الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دُونَ الْكَسْرِ لِمَكَانِ الْيَاءِ وَهُوَ لِلِاسْتِفْهَامِ عَنِ الأَحوال، وَقَدْ يَقَعُ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ، وَإِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهِ مَا صَحَّ أَن يُجَازِيَ بِهِ تَقُولُ: كَيْفَما تَفْعَلْ أَفْعَلْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْمَكَانِ لَا يُجَازَى بكَيْفَ وَلَا بكَيْفَمَا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ، وَمِنَ الْكُوفِيِّينَ مَنْ يُجازي بكَيْفَمَا.
فصل اللام
لَأَفَ: التَّهْذِيبُ: ابْنُ السِّكِّيتِ فُلَانٌ يَلْأَفُ الطَّعَامَ لَأْفاً إِذَا أَكله أَكلًا جَيِّدًا.
لجف: اللَّجَفُ مِثْلُ البُعْثُط: وَهُوَ سُرَّةُ الْوَادِي. واللَّجَفُ: النَّاحِيَةُ مِنَ الْحَوْضِ أَو الْبِئْرِ يأْكله الْمَاءُ فَيَصِيرُ كالكَهْف؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:
مُتَبَهِّرات بالسِّجالِ مِلاؤُها
…
يَخْرُجْن مِنْ لَجَفٍ لَهَا مُتَلَقَّمِ
وَالْجَمْعُ أَلْجَاف. واللَّجْفُ: الحَفْرُ فِي أَصل الكِناس، وَقِيلَ: فِي جَنْبِ الكِناس وَنَحْوِهِ، وَالِاسْمُ اللَّجَفُ. والمُلَجِّف: الَّذِي يَحْفِر فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْبِئْرِ. والتَّلَجُّف: التحفُّر فِي نَوَاحِي الْبِئْرِ. ولَجَّفْت الْبِئْرَ تَلْجِيفاً: حَفَرْتُ فِي جَوَانِبِهَا. وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: أَنه حَفَر حَفِيرة فَلَجَّفَها
أَي حفَر فِي جَوَانِبِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا:
بِسَلْهَبَيْنِ فَوْق أَنْفٍ أَدْلَفا،
…
إِذَا انْتَحَى مُعْتَقِماً أَو لَجَّفَا
قَوْلُهُ بِسَلْهَبَيْنِ أَي بقرْنين طَوِيلَيْنِ. وَيُقَالُ: بِئْرُ فُلَانٍ مُتَلَجِّفَة؛ وأَنشد:
لَوْ أَنَّ سَلْمَى ورَدَتْ ذَا أَلجَافْ،
…
لقَصَّرَت ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ
ابْنُ شُمَيْلٍ: أَلْجَافُ الرَّكيّة مَا أَكل الْمَاءُ مِنْ نَوَاحِي أَصلها، وَإِنْ لَمْ يأْكلها وَكَانَتْ مُسْتَوِيَةَ الأَسفل فَلَيْسَتْ بلَجف. وَقَالَ يُونُسُ: لَجَف، ويقال: اللَّجَف مَا حَفَر الماءُ مِنْ أَعلى الرَّكِيَّةِ وأَسفلها فَصَارَ مِثْلَ الْغَارِ. الْجَوْهَرِيُّ: اللَّجَف حَفْر فِي جَانِبِ الْبِئْرِ. ولَجِفَتِ الْبِئْرُ لَجَفاً، وَهِيَ لَجْفَاء، وتَلَجَّفَت، كِلَاهُمَا: تَحفَّرت وأُكلت مِنْ أَعلاها وأَسفلها؛ وقد اسعتير ذَلِكَ فِي الجُرح كَقَوْلِ عِذَارُ بْنُ دُرة الطَّائِيُّ:
يَحُجُّ مأْمُومةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ،
…
فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغاريدِ
وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأَصمعي: تَلجَّفَت الْبِئْرُ أَي انْخسفتْ؛ وَبِئْرُ فُلَانٍ مُتَلَجِّفَة. واللَّجَفُ: مَلْجأُ السَّيْلِ وَهُوَ مَحْبِسُه. واللِّجَافُ: مَا أَشْرَفَ عَلَى الْغَارِ مِنْ صَخْرٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ ناتٍ مِنَ الْجَبَلِ، وَرُبَّمَا جَعَلَ ذَلِكَ فَوْقَ الْبَابِ. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّجَفَةُ الْغَارِ فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ لَجَفَات، قَالَ: وَلَا أَعلمه كُسِّر. ولَجَّفَ الشيءَ: وسَّعه مِنْ جَوَانِبِهِ. والتَّلْجِيفُ: إِدْخَالُ الذَّكَرِ فِي جَوَانِبِ الْفَرْجِ؛ قَالَ البَوْلانيُّ:
فاعْتَكَلا وأَيُّما اعْتِكالِ،
…
ولُجِّفَت بمِدسَرٍ مُخْتالِ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه ذَكَرَ الدَّجَّالَ وَفِتْنَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، فَانْتَحَبَ الْقَوْمُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصواتهم فأَخذ بلَجَفَتَي الْبَابِ فَقَالَ مَهْيَمْ
؛ لَجَفَتَا الْبَابِ عِضادتاه وَجَانِبَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ لجَوانب الْبِئْرِ أَلْجَاف جَمْعُ لَجَف، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالْبَاءِ، قَالَ: وَهُوَ وهَمٌ. واللَّجِيفُ مِنَ السِّهام: الْعَرِيضُ؛ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي بِاللَّامِ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ النجِيف وَقَدْ
رَوَى اللَّخيف
، وَهُوَ قَوْلُ السُّكَّرِيِّ، وسيأْتي ذِكْرُهُ.
وَفِي التَّهْذِيبُ: اللَّجِيفُ مِنَ السِّهَامِ الَّذِي نَصْله عَرِيضٌ، شَكَّ أَبو عُبَيْدٍ فِي اللَّجِيفِ. قَالَ الأَزهري: وَحَقٌّ لَهُ أَن يَشُكَّ فِيهِ لأَن الصَّوَابَ النَّجِيفُ، وَهُوَ مِنَ السِّهَامِ الْعَرِيضِ النَّصْلِ، وَجَمْعُهُ نُجُفٌ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ اسْمُ فَرَسِهِ، صلى الله عليه وسلم، اللَّجِيف.
قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْجِيمِ، فَإِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنَ السُّرْعَةِ ولأَن اللَّجِيف سهم عريض النصل.
لحف: اللِّحَاف والمِلْحَفُ والمِلْحَفَة: اللِّباس الَّذِي فَوْقَ سَائِرِ اللِّبَاسِ مِنْ دِثار الْبَرْدِ وَنَحْوِهِ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ تغطَّيت بِهِ فَقَدِ الْتَحَفْتُ بِهِ. واللِّحَاف: اسْمُ مَا يُلْتَحف بِهِ.
وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، لَا يُصَلِّي فِي شُعُرِنا وَلَا فِي لُحُفِنَا
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللِّحَاف كلُّ مَا تغطَّيت بِهِ. ولَحَفْت الرَّجل أَلْحَفُه إِذَا فعلْت بِهِ ذَلِكَ يَعْنِي إِذَا غطَّيته؛ وَقَوْلُ طرَفة:
ثُمَّ راحُوا عَبِقَ المِسْكُ بِهِمْ،
…
يَلْحَفُون الأَرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ
أَي يُغَطُّونها ويُلْبِسونها هدّابَ أُزُرهم إِذَا جرُّوها فِي الأَرض. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِذَلِكَ الثَّوْبُ لِحَاف ومِلْحَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَمَا يُقَالُ إِزَارٌ ومِئْزَر وقِرام ومِقْرَم، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ مِلْحَفَة ومِقْرمة وَسَوَاءٌ كَانَ الثَّوْبُ سِمْطاً أَو مُبَطَّناً، وَيُقَالُ لَهُ لِحَاف. ولَحَفَه لِحَافاً: أَلبسه إِيَّاهُ. وأَلْحَفَه إِيَّاهُ: جَعَلَهُ لَهُ لِحَافًا. وأَلْحَفَه: اشْتَرَى لَهُ لِحافا؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ولَحَفْتُ لِحَافاً وَهُوَ جَعْلُكَهُ. وتَلَحَّفْتُ لِحَافاً إِذَا اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْتَحَفْتُ؛ وأَنشد لطَرَفة:
يَلْحَفُونَ الأَرض هُدَّابَ الأُزر
أَي يَجُرُّونَهَا عَلَى الأَرض، وَرُوِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ لَحَفْتُه وأَلْحَفْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ أَيضاً. وأَلْحَفَ الرجلُ ولَحَّفَ إِذَا جَرَّ إِزَارَهُ عَلَى الأَرض خُيَلاءً وبطَراً، وأَنشد بيت طرفة أَيضاً. والمِلْحَفَة عِنْدَ الْعَرَبِ هِيَ المُلاءة السِّمْط، فَإِذَا بُطِّنت بِبِطَانَةٍ أَو حُشيت فَهِيَ عِنْدَ الْعَوَامِّ مِلْحَفَة، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: المِلْحَفَة وَاحِدَةُ المَلاحِف. وتَلَحَّفَ بالمِلْحَفَة واللِّحَاف والْتَحَفَ ولَحَفَ بِهِمَا: تغطَّى بِهِمَا، لُغيّة، وَإِنَّهَا لحَسَنة اللِّحْفَة مِنَ الالْتِحَاف. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فُلَانٌ حسَن اللِّحْفَة وَهِيَ الْحَالَةُ الَّتِي تَتَلَحَّفُ بِهَا. واللَّحْفُ: تغْطِيتُك الشَّيْءَ بِاللِّحَافِ؛ قَالَ الأَزهري: أَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنِ الحرَّاني عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَنه أَنشده لجرير:
كَمْ قَدْ نَزَلْتُ بِكُمْ ضَيْفاً فتَلْحَفُنِي
…
فَضْلَ اللِّحَاف، ونِعم الفَضْلُ يُلْتَحَفُ
قَالَ: أَراد أَعطيتني فضْل عَطَائِكَ وَجُودِكَ. وَقَدْ لَحَفَه فضلَ لِحَافَه إِذَا أَناله مَعْرُوفَهُ وفَضْلَه وزَوَّده. التَّهْذِيبُ: وأَلْحَفَ الرجلُ ضَيْفَهُ إِذَا آثَره بفِراشه وَلِحَافِهِ فِي الحَلِيت، وَهُوَ الثَّلج الدَّائِمُ والأَرِيزُ الْبَارِدُ. ولاحَفْت الرَّجُلَ مُلاحَفة: كانَفْته. والإِلْحَاف: شِدَّةُ الإِلْحاح فِي المسأَلة. وَفِي التَّنْزِيلِ: لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً
؛ وَقَدْ أَلْحَفَ عَلَيْهِ؛ وَيُقَالُ:
وَلَيْسَ للمُلحِفِ مِثْلُ الرَّدّ
وأَلْحَفَ السائلُ: أَلَحَّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ بَشَّارِ بْنِ بُرْد:
الحُرُّ يُلْحى، والعَصا للعَبْدِ،
…
وَلَيْسَ لِلْمُلْحِفِ مِثْلُ الردِّ
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يُلْحِفُ شَارِبَهُ أَي يُبَالِغُ فِي قُصِّه.
التَّهْذِيبُ عَنِ الزَّجَّاجِ:
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: مَنْ سأَل وَلَهُ أَربعون دِرْهَمًا فَقَدْ أَلْحَفَ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
فَقَدْ سأَل النَّاسَ إِلْحَافاً
، قَالَ: وَمَعْنَى أَلْحَفَ أَي شَمِل بالمسأَلة وَهُوَ مُستغْن عَنْهَا. قَالَ: واللِّحَاف مِنْ هَذَا اشتقاقُه لأَنه يَشْمَلُ الإِنسان فِي التغْطية؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ لَا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً
أَي لَيْسَ مِنْهُمْ سُؤَالٌ فَيَكُونُ إِلْحَافٌ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
عَلَى لاحِبٍ لَا يُهْتَدى بمَناره
الْمَعْنَى لَيْسَ بِهِ مَنار فيُهْتَدى بِهِ. ولُحِفَ فِي مَالِهِ لَحْفةً «1» إِذَا ذَهَبَ مِنْهُ شَيْءٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ الخَصِيبي يَقُولُ: هُوَ أَفْلَسُ مِنْ ضارِبِ قِحْفِ اسْتِه وَمِنْ ضَارِبِ لِحْف اسْتِهِ، قَالَ: وَهُوَ شِقُّ الاسْت، وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لأَنه لَا يَجِدُ شَيْئًا يلبَسه فتقَع يَدُهُ عَلَى شُعَب اسْتِهِ. ولَحُفَ القمرُ إِذَا جَاوَزَ النِّصْفَ فنقَص ضوءُه عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ. ولِحَافٌ واللَّحِيف: فُرْسَانٌ لِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ اسْمُ فَرَسِهِ، صلى الله عليه وسلم، اللَّحِيف لِطُولِ ذَنَبِهِ
، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ، كأَنه يَلْحَفُ الأَرض بِذَنَبِهِ أَي يُغَطِّيها به.
لخف: اللَّخْف: الضرْب الشَّدِيدُ. لَخَفَه بِالْعَصَا لَخْفاً: ضرَبه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وَفِي الحَراكِيلِ نُحور جُزَّل،
…
لَخْفٌ كأَشْداقِ القِلاصِ الهُزَّل
ولَخَفَ عيْنَه: لطَمها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. واللِّخَاف: حِجَارَةٌ بِيضٌ عَرِيضَةٌ رِقَاقٌ، وَاحِدَتُهَا لَخْفَة. وَفِي حَدِيثِ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حِينَ أَمَره أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رضي الله عنهما، أَن يَجْمَعَ الْقُرْآنَ قَالَ: فجعلتُ أَتَتبَّعه مِنَ الرِّقَاعِ واللِّخَاف والعُسُب.
وَفِي حَدِيثِ
جَارِيَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه: فأَخذَت لِخَافَةً مِنْ حَجَرٍ فَذَبَحَتْهَا بِهَا.
وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ اسْمُ فَرَسِهِ، صلى الله عليه وسلم، اللَّخِيف
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَلِمَ يَتَحَقَّقْهُ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَرُوِيَ بِالْجِيمِ. واللَّخْفُ مِثْلُ الرَّخْفِ: وَهُوَ الزُّبْد الرَّقِيق. السُّلَمي: الوَخِيفةُ واللَّخِيفَةُ والخَزِيرة وَاحِدٌ.
لصف: لَصَفَ لونُه يَلْصِفُ لَصْفاً ولُصُوفاً ولَصِيفاً برَق وتلأْلأَ؛ وأَنشد لِابْنِ الرِّقاع:
مُجَلِّحة من بنات النّعامِ،
…
بَيْضَاءُ واضِحة تَلْصِفُ
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما: لَمَّا وفَد عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَقُرَيْشٌ إِلَى سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَن فأَذن لَهُمْ فَإِذَا هُوَ مُتَضَمّخٌ بِالْعَبِيرِ يَلْصِفُ وبيصُ الْمِسْكِ مِنَ مَفْرَقه
أَي يَبْرُق ويَتلألأ. واللَّاصِف: الإِثْمِد المُكتَحَل بِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه سُمِّيَ بِهِ مِنْ حَيْثُ وُصِف بالتَّأَلُّل وَهُوَ البرِيق. واللَّصْفُ واللَّصَفُ: شَيْءٌ يَنْبُتُ فِي أَصل الكَبَر رَطْب كأَنه خِيار، قَالَ الأَزهري: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وأَما ثَمَرُ الكَبَر فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّيهِ الشَّفَلَّح إِذَا انْشَقَّ وتفتَّح كالبُرعُومة، وَقِيلَ: اللَّصَف الكبَر نفسُه، وَقِيلَ: هُوَ ثَمَرَةٌ حَشِيشَةٌ تُطبخ وَتُوضَعُ فِي الْمَرَقَةِ فتُمْرِئها ويُصْطَبَغ بعُصارتها، وَاحِدَتُهَا لَصْفَةٌ ولَصَفَةٌ، قَالَ: والأَعرف فِي جَمِيعِ ذَلِكَ فَتْحُ الصاد، وإنما
(1). قوله [لَحْفَة] كذا ضبطت اللام في الأصل بالفتح وفي القاموس بالضم.
الإِسكان عَنْ كُرَاعٍ وَحْدَهُ، فلَصْفٌ عَلَى قَوْلِهِ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. اللَّيْثُ: اللَّصَف لُغَةٌ فِي الأَصَف، وَهِيَ ثَمَرَةُ شَجَرَةٍ تُجْعَلُ فِي المَرق وَلَهُ عُصَارَةٌ يُصْطَبَغُ بِهِ يُمرئ الطَّعَامَ وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ الثَّمَرِ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَوْثِ. ولَصَفَ البعيرُ، مُخَفَّفٌ: أَكَلَ اللَصَفَ. ولَصَافٌ ولَصَافِ مِثْلَ قطامِ: مَوْضِعٌ مِنْ مَنَازِلِ بَنِي تَمِيمٍ، وَقِيلَ: أَرض لِبَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ أَبو المُهَوِّس الأَسَدِي:
قَدْ كُنْتُ أَحسَبُكم أُسُودَ خَفِيّةٍ،
…
فَإِذَا لَصَافِ تَبيضُ فِيهِ الحُمَّرُ
وَإِذَا تَسُرُّكَ مِنْ تميمٍ خَصْلةٌ،
…
فلمَا يسُوءُك مِنْ تميمٍ أَكْثرُ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يُعربه وَيُجْرِيهِ مَجْرَى مَا لَا يَنْصَرِفُ مِنَ الأَسماء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهَدُهُ:
نَحْنُ ورَدْنا حاضِري لَصَافا،
…
بسَلَفٍ يَلْتَهِم الأَسلافا
ولَصَاف وثَبْرَةُ: ماءَان بِنَاحِيَةِ الشَّواجِن فِي دِيَارِ ضَبّة بْنِ أُدّ؛ وإيَّاها أَراد النَّابِغَةُ بِقَوْلِهِ:
بمُصْطَحِباتٍ مِنْ لَصافِ وثَبْرَةٍ
…
يَزُرْنَ أَلَالًا، سَيْرُهنَّ التَّدافُعُ
لطف: اللَّطِيف: صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَاسْمٌ مِنْ أَسمائه، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ
، وَفِيهِ: وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ*
؛ وَمَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، الرَّفِيقُ بِعِبَادِهِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: اللَّطِيف الَّذِي يُوصِلُ إِلَيْكَ أَربك فِي رِفْق، واللُّطفُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى: التَّوْفِيقُ والعِصمة، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: اللَّطِيف هُوَ الَّذِي اجْتَمَعَ لَهُ الرِّفق فِي الْفِعْلِ والعلمُ بِدَقَائِقَ الْمَصَالِحِ وَإِيصَالُهَا إِلَى مَنْ قَدَّرَهَا لَهُ مِنْ خَلْقِهِ. يُقَالُ: لَطَفَ بِهِ وَلَهُ، بِالْفَتْحِ، يَلْطُفُ لُطْفاً إِذَا رَفَقَ بِهِ. فأَما لَطُفَ، بِالضَّمِّ، يَلْطُفُ فَمَعْنَاهُ صغُر ودقَّ. ابْنُ الأَعرابي: لَطف فُلَانٌ يَلْطُفُ إِذَا رَفَق لُطْفاً، وَيُقَالُ: لَطَفَ اللَّهُ لَكَ أَي أَوْصَل إِلَيْكَ مَا تُحِب برِفْق. وفي حَدِيثِ الإِفك:
وَلَا أَرَى مِنْهُ اللُّطف الَّذِي كُنْتُ أَعرفه
أَي الرِّفق وَالْبِرَّ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ اللَّامِ وَالطَّاءِ، لُغَةٌ فِيهِ. واللُّطْف واللَّطَف: الْبِرُّ والتَّكْرمة والتحَفِّي. لَطف بِهِ لُطْفاً ولَطافة وأَلْطَفَهُ وأَلْطَفْتُهُ: أَتحَفْته. وأَلْطَفَه بِكَذَا أَي بَرَّه بِهِ، وَالِاسْمُ اللَّطَفُ، بِالتَّحْرِيكِ. يُقَالُ: جَاءَتْنَا لَطَفَةٌ مِنْ فُلَانٍ أَي هَدية. وَهَؤُلَاءِ لَطَفُ فُلَانٍ أَي أَصحابه وأَهله الَّذِينَ يُلطفونه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وَلَا لَطَفٌ يَبْكي عَلَيْكَ نَصيح
حَمَلَ الْوَصْفَ عَلَى اللَّفْظِ لأَن لَفْظَ لَطَفٍ لَفْظُ الْوَاحِدِ، فَلِذَلِكَ سَاغَ لَهُ وَصْفُ الْجَمْعِ بِالْوَاحِدِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي بلَطَفٍ وَاحِدٌ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ اللَّطَف مَصْدَرًا فَيَكُونُ مَعْنَاهُ وَلَا ذُو لَطَف، وَالِاسْمُ اللُّطف. وَهُوَ لَطِيف بالأَمر أَي رَفِيق، وَقَدْ لَطَف بِهِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الصَّبْغاء: فاجْمَعْ لَهُ الأَحِبّة الأَلَاطِف
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ الأَلْطَفِ، أَفعل مِنَ اللُّطف الرِّفْق، قَالَ: وَيُرْوَى الأَظالف، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ. واللَّطِيفُ مِنَ الأَجْرام وَالْكَلَامِ: مَا لَا خَفاء فِيهِ، وَقَدْ لَطُفَ لَطَافَة، بِالضَّمِّ، أَي صغُر، فَهُوَ لَطِيف. وَجَارِيَةٌ لَطِيفَة الخَصْر إِذَا كَانَتْ ضَامِرَةَ الْبَطْنِ. واللَّطِيفُ مِنَ الْكَلَامِ: مَا غَمُض مَعْنَاهُ وخَفي. واللُّطْف فِي الْعَمَلِ: الرِّفْقُ فِيهِ. ولَطُف الشيءُ يَلْطُف: صَغُرَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
وهمْ سبعة كعَوالي الرِّماحِ،
…
بِيضُ الوُجوهِ لِطَافُ الأُزُرْ
إِنَّمَا عَنَى أَنهم خِماص الْبُطُونِ لِطَافُ مواضِع الأُزر؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
ولَلَّهُ أَدْنَى مِن وَرِيدي وأَلْطَفُ
إِنَّمَا يُرِيدُ وأَلطف اتِّصالًا. ولَطُفَ عَنْهُ: كصغُر عَنْهُ. وأَلْطَفَ الرجلُ البعيرَ وأَلْطَفَ لَهُ أَدخل قَضِيبَهُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يهتدِ لِمَوْضِعِ الضِّراب. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْجَمَلِ إِذَا لَمْ يَسْتَرْشِد لطَروقته فأَدخل الرَّاعي قَضِيبَهُ فِي حَيَائِهَا: قَدْ أَخْلطه إخْلاطاً وأَلْطَفَه إلْطَافاً، وَهُوَ يُخْلِطه ويُلطِفه. واسْتخْلط الْجَمَلُ واسْتَلْطَفَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ تِلقاء نَفْسِهِ وأَدخله فيها بنفسه، وأَخلطه غَيْرَهُ. أَبو صاعِد الكِلابيّ: يُقَالُ أَلْطَفْتُ الشيءَ بِجَنْبِي واسْتَلْطَفْتُه إِذَا أَلصقته وَهُوَ ضِدٌّ جَافَيْتُهُ عَنِّي؛ وأَنشد:
سَرَيْتُ بِهَا مُسْتَلْطِفاً، دونَ ريْطَتي
…
ودُونَ رِدائي الجَرْدِ، ذَا شُطَبٍ عَضْبا
والتَّلَطُّفُ للأَمر: الترفُّق لَهُ، وأُمٌّ لَطِيفَة بِوَلَدِهَا تُلْطِفُ إِلطَافاً. واللَّطَفُ أَيضاً مِنْ طُرَف التُّحَف: مَا أَلطَفْتُ بِهِ أَخاك ليَعْرِفَ بِهِ بِرَّك. والمُلاطَفَةُ: المُبارَّة. وأَبو لَطِيف: مِنْ كُناهم؛ قَالَ عُمارة بْنُ أَبي طَرفة:
فَصِلْ جَناحي بأَبي لَطِيف
لعف: قَالَ الأَزهري: أَهملها اللَّيْثُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ وَلَمْ أَجده لِغَيْرِهِ: تَلَعَّفَ الأَسدُ وَالْبَعِيرُ إِذَا نظَر ثُمَّ أَغضى ثُمَّ نَظَرَ، قَالَ: وَإِنْ وُجِدَ شَاهِدٌ لِمَا قاله فهو صحيح.
لغف: لَغِفَ مَا فِي الإِناء لَغْفاً: لَعِقَه. ولَغَفَ الرجلُ والأَسد لَغْفاً وأَلْغَفَ: حدَّد نَظَرَهُ، وَفِي النَّوَادِرِ: أَلْغَفْتُ فِي السيْر وأَوْغَفْت فِيهِ. وتَلَغَّفْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَسرعت أَكله بِكَفِّكَ مِنْ غَيْرِ مضْغ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ قَطَاةً:
لَهَا مِلْغَفَانِ إِذَا أَوْغَفا،
…
يَحُثَّان جُؤْجُؤَها بالوَحى
يَعْنِي جَنَاحَيْهَا. ولَغِفْتُ الإِناء لَغْفاً ولَغَفْتُه لَغْفاً: لَعِقْته. أَبو الْهَيْثَمِ: اللَّغِيف خاصّةُ الرَّجُلِ مأْخوذ مِنَ اللَّغْف. يُقَالُ: لَغِفْتُ الإِدامَ أَي لَقِمْتُه؛ وأَنشد:
يُلْصِقُ باللِّينِ ويَلْغَفُ الأُدُمْ
ولَغَفَ وأَلْغَفَ: جارَ. وأَلْغَفَ بِعَيْنِهِ: لَحَظ، وَعَلَى الرَّجُلِ: أَكثر مِنَ الْكَلَامِ الْقَبِيحِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
كأَنَّ عَيْنَيه إِذَا مَا لَغَّفَا
وَيُرْوَى: أَلْغَفَا. ولَاغَفَ الرجلَ: صادَقه. واللَّغِيفُ: الصَّدِيق، وَالْجَمْعُ لُغَفَاء. واللَّغِيف أَيضاً: الَّذِي يأْكل مَعَ اللُّصوص، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، زَادَ غَيْرُهُ: وَيَشْرَبُ مَعَهُمْ. وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُمْ وَلَا يَسْرِقُ مَعَهُمْ. يُقَالُ: فِي بَنِي فُلَانٍ لُغَفَاء. واللَّغِيف أَيضاً: الَّذِي يَسْرِقُ اللُّغَةَ مِنَ الْكُتُبِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فُلَانٌ لَغِيفُ فُلَانٍ وخُلْصانه ودُخْلُلهُ، وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: دَلَغْت الطَّعَامَ وذَلَغْته أَي أَكلته، وَمِثْلُهُ اللَّغْف.
لفف: اللَّفَف: كثرةُ لَحْمِ الفَخذين، وَهُوَ فِي النِّسَاءِ نَعْتٌ، وَفِي الرِّجَالِ عَيْبٌ. لَفَّ لَفّاً ولَفَفاً، وَهُوَ
أَلَفُّ. وَرَجُلٌ أَلَفُّ: ثَقِيلٌ. ولَفَّ الشَّيْءَ يَلُفُّه لَفّاً: جَمَعُهُ، وَقَدِ الْتَفَّ، وجمعٌ لَفِيفٌ: مُجْتَمِعٌ مُلتَفٌّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جؤيَّة:
فالدَّهْر لَا يَبْقى عَلَى حَدَثانِه
…
أَنَسٌ لَفِيفٌ، ذُو طَرائفَ، حَوْشَبُ
واللُّفُوف: الْجَمَاعَاتُ؛ قَالَ أَبو قِلَابَةَ:
إذْ عارَتِ النَّبْلُ والْتَفُّوا اللُّفُوف، وإذْ
…
سَلُّوا السيوفَ عُراةً بَعْدَ أَشْجانِ
وَرَجُلٌ أَلَفُّ: مَقْرون الْحَاجِبَيْنِ. وامرأَة لَفَّاء: مُلْتَفَّةُ الْفَخْذَيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ضَخْمَةُ الْفَخْذَيْنِ مُكْتَنِزَةٌ؛ وَفَخْذَانِ لَفَّاوَان؛ قَالَ الحكَم الخُضْري:
تَساهَم ثَوْباها، فَفِي الدِّرْعِ رَأْدةٌ،
…
وَفِي المِرْطِ لَفَّاوَانِ، رِدْفُهما عَبْلُ
قَوْلُهُ تَساهم أَي تَقارع. وَفِي حَدِيثِ
أَبي المَوالي: إِنِّي لأَسمع بَيْنَ فَخِذَيها مِنْ لَفَفِها مِثْلَ قَشِيشِ الحَرابش
؛ اللَّفُّ واللَّفَفُ: تَداني الْفَخْذَيْنِ مِنَ السِّمَن. وَجَاءَ الْقَوْمُ بلَفِّهم ولَفَّتِهِم ولَفِيفِهم أَي بِجَمَاعَتِهِمْ وأَخلاطهم، وَجَاءَ لِفُّهم ولَفُّهم ولَفِيفُهم كَذَلِكَ. واللَّفِيفُ: الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى لَيْسَ أَصلهم واحداً. وجاؤوا أَلفافاً أَي لَفِيفاً. وَيُقَالُ: كَانَ بَنُو فُلَانٍ لَفّاً وَبَنُو فُلَانٍ لِقَوْمٍ آخَرين لَفّاً إِذَا تَحَزَّبُوا حِزْبين. وقولهم: جاؤوا ومَن لَفَّ لَفَّهم [لِفَّهم] أَي ومَن عُدَّ فِيهِمْ وتأَشَّب إِلَيْهِمْ. ابْنُ سِيدَهْ: جَاءَ بَنُو فُلَانٍ ومَن لَفَّ لَفَّهم ولِفَّهم وَإِنْ شِئْتَ رفَعت «2» ، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي: وَمَنْ أَخذ إخْذهم وأَخْذهم. واللَّفِيفُ: مَا اجْتَمَعَ مِنَ النَّاسِ مِنْ قبائلَ شتَّى. أَبو عَمْرٍو: اللَّفِيف الْجَمْعُ الْعَظِيمُ مِنْ أَخْلاط شتَّى فِيهِمُ الشَّرِيفُ والدَنيء وَالْمُطِيعُ وَالْعَاصِي وَالْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ. قَالَ اللَّهُ عز وجل: جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً
، أَي أَتينا بِكُمْ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي مُجْتَمِعِينَ مُخْتَلِطِينَ. يُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا اخْتَلَطُوا: لَفٌّ ولَفِيفٌ. واللِّفّ: الصِّنف مِنَ النَّاسِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وَفِي حَدِيثِ
نَابِلٍ: قَالَ سافرتُ مَعَ مَوْلَايَ عُثْمَانَ وَعُمَرَ، رضي الله عنهما، فِي حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ فَكَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ وَابْنِ عُمَرُ، رضي الله عنهم، لِفّاً، وَكُنْتُ أَنا وَابْنُ الزُّبَيْرِ فِي شَبَبة مَعَنَا لِفّاً، فَكُنَّا نَتَرَامَى بِالْحَنْظَلِ فَمَا يَزِيدُنَا عُمَرُ عَنْ أَن يَقُولَ كَذَاكَ لَا تَذْعَرُوا عَلَيْنَا
؛ اللِّفُّ: الحِزْب وَالطَّائِفَةُ مِنَ الالْتِفَاف، وَجَمْعُهُ أَلْفَاف؛ يَقُولُ: حسْبُكم لَا تُنَفِّرُوا عَلَيْنَا إِبِلَنَا. والْتَفَّ الشَّيْءُ: تَجَمَّعَ وتكاثَف. الْجَوْهَرِيُّ: لَفَفْتُ الشَّيْءَ لَفّاً ولَفَّفْتُه، شُدّد لِلْمُبَالَغَةِ، ولَفَّه حَقَّهُ أَي مَنَعَهُ. وَفُلَانٌ لَفِيف فُلَانٍ أَي صَديقه. وَمَكَانٌ أَلَفَّ: مُلْتَفٌّ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤيَّة:
ومُقامِهنّ، إِذَا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ
…
ضَيْقٍ أَلَفَّ، وصَدَّهنَّ الأَخْشَبُ
واللَّفِيف: الْكَثِيرُ مِنَ الشَّجَرِ. وَجَنَّةٌ لَفَّة ولَفٌّ: مُلْتَفَّةٌ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: لَمْ نَسْمَعْ شَجَرَةً لَفَّة لَكِنْ وَاحِدَتُهَا لَفَّاء، وَجَمْعُهَا لُفٌّ، وَجَمْعُ لِفٍّ أَلْفَاف مِثْلُ عِدّ وأَعْداد. والأَلْفَاف: الأَشجار يَلْتَفُّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وجنَّاتٌ أَلْفَاف، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً
؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَلْفَاف جَمْعَ لُفٍّ فَيَكُونَ جَمْعُ الْجَمْعِ، قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: وَهُوَ جَمْعُ لَفِيف كنَصِير وأَنصار. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً
أَي وَبَسَاتِينَ ملتفَّة. والْتِفَافُ النبْت: كَثْرَتُهُ. الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً
: واحدها لِفٌّ،
(2). قوله [رفعت] يريد ضممت اللام كما يفيده المجد.
بِالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ كُنَّا لِفّاً أَي مُجْتَمِعِينَ فِي مَوْضِعٍ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْتَفَّ الشَّجَرُ بِالْمَكَانِ كَثُرَ وَتَضَايَقَ، وَهِيَ حَدِيقَةٌ لَفَّةٌ وَشَجَرٌ لَفٌّ، كِلَاهُمَا بِالْفَتْحِ، وَقَدْ لَفَّ يَلَفُّ لَفّاً. واللَّفِيف: ضُرُوبُ الشَّجَرِ إِذَا الْتَفَّ وَاجْتَمَعَ. وَفِي أَرض بَنِي فُلَانٍ تَلافِيفُ مِنْ عُشب أَي نَبَاتٍ مُلْتَفٍّ. قَالَ الأَصمعي: الأَلَفُّ الْمَوْضِعُ الْمُلْتَفُّ الْكَثِيرُ الأَهل، وأَنشد بَيْتَ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:
ومُقامِهن، إِذَا حُبِسْن بمأْزمٍ
…
ضَيْقٍ أَلفَّ، وصدَّهنَّ الأَخشبُ
التَّهْذِيبُ: اللُّفُّ الشَّوابِل مِنَ الْجَوَارِي وَهُنَّ السِّمانُ الطِّوَالُ. واللَّفُّ: الأَكل. وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ وذَواتِها: قَالَتِ امرأَة: زَوْجِي إِنْ أَكل لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفّ
أَي قَمَش وخلَط مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّفُّ فِي المَطعم الإِكثار مِنْهُ مِنَ التَّخْلِيطِ مِنْ صُنُوفِهِ لَا يُبقي مِنْهُ شَيْئًا. وَطَعَامٌ لَفِيف إِذَا كَانَ مَخْلُوطًا مِنْ جِنْسَيْنِ فَصَاعِدًا. ولَفْلَفَ الرجلُ إِذَا اسْتَقْصَى الأَكل والعلَف. واللَّفَفُ فِي الأَكل: إِكْثَارٌ وَتَخْلِيطٌ، وَفِي الْكَلَامِ: ثِقَل وعِيٌّ مَعَ ضَعْف. وَرَجُلٌ أَلَفَّ بيِّن اللَفَف أَي عَييٌّ بَطِيءُ الْكَلَامِ إِذَا تَكَلَّمَ ملأَ لسانُه فَمَهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وِلايةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنه،
…
مِنَ الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوكِ، أَثْوَل
وَقَدْ لَفَّ لَفَفاً وَهُوَ أَلفُّ، وكذلك اللَّفْلَفُ واللَّفْلافُ، وَقَدْ لَفْلَفَ. أَبو زَيْدٍ: الأَلَفُّ العَيِيُّ، وَقَدْ لَفِفْت لَفَفاً؛ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ الثَّقِيلُ اللِّسَانِ. الصِّحَاحُ: الأَلَفُّ الرَّجُلُ الثَّقِيلُ الْبَطِيءُ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: اللَّفَف إِدْخَالُ حَرْفٍ فِي حَرْفٍ. وَبَابٌ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ يُقَالُ لَهُ اللَّفِيف لِاجْتِمَاعِ الْحَرْفَيْنِ الْمُعْتَلَّيْنِ فِي ثَلَاثِيهِ نَحْوُ دَوِيّ وحَيِيّ. ابْنُ بَرِّيٍّ: اللَّفِيف مِنَ الأَفعال المُعْتَلّ الْفَاءِ وَاللَّامِ كوَقَى وودَى. اللَّيْثُ: اللَّفِيف مِنَ الْكَلَامِ كُلُّ كَلِمَةٍ فِيهَا معتلَّان أَو مُعْتَلٌّ وَمُضَاعَفٌ، قَالَ: واللَّفَفُ مَا لفَّفوا مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا كَمَا يُلَفِّفُ الرَّجُلُ شَهَادَةَ الزُّورِ. وأَلَفَّ الرَّجُلُ رأْسه إِذَا جَعَلَهُ تَحْتَ ثَوْبِهِ، وتَلَفَّفَ فُلَانٌ فِي ثَوْبِهِ والْتَفَّ بِهِ وتَلَفْلَفَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ: وَإِنْ رَقد الْتَفَ
أَي إِذَا نَامَ تلفَّف فِي ثَوْبٍ وَنَامَ نَاحِيَةً عَنِّي. واللِّفَافَة: مَا يُلفّ عَلَى الرِّجل وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ اللَّفَائِف. واللَّفِيفَة: لَحْمُ المَتن الَّذِي تَحْتَهُ العقَب مِنَ الْبَعِيرِ؛ وَالشَّيْءُ المُلَفَّف فِي الْبِجَادِ وَطْبُ اللَّبَنِ فِي قَوْلُ الشَّاعِرِ:
إِذَا مَا مَاتَ مَيْتٌ مِنْ تميمٍ،
…
وسَرَّكَ أَن يعِيشَ، فَجئْ بزادِ
بخُبْزٍ أَو بسمْن أَو بتمْرٍ،
…
أَو الشَّيْءُ المُلَفَّف فِي البِجادِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ إِنَّ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لأَبي المُهَوِّس الأَسدي، وَيُقَالُ إِنَّهُمَا لِيَزِيدَ بْنُ عَمْرِو بْنِ الصَّعِق، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ: وَقَالَ أَوس بْنُ غَلفاء يَرُدُّ عَلَى ابْنِ الصَّعِق:
فإنَّك، فِي هِجاء بَنِي تميمٍ،
…
كمُزْدادِ الغَرامِ إِلَى الغَرامِ
وَهُمْ ترَكُوكَ أَسْلَح مِنْ حُبارى
…
رأَتْ صَقْراً، وأَشْرَدَ مِنْ نَعامِ
وأَلَفَّ الطائرُ رأْسه: جَعَلَهُ تَحْتَ جَنَاحِهِ؛ قَالَ أُميَّة
ابن أَبي الصلْت:
وَمِنْهُمْ مُلِفٌّ رأْسَه فِي جَناحِه،
…
يَكادُ لذِكرى رَبّه يتفَصَّدُ «1»
الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَمَتَ: يُقَالُ فُلَانٌ يَعْمِتُ أَقرانه إِذَا كَانَ يَقهَرهم ويَلُفهم، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْحَرْبِ وجَوْدة الرأْي وَالْعِلْمِ بأَمر الْعَدُوِّ وَإِثْخَانِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ للَفَائِف الصُّوفِ عُمُتٌ لأَنها تُعْمَت أَي تُلَفّ؛ قَالَ الهذلي:
يَلُفُّ طَوائفَ الفُرْسانِ،
…
وَهُوَ بلَفِّهِم أَرِبُ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
؛ إِنَّهُ لفُّ ساقَي الْمَيِّتِ فِي كفَنه، وَقِيلَ: إِنَّهُ اتِّصال شِدَّةِ الدُّنْيَا بِشِدَّةِ الْآخِرَةِ. والميّتُ يُلَفُّ فِي أَكفانه لَفّاً إِذَا أُدْرِجَ فِيهَا. والأَلَفَّان: عِرْقان يستبطِنان العضُدين وَيُفْرَدُ أَحدهما مِنَ الْآخَرِ؛ قَالَ:
إنْ أَنا لَمْ أُرْوِ فشَلَّتْ كَفِّي،
…
وانْقطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِ
ابْنُ الأَعرابي: اللَّفَف أَن يَلتوِي عِرْق فِي سَاعِدِ الْعَامِلِ فيُعَطِّله عَنِ الْعَمَلِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الأَلَفُّ عِرق يَكُونُ بَيْنَ وَظِيف الْيَدِ وَبَيْنَ العُجاية فِي بَاطِنِ الوَظِيف؛ وأَنشد:
يَا رِيَّها، إِنْ لَمْ تَخُنِّي كفِّي،
…
أَو يَنْقَطِعْ عِرْقٌ مِنَ الأَلَفّ
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَفْلَفَ الرجلُ إِذَا اضْطَرب ساعِدُه مِنَ التِواء عِرْق فِيهِ، وَهُوَ اللَّفَفُ؛ وأَنشد:
الدَّلْوُ دَلْوِي، إنْ نَجَتْ مِنَ اللَّجَفْ،
…
وَإِنْ نَجَا صاحبُها مِنَ اللَّفَفْ
واللَّفِيفُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. ولَفْلَف: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْقَتَّالُ:
عَفا لَفْلَفٌ مِنْ أَهله فالمُضَيَّحُ،
…
فَلَيْسَ بِهِ إِلَّا الثعالِبُ تَضْبَحُ
لقف: اللَّقْفُ: تناوُل الشَّيْءِ يُرْمَى بِهِ إِلَيْكَ. تَقُولُ: لَقَّفَني تَلْقِيفاً فلَقِفْته. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّقْفُ سُرْعَةُ الأَخذ لِمَا يُرْمَى إِلَيْكَ بِالْيَدِ أَو بِاللِّسَانِ. لَقِفَه، بِالْكَسْرِ، يَلْقَفه لَقْفاً ولَقَفاً والْتَقَفَه وتَلَقَّفَه: تناوَله بِسُرْعَةٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ فِي صِفَةِ ثَوْرٍ وحْشِيّ وحَفْره كِناساً تَحْتَ الأَرْطاةِ وتَلَقُّفُه مَا يَنْهار عَلَيْهِ ورمْيه بِهِ:
مِنَ الشَّمالِيل وَمَا تَلَقَّفَا
أَي مَا يَكَادُ يَقَعُ عَلَيْهِ مِنَ الْكِنَاسِ حِينَ يَحفِره تَلَقَّفَه فرَمى بِهِ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ:
تَلَقَّفْتُ التلْبية مِن فِي رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم
، أَي تلقَّيتُها وحفِظتها بِسُرْعَةٍ. وَرَجُلٌ ثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقْفٌ لَقْف أَي خَفِيف حاذِق، وَقِيلَ: سريعُ الفَهْم لِما يُرمى إِلَيْهِ مِنْ كَلَامٍ بِاللِّسَانِ وَسَرِيعُ الأَخذ لِمَا يُرْمَى إِلَيْهِ بِالْيَدِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا كَانَ ضَابِطًا لِمَا يَحْويه قَائِمًا بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَاذِقُ بصِناعته؛ وَقَدْ يُفْرَدُ اللَّقَف فَيُقَالُ: رَجُلٌ لَقف يَعْنِي بِهِ مَا تقدَّم. وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: قَالَ لِامْرَأَةٍ إِنَّكِ لَقُوفٌ صَيُود
؛ اللَّقُوف: التي إذا مسَّها
(1). قوله [يتفصد] هو بالدال في الأصل وشرح القاموس لكن كتب بإزائه في الأصل يتفصل باللام.
الرَّجُلُ لَقِفَتْ يَدَهُ سَرِيعًا أَي أَخذتها. اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لثَقْف لَقْف وثَقِف لَقِف وثَقِيف لَقيف بيِّن الثَّقافة وَاللَّقَافَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِنَّهُمْ لَيُلَقِّفُون الطعامَ أَي يأْكلونه وَلَا تَقُولُ يتلَقَّفونه؛ وأَنشد:
إِذَا مَا دُعِيتُم للطَّعامِ فلَقِّفُوا،
…
كَمَا لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيةٌ حُرْدُ
والتَّلْقِيف: شدَّة رَفْعِها يَدَهَا كأَنما تَمُدُّ مَدّاً؛ وَيُقَالُ: تَلْقِيفها ضَرْبها بأَيديها لَبّاتها يَعْنِي الْجَمَالَ فِي سَيْرِهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فَعلٍ وفَعَلٍ بِاخْتِلَافِ الْمَعْنَى: اللَّقْف مَصْدَرُ لَقِفْتُ الشَّيْءَ أَلْقَفُه لَقْفاً إِذَا أَخذته فأَكلته أَو ابْتَلَعتَه. والتَلَقُّف: الِابْتِلَاعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذَا هِيَ تَلَقَّفُ مَا يَأْفِكون، وَقُرِئَ: فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ*
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَقِفْتُ الشيءَ أَلْقَفُه لَقْفاً ولَقَفَاناً، وَهِيَ فِي التَّفْسِيرِ تَبْتَلِع. وَحَوْضٌ لَقِفٌ ولَقِيفٌ: مَلآن، وَقِيلَ: هُوَ الْحَوْضُ الَّذِي لَمْ يُمْدَر وَلَمْ يُطيَّن فَالْمَاءُ يَتَفَجَّرُ مِنْ جَوَانِبِهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
كَمَا يَتهدَّم الْحَوْضُ اللَّقِيف
وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ الَّذِي يَتَلَجَّف مِنْ أَسفله فيَنْهار، وتَلَجّفُه أَكل الْمَاءُ نواحِيَه. وتَلَقَّفَ الحوضُ: تَلجَّف مِنْ أَسافله. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: اللَّقِيف بِالْمَلْآنِ أَشبه مِنْهُ بِالْحَوْضِ الَّذِي لَمْ يُمْدَر. يُقَالُ: لَقِفْتُ الشيءَ أَلْقَفُه لَقْفاً، فأَنا لاقِف ولَقِيفٌ، فالحوضُ لَقِفَ الْمَاءَ، فَهُوَ لاقِفٌ ولَقِيف؛ وَإِنْ جَعَلْتَهُ بِمَعْنَى مَا قَالَ الأَصمعي: إِنَّهُ تَلَجَّفَ وتَوَسَّعَ أَلْجَافه حَتَّى صَارَ الْمَاءُ مِجْتَمِعًا إِلَيْهِ فامتلأَت أَلْجَافُه، كَانَ حَسَنًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّلْقِيف أَن يَخْبِطَ الْفَرَسُ بِيَدَيْهِ فِي اسْتنانه لَا يُقِلُّهما نَحْوَ بَطْنِهِ، قَالَ: والكَرْوُ مِثْلُ التَّوقِيفِ. وَبَعِيرٌ مُتَلَقِّفٌ: يَهْوِي بخُفَّي يَدَيْهِ إِلَى وحْشِيّه فِي سَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: واللَّقَفُ، بِالتَّحْرِيكِ، سقُوط الْحَائِطِ، قَالَ: وَقَدْ لَقِفَ الْحَوْضُ لَقَفاً تَهوَّر مِنْ أَسفله واتَّسع، وَحَوْضٌ لَقِفٌ؛ قَالَ خُويْلِد، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لأَبي خِرَاشٍ الهُذَلي:
كَابِي الرَّمادِ عَظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه،
…
حِينَ الشِّتَاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ
قَالَ: واللَّقِيفُ مِثْلُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
فَلَمْ تَر غيرَ عادِيةٍ لِزاماً،
…
كَمَا يَتَفَجَّر الحَوْضُ اللَّقِيفُ
قَالَ: وَيُقَالُ المَلآن، والأَوّل هُوَ الصَّحِيحُ. والعادِيةُ: الْقَوْمُ يَعْدُون عَلَى أَرجلهم، أَي فَحَمْلَتُهُم لِزام كأَنهم لَزِموه لَا يُفارقون مَا هُمْ فِيهِ. والأَلْقَاف: جَوانِب الْبِئْرِ والحوضِ مِثْلُ الأَلجاف، الْوَاحِدُ لَقَفٌ ولجَف. ولَقْف أَو لِقْف: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
لعنَ اللَّهُ بطْنَ لَقْفٍ مَسِيلًا
…
ومَجاحاً، فَلَا أُحِبُّ مَجاحا
لَقِيَتْ ناقَتي بِهِ وبِلَقْفٍ
…
بَلَداً مُجْدِباً، وَمَاءً شَحاحا
لهف: اللَّهْف واللَّهَف: الأَسى وَالْحُزْنُ والغَيْظ، وَقِيلَ: الأَسى على شيء يفُوتُك بعد ما تُشرف عَلَيْهِ؛ وأَما قَوْلُهُ أَنشده الأَخفش وَابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُمَا:
فلَسْتُ بمُدْرِكٍ مَا فَاتَ مِني
…
بِلَهْفَ، وَلَا بلَيْتَ، وَلَا لوَ انِّي
فَإِنَّمَا أَراد بأَن أَقول وا لهَفا فَحَذَفَ الأَلف. الْجَوْهَرِيُّ:
لَهِفَ، بِالْكَسْرِ، يَلْهَفُ لَهَفاً أَي حَزِن وتحسَّر، وَكَذَلِكَ التَّلَهُّف عَلَى الشَّيْءِ. وَقَوْلُهُمْ: يَا لَهْفَ فُلَانٍ كَلِمَةٌ يُتحسَّر بِهَا عَلَى مَا فَاتَ؛ وَرَجُلٌ لَهِف ولَهِيف؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤية:
صَبَّ اللَّهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بطَغْيةٍ
…
تُنْبي العُقابَ، كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ اللَّهِيف فَاعِلًا بصَبَّ، وأَن يَكُونَ خَبَرَ مبتدإٍ مُضْمَرٍ كأَنه قَالَ: صُبَّ السُّبُوبُ بطَغية، فَقِيلَ: مَن هُوَ؟ قَالَ: هُوَ اللَّهِيف، وَلَوْ قَالَ اللَّهِيفَ فَنَصَبَ عَلَى التَّرَحُّمِ لَكَانَ حَسناً، قَالَ: وَهَذَا كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّهُ المسكينَ أَحقُّ؛ وَكَذَلِكَ رَجُلٌ لَهْفَانُ وامرأَة لَهْفَى مِنْ قَوْمٍ وَنِسَاءٍ لَهَافَى ولُهُفٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُلَهِّفُ نفْسَه وأُمّه إذا قال: وا نَفْساه وا أُمِّياه وا لَهْفَتَاه وا لَهْفَتِياهْ، واللَّهْفَانُ: المتَحسِّر. واللَّهْفَانُ واللَّاهِفُ: المَكْروب. وَفِي الْحَدِيثِ:
اتَّقُوا دعْوة اللَّهْفَان
؛ هُوَ الْمَكْرُوبُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفان.
وَمِنْ أَمثالهم: إِلَى أُمّه يَلْهَف اللَّهْفَان؛ قَالَ شَمِرٌ: يَلْهَفُ مِنْ لَهِفَ. وبأُمه يَستَغيث اللَّهِفُ، يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنِ اضْطُرّ فَاسْتَغَاثَ بأَهل ثِقَته. قَالَ: وَيُقَالُ لَهَّفَ فُلَانٌ أُمَّه وأُمَّيْه، يُرِيدُونَ أَبويه؛ قَالَ الجَعْدي:
أَشْكى ولَهَّفَ أُمّيْه، وَقَدْ لَهِفَتْ
…
أُمّاه، والأُم فِيمَا تُنْحِلُ الْخَبَلَا
يُرِيدُ أَباه وأُمه. وَيُقَالُ: لَهِفَ لَهْفاً، فَهُوَ لَهْفَان، ولُهِفَ، فَهُوَ مَلْهُوف أَي حَزين قَدْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ أَو فُجع بحَميم؛ وَقَالَ الزَّفَيان:
يَا ابْن أَبي العاصِي إليكَ لَهَّفَت،
…
تَشْكُو إِلَيْكَ سَنةً قَدْ جَلَّفَتْ
لَهَّفَت أَي استغاثتْ. وَيُقَالُ: نادَى لَهَفَه إِذَا قَالَ يَا لَهَفي، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِمْ يَا لَهْفا عَلَيْهِ: أَصله يَا لهْفي، ثُمَّ جُعِلَتْ يَاءَ الإِضافة أَلفاً كَقَوْلِهِمْ: يَا ويْلي عَلَيْهِ وَيَا ويْلا عَلَيْهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَنا لَهِيفُ الْقَلْبِ ولَاهِفٌ ومَلهُوف أَي مُحْتَرِق الْقَلْبِ. واللَّهِيف: الْمُضْطَرُّ. والمَلْهُوف: الْمَظْلُومُ يُنَادِي وَيَسْتَغِيثُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَجِب المَلْهُوفَ.
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
تُعِين ذَا الْحَاجَةِ المَلْهُوفَ
؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ للرُّبَعِ مِنَ الإِبل فَقَالَ:
إِذَا دَعَاهَا الرُّبَعُ المَلْهُوفُ،
…
نَوَّه مِنْهَا الزَّجِلاتُ الحُوفُ
كأَنَّ هَذَا الرُّبَعَ ظُلِم بأَنه فُطِم قَبْلَ أَوانه، أَو حِيل بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمه بأَمر آخَرَ غَيْرِ الفِطام. واللَّهُوف: الطَّوِيلُ.
لوف: اللُّوف: نَبَاتٌ يَخْرُجُ لَهُ ورَقات خُضْر رِواء جَعْدَة تَنْبَسِطُ عَلَى الأَرض وَتَخْرُجُ لَهُ قَصَبَةٌ مِنْ وَسَطِهَا، وَفِي رأِسها ثَمَرَةٌ، وَلَهُ بَصَلٌ شَبِيهٌ بِبَصَلِ العُنصُل وَالنَّاسُ يَتَداوَوْن بِهِ، وَاحِدَتُهُ لُوفَة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مِنْ عَرَبِ الْجَزِيرَةِ: ونباتُه يَبْدأُ فِي الرَّبِيعِ، قَالَ: ورأَيت أَكثر مَنابته مَا قَارَبَ الْجِبَالَ، وَقِيلَ: أَكثر مَنَابِتِهِ الجبال.
ليف: اللَّيف: لِيف النَّخْلِ مَعْرُوفٌ، الْقِطْعَةُ مِنْهُ لِيفَةٌ. ولَيَّفَتِ الفَسِيلة: غَلُظت وَكَثُرَ لِيفها وَقَدْ لَيَّفَه المُلَيِّف تَلْيِيفاً، وأَجود اللِّيفِ لِيفُ النارَجِيل، وَهُوَ جَوْز الهِند، تَجِيءُ الجَوزة مَلْفُوفَةً فِيهِ وَهِيَ بَائِنَةٌ مِنْ قِشْرِهَا يُقَالُ لَهَا الكِنْبار، وأَجود الكِنبار يَكُونُ أَسود شَدِيدَ السَّوَادِ، وَذَلِكَ أَجود اللِّيف وأَقواه مَسَداً وأَصْبره عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ وأَكثره ثَمَنًا.