الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشفع والوتر بتسليم يُسمعناه)) (1). وقد ثبت ذلك عن عبد الله بن عمر موقوفاً. فعن نافع: ((أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتى يأمر ببعض حاجته)) (2).والموقوف يؤيد المرفوع. وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول عن الوتر بثلاث ركعات بسلامين: ((هذا هو الأفضل لمن صلى ثلاثاً، وهي أدنى الكمال)) (3).
تاسعاً: ثلاث ركعات سرداً رضي الله عنه لا يجلس إلا في آخرهن
؛ لحديث أبي أيوب رضي الله عنه وفيه: ((ومن أحبَّ أن يوتر بثلاثٍ
(1) ابن حبان [الإحسان]،برقم 2433، 2434،2435،وأحمد 2/ 76 عن عتاب بن زياد، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري،2/ 482:((إسناده قوي)).قال الألباني رحمه الله: ((وله شاهد مرفوع
…
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بركعة يتكلم بين الركعتين والركعة، هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين))،وعزاه لابن شيبة، انظر إرواء الغليل،2/ 150.
(2)
البخاري، كتاب الوتر، باب ما جاء في الوتر، برقم 991،وموطأ الإمام مالك، 1/ 125.
(3)
سمعته من سماحته أثناء تقريره على الروض المربع، 2/ 187 بتاريخ 15/ 11/1419هـ.
فليفعلْ)) (1)؛ ولحديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} ، وفي الركعة الثانية بـ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الكافرون} ، وفي الركعة الثالثة بـ:{قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} ، ولا يسلِّم إلا في آخرهن، ويقول بعد التسليم:((سبحان الملك القدوس)) ثلاثاً (2).لكن يصلي ثلاثاً سرداً يتشهد تشهداً واحداً في آخرهن؛ لأنه لو جعلها بتشهدين لأشبهت صلاة المغرب (3)،وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تشبَّه بصلاة المغرب (4)،لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا توتروا بثلاث، أوتروا بخمس، أو بسبع، ولا
(1) أبو داود، برقم 1422، والنسائي، برقم 1712، وابن ماجه، برقم 1192، وابن حبان في صحيحه، برقم 670، والحاكم، 1/ 302، وتقدم تخريجه.
(2)
النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر أبيّ بن كعب في الوتر، برقم 1701،وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 1/ 372،وانظر: نيل الأوطار،2/ 211، وانظر: فتح الباري، لابن حجر، ففيه شواهد،2/ 481،ونيل الأوطار للشوكاني، 2/ 212.
(3)
وسمعت الإمام عبد العزيز ابن باز أثناء تقريره على الروض المربع، 2/ 188، عندما تكلم عن الوتر بثلاث بسلام واحد، قال:((لكن لا يشبهها بالمغرب وإنما سرداً)).
(4)
انظر: الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين، 4/ 21.
تشبَّهوا بصلاة المغرب)) (1). وقد جمع الحافظ ابن حجر رحمه الله بين أحاديث وآثار جواز الإيتار بحملها على أنها متصلة بتشهد واحد في آخرها، وأحاديث النهي عن الإيتار بثلاث بحملها على أنها بتشهدين لمشابهة ذلك لصلاة المغرب (2).
ومما يدل على الإيتار بثلاث حديث القاسم عن عبد الله بن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة واحدة توتر لك ما صليت)). قال القاسم: ((ورأينا أناساً منذ أدركنا يوترون بثلاث، وإنَّ كلاً لواسعٌ، وأرجو أن لا يكون بشيء منه بأس)) (3).
(1) ابن حبان [الإحسان]، برقم 2429، والدارقطني، 2/ 24، والبيهقي، 3/ 31، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 1/ 304، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 2/ 481:((وإسناده على شرط الشيخين)). وقال في التلخيص: 2/ 14، برقم 511: وإسناد كلهم ثقات ولا يضره وقف من وقفه.
(2)
انظر: فتح الباري لشرح صحيح البخاري، لابن حجر،2/ 481،ونيل الأوطار للشوكاني،2/ 214.
(3)
متفق عليه: البخاري واللفظ له، برقم 993، ومسلم، برقم 749، وتقدم تخريجه.
عاشراً: ركعة واحدة؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الوتر ركعة من آخر الليل)) (1)؛ وعن أبي مجلزٍ قال: سألت ابن عباس عن الوتر؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ركعة من آخر الليل))، وسألت ابن عمر فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ركعة من آخر الليل)) (2). وذكر الإمام النووي رحمه الله: أن هذا دليل على صحة الإيتار بركعة وعلى استحبابه آخر الليل (3). وسمعت الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول: ((لكن كلما زاد فهو أفضل فإذا اقتصر على واحدة فلا كراهة
…
)) (4).
ومما يدل على الإيتار بركعة واحدة، حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وفيه: ((
…
ومن أحب أن يوتر بواحدةٍ
(1) مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من الليل، برقم 752.
(2)
مسلم، في الكتاب والباب السابقين، برقم 753.
(3)
شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 277.
(4)
سمعته من سماحته أثناء تقريره على الروض المربع، 2/ 185.