المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌25 - يقرأ التشهد في هذا الجلوس - قرة عيون المصلين في بيان صفة صلاة المحسنين من التكبير إلى التسليم في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌1 - يسبغ الوضوء

- ‌2 ـ يتوجه إلى القبلة

- ‌3 ـ يجعل له سترة

- ‌4 - يكبّر تكبيرة الإحرام، قائمًا، قاصدًا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها:

- ‌5 - يضع يديه على صدره

- ‌6 - يستفتح

- ‌7 - يقول: ((أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))

- ‌8 - يقول: ((بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌9 - يقرأ الفاتحة

- ‌10 - يقول بعد الانتهاء من قراءة الفاتحة: ((آمين))

- ‌11 - يقرأ سورة بعد الفاتحة

- ‌12 - إذا فرغ من القراءة كلها سكت سكتة

- ‌13 - يركع مكبرًا رافعًا يديه إلى حذو منكبيه

- ‌14 - يقول في الركوع: ((سبحان ربي العظيم))

- ‌15 - يرفع رأسه من الركوع

- ‌16 - يسجد مُكبِّرًا

- ‌17 - يقول في السجود: ((سبحان ربي الأعلى))

- ‌18 - يرفع رأسه من السجود مكبّرًا

- ‌19 - يقول بين السجدتين: ((ربِّ اغفرْ لي، ربِّ اغفر لي))

- ‌20 - يسجد السجدة الثانية

- ‌21 - يرفع رأسه مُكبّرًا

- ‌22 - ينهض على صدور قدميه وركبتيه مكبّرًا قائمًا إلى الركعة الثانية

- ‌23 - يصلي الركعة الثانية كالأولى

- ‌24 - إذا كانت الصلاة ثنائية:

- ‌25 - يقرأ التشهد في هذا الجلوس

- ‌27 - إن كانت الصلاة ثلاثية:

- ‌28 - يجلس في التشهد الأخير متورِّكًا

- ‌29 - يقرأ التشهد مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌30 - يُسلِّم عن يمينه وشماله

- ‌31 - يقول الأذكار المشروعة

- ‌32 - يصلي السنن الرواتب

الفصل: ‌25 - يقرأ التشهد في هذا الجلوس

المعبود سبحانه وتعالى واحد، وينوي بالإشارة التوحيد والإخلاص فيه، فيكون جامعًا في التوحيد بين القول، والفعل، والاعتقاد (1)، فعلى ما تقدم يشير بالسباحة عند ذكر الله يدعو بها (2).

‌25 - يقرأ التشهد في هذا الجلوس

، فيقول: ((التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله

(1) انظر: نيل الأوطار للشوكاني، 2/ 68، وسبل السلام للصنعاني، 2/ 309.

(2)

واختلف العلماء في معنى كلمة ذكر الله، فقيل: عند ذكر الجلالة، وعلى هذا فإذا قال:((التحيات لله)) يشير ((السلام عليك أيها النبي ورحمة الله)) يشير، ((السلام علينا وعلى عباد الله)) يشير، ((أشهد أن لا إله إلا الله)) يشير، فهذه أربع مرات في التشهد الأول، ((اللهم صلِّ)) يشير، ((اللهم بارك)) يشير، ((أعوذ بالله من عذاب جهنم)) يشير، وقيل: يشير بها عند الدعاء، فكلما دعوت حركت إشارة إلى علو المدعو سبحانه وتعالى، وعلى هذا فإذا قال:((السلام عليك أيها النبي)) يشير؛ لأن السلام خبر بمعنى الدعاء، ((السلام علينا)) يشير، ((اللهم صلّ على محمد)) يشير، ((اللهم بارك على محمد)) يشير، ((أعوذ بالله من عذاب جهنم)) يشير، ((ومن عذاب القبر)) يشير، ((ومن فتنة المحيا والممات)) يشير، ((ومن فتنة المسيح الدجال)) يشير، وكلما دعا يشير. انظر: الشرح الممتع لابن عثيمين،3/ 201 - 202،قلت: والظاهر والله أعلم أنه يشير عند لفظ الجلالة، وعند الضمير الذي يعود عليه، وعند الدعاء إشارة إلى علو المدعو سبحانه.

ص: 67

الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)) (1)، وهذا أصح ما ثبت في التشهد (2) ثم يقول: ((اللهم صلِّ على محمد وعلى آل

(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب التشهد في الآخرة، برقم 831، ورقم 835، ومسلم، كتاب الصلاة، باب التشهد في الآخرة، برقم 402 عن ابن مسعود رضي الله عنه ولفظه عند البخاري قال:((كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؛ فإنكم إذا قلتم ذلك أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)). هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم:((ثم ليتخير من المسألة ما شاء)) أما زيادة ((وحده لا شريك له)) فهي للنسائي في السنن، برقم 1168.

(2)

وإن شاء المصلي أن ينوع في التشهد فقد جاء له عدة صيغ منها:

1 -

حديث عبد الله بن مسعود السابق وهو أصح ما ورد.

2 -

حديث ابن عباس رضي الله عنهما ولفظه: ((التحيات المباركات، الصلوات، الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله)) مسلم برقم 403.

3 -

حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ولفظه: ((التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)) مسلم برقم 404. وزاد النسائي برقم 1173، وأبو داود برقم 971، ((وحده لا شريك له)).

4 -

حديث ابن عمر رضي الله عنهما ولفظه: مثل حديث ابن مسعود رضي الله عنه. أبو داود، برقم 971، وصححه الألباني، 1/ 182، إلا أنه قال: زدت فيها ((وبركاته)) وقال: ((زدت فيها وحده لا شريك له)).

5 -

حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولفظه: ((التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات لله، الصلوات لله، السلام عليك

)) كتشهد ابن مسعود. مالك، برقم 53، والبيهقي،

2/ 144، والدارقطني، 1/ 351، وعبد الرزاق، برقم 3067، وقال الزيلعي في نصب الراية، 1/ 422:((وهذا إسناد صحيح)) وهو موقوف له حكم الرفع، وبأي تشهد يتشهد مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم جاز، ولكن أصحها وأفضلها ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انظر: المغني لابن قدامة، 2/ 221 - 222. وانظر: صفة الصلاة للألباني، ص172 - 177.

ص: 68

محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)) (1)، وهذا أكمل ما ثبت في الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم (2)، ويستعيذ بالله من

(1) البخاري، كتاب الأنبياء، بابٌ: حدثنا موسى بن إسماعيل، برقم 3370.

(2)

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جاءت في روايات على أنواع منها:

1 -

حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؛ فإن الله قد علمنا كيف نسلم؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد

وذكر حديث كعب السابق في كتاب الأنبياء في صحيح البخاري برقم 3370.

2 -

وحديث كعب بن عجرة الآخر، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال:((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)). البخاري، برقم 4797، ورقم 6357، ومسلم، برقم 406.

3 -

حديث أبي مسعود الأنصاري، وفيه: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم)). مسلم، برقم 405.

4 -

حديث أبي حُميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)) البخاري، برقم 3369، ورقم 6360، ومسلم، برقم 407، واللفظ له.

5 -

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم)) البخاري، برقم 6358.

6 -

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قلنا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال:((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت [وباركت] على إبراهيم وآل إبراهيم [في العالمين] إنك حميد مجيد)). النسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 47، وعزاه ابن القيم في جلاء الأفهام، ص44 إلى محمد بن إسحاق السراج، ثم قال: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وما بين المعقوفين للسراج، وانظر: فتح الباري لابن حجر، 1/ 159.

ص: 69

أربع: فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة

ص: 70

المسيح الدجال))؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تشهد أحدُكم فليستعِذْ بالله من أربعٍ، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم .. الحديث)). ولفظ مسلم: ((إذا فرغ أحدُكم من التشهد الآخر، فليتعوَّذْ بالله من أربعٍ: من عذاب جهنم

الحديث)) (1)، ويدعو بما شاء، ومن ذلك ما يلي:

أولاً: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثَم والمغرَم)) قالت: فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله! فقال: ((إن الرجل إذا غرم حدَّث فكذَب ووعدَ فأخلَف)) (2).

(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر، برقم 1377، بلفظ:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)). ومسلم، بلفظه، في كتاب المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، برقم 588.

(2)

متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، برقم 832، ومسلم، كتاب المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، برقم 589.

ص: 71

ثانيًا: ((اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم))؛ لحديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: ((قل اللهم

)) الحديث (1). وفي رواية لمسلم: ((علمني دعاءً أدعو به في صلاتي وفي بيتي)) (2).

ثالثًا: ((اللهم اغفر لي ما قدَّمْتُ، وما أخَّرتُ، وما أسررْتُ، وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المقدِّم، وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت))؛ لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيه: ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: ((اللهم اغفر لي

)) الحديث (3).

رابعًا: ((اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك [من] أن أُردّ إلى أرذل العمر، وأعوذ

(1) متفق عليه، البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، برقم 834، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب الدعوات والتعوذات، برقم 2705.

(2)

مسلم، برقم 48 - ((2705)).

(3)

مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم 771.

ص: 72

بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر))؛ لحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يعلِّم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم الغلمان الكتابة ويقول:((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة)) (1). وفي رواية: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تُعلَّم الكتابةُ)) (2).

خامسًا: ((اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك)) لحديث معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال:((يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك)) فقال: ((أوصيك يا معاذ، لا تَدَعَنَّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقول: اللهم أعني

)) الحديث (3).

سادسًا: ((اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار))؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: ((ما تقول في الصلاة؟)) قال: أتشهد، ثم أسأل الله الجنة وأعوذ

(1) البخاري، كتاب الجهاد، باب ما يُتعوذ من الجبن، برقم 2822، ورقم 6365، 6374، 6390.

(2)

البخاري، كتاب الدعوات، باب التعوذ من فتنة الدنيا، برقم 6390.

(3)

أبو داود، كتاب الصلاة، باب الاستغفار، برقم 1522، والنسائي كتاب السهو، باب نوع آخر من الدعاء، برقم 1303، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 184.

ص: 73

به من النار، أما والله ما أُحسنُ دندنَتَك، ولا دندنةَ مُعاذ، قال:((حولها نُدندِنُ)) (1).

سابعًا: ((اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد، الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم))؛لحديث مِحْجَن بن الأدرع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فإذا هو برجل قد قضى صلاته، وهو يتشهد، ويقول:((اللهم إني أسألك يا الله .. )) وفي آخره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد غفر له)) ثلاثًا (2).

ثامنًا: ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك

]؛ لحديث أنس رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، ورجل

(1) ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب الجوامع من الدعاء، برقم 3847، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 2/ 328، و1/ 150. ورواه أبو داود، في كتاب الصلاة، باب في تخفيف الصلاة، برقم 792.

(2)

النسائي، كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم 1301، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول بعد التشهد، برقم 985، وأحمد، 4/ 338، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 280، وصحيح أبي داود، 1/ 185.

ص: 74

يصلي، ثم دعا: ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد

)) الحديث وفي آخره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئلَ به أَعطَى)) (1).

تاسعًا: ((اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد))؛ لحديث بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: ((اللهم إني أسألك

)) الحديث، وفي آخره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئلَ به أعطى)) (2).

(1) أبو داود، كتاب الوتر، باب الدعاء، برقم 1495، وابن ماجه كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم، برقم 3858، والبخاري، في الأدب المفرد، برقم 705، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، 1/ 279، وأخرجه أحمد في المسند، 3/ 158، 3/ 245، والطبراني في الكبير، برقم 4722 وذكر الألباني أنه وجد في رواية في آخره:((أسألك الجنة وأعوذ بك من النار)) فلتراجع، انظر: صفة الصلاة له، ص204.

(2)

أبو داود، كتاب الوتر، باب الدعاء برقم 1493، والترمذي، كتاب الدعوات، باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم برقم 3475،وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم، برقم 3857،وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه،2/ 239.

ص: 75

عاشرًا: ((اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيمًا لا ينفدُ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مُضرَّة ولا فتنة مُضلَّة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين))؛ لحديث عمار رضي الله عنه أنه صلى بأصحابه فأوجز في صلاته، فقال له بعض القوم: لقد خففت أو أوجزت الصلاة، فقال: أمَّا على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر هذه الدعوات (1).

ويدعو بما يشاء من خير الدنيا والآخرة، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس، سواء كانت

(1) النسائي، كتاب السهو، باب نوع آخر، برقم 1306، وأحمد، 4/ 364، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 1/ 281.

ص: 76

الصلاة فريضة أو نافلة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود رضي الله عنه لَمَّا علمه التشهد:((ثم ليتخيّرْ من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)) وفي لفظ: ((ثم ليتخيّرْ من المسألة ما شاء)) (1)، وهذا يعمّ جميع ما ينفع في الدنيا والآخرة (2).

26 -

ثم يسلِّم عن يمينه وشماله قائلاً: ((السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله))؛ لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((علام تُومئون بأيديكم كأنها أذناب خيلٍ شُمُسٍ، إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه، من على يمينه وشماله)) (3)، وعن أبي معمر أن أميرًا كان بمكة يُسلِّمُ تسليمتين، فقال عبد الله: أنَّى عَلِقَها؟ (4) قال الحكم في حديثه: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

(1) البخاري، برقم 831، 835، ومسلم، برقم 402، وتقدم تخريجه.

(2)

انظر: كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، للإمام ابن باز، ص18.

(3)

مسلم، كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام، برقم 431.

(4)

أنى علقها: أي من أين حصل على هذه السنة، وظفر بها فكأنه تعجب.

ص: 77