الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسائل تكوين اليقين:
وسائل تكوين اليقين هي المصادر التي يستقي منها الفرد معارفه، وتقف على رأسها البيئة التي ينشأ فيها .. مع الأخذ في الاعتبار أنه كلما صغر السن كان تكوين اليقين أسرع لأن صاحبه يستقبل المعلومات بعقله المدرك دون أن يفكر فيها كثيرا ويمررها إلى منطقة اللاشعور لترسخ فيها من خلال تكرار مروره عليها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الأبوين هما القدوة والمثل الأعلى لأبنائهما .. ومن هنا كانت تربية الأبوين للابن من أهم عوامل تكوين اليقين عنده، فما يشاهده في بيته منذ الصغر، وطريقة تعامل أبوية مع مفردات الحياة، والاهتمامات التي يهتمون بها وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض، أو مع الآخرين .. كل هذه الأشياء تشكل أكبر صانع لليقين داخل الإنسان وعلى أساسها تتكون شخصيته واهتماماته وتصوراته عن الحياة
فعلى سبيل المثال: كثرة مشاهدة الأب وهو يذكر الله، ويحافظ على أداء الصلاة ويعطف على المساكين .. كل ذلك له دور كبير في ترسيخ أهمية هذه الأشياء في يقين الابن.
أما الذي يلمس حرص أبويه على المال والادخار وبناء العقارات، ويرى حزنهما الشديد إذا ما ضاع منهما شيء من المال فستترجم هذه الاهتمامات في يقينه وتترسخ فيه
خطورة التلفاز
ومن وسائل تكوين اليقين داخل الإنسان كذلك:
وسائل الإعلام بصورها المختلفة وأهمها جهاز التلفاز والذي يعد من أخطر عوامل بناء اليقين داخل الإنسان سواء كان صحيحا أم خاطئا، فما يعرض في هذا الجهاز الخطير وبصورة متكررة وبشكل شبه يومي من أفلام ومسلسلات وإعلانات له دور كبير في تكوين اليقين الخاطئ داخل الإنسان وبخاصة عند الصغر، فتكرار عرض صور النساء العارية والمناظر الخليعة واختلاط النساء بالرجال والصداقة بين الجنسين وما تنشئه من علاقات محرمة مع عرض كل هذا بأسلوب محبب - وفكاهي أحيانا - له دور كبير في قبول العقل لهذه الأفكار، ومن ثم مرورها إلي اليقين ورسوخها فيه بدوام تكرار عرضها، مع الأخذ في الاعتبار أن للصورة المرئية تأثيرا مباشرا على اللاشعور، فالعقل المدرك غالبا ما يتركها تمر دون تفكير (1).
وفي المقابل عند استخدام هذا الجهاز بصورة موجهة ولبث الأفكار الصحيحة من خلاله فإن ذلك له دور كبير في بناء اليقين الصحيح داخل الفرد.
دور المدرسة:
أم العامل الثالث في تكوين يقين الإنسان: المدرسة، ففيها تُبث كذلك الأفكار والمبادئ والاهتمامات والتصورات
ومع المدرسة تأتي البيئة المحيطة بالفرد كالأصدقاء والجيران والأقارب.
ولا نُغفِل كذلك وسائل المعرفة الأخرى من كتب وصحف وكمبيوتر وألعاب.
(1) نقلت مجلة (بث) السعودية أن من أغرب الأساليب الإعلانية التي استخدمتها شركة كوكاكولا أنها كانت تستأجر لقطات متفرقة لا تزيد عن 1/ 24 من الثانية في أهم الأفلام الأمريكية لتمرر صورة مشروبها، وهي عملية دعائية مدروسة ترسخ صورة المشروب في العقل الباطن للمشاهد دون مرورها على عقله الواعي، فلو سألته: هل شاهدت زجاجة (كوكاكولا) سيجيبك بالنفي ولكنه سيتوجه بعد مشاهدة الفيلم لشراء (كوكاكولا)، وقد مُنعت الشركة لاحقا من استخدام هذا الأسلوب الدعائي باعتباره أداة للغش التجاري - نقلا عن مجلة (بث) العدد، (16)، ذي القعدة 1424 هـ.