أن الشيخ أبا عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي رضي الله عنه كان يقول: حفاظ المغرب في وقتنا ثلاثة: حافظ ضابط ثقة وهو أحمد بن يوسف الفاسي، وحافظ ضابط غير ثقة وهو فلان، وعين الثالث، رحم الله الجميع، اه ". قال الحوات: " قلت: وهكذا كانت طريقة المحدثين الأثبات يعدلون ويجرحون في الرواة، وإن كانوا ممن بلغ النهاية في الشهرة بالعلم والولاية، فقد قالوا في أهل الطبقة السادسة من المجرحين إنهم الغالب عليهم الصلاح والعبادة لم يتفرغوا إلى ضبط الحديث وحفظه والاتقان فيه فاستخفوا بالرواية، وكان خلف بن سالم يقول: " من استخف بالحديث استحف الحديث به " ثم الجرح وإن كان فيه خطر فلا بد منه، فالنصح في الدين حق واجب كحفظ الحقوق من الدماء والأموال والأعراض ولكون ذلك نصيحة لا يعد غيبة فيهم، وقد أجمع المسلمون قاطبة بلا اختلاف بينهم أنه لا يجوز الاحتجاج في أحكام الشريعة إلا بحديث
الصدوق العاقل، قال أبو عبد اله الحاكم:" ففي هذا الإجماع دليل على إباحة الإبانة عن حال من ليست هذه صفته، اه "، وإذا عرفت هذا فكل ما ذكره شيخنا العلامة الصالح أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري الحسني في تاريخه الكبير في رد هذا التقسيم مشنعاً على قائله بالتشنيع العظيم، فهو خارج عن قصد قائله السابق الذكر، وهو شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن أبي بكر لأن قصده رضي الله عنه إنما يتوجه باعتبار مصطلح المحدثين في القديم، وحاشا لله أن يتوجه إلى مجرد الوقوع في هؤلاء الأيمة الذين كانوا في وقته من خيار هذه الأمة، فما فر منه حينئذ شيخنا أبو عبد الله القادري المذكور من الوقوع في مثل هذا المحظور فقد وقع [فيه] في ظنه السوء بهذا الإمام الذي اتفق على رسوخه في العلم والدين جميع الأنام، وإنما أخفى ذكر أسمه لئلا يتوجه إليه في حقه الملام. وما نقله عن الشيخ أبي عبد الله المسناوي من كونه تعوذ من هذه المقالة، يكاد أن يكون في حكم الاستحالة، كيف وقد نقلتها من خطه مسندة برواية هي عنده معتمدة، ولا تعوذ من شيء منها ولا تعرض إليها برده، مع أنه رضي الله عنه كان لا يزيغ عن الحق ولو كان في جده، والظن بالجميع جميل، والله على ما نقول وكيل " اه كلام الحوات في " البدور الضاوية " بلفظه، وكتب نحوه بخطه على هامش نسخته من " نشر المثاني ".
وقد نقل كلام أبي الربيع الحوات هذا وسلمه جماعة من أعلام عصره فمن بعده وأقروه، منهم مؤرخ الدولة العلوية أبو القاسم الزياني في " الترجمانة الكبرى في أخبار هذا العالم براً وبحراً ". ومنهم العلامة الجماع المطلع أبو العباس أحمد بن عبد السلام البناني الفاسي في كتابه العجيب المسمى " تحلية الآذان والمسامع في نصرة الشيخ ابن زكري العلامة الجامع " قائلاً في حق أبي عبد الله ابن الطيب القادري: " إنه لما رام التعدي على الشيخ الكبير الشهير أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي فقد شنع عليه تشنيعاً عظيماً، وأورد أعتراضاً ظنه قوياً جسيماً، وذاك في قوله: حفاظ المغرب في زماننا
ثلاثة الخ. . . قيض الله من رد عليه ذلك موضحاً ما انبهم عليه من تلك المسالك، وهو سيدنا الشريف الحبر العلامة المحقق العمدة النقاد أبو الربيع يليمان بن محمد بن عبد الله العلمي الموسوي الشهير بالحوات ثم ساق كلامه، ومنهم شيخ الجماعة بالمغرب أبو عبد الله محمد بن المدني كنون، فقد وجدت في كناشة بخطه، وهو عندي، نقل كلام الحوات المذكور مستحسناً له. ومن أغرب ما يلاحظ على أبي عبد الله القادري المذكور نقله إنكار هذه المقالة عن المسناوي، مع أن المسناوي نسبها لجده المذكور في كتابه " جهد المقل القاصر " جازماً بها غير هياب ولا وجل من أمرها ونصه:" وقد كان شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي بكر يقسم من يعرفه من حفاظ علماء زمانه إلى من هو حافظ ضابط ثقة، وإلى من هو حافظ ضابط غير ثقة، وإلى من هو حافظ غير ضابط ولا ثقة، ويمثل لكل واحد من الأقسام الثلاثة بقصد التعريف والتحذير، اه منه. وقد سبق عن أبي الربيع الحوات قوله رويناها من طريق أبي عبد الله المسناوي لها وجزمه بها عن جده، ووجدت بخط شيخ بعض شيوخنا القاضي العلامة المطلع المحصل أبي عيسى المهدي بن الطالب ابن سودة على هامش " التقاط الدرر " للقادري في المحل المذكور مانصه: " رد على هذا المؤلف العلامة أبو الربيع الحوات وكذا بعض تلاميذه، اه " وناهيك بهؤلاء.
ومن أوجه التوقف عند القادري كما في تاريخه الكبير أن البيجري الناقل لهذا الكلام عن المترجم له مجهول عنده قال: " لا يعرف له ذكر مع أهل العلم ولم نعثر على من وصفه بالعلم أو ذكره أو سماه، ولم يذكره أحد لا في تقييد ولا في فهرسة ولا نقل ولا مؤلف، مع مطالعتنا لكثير من ذلك كفهرسة سيدي عبد القادر الفاسي وولديه والشيخ اليوسي والمرآة والممتع والروضة والابتهاج والمقصد والالماع وتحفة الأكابر وأزهار البستان وكثير من الكنانيش والتقاييد ولم نعثر على من ذكر البيجري المذكور. . . " الخ.
هذا كلام القادري في " النشر الكبير " وهو عجيب صدوره منه رحمه الله، فإن صاحب " الممتع " و " الالماع " وغيرهما هو الذي نقل عن البيجري المذكور كما بخط المسناوي، ولولا أنه ثقة عنده عدل مزكى لما أعتمده في أمر جلل كهذا. والتفاصيل التي عند المحدثين في المجهول الحال والاسم لا تجرى في البيجري المذكور. وقد سبق عن أبي الربيع الحوات أن الشيخ المسناوي ساق هذا التقسيم برواية مسندة هي عنده معتمدة، اه نصه، وكفى هذا توثيقاً للبيجري المذكور. وما ذكره من كونه لا ذكر له في فهارس الفاسيين واليوسي وغيرها من الكتب التي ذكر لا يكون حجة له لأن هذه الكتب لا تذكر إلامن دعت الضرورة أهلها أن يذكروه لعلاقة بالمؤلف فيه. ومن تتبعها لا يجد فيها ذكراًُ لأحد من أهل مكناس مع كثرة من كان به من الفقهاء والقراء والأدباء، فهل اولئك الأعلام المكناسيون الذين كانوا في ذلك العصر ولا نجد لهم ذكراً في فهارس الفاسيين واليوسي نحكم عليهم بالجهالة هذا ما لا أراه يقبله عاقل فضلاً عن فاضل.
وأولاد البيجري بمكناس بيت شهير، وعلم في الفضل منير، تعدد فيهم القضاة والعلماء والأدباء منهم أبو محمد عبد السلام البيجري مات بمكناس عام 1132، ومنهم القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد السلام البيجري، وله شرح على صغرى السنوسية سماه " فتح الرحمن لاقفال أم البرهان " وهو في مجلد ضخم، وقفت على نسخة منه بخط أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد السلام البيجري، تعرض لذكره الأديب الكاتب ابن عثمان المكناسي في رحلته الحجازية وأبو عبد الله بصري في فهرسته وغيرهما. على أن " الابتهاج " الذي عدده من جملة الكتب التي لم يجد فيها ذكراً للبيجري، سبحان الله، ألم يجد فيه ما نقله البيجري عن الدلائي ففي ترجمة الحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي من " ابتهاج القلوب " ما نصه: " وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن
أبي بكر الدلائي الصنهاجي يقول: حفاظ المغرب ثلاثة: حافظ ضابط ثقة، وهو سيدي أحمد بن يوسف الفاسي، ةوحافظ ضابط غير ثقة، وعين الثاني، وحافظ غير ضابط ولا ثقة، وعين الثالث، اه " وفي " جواهر الأصداف " لأبي عيسى المهدي بن الطاهر الفاسي نزبل تطوان:
ثلاثة قالوا حفاظ المغرب
…
المقري والفلالي قل لمغربي
ثالثهم أبو العباس أحمد
…
بالعلم والسر له تفرد
فالضبط في المقري ولا تبالي
…
والحفظ لا غيره في الفلالي
وفي ابن يوسف له قد جمعا
…
الضبط والثقة منذ صدعا
هذا الذي روينا عن أعيان
…
أشياخ وقتنا زهر الزمان نروي ما للدلائي المترجم من طريق أبي مهدي الثعالبي صاحب " كنز الرواية " وهو عن شيخه وعمدته الإمام المحدث العلامة أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي عن المترجم، إجازة منه له بكل ما له بعد أن لازمه 23 سنة، أخذ عنه فيها صحيح البخاري نحو 11 مرة، قال الثعالبي: كلها قراءة بحث وتحقيق وكشف وتدقيق، جلها سماعاً من لفظه مع شروحه وحواشيه لابن حجر والكرماني والقسطلاني وزكرياء والسيوطي والدماميني والزركشي والمشارق لعياض والاستيعاب ومسلم وشروحه والشفا وشروحها وغير ذلك. ح: وبالسند إلى ابن سليمان الرداني وصاحب المنح والعجيمي واليوسي والكوراني خمستهم عن أبي عبد الله محمد المرابط بن محمد بن أبي بكر الدلائي عن أبيه المترجم.
وعندي بخط المترجم إجازة ممضاة بخطه لبعض الأشراف في الحديث المسلسل بالمصافحة بتاريخ عام 1042 وإمضاؤه فيها بخطه هكذا: " أفقر خلق الله إلى رحمته، مملوك أهل البيت النبوي عبد الله غبار نعال الصالحين وخديم المساكين محمد بن أبي بكر حقق الله دعواه، وأصلح علانيته ونجواه، بنبيه ومصطفاه
صلى الله عليه وسلم ". وبمحول ما ذكر إجازة أخرى عامة بالتاريخ المذكور، وامضاؤه فيها أيضاً هكذا: " قال عبيد آل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيد الله تعالى محمد بن أبي بكر، وفقه الله لما فيه رضاه وجنبه اتباع هواه، اه ".
199 -
الدمنتي (1) : وهو كما قال أبو الحسن عليّ بن سليمان الدمنتي منسوب لدمنة كسدرة؛ القاموس: " اسم هندي قيل أول من خط هذه القرية المنسوبة إليه قبيلتنا " دمنات " رجل مشرقي فلم أشك أنه هندي، وقياس النسبة إليه دمني بحذف تائه، ولكن جرت عادتهم أن ينسبوه لجمع سالم مؤنث وكثيراً مانسب إليه بلا ألف، اه " والمراد هنا العلامة المسند الأديب كاتب الدولة السليمانية البارع أبو حامد العربي بن محمد الدمنتي الفاسي، كان من عشاق الرواية والاسناد، وله فهرس نادر بالنسبة لأهل جيله ومصره، وذكر من شيوخه السلطان أبا الربيع سليمان بن محمد العلوي والرهوني وغيرهما.
يروي عن أهل فاس: القاضي أبي العباس أحمد بن التاودي ابن سودة وطبقته، وروى في الحجاز عامة عن المكيين: محمد صالح الرئيس وأبي الحسن عليّ البيتي ومحمد عربي البناني وعبد الحفيظ العجيمي وعمر بن عبد الرسول وعبد الله بن عبد الرحمن سراج ومحمد بن الحسن الحنبلي، والمدنيين: أبي بكر الداغستاني وحسن البوسنوي وإبراهيم بري وأمين الزلالي وإسماعيل سفر وعبد الباقي الشعاب وأحمد بن إدريس اليمني العارف المشهور، والمصريين: الأمير الصغير وأحمد الصاوي وعلي الميلي وحسن العطار ومصطفى البناني وحسن البطايحي والقويسني والشمس محمد العروسي وثعيلب الضرير وأحمد ابن وفا الحنفي، والتونسيين: إسماعيل التميمي ومحمد المحجوب وأحمد
(1) ذكره ابن سوده في دليل مؤرخ المغرب: 331 وسمى فهرسته " سمط الجوهر في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر "، وله أيضاً رحلة (ص: 350 من الدليل) .
اللبي ومحمد المناعي والبرهان الرياحي، والقسمطينيين: أحمد العباسي ومحمد ابن عبد الكريم الفكون، والجزائريين: عليّ القلانتي وأحمد بن الكاهية وغيرهم. وروى عالياً فهرسة أبي العباس الهلالي عن آخر تلاميذه المعمر محمد بن صالح الزكزوتي الرداني عنه. مات المترجم المذكور 27 شعبان عام 1253.
أجاز هو عامة لمحمد بن عبد القادر الكردودي الفاسي ولقاضي فاس أبي عبد الله محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج وأبي العباس أحمد بن الطاهر الأزدي المراكشي دفين المدينة المنورة، حسبما وقفت على إجازة الدمنتي المذكور لهم، وهي عامة، بتاريخ 22 صفر الخير عام 1247، عقب استدعاء الأول لنفسه ولرفيقيه المذكورين، كما وقفت على إجازة الدمنتي المذكور أيضاً للمسند محمد التهامي بن المكي ابن رحمون الفاسي، كتب له عدة إجازات كلها عامة، منها إجازة وقفت عليها بخط المترجم كتبها له على ظهر مجموعة إجازاته ممن سبقت تسميته من المشارقة وهي في عدة كراريس، وعندي أكثرها بخط تلميذه ابن رحمون رحمهم الله.
اتصالنا به من طريق أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري عن أحمد بن الطاهر المراكشي عنه. ح: وعن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الزكاري عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بناني المراكشي عن القاضي ابن الحاج عنه. ح: وعن أبي محمد الطاهر بن حم الحاجي الشيظمي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد ابن سودة الفاسي عن شيخه الكردودي عنه. ونروي الصحيح إجازة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري الرباطي عن أبيه عن الدمنتي. ح: وأروي عن أبي عبد الله السباعي المراكشي عن أبي حفص عمر ابن سودة عنه أيضاً لكن لا أجزم باقتران السماع لهم فيه بالإجازة، فلذلك لا أفرح الآن بهذا الاتصال.
الدمناتي: أبو الحسن عليّ بن سليمان دفين مراكش (انظره في فهرسته
المسماة " أجلى مساند على الرحمن "(1) .
ولهم دمناتي آخر من العلماء أسمه محمد بن عبد الله الكيكي (2) له تأليف في حكم حوز القبائل وحاشية على نوازل العباسي لا أستحضر له الآن ترجمة ولا اتصالاً.
200 -
الدمنهوري (3) : هو الإمام أبو العباس أحمد بن عبد المنعم بن يوسف الدمنهوري، ولد بدمنهور من أراضي مصر سنة 1101 ومات بمصر سنة 1192، قال عنه الشيخ التاودي في فهرسته:" بحر لا ساحل له وشيخ ما لقيت مثله، اه " وقال فيه الحوات: " أعلم أهل عصره بالديار المصرية في جميع الفنون النقلية والعقلية، اه " قال التاودي: " قيل أن عدة تآليفه تقرب من تآليف السيوطي، اه " ومن مؤلفاته في علم الحديث وغيره: نهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، وهو شرح على أربعة أبيات من ألفية الحافظ العراقي في أقسام الحديث الضعيف، وله أيضاً: الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني، قال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند " له:
" إمام أهل العصر في المعارف
…
علامة الوقت مجير الخائف
نيطت به رغبة كل راغب
…
في فهم فقه سائر المذاهب
وكم له من كتب مؤلفة
…
في كل فن قد غدت مشرفة "
(1) انظر ما تقدم رقم: 33.
(2)
انظر دليل مؤرخ المغرب: 485 (رقم: 2292)، والكيكي بكافين معقودين نسبة إلى جبل خارج مدينة مراكش توفي سنة 1185 وله: مواهب ذي الإجلال في نوازل البلاد السايبة والجبال (هذا من باب الترجيح فاسمه عند ابن سودة محمد بن عبد الله الكيكي ولا ادري ان كان المؤلف يشير إلى شخص آخر) .
(3)
ترجمة الدمنهوري في الجبرتي 2: 25 والزركلي 1: 158 وأشار إلى خطط مبارك 11: 34 في مصادره ولم يذكر فهرس الفهارس.
اه. قال في شرحها: " كان يكتب تحت اسمه بعد الشافعي: الحنفي المالكي الحنبلي، استجاز بذلك من شيوخه ".
يروي عامة عن عبد الله الكنكس والشهاب أحمد الهشتوكي والسيد محمد السلموني سنة 1129 ومحمد بن عبد العزيز الزيادي الحنفي والشهاب أحمد بن عوض المرداوي الحنبلي وغيرهم.
له ثبت جمع فيه إجازاتهم له اسمه " اللطائف النورية في الأسانيد الدمنهورية " قال الحافظ الزبيدي في " شرح ألفية السند " له: " وكان عالي الإسناد رفيع العماد، ألحق الأحفاد بالأجداد، ونزل الناس بموته درجة إذ هو آخر من كان بينه وبين الحافظ البابلي واحد، اه " قلت: وفي ذلك نظر لأنه هو وأمثاله ممن روى عن الزعبلي، بينهم وبين البابلي واحد، وابن عبد الله المغربي الذي مات بعد المائتين يروي عن البابلي بواسطة واحدة فاعلمه.
نرويه وكل ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي والشيخ التاودي والشنواني وغيرهم عنه. وأخبرنا به الشيخ موسى بن محمد المرصفي المصري عن الشمس محمد الخناني الشافعي عن أبي عليّ حسن بن درويش القويسني عن أبي هريرة داوود بن محمد القلعي عن الشهاب الدمنهوري، وربما روى الخناني عن القلعي شفاهاً.
201 -
الدمهوجي (1) : هو أحمد بن عليّ بن أحمد الدمهوجي، نسبة إلى دمهوج قرية بقرب بنها العسل من أراضي مصر، الشافعي شيخ الجامع الأزهر، مات سنة 1246، سمع الأولية من الحافظ مرتضى الزبيدي وتلميذه ابن عبد السلام الناصري حسب رواية الأخير لها عن جسوس عن ابن عبد السلام بناني عن أبي العباس بن ناصر عن والده عن البابلي. ويروي عنهما عامة وعن
(1) ترجمة الدمهوجي في حلية البشر 1: 305.
أعبد العزيز بن عباس الأمطاعي المراكشي والشهاب أحمد بن أحمد بن جمعة البجيرمي وعبد الله الشرقاوي ومحمد بن أحمد البخاري النابلسي ومحمد بن حمد الجوهري وغيرهم. له مجموعة في إجازاته أجاز بها للشهاب أحمد منة الله والبرهان السقا، ولعله آخر تلاميذه وفاةً، وابن التهامي ابن عمرو الرباطي والشيخ العزب المدني وبشرى بن ههاشم الجبرتي والشيخ عبد القادر بن عبد الرحيم الخطيب الدمشقي وغيرهم. فأما ابن طاهر والسقا فأسانيدنا إليهما معروفة في حروفها، وأما الشيخ العزب والخطيب فمن طريق ولد الأخير أبي النصر الخطيب عنهما، وأما بشرى الجبرتي فعنه محمد بن عبد الله باسودان اليمني وعنه أبو بكر ابن شهاب العيدروس نزيل الهند الذي أجاز لنا مكاتبة. ح: وأخبرنا الشمس محمد بن سليمان المعروف بحسب الله المكي عن الشهاب المعمر أحمد النحراوي المكي عن الدمهوجي ما له.
202 -
الدمياطي (1) : هو الإمام حافظ الدنيا ونسابتها أمير المؤمنين في الحديث ذو الكنيتين أبو محمد وأبو أحمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، بإعجام الذال وإهمالها لغتان فيها، قاله الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته، المتوفى سنة ست أو خمس وسبعمائة فجأة بعد أن قرىء عليه الحديث، فأصعد إلى بيته مغشياً عليه. رحل في طلب العلم ولقي من أهله أعداداً منهم ابن خليل، حمل عنه حمل دابة كتباً وأجزاء وألف وروى حتى صار أوحد
(1) ترجمة شرف الدين الدمياطي في رحلة العبدري: 132 والفوات 2: 409 والدرر الكامنة 3: 30 وطبقات السبكي 6: 132 والاسنوي 1: 552 وتذكرة الحفاظ: 1477 والبداية والنهاية 14: 40 والسلامي: 120 وغاية النهاية 1: 372 ودرة الحجال رقم: 1134 والنجوم الزاهرة 8: 212 وحسن المحاضرة 1: 357 وطبقات الحفاظ للسيوطي: 512 والشذرات 6: 12 والدارس 1: 22 والبدر الطالع 1: 403 والرسالة المستطرفة: 103 وبروكلمان 2: 88 والزركلي 4: 318. وقد نشر فايداً بالفرنسية تلخيصاً لمعجمه (باريس 1962) .
وقته في ذلك. قال الحافظ الذهبي: " سمعت أبا الحجاج الحافظ يعني المزي، وما رأيت أحفظ منه في هذا الشأن يقول: ما رأيت في الحديث أحفظ من الدمياطي، اه " قال الكتبي في فوات الوفيات حين ترجمه: " حمل على الظعائن عشرين مجلداً من تصنيفه في الحديث واللغة ".
ومن تآليفه: العقد المثمن فيمن اسمه عبد المؤمن في مجلد، الأربعون المتباينة الإسناد المخرجة على الصحيح من حديث أهل بغداد في مجلد، ومختصر هذه الأربعين وهي الأربعون الصغرى، وله كتاب الأربعين الأبدال التساعيات للبخاري ومسلم، ومنه الآن نسخة موجودة بالمكتبة الخالدية ببيت المقدس، قرئت عليه سنة 688، وله المائة التساعية في الموافقات والأبدال العالية والتساعيات المطلعة، والأربعون الحلبية في الأحكام النبوية، والأربعون في الجهاد، والمجالس البغدادية، والمجالس الدمشقية، وكتاب ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده وأسلافه، وله جزء محتو على عوالي وأبدال ووموافقات وتساعيات ومصافحات وأناشيد ومقطعات، وله كتاب في الخيل، وله مشيخة، قال الكتبي: تشهد له بالحفظ والعلم.
قلت: ومعجمه في أسماء شيوخه ومن لقيه وأخذ عنه في أي فن كان في أربعة أسفار موجود الآن بخط مؤلفه في مكتبة تونس، وفي " كشف الظنون " أنه مشتمل على ألف شيخ. وفي " درة الحجال " عددهم يزيد على ألف وثلاثمائة شيخ، ونحوه للذهبي في ترجمته من " تذكرة الحفاظ " وابن ناصر الدين في " شرح البديعية " والسيوطي في " طبقات الحفاظ ". قال العبدري وقد لقيه في رحلته وذكر معجمه هذا:" سمعته يقول إنهم ينيفون على ألف ومائة وسبعين، فقال له بعض الحاضرين، وهل كانوا كلهم أيمة فقال: لو لم أكتب إلا عن العلماء الأيمة ما كتبت عن خمسة، اه ".
أرويه وكل ما له من طريق ابن رشيد وأبي القاسم التجيبي والعبدري وأبي
حيان والجافظ البرزالي وغيرهم من حفاظ المشرق والمغرب، كلهم عنه. قال العبدري:" لما استجزته ولولدي محمد وقف على الاستدعاء لذلك فقال لي: ألك غيره فقلت: نعم ثلاثة، فقال: ولم لم تستجز لهم جميعاً فقلت له: لأنهم صغار وهذا الذي استجزت له حفظ القرآن، فقال لي: أنا أكتب لك ولهم جميعاً حتى يكون من يكتب في الاستدعاء بعد خطي يجيزكم جميعاً، فكتب الإجازة بكل ما يحمل وكل ما له من تخريج لي ولجميع الأولاد وكنى أحد المحمدين أبا عليّ والآخر أبا بكر، وقيد خطه بذلك في الاستدعاء ".
قلت: انظر حرص هذا الإمام حافظ الإسلام على تعميم الإجازة لأولاد العبدري رغبة في تعميم الخير وتوسعة على الناس، وهذا باب قد طوي اليوم بساطه وانعدم نشاطه، ولله في خلقه ما أراد، وقد جريت على ما أحب الدمياطي، فاستجزت لأولادي من كافة من لقيت، وربما كنت أجد صعوبة من بعض المشايخ في التعميم، وقد قال الإمام أبو العباس أحمد البوسعيدي في كتابه " بذل المناصحة ":" توسع بعض الناس في الإجازة سيما المحدثون فمنهم من يجيز أهل مجلسه، ومنهم من يجيز أهل البلد وأهل العصر، ويقولون بالشرط المعتبر فيوسعون لمن أدرك الدرجة أن يحدث إذا حصل الشرط ولو لم يره ولا لقيه، الحاصل أن مطلق الإجازة عندهم لا يدل على الإتقان ولا على الدراية، وإنما توسعوا مجازاً إعادة وإدماجاً وإدراجاً لمن حصل الشرط ولو بعد حين، فمن تنتقل به القدم تقدم وإلا فلا يتكلم، وقلت مرة لسيدي عبد الواحد ابن عاشر: هؤلاء الذين تجيزون لهم شهدتم لهم بالإتقان فقال: لو لم يجيزوا إلا لمن أتقن ما بلغنا شيء " اه منها.
قلت: وهذه الإجازة هي أغلب ما يصدر منا، فقد أجزت لكثيرين إجازة قصدنا بها إباحة الرواية، فاستعملوها بمعنى الشهادة، وصاروا يدلون بها للتصدير وانالة الوظائف لأن هذا أغلب ما يعرف المغاربة من الإجازة ومعناها، وليس ما يريدونه ويقصدون ويفهمون منها هو المراد عند أهل هذا الشأن
حسبما يعلم ذلك من كتابنا " الردع الوجيز لمن أبى أن يجيز ". وقد أنشد العبدري للحافظ الدمياطي هذا:
علم الحديث له فضل ومنقبة
…
نال العلاء به من كان معتنيا
ما حازه ناقص إلا وكمله
…
أو حازه عاطل إلا به حليا الدواني: (انظر أنموذج العلوم)(1) .
203 -
الديمي (2) : بكسر الدال المشددة وفتح الياء المشددة، هكذا وجدته بخط الإمام ابن غازي مضبوطاً في فهرسته. هو الحافظ الكبير أبو عمرو فخر الدين عثمان بن شمس الدين محمد بن فخر الدين عثمان بن ناصر الدين الديمي، نسبة إلى قرية من قرى مصر، الشافعي المصري من كبار المتخرجين بسيد الحفاظ ابن حجر والمعترف لهم بسعة الحفظ والرواية والإكثار، حلاه الحافظ السخاوي في إجازته لولده المذكور بعده ب " سيدنا وحبيبنا الصالح شيخ المحدثين مفتي المسلمين بركة الطالبين، اه " وحلاه تلميذه ابن غازي في فهرسته ب " الإمام العلامة تاج المحدثين وإمام المسندين " وقال: " كان أخونا الأود والخلاصة الصفي الفقيه المحدث الفقير الصوفي أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الشهير بزروق استجازه لي ولأحمد ولدي ولأبي مهدي عيسى الماواسي ولأبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي ولأبي عمران موسى العقدي ولقاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن محمد بن عيسى بن علال المصمودي وذلك عام 885، فأجاز لنا جميعاً "، (باختصار) ووقفت على تحليته في
(1) انظر رقم: 61 فيما تقدم.
(2)
ترجمة الديمي في فهرس ابن غازي: 128 - 147 والضوء اللامع 5: 140 والكواكب السائرة 1: 259 والزركلي 4: 377 (وفيه ان وفاته كانت سنة 908 وهو مخالف لما ذكره المؤلف هنا في آخر هذه الترجمة) .
طبقة سماع أذكار النووي عليه ب " الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام محيي سنة النبي عليه السلام ".
وهو يروي عن ابن حجر وأبي عبد الله الرشيدي والمسند المعمر عبد الرحيم ابن جمال الدين الأسيوطي والحافظ قطب الدين الجوجري وبرهان الدين بن صدقة الحنبلي الصالحي وتقي الدين ابن فهد الهاشمي وعبد الرحيم بن الفرات وهاجر بنت محمد المقدسي وغيرهم.
أروي كل ما له من طريق الونشر يسي وابن غازي وزروق عنه، مكاتبة للأول والثاني وشفاهاً لزروق. ح: وبالسند إلى البدر القرافي عن المسند المعمر بهاء الدين محمد الشنشوري العجمي الشافعي المصري عنه. ح: وبالسند إلى محمد حجازي الواعظ عن المسند أحمد بن سند عن الديمي، وهو عال جداً. وفي طبقات الشعراني الصغرى عن الحافظ السيوطي " أن الشيخ عثمان الديمي هذا كان يحفظ عشرين ألف حديث، اه ". وفي فهرسة الشيخ أبي سالم العياشي: " أنشدني الشيخ الطحطاوي للجلال السيوطي يخاطب السخاوي حين وقعت بينهما منافرة، يعرض بنفسه وبالحافظ الديمي:
قل للسخاوي ان تعروك مشكلة
…
علمي كبحر من الأمواج ملتطم
والحافظ الديمي غيث الغمام فخذ
…
" غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم " وفيه تورية عجيبة وتضمين حسن. وقد ذكر هذه المخاطبة للسيوطي الثعالبي في ترجمة السيوطي من " الكنز " وعقبها بقوله: " قال بعض الفضلاء والحق أن كلاً من الثلاثة كان فرداً في فن مع المشاركة في غيره، فالسخاوي في معرفة علل الحديث، والديمي في أسماء الرجال، والسيوطي في حفظ المتون، اه " قلت: لا أحفظ وفاة الديمي ولكن كان حياً عام 907.
204 -
الديمي الصغير: هو الإمام صلاح الدين محمد بن الحافظ فخر
الدين عثمان الديمي، قال عنه الحافظ الزبيدي:" كان يوصف بالحفظ والمعرفة مع كمال همة، أخذ عن السخاوي وطبقته ". قلت: قد وقفت على إجازة السخاوي له وهي عامة حلاه فيها ب " الشيخ الفاضل البارع الأوحد مفيد الطالبين بركة المستفيدين ". نتصل به من طريق النجم الغيطي عنه.
205 -
الديربي (1) : بفتح الدال المشددة وفتح الياء المثناة التحتية وإسكان الراء وآخره باء موحدة مشبعة هو شهاب الدين أحمد بن عمر الديربي الغنيمي الخزرجي الأنصاري صاحب " المجربات " وغيرها. أخذ عن البرهان الشبرخيتي وصالح الحنبلي وعلي الشبراملسي وخليل اللقاني والحرمتي والبقري والبرهان البرماوي، يروي الأخير عن البابلي والشبراملسي والشهاب القليوبي وطبقتهم، وسمع حديث الأولية عن منصور الطوخي عن سلطان المزاحي بسنده، وروى الصحيح عن شمس الدين محمد بن منصور الاطفحي عن الحافظ البابلي بأسانيده، وروى حديث المصافحة عن الشهاب أحمد النخلي بسنده، وعن الشيخ حسين بن عبد الرحيم المكي عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر عن البرهان إبراهيم الشبرخيتي عن أبي مهدي الثعالبي بأسانيده.
وله ثبت ذكر فيه مشايخه وقفت بمصر على اوراق عديدة منه، قال أخيراً:" وقد ذكرت جميع مشايخي ولم أترك أحداً منهم ممن علمته ولم أكن مثل ما قال شيخنا أحمد البشبيشي وعلماء زماننا لو لم يخافوا من تكذيب الناس لهم والجس عليهم لأنكروا مشايخهم وادعوا أنهم أخذوا العلم عن جبريل عن الله تعالى ونعوذ بالله من ذلك، اه ". أروي كل ما له من طريق الصعيدي عنه، رأيت إجازاته له بمصر، ومنها نقلت بعض ما ذكر من أسانيده.
(1) ترجمة الديربي في الجبرتي 1: 161 والزركلي 1: 181 ومن مراجعة خطط مبارك 11: 72 وكانت وفاة الديربي سنة 1151؛ وانظر في مؤلفاته معجم سركيس: 898.
206 -
ابن الدباغ (1) : هو محدث الأندلس الإمام الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن يوسف اللخمي المعروف بابن الدباغ، أحد الأيمة المهرة المتفننين في صناعة الحديث وجهابذته النقاد، روى عن أبي عليّ الصدفي واختص به وأكثر عنه واعتمده، قال فيه أبو العطاء وهب بن لب بن نذير، وكان ممن لازمه:" خاتمة أيمة المحدثين " وذكر كثرة شيوخه وأنه أفرد لذكرهم تأليفاً ذكر فيه نسب كل واحد منهم ونبذة من أخباره وبلده ونحلته التي كان ينتحلها، وشيوخه الذين روى عنهم، قال:" فجاء تأليفاً بليغاً أنبأ عن حفظه وتفهمه وإتقانه ورياسته في صنعة الحديث وإمامته فيه في وقته، اه ". وألف أيضاً معجم شيوخ شيخه القاضي الصدفي وطبقات المحدثين والفقهاء. وترجمه الذهبي في " طبقات الحفاظ " قائلاً: " له جزء لطيف في أسماء الحفاظ بدأه بابن الشهاب الزهري وختمه بأبي طاهر السلفي، اه ". توفى سنة 546 بدانية ونقل إلى مرسية فدفن بها. أروي ما له بسندنا إلى ابن خير عن الفقيه أبي الحسين عبد الملك بن محمد بن هشام القيسي عنه، وبأسانيدنا إلى القاضي عياض عنه.
207 -
ابن الديبع (2) : هو الإمام حافظ اليمن ومسنده ومؤرخه ومحيي علوم الأثر به، وجيه الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ الديبع الشيباني العبدري الزبيدي الشافعي. والديبع ضبطه تلميذه القطب النهروالي في كتابه " البرق اليماني في الفتح العثماني "(3) بفتح الدال المهملة وبالياء المثناة التحتية الساكنة فالباء الموحدة المفتوحة آخره عين، ومعناه بلغة السودان الأبيض، وهو لقب جده عليّ بن يوسف. ولد سنة 866 بزبيد وغاب والده عن زبيد في تلك السنة ولم ير المترجم والده بعد، وإنما نشأ في حجر جده لأمه أبي المعروف
(1) ابن الدباغ (481 - 546) له ترجمة في الصلة: 644 وتذكرة الحفاظ: 1310 والزركلي 9: 314.
(2)
راجع رقم: 1 فيما تقدم وبغية المستفيد: 327.
(3)
لم يرد ضبط في البرق اليماني للفظ الديبع حسب فهرس الكتاب.
إسماعيل بن محمد مبارز الشافعي. أخذ عن خاله جمال الدين محمد الطيب ابن إسماعيل مبارز الشافعي. قال في " النور السافر " هو الإمام الحافظ الحجة مسند الدنيا أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين، ملحق الأواخر بالأوائل، أخذ عمن لا يحصى كثرة، اه " كالحافظ السخاوي والحافظ السيوطي وأحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي والحافظ العامري وجده لأمه الشرف إسماعيل ابن مبارز الزبيدي وتلك الطبقة. وانتهت إليه رياسة الرحلة في علم الحديث، وقصده الطلبة من نواحي الأرض.
وهو صاحب تيسير الوصول إلى جامع الأصول في مجلدين، جمع فيه أحاديث الكتب الستة جمعاً متقناً مفيداً مختصراً، وهو كتاب عظيم الفائدة، طبع مراراً بالهند ومصر (1) وخدمه جماعة فقد شرحه الوجيه عبد الرحمن الأهدل اليمني والشيخ عابد السندي ثم المدني وقاضي فاس أبو محمد عبد الهادي ابن عبد الله بن التهامي العلوي الفاسي، والثلاثة كانوا أواسط القرن المنصرم. وله أيضاً تأليف جمع فيه الأحاديث القدسية، ومصباح المشكاة، والمولد النبوي والمعراج، وبغية المستفيد في أخبار زبيد (2) ، وقرة العيون في أخبار اليمن الميمون (3) ، وغاية المطلوب ومعظم المنة فيما يغفر الله به الذنوب ويوجب الجنة، وتمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على الألسنة من الحديث (4) ، وهو مطبوع اختصر فيه مقاصد شيخه السخاوي.
ومن شعره قوله في الصحيحين البخاري ومسلم كما نسبها له ابن العماد في ترجمته من " شضرات الذهب " والثعالبي في " الكنز " خلافاً لما في " نفحة المسك الداري " من نسبتها للهلالي:
(1) طبع تيسير الوصول بكلكته 1301 وبمصر 1331.
(2)
نشره مركز الدراسات اليمنية بتحقيق عبد الله الحبشي 1979.
(3)
نشرته المطبعة السلفية بتحقيق القاضي محمد بن عليّ الاكوع.
(4)
طبع نمصر سنة 1324 " في 254 صفحة " ومنه طبعة حديثة بدار الكتاب العربي بيروت دون تاريخ.
تنازع قوم في البخاري ومسلم
…
لدي وقالوا أي ذين يقدم
فقلت لقد فاق البخاري صنعةً
…
كما فاق في حسن الصناعة مسلم وله فيهما أيضاً:
قالوا لمسلم سبق
…
قلت البخاري جلا
قالوا المكرر فيه
…
قلت المكرر أحلى وله في كتابه التيسير:
كتابي تيسير الوصول الذي حوى
…
أصول الحديث الست عز نظيره
فمن بمعانيه اعتنى ودروسه
…
وتحصيله استغنى ودام سروره وحج سنة 885 ثم سنة 896، وفيها لقي السخاوي. وله مجيزاً لمن أدرك حياته:
أجزت لمدرك وقتي وعصري
…
رواية ما تجوز روايتي له
من المقروء والمسموع طراً
…
وما ألفت من كتب جزيله
وما لي من مجاز عن شيوخ
…
من الكتب القصيرة والطويلة
وأرجو الله يختم لي بخير
…
ويرحمني برحمته الجزيلة توفي بزبيد ضحى يوم الجمعة 26 رجب عام 944، وما في " المنح البادية " لدى المسلسل باليمنيين وهو المسلسل 57 من أنه مات سنة 911 غلط فادح، إذ في آخر تيسيره أنه أكمل تصنيفه سنة 916. وقبره رحمه الله بزبيد في قبة الشيخ إسماعيل الجبرتي ترجم المترجم لنفسه ترجمة واسعة في ذيل كتابه " بغية المستفيد ".
وله رحمه الله فهرسة نرويها بأسانيدنا إليه وقد ذكرت في الأوائل
ونرويها أيضاً بالسند إلى أبي سالم العياشي عن أبي الحسن عليّ بن الديبع الزبيدي عن أبي إسحاق محمد بن إبراهيم بن جعمان عن السيد إبراهيم بن محمد بن جعمان عن السيد طاهر بن حسين الأهدل عن الحافظ ابن الديبع. ح: وبأسانيدنا إلى القطب النهروالي عن ابن الديبع. ح: وبأسانيدنا إلى ابن العجل عن الطاهر الأهدل خاتمة الآخذين عن ابن الديبع سماعاً.
ومن اللطائف ما في " النفس اليماني "(1) : " خرج الحافظ ابن الديبع من جامع زبيد أيام إملاء صحيح البخاري هو وتلامذته، فصادف في الطريق بعض عقلاء المجانين فقال للحافظ الديبع: أعطني لسانك هذه التي تقرأ بها حديث المصطفى عليه السلام امصها فاستحيى الحافظ وامتنع، فبمجرد ذلك أصابه لقوة، فوصل لبيته وأنشأ أبيات استغاثة بالله، فأغاثه الله وشفاه، اه ".
208 -
ابن دري (2) : هو أبو الحسن عليّ بن محمد بن دري الأنصاري المقري الطليطلي الغرناطي من أهل الضبط والاتقان، له برنامج في مشيخته، حدث عنه أبو عبد الله ابن عبد الرحيم الخزرجي.
126 -
الدرر البهية في المسلسلات النبوية: للعلامة العارف المحدث المتفنن سيدي عبد الله بن أحمد بلفكيه المتوفى سنة 1112، يروي عامة عن الصفي القشاشي وتلميذه الكوراني والثعالبي وعلي وزين العابدين الطبريين وعبد العزيز الزمزمي وإسحاق ابن إبراهيم جعمان وغيرهم، وأخذ هو عنه جماعة، قال في آخر كتابه " الدرر ": " هذا وقد أجزت بهذا الكتاب أولادي الذكور والإناث وجميع الآخذين عنا أو المترددين إلينا من أهل بلدنا تريم
(1) النفس اليماني: 37.
(2)
علي بن محمد بن دري كان خطيباً بمسجد غرناطة الجامع أخذ عن أبي مروان ابن سراج وابنه وابن الخشاب والغساني، توفي سنة 520 (الصلة: 404) .
وغيرها فليرووا ذلك عني، اه ". نتصل به من طرق منها عن السيد أبي بكر ابن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي كتابة من الهند عن السيد محمد بن إبراهيم ابن عيدروس بن عبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه عن أبيه إبراهيم وعمه أحمد عن والدهما عيدروس ابن عبد الرحمن عن أبيه عن السيد عبد الله بلفكيه.
الدرر السنية فيما حلا من الأسانيد الشنوانية: لمحمد بن عليّ الشنواني المصري (انظر حرف الشين)(1) .
الدرروالعقبان فيما قيدته من جوهرة التيجان: اسم اختصار الفهرسة التي ألفها الزياني للسلطان أبي الربيع سليمان بن محمد العلوي (انظر التهامي ابن رحمون)(2) .
127 -
دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر (3) : للعلامة الصوفي المؤرخ أبي عبد الله محمد بن عليّ بن عمر بن الحسين بن مصباح المعروف بابن عسكر، قال في أولها:" هذه فهرسة أذكر فيها جميع من لقيته من المشايخ بالمغرب وأخذت عنه رواية وقرأت عليه واستفدت منه بركة منذ نشأت إلى تاريخ كتبه، بل وأعرف بالمشاهير من مشايخ القرن العاشر بالمغرب، وإن كنت لم أدرك البعض منهم ولا عاصرته " وهي في نحو عشر كراريس إليها المرجع في أخبار أهل القرن العاشر من المغاربة " وقد طبعت بفاس سنة 1309، وهي أول فهرسة طبعت هنا "(4) .
(1) انظر ما يلي رقم: 604 وقد سماه هنالك محمد بن منصور، فتأمله.
(2)
انظر ما تقدم رقم: 111
(3)
توفي ابن عسكر سنة 986 1578 ذكره ابن سوده في دليل مؤرخ المغرب 97، 259 ومن كتبه ديوان الشرفاء وانظر مقدمة الدوحة.
(4)
طبع دوحة الناشر حديثاً سنة 1977 بتحقيق الدكتور محمد حجي.