المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الظاء المعجمة - لسان العرب - جـ ٩

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الظاء المعجمة

لَهُ وَاحِدًا. وَيُقَالُ لشدَّة سَوَادِ اللَّيْلِ: طُوفَان. والطُّوفَانُ: ظَلام اللَّيْلِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

حَتَّى إِذَا مَا يَوْمُها تَصَبْصَبا،

وعَمَّ طُوفَانُ الظَّلَامِ الأَثْأَبا

عَمَّ: أَلبس، والأَثأَب: شَجَرٌ شِبْهُ الطَّرْفَاءِ إِلَّا أَنه أَكبر مِنْهُ. وطَوَّفَ الناسُ والجرادُ إذا ملؤوا الأَرض كالطُّوفان؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

عَلَى مَن وَراء الرَّدْمِ لَوْ دُكَّ عنهمُ،

لَماجُوا كَمَا ماجَ الجرادُ وطَوَّفُوا

التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ

، قَالَ الْفَرَّاءُ: أَرسل اللَّهُ عَلَيْهِمُ السماءَ سَبْتاً فَلَمْ تُقْلِع لَيْلًا وَلَا نَهَارًا فَضَاقَتْ بِهِمُ الأَرض فسأَلوا مُوسَى أَن يُرْفع عَنْهُمْ فَرُفِع فلم يتوبوا.

طيف: طَيْفُ الْخَيَالِ: مَجِيئُهُ فِي النَّوْمِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ:

أَلا يَا لَقَوْمِي لِطَيْفِ الخيالِ،

أَرَّقَ مِنْ نازِحٍ ذِي دَلال

وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومطَافاً: أَلَمَّ فِي النَّوْمِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:

أَنَّى أَلمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ،

ومطافُه لَكَ ذكْرةٌ وشُعُوفُ

وأَطافَ لُغَةٌ. والطَّيْفُ والطِّيفُ: الخَيالُ نفسُه؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. والطَّيْفُ: المَسّ مِنَ الشَّيْطَانِ،

وَقُرِئَ: إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشيطان، وطَائِف مِنَ الشَّيْطَانِ

، وَهُمَا بِمَعْنًى؛ وَقَدْ أَطاف وتَطَيَّف. وَقَوْلُهُمْ طَيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ كَقَوْلِهِمْ لَمَم مِنَ الشَّيْطَانِ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي العِيال الْهُذَلِيِّ:

فَإِذَا بِهَا وأَبيك طَيْفُ جُنونِ

وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ:

فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: قَدْ أَصاب هَذَا الغلامَ لَممٌ أَو طَيْفٌ مِنَ الْجِنِّ

أَي عَرضَ لَهُ عارِضٌ مِنْهُمْ، وأَصل الطَّيف الْجُنُونُ ثُمَّ استعْمل فِي الْغَضَبِ ومَسِّ الشَّيْطَانِ. يُقَالُ: طَافَ يَطِيفُ ويَطُوفُ طَيْفاً وطَوْفاً، فَهُوَ طَائِف، ثُمَّ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ وَمِنْهُ طَيْفُ الْخَيَالِ الَّذِي يَرَاهُ النَّائِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَطَافَ بِي رَجُلٌ وأَنا نَائِمٌ.

والطِّيافُ: سَوادُ اللَّيْلِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

عِقْبان دَجْنٍ بادَرَت طِيَافا

‌فصل الظاء المعجمة

ظأف: ظَأَفَه ظَأْفاً: طَرَدَه طَرْداً مُرْهِقاً له.

ظرف: الظَّرف: البَراعةُ وَذَكَاءُ الْقَلْبِ، يُوصَف بِهِ الفِتْيانُ الأَزْوالُ والفَتَياتُ الزَّوْلاتُ وَلَا يُوصَفُ بِهِ الشَّيْخُ وَلَا السَّيِّدُ، وَقِيلَ: الظَّرْفُ حسنُ العِبارة، وَقِيلَ: حُسْنُ الْهَيْئَةِ، وَقِيلَ: الحِذْقُ بِالشَّيْءِ، وَقَدْ ظَرُفَ ظَرْفاً وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ ظَرَافَة. والظَّرْفُ: مَصْدَرُ الظَّرِيف، وَقَدْ ظَرُف يَظْرُف، وَهُمُ الظُّرَفاء، وَرَجُلٌ ظَرِيفٌ مِنْ قَوْمٍ ظِرَاف وظُرُوف وظُرَاف، عَلَى التَّخْفِيفِ مِنْ قَوْمٍ ظُرَفَاء؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وظُرَّافٌ مِنْ قَوْمٍ ظُرَّافِين. وَتَقُولُ: فِتْية ظُرُوف أَي ظُرَفاء، وَهَذَا فِي الشعْر يَحسن. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنهم جَمَعُوا ظَرْفاً بَعْدَ حَذْفِ الزِّيَادَةِ، قَالَ: وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنه بِمَنْزِلَةِ مَذاكِير لَمْ يكسْر عَلَى ذَكَرٍ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَنَّ الْجَوْهَرِيَّ قَالَ: وَقَوْمٌ ظُرَفَاء وظِرَاف، وَقَدْ قَالُوا ظُرُفٌ، قَالَ: وَالَّذِي ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ

ص: 228

ظُرُوف، قَالَ: كأَنه جَمْعُ ظَرْف. وتَظَرَّفَ فُلَانٌ أَي تكلَّف الظَّرْف؛ وامرأَة ظَرِيفَة مِنْ نِسوة ظَرَائِفَ وظِرافٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَافَقَ مُذكَّره فِي التَّكْسِيرِ يَعْنِي فِي ظِرَاف، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ اظْرُفْ إِنْ كُنْتَ ظَارِفاً، وَقَالُوا فِي الْحَالِ: إِنَّهُ لَظَرِيف. الأَصمعي وَابْنُ الأَعرابي: الظَّرِيف البَلِيغ الجَيِّد الْكَلَامِ، وَقَالَا: الظَّرْف فِي اللِّسَانِ، وَاحْتَجَّا بِقَوْلِ

عُمَرَ فِي الْحَدِيثِ: إِذَا كَانَ اللِّصُّ ظَريفاً لَمْ يُقْطع

؛ مَعْنَاهُ إِذَا كَانَ بَلِيغاً جيِّد الْكَلَامِ احْتَجَّ عَنْ نَفْسِهِ بِمَا يُسقط عَنْهُ الحَدَّ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: الظَّريف الحسَنُ الْوَجْهِ وَاللِّسَانِ، يُقَالُ: لِسَانٌ ظَرِيف وَوَجْهٌ ظَرِيف، وأَجاز: مَا أَظْرَفُ زيدٍ، فِي الِاسْتِفْهَامِ: أَلسانه أَظْرَفُ أَم وَجْهُهُ؟ والظَّرْفُ فِي اللِّسَانِ البلاغةُ، وَفِي الْوَجْهِ الحُسْنُ، وَفِي الْقَلْبِ الذَّكاء. ابْنُ الأَعرابي: الظَّرْفُ فِي اللسانِ، والحَلاوةُ فِي الْعَيْنَيْنِ، والملاحةُ فِي الْفَمِ، والجمالُ فِي الأَنف. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: الظَّرِيفُ مُشْتَقٌّ مِنَ الظَّرْف، وَهُوَ الوِعاء، كأَنه جَعَلَ الظَّرِيفَ وِعَاءً للأَدَب ومَكارِم الأَخلاق. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَظَرَّفُ وَلَيْسَ بظَرِيف. والظَّرْف: الكِياسة. وَقَدْ ظَرُف الرجلُ، بِالضَّمِّ، ظَرَافَةً، فَهُوَ ظَرِيف. وَفِي حَدِيثِ

مَعاوية قَالَ: كَيْفَ ابنُ زِيَادٍ؟ قَالُوا: ظَريف عَلَى أَنه يَلْحَن، قَالَ: أَوليس ذَلِكَ أَظرَفَ لَهُ؟

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ سِيرين: الكلامُ أَكثرُ مِنْ أَن يَكْذِبَ ظَرِيف

أَي أَنَّ الظَّرِيف لَا تَضِيق عَلَيْهِ مَعاني الْكَلَامِ، فَهُوَ يَكْني ويُعَرِّض وَلَا يَكْذِبُ. وأَظْرَفَ بالرجل: ذكره بظَرْف. وأَظْرَفَ الرجُلُ: وُلد لَهُ أَولاد ظُرَفاء. وظَرْفُ الشَّيْءِ: وِعاؤه، وَالْجَمْعُ ظُرُوف، وَمِنْهُ ظُرُوف الأَزمنة والأَمكنة. اللَّيْثُ: الظَّرْف وِعَاءُ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِنَّ الإِبْريق ظَرْفٌ لِمَا فِيهِ. اللَّيْثُ: وَالصِّفَاتُ فِي الْكَلَامِ الَّتِي تَكُونُ مَوَاضِعَ لِغَيْرِهَا تُسَمَّى ظُرُوفاً مِنْ نَحْوِ أَمام وقدَّام وأَشباه ذَلِكَ، تَقُولُ: خَلْفَك زَيْدٌ، إِنَّمَا انْتَصَبَ لأَنه ظَرْفٌ لِمَا فِيهِ وَهُوَ مَوْضِعٌ لِغَيْرِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْخَلِيلُ يُسَمِّيهَا ظُرُوفاً، وَالْكِسَائِيُّ يُسَمِّيهَا المَحالّ، وَالْفَرَّاءُ يُسَمِّيهَا الصِّفَاتِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وَقَالُوا: إِنَّكَ لَغَضِيضُ الطَّرْف نَقِيُّ الظَّرْف، يَعْنِي بالظَّرْف وِعَاءَهُ. يُقَالُ: إِنَّكَ لَسْتَ بِخَائِنٍ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَكِنَّة النَّبَاتِ كُلُّ ظَرْف فِيهِ حَبَّةٌ فجعل الظَّرْفَ للحبة.

ظلف: الظَّلْف والظِّلْف: ظفُرُ كُلِّ مَا اجْتَرَّ، وَهُوَ ظِلْف البَقرة وَالشَّاةِ والظبْي وَمَا أَشبهها، وَالْجَمْعُ أَظْلَاف. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رِجل الإِنسان وَقَدَمُهُ، وَحَافِرُ الْفَرَسِ، وخُفّ الْبَعِيرِ وَالنَّعَامَةِ، وظِلْف الْبَقَرَةِ وَالشَّاةِ؛ وَاسْتَعَارَهُ الأَخطل فِي الإِنسان فَقَالَ:

إِلَى مَلِكٍ أَظْلَافه لَمْ تُشَقَّق

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْتُعِيرَ للإِنسان؛ قَالَ عُقْفانُ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ:

سأَمْنَعُها أَو سَوْفَ أَجْعَلُ أَمْرَها

إِلَى مَلِكٍ، أَظْلافُه لَمْ تُشَقَّق

سَواء عَلَيْكُمْ شُؤْمُها وهِجانُها،

وَإِنْ كَانَ فِيهَا واضِحُ اللَّوْنِ يَبْرُق

الشُّؤْمُ: السُّودُ مِنَ الإِبل، والهجانُ: بِيضُهَا؛ وَاسْتَعَارَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ للأَفراس فَقَالَ:

وخَيْلٍ تَطأْكُمْ بأَظْلافِها

وَيُقَالُ: ظُلُوف ظُلَّفٌ أَي شِداد، وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا؛

ص: 229

قَالَ الْعَجَّاجُ:

وَإِنْ أَصابَ عَدَواء احْرَوْرَفا

عَنْهَا، وَوَلّاها ظُلُوفاً ظُلَّفا

وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:

فتَطؤه بأَظْلافِها

؛ الظِّلْف لِلْبَقَرِ وَالْغَنَمِ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ وَالْبَغْلِ والخُفّ لِلْبَعِيرِ، وَقَدْ يطلقُ الظِّلْف عَلَى ذَاتِ الظِّلف أَنفسها مَجَازًا. وَمِنْهُ حَدِيثُ

رُقَيْقة: تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُو جَدْب أَقْحَلَت الظِّلْف

أَي ذَاتَ الظِّلف. وَرَمَيْتُ الصَّيْدَ فظَلَفْته أَي أَصبت ظِلْفه، فَهُوَ مَظْلُوف؛ وظَلَفَ الصيدَ يَظْلِفُه ظَلْفاً. وَيُقَالُ: أَصاب فُلَانٌ ظِلفه أَي مَا يُوَافِقُهُ وَيُرِيدُهُ. الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ وجدَت الدابةُ ظِلْفَها؛ يُضرب مَثَلًا لِلَّذِي يَجِدُ مَا يُوَافِقُهُ وَيَكُونُ أَراد بِهِ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ دَابَّةٍ وَافَقَتْ هَواها. وبَلدٌ مِنْ ظِلْف الْغَنَمِ أَي مِمَّا يُوَافِقُهَا. وَغَنَمُ فُلَانٍ عَلَى ظِلْف وَاحِدٍ وظَلَف وَاحِدٍ أَي قَدْ ولَدت كُلُّهَا. الْفَرَّاءُ: الظَّلَفُ مِنَ الأَرض الَّذِي تَسْتَحِبّ الخيلُ العَدْوَ فِيهِ. وأَرض ظَلِفَةٌ بَيِّنَةُ الظَّلَف أَي غَلِيظَةٌ لَا تُؤَدِّي أَثراً وَلَا يَسْتَبِينُ عَلَيْهَا المَشي مِنْ لِينها. ابْنُ الأَعرابي: الظَّلَفُ مَا غلُظ مِنَ الأَرض وَاشْتَدَّ؛ وأَنشد لعَوْف بْنِ الأَحْوص:

أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَراء عِرْضِي،

كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُراع؟

قَالَ: هَذَا رَجُلٌ سَلَّ إِبِلًا فأَخَذ بِهَا فِي كُراع مِنَ الأَرض لِئَلَّا تَستبين آثَارُهَا فتُتَّبع، يَقُولُ: أَلم أَمنعهم أَن يُؤَثِّرُوا فِيهَا؟ والوَسِيقَةُ: الطَّريدة، وَقَوْلُهُ ظُلِفَ أَي أُخذ بِهَا فِي ظَلَف مِنَ الأَرض كَيْ لَا يُقْتَصَّ أَثرها، وَسَارَ والإِبلَ يَحملها عَلَى أَرض صُلبة لِئَلَّا يُرى أَثرها، والكُراع مِنَ الحَرَّة: مَا اسْتَطَالَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ الْفَرَّاءُ الظَّلَفَ مَا لَانَ مِنَ الأَرض، وَجَعَلَهُ ابْنُ الأَعرابي مَا غلُظ مِنَ الأَرض، وَالْقَوْلُ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي: الظَّلَفُ مِنَ الأَرض مَا صَلُب فَلَمْ يُؤدّ أَثراً وَلَا وُعُوثة فِيهَا، فَيَشْتَدُّ عَلَى الْمَاشِي الْمَشْيُ فِيهَا، وَلَا رَمْلَ فَترْمَض فِيهَا النَّعَمُ، وَلَا حِجَارَةَ فَتَحْتفِي فِيهَا، وَلَكِنَّهَا صُلْبة التُّرْبَةِ لَا تُؤَدِّي أَثراً. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الظَّلِفَة الأَرض الَّتِي لَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا أَثر، وَهِيَ قُفّ غَلِيظٌ، وهي الظلف؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الحكَم يَصِفُ جَارِيَةً:

تَشْكو، إِذَا مَا مَشَتْ بالدِّعْصِ، أَخْمَصَها،

كأَنّ ظَهْر النَّقا قُفٌّ لَهَا ظَلَفُ

الْفَرَّاءُ: أَرض ظَلِفٌ وظَلِفة إِذَا كَانَتْ لَا تُؤَدِّي أَثراً كأَنها تَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ. والأُظْلُوفَة مِنَ الأَرض: القِطْعة الحَزْنة الخَشِنة، وَهِيَ الأَظَالِيف. وَمَكَانٌ ظَلِيف: حَزْن خَشن. والظَّلْفَاء: صَفاة قَدِ اسْتَوَتْ فِي الأَرض، مَمْدُودَةٌ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: مَرَّ عَلَى رَاعٍ فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ الظَّلَف مِنَ الأَرض لَا تُرَمِّضْها

؛ هُوَ، بِفَتْحِ الظَّاءِ وَاللَّامِ، الْغَلِيظُ الصُّلْبُ مِنَ الأَرض مِمَّا لَا يَبِينُ فِيهِ أَثر، وَقِيلَ: اللَّيِّن مِنْهَا مِمَّا لَا رَمْلَ فِيهِ وَلَا حِجَارَةَ، أَمره أَن يَرْعَاهَا فِي الأَرض الَّتِي هَذِهِ صِفَتُهَا لِئَلَّا تَرْمَض بحرِّ الرَّمْلِ وخُشُونة الْحِجَارَةِ فَتَتْلَفَ أَظلافها، لأَن الشَّاءَ إِذا رُعِيَت فِي الدِّهاس وحَميت الشمس عليه أَرْمَضَتها، وَالصَّيَّادُ فِي الْبَادِيَةِ يَلبَس مِسْماتَيْه وَهُمَا جَوْرَباه فِي الهاجِرة الْحَارَّةِ فيُثير الوحْش عَنْ كُنُسها، فَإِذَا مَشَتْ فِي الرّمْضاء تَسَاقَطَتْ أَظْلافُها. ابْنُ سِيدَهْ: الظَّلَفُ والظَّلِفُ مِنَ الأَرض الغَليظ الَّذِي لَا يُؤَدِّي أَثراً. وَقَدْ ظَلِفَ

ص: 230

ظَلَفاً وظَلَفَ أَثره يَظْلُفُه ويَظْلِفُه ظَلْفاً وأَظْلَفَهُ إِذَا مَشَى فِي الحُزونة حَتَّى لَا يُرى أَثره فِيهَا، وأَنشد بَيْتُ عَوْفِ بْنِ الأَحوص. والظَّلَف: الشِّدَّةُ والغِلَظُ فِي المَعيشة مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ

سَعْدٍ: كَانَ يُصِيبنا ظَلَفُ الْعَيْشِ بِمَكَّةَ

أَي بؤسُه وشدَّته وخُشونته مِنْ ظَلَفِ الأَرضِ. وَفِي حَدِيثِ

مُصْعَبِ بْنِ عُمير: لَمَّا هَاجَرَ أَصابه ظَلَف شَدِيدٌ.

وأَرض ظَلِفَة بيِّنة الظلَف: نَاتِئَةٌ لَا تُبين أَثراً. وظَلَفَهُم يَظْلِفُهم ظلْفاً: اتَّبع أَثرهم. وَمَكَانٌ ظَلِيف: خَشِنٌ فِيهِ رَمْلٌ كَثِيرٌ. والأُظْلُوفَة: أَرض صُلْبة حَدِيدَةُ الْحِجَارَةِ عَلَى خِلقة الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ أَظَالِيف؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

لَمَح الصُّقُورِ عَلَتْ فَوْقَ الأَظَالِيفِ «4»

وأَظْلَفَ القومُ: وَقَعُوا فِي الظَّلَف أَو الأُظْلُوفةِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الصُّلْبُ. وشرٌّ ظَلِيف أَي شَدِيدٌ. وظَلَفَه عَنِ الأَمر يَظْلِفُه ظَلْفاً: مَنَعَهُ؛ وأَنشد بَيْتُ عَوْفِ بْنِ الأَحوص:

أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَراءِ عِرْضي،

كَمَا ظُلِفَ الوسيقةُ بِالْكُرَاعِ؟

وظَلَفَه ظلْفاً: مَنَعَهُ عَمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ. وظَلَفَ نفسَه عن الشي: مَنَعَهَا عَنْ هَوَاهَا، وَرَجُلٌ ظَلِفُ النفْس وظَلِيفُها مِنْ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: ظَلَفَ نفسَه عَنِ الشَّيْءِ يَظْلِفُها ظَلفاً أَي مَنَعَهَا مِنْ أَن تَفْعَلَهُ أَو تأْتيه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَقَدْ أَظْلِفُ النفْسَ عَنْ مَطْعَمٍ،

إِذَا مَا تهافَتَ ذِبَّانُه

وظَلِفَتْ نَفْسِي عَنْ كَذَا، بِالْكَسْرِ، تَظْلَف ظلَفاً أَي كَفّت. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: ظلَف الزُّهْدُ شَهَواتِه

أَي كفَّها وَمَنَعَهَا. وامرأَة ظَلِفَة النفْس أَي عَزِيزَةٌ عِنْدَ نَفْسِهَا. وَفِي النَّوَادِرِ: أَظْلَفتُ فُلَانًا عَنْ كَذَا وَكَذَا وظَلَّفْته وشَذَّيْته وأَشْذَيْتُه إِذَا أَبْعَدْته عَنْهُ؛ وكلُّ مَا عَسُر عَلَيْكَ مطلَبُه ظَلِيف. وَيُقَالُ: أَقامَه اللَّهُ عَلَى الظَّلَفَات أَي عَلَى الشِّدَّةِ والضِّيق؛ وَقَالَ طُفَيل:

هُنالِكَ يَرْويها ضَعِيفي وَلَمْ أُقِمْ،

عَلَى الظَّلَفات، مُقْفَعِلَّ الأَنامِل

والظَلِيفُ: الذَّليل السيِء الْحَالِ فِي مَعِيشته، وَيُقَالُ: ذهَب بِهِ مَجّاناً وظَلِيفاً إِذَا أَخذه بِغَيْرِ ثَمَنٍ، وَقِيلَ: ذَهَبَ بِهِ ظَلِيفاً أَي بَاطِلًا بِغَيْرِ حَقٍّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَيأْكُلُها ابنُ وعْلةَ فِي ظَلِيفٍ،

ويأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنا سِنانِ؟

أَي يأْكلها بِغَيْرِ ثَمَنٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

فقلتُ: كلُوها فِي ظَلِيفٍ، فَعَمُّكمْ

هُوَ اليومَ أَوْلى منكمُ بالتَّكَسُّبِ

وذهَب دمُه ظَلْفاً وظَلَفاً وظَلِيفاً، بِالظَّاءِ وَالطَّاءِ جَمِيعًا، أَي هدَراً لَمْ يُثأَر بِهِ. وَقِيلَ: كلُّ هَيِّن ظَلَفٌ. وأَخَذ الشَّيْءُ بظَلِيفته «5» وظَلِفَته أَي بأَصله وَجَمِيعِهِ وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا. والظِّلْفُ: الحاجةُ. والظِّلْف: المُتابَعةُ فِي الشيء.

(4). قوله [لمح الصقور] كذا في الأَصل بتقديم اللام وتقدم للمؤلف في مادة ملح ما نصه: مَلْحُ الصُّقُورِ تَحْتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ قُلْتُ لِلْأَصْمَعِيِّ: أَتَرَاهُ مَقْلُوبًا مِنَ اللَّمْحِ؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا يُقَالُ لَمَحَ الْكَوْكَبُ وَلَا يُقَالُ مَلَحَ فَلَوْ كَانَ مَقْلُوبًا لَجَازَ أَنْ يقال ملح.

(5)

. قوله [بظليفته إلخ] كذا في الأصل مضبوطاً، وعبارة القاموس: وأخذه بظَلِيفه وظَلَفه محركة.

ص: 231