الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْهُ قِيلُ مَسْجِدُ الخَيْفِ بِمِنًى لأَنه فِي خَيْفِ الْجَبَلِ. ابْنُ سِيدَهْ: وخَيْفُ مكةَ مَوْضِعٌ فِيهَا عِنْدَ مِنًى، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِانْحِدَارِهِ عَنِ الغِلَظِ وَارْتِفَاعِهِ عَنِ السَّيْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَحْنُ نَازِلُونَ غَداً بخَيْفِ بَنِي كِنانة
، يَعْنِي المُحَصَّب. ومسجدُ مِنًى يُسَمَّى مَسْجِدَ الخَيْف لأَنه فِي سَفْح جَبَلِهَا. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ:
مَضَى فِي مَسِيرِهِ إِلَيْهَا حَتَّى قَطَعَ الخُيُوفَ
؛ هِيَ جَمْعُ خَيْف. وأَخْيَفَ القومُ وأَخافوا إِذَا نَزَلُوا الخَيْفَ خَيْفَ مِنًى أَو أَتوه؛ قَالَ:
هَلْ فِي مُخِيفَتِكُم مَنْ يَشْتري أَدَما
والخِيفُ: جَمْعُ خِيفَةٍ مِنَ الخَوْف. أَبو عَمْرٍو: الخَيْفةُ السِّكِّين وَهِيَ الرَّميضُ. وتَخَيَّفَ مَالَهُ: تَنَقَّصه وأَخذ مِنْ أَطرافه كتحَيَّفه؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَعَدَّهُ فِي الْبَدَلِ، وَالْحَاءُ أَعَلى. والخَيْفانُ: حَشِيشٌ يَنْبُتُ فِي الْجَبَلِ وَلَيْسَ لَهُ وَرَقٌ إِنَّمَا هُوَ حَشِيشٌ، وَهُوَ يَطُولُ حَتَّى يَكُونَ أَطول مِنْ ذِرَاعٍ صُعُداً، وَلَهُ سَنَمَةٌ صُبَيْغاء بَيْضَاءُ السُّفْلِ؛ جَعَلَهُ كُرَاعٌ فَيْعالًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ لِكَثْرَةِ زِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ خ ف ن.
فصل الدال المهملة
دأف: دَأَفَ عَلَى الأَسِيرِ: أَجْهَزَ. ومَوْتٌ دُؤافٌ: وحِيٌّ. والأُدافُ: ذَكَرُ الرَّجُلِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَصله وُدافٌ مِنْ قَوْلِهِمْ وَدَفَ الشَّحْم إِذَا سالَ، وَإِنْ صحَّ ذَلِكَ، فَهُوَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ.
درعف: ادْرَعَفَّتِ الإِبلُ واذْرَعَفَّتْ: مَضَت عَلَى وجُوهها، وَقِيلَ: المُدْرَعِفُّ السريعُ، فَلَمْ يُخَصَّ بِهِ شَيْءٌ.
درنف: يُقَالُ: جَمَلٌ دُرْنُوفٌ أَي ضَخْمٌ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ الشَّاعِرُ:
وَقَدْ حَدَوْناها بِهَيدٍ وهَلا،
…
«1» عَثَمْثَماً ضَخْم الذَّفاري نَهْبَلا،
أَكْلَفَ دُرْنُوفاً هِجاناً هَيْكَلا
قَالَ: لَا أَعرف الدُّرْنُوفَ، وَقَالَ: هُوَ الْعَظِيمُ من الإِبل.
دسف: ابْنُ الأَعرابي: أَدْسَفَ الرجلُ إِذَا صَارَ مَعاشه مِنَ الدُّسْفَة، وَهِيَ الْقِيَادَةُ وَهُوَ الدُّسْفانُ، والدُّسفان شَبِيهُ الرَّسول كأَنه يَبْغِي شَيْئًا؛ وَقَالَ أُمية:
فأَرْسَلُوه يَسُوفُ الغَيْثَ دُسفانَا «2»
وَرَوَاهُ الْفَارِسِيُّ: دُسْقانا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَقْبَلُوا فِي دُسْفَانِهِمِ أَي خَمْرِهِمْ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ.
دعف: مَوْتٌ دُعافٌ: كذُعافٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ حَمْزَةَ عَنْ أَبي رِياش أَنه يُقَالُ للمُحَمَّقِ أَبو لَيْلَى وأَبو دَعْفَاء؛ قَالَ: وأَنشدني لِابْنِ أَحمر:
يُدَنِّسُ عِرْضَه ليَنالَ عِرْضِي،
…
أَبا دَعْفَاء وَلِّدها فَقارا
أَي ولِّدْها جَسَداً لَيْسَ لَهُ رأَس، وَقِيلَ: أَراد أَخْرِجْ وَلَدَهَا مِنْ فَقارها.
دغف: الدَّغْفُ: الأَخذ الْكَثِيرُ. دَغَفَ الشيءَ يَدْغَفُه دَغْفاً: أَخذه أَخذاً كَثِيرًا. ودَغَفَهم الحَرُّ:
(1). قوله [وقد حدوناها إلخ] تقدم في مادة هيد للمؤلف بعد وَهَلَا:
حَتَّى تَرَى أَسْفَلَهَا صار علا
وكذا هو في الصحاح.
(2)
. قوله [يسوف] كذا في النسخ والذي في شرح القاموس يريد.
دَغِمَهُم؛ وأَبو الدَّغْفَاء: كنْيَةُ الأَحمق؛ قَالَ:
أَبا الدَّغْفَاء ولِّدْها فقارا
دفف: الدَّفُّ والدَّفَّةُ: الجَنْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ فِي الدَّفَّةِ:
ووانِية زَجَرْتُ، عَلَى وَجاها،
…
قَريح الدَّفَّتَيْنِ مِنَ البِطانِ
وَقِيلَ: الدَّفُّ صَفْحةُ الْجَنْبِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ إِنْسَانٍ:
يَحُكُّ كُدوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبانِه
…
ودَفَّيهِ مِنْهَا دامِياتٌ وحالِبُ
وأَنشد أَيضاً فِي صِفَةِ نَاقَةٍ:
تَرى ظِلَّها عِنْدَ الرَّواحِ كأَنه،
…
إِلَى دَفِّها، رَأْلٌ يَخُبُّ خَبِيبُ
وَرِوَايَةُ ابْنِ الْعَلَاءِ: يَحُكُّ جَنِيب، يُرِيدُ أَن ظِلَّهَا مِنْ سرْعتها يَضْطَرِبُ اضْطِرَابَ الرأْل وَذَلِكَ عِنْدَ الرَّواح، يَقُولُ إِنَّهَا وَقْتُ كَلَالِ الإِبل نَشِيطَةٌ منْبَسِطةٌ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
أَخو تَنائِفَ أَغْفَى عندَ ساهِمةٍ،
…
بأَخْلَقِ الدَّفِّ مِنْ تَصْديرها جُلَبُ
وَرَوَى بَعْضُهُمْ: أَخا تَنَائِفَ، فَهُوَ عَلَى هَذَا «1» مُضْمَرٌ لأَن قَبْلَهُ زَارَ الْخَيَالُ؛ فأَما قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
وكأَنما تَنْأَى بِجانِبِ دَفِّها الوحْشيِّ
…
مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ إِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْجَمْعُ دُفُوف. ودَفَّتَا الرَّحْل وَالسَّرْجِ والمُصْحَف: جَانِبَاهُ وَضِمَامَتَاهُ «2» مِنْ جَانِبَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَعَلَّهُ يَكُونُ أَوْقَرَ دَفَّ رَحْلِهِ ذَهَبًا ووَرِقاً
؛ دَفُّ الرحْلِ: جانِبُ كُورِ الْبَعِيرِ وَهُوَ سَرْجُه. ودفَّتَا الطبلِ: الَّذِي عَلَى رأْسه. ودَفَّا الْبَعِيرِ: جَنْباه. وسَنامٌ مُدَفِّفٌ إِذَا سَقَطَ عَلَى دَفَّي الْبَعِيرِ. ودَفَّ الطائرُ يَدُفُّ دَفّاً ودَفِيفاً وأَدَفَّ: ضَرَب جَنْبَيْه بِجَنَاحَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِذَا حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ وَرِجْلَاهُ فِي الأَرض. وَفِي بَعْضِ التَّنْزيه: وَيَسْمَعُ حركَةَ الطَّيْرِ صافِّها ودَافِّها؛ الصافُّ: الباسِطُ جَنَاحَيْهِ لَا يُحَرِّكُهُمَا. ودَفِيفُ الطائِر: مَرُّه فُوَيْقَ الأَرض. والدَّفِيفُ أَن يَدُفَّ الطائرُ عَلَى وَجْهِ الأَرض يُحَرِّكُ جَناحيه وَرِجْلَاهُ بالأَرض وَهُوَ يَطِيرُ ثُمَّ يَسْتَقِلُّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كلْ مَا دَفَّ وَلَا تأْكلْ مَا صَفَ
أَي كلْ مَا حرَّك جَناحَيْهِ فِي الطَّيَرَانِ كَالْحَمَامِ وَنَحْوِهِ، وَلَا تأْكل مَا صَفَّ جَنَاحَيْهِ كالنُّسور والصُّقُور. ودَفَّ العُقابُ يَدُفُّ إِذَا دَنَا مِنَ الأَرض فِي طيَرانِه. وعُقابٌ دَفُوفٌ: لِلَّذِي يَدْنُو مِنَ الأَرض فِي طَيَرَانِهِ إِذَا انْقَضَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا وَيُشَبِّهُهَا بالعُقاب:
كأَني بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ
…
دَفُوفٍ مِنَ العِقْبانِ طأْطأْتُ شِمْلالي
وَقَوْلُهُ شِمْلالي أَي شِمالي، وَيُرْوَى شِمْلال دُونَ يَاءٍ، وَهِيَ النَّاقَةُ الْخَفِيفَةُ؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
فَبَيْنا يَمْشِيان جَرَتْ عُقابٌ،
…
مِنَ العِقْبانِ، خائِتة دَفُوفُ
(1). قوله [فهو على هذا إلخ] كذا بالأصل، وعبارة الصحاح في مادة سهم: وَالسَّاهِمَةُ النَّاقَةُ الضَّامِرَةُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَخَا تَنَائِفَ البيت؛ يَقُولُ: زَارَ الْخَيَالُ أَخَا تَنَائِفَ نَامَ عِنْدَ نَاقَةٍ ضَامِرَةٍ مَهْزُولَةٍ بِجَنْبِهَا قُرُوحٌ مِنْ آثَارِ الْحِبَالِ. وَالْأَخْلَقُ: الأَملس.
(2)
. قوله [وضمامتاه] كذا في الأصل بضاد معجمة، وفي القاموس بمهملة. وعبارة الأساس: ضماماه بالإعجام والتذكير. والضمام، بالكسر، كما في الصحاح: ما تضم به شيئاً إلى شيء.
وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ:
والنَّسْرُ قَدْ يَنْهَضُ وَهُوَ دافِي
فَعَلَى مُحَوِّلِ التَّضْعِيفِ فَخَفَّفَ، وَإِنَّمَا أَراد وَهُوَ دَافِفٌ، فقَلب الْفَاءَ الأَخيرة يَاءً كراهيةَ التَّضْعِيفِ، وكَسَره عَلَى كَسْرة دافِفٍ، وَحَذَفَ إِحْدَى الْفَاءَيْنِ. ودُفُوفُ الأَرض: أَسْنادُها وَهِيَ دَفادِفُها، الْوَاحِدَةُ دَفْدَفَةٌ. والدَّفِيفُ: العَدْوُ. الصِّحَاحُ: الدَّفِيفُ الدَّبيبُ وَهُوَ السَّير اللَّيِّن؛ وَاسْتَعَارَهُ ذُو الرُّمَّةِ فِي الدَّبَران فَقَالَ يَصِفُ الثُرَيَّا:
يَدِفُّ عَلَى آثارِها دَبَرانُها،
…
فَلَا هُوَ مَسْبُوقٌ وَلَا هُوَ يَلْحَقُ
ودَفَّ الْمَاشِي: خَفَّ عَلَى وجهِ الأَرض؛ وَقَوْلُهُ:
إلَيْك أَشْكُو مَشْيَها تَدافِيا،
…
مَشْيَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِيا
إِنَّمَا أَرَادَ تَدافُفاً فقلَبَ كَمَا قدَّمْنا. والدَّافَّةُ والدفَّافةُ: الْقَوْمُ يُجْدِبُون فيُمْطَرُون، دَفُّوا يَدِفُّونَ. وَقَالَ: دَفَّتْ دَافَّةٌ أَي أَتى قَوْمٌ مِنْ أَهلِ البادِيةِ قَدْ أُقْحِمُوا. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ الجَماعةُ مِنَ النَّاسِ تُقْبِلُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ. وَيُقَالُ: دَفَّتْ عَلَيْنَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ دافَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ لِمَالِكِ بْنِ أَوْس: يَا مالِ، إِنَّهُ دَفَّتْ عَلَيْنَا مِنْ قَوْمِكَ دافَّةٌ وَقَدْ أَمَرْنا لَهُمْ برَضْخٍ فاقْسِمْه فِيهِمْ
؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الدَافَّةُ الْقَوْمُ يَسِيرُونَ جَمَاعَةً، لَيْسَ بِالشَّدِيدِ «1». وَفِي حَدِيثِ لُحُومِ الأَضاحي:
إِنَّمَا نَهَيْتُكم عَنْهَا مِنْ أَجلِ الدَّافَّةِ
؛ هُمْ قَوْمٌ يَسِيرون جَمَاعَةً سَيْراً لَيْسَ بالشَّديد. يُقَالُ: هُمْ قَوْمٌ يَدِفُّونَ دَفِيفاً. والدافَّةُ: قَوْمٌ مِنَ الأَعْراب يُرِيدُونَ المِصْر؛ يُرِيدُ أَنهم قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عِنْدَ الأَضحى فَنَهَاهُمْ عَنِ ادِّخارِ لُحُوم الأَضاحي ليُفَرِّقُوها ويَتَصَدَّقُوا بِهَا فيَنْتَفعَ أُولئك القادِمون بِهَا. وَفِي حَدِيثِ
سَالِمٍ: أَنه كَانَ يَلي صَدَقةَ عُمَرَ، رضي الله عنه، فَإِذَا دَفَّتْ دافَّةٌ مِنَ الأَعْراب وجَّهَها فِيهِمْ.
وَفِي حَدِيثِ
الأَحنف قَالَ لمعاوِيةَ: لَوْلَا عَزْمةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لأَخبرته أَن دَافَّةً دفَّتْ.
وَفِي الْحَدِيثِ
أَن أَعرابيّاً قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، هَلْ فِي الْجَنَّةِ إِبِلٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إنَّ فِيهَا النجائِبَ تَدِفُّ برُكْبانها
أَي تَسِيرُ بِهِمْ سَيْراً لَيِّناً، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
طَفِقَ القومُ يَدِفُّونَ حَوْلَه.
والدَّافَّةُ: الْجَيْشُ يَدِفُّون نَحْوَ العدوِّ أَي يَدِبُّون. وتَدافَّ القومُ إِذَا ركِبَ بعضهُم بَعْضًا. ودَفَّفَ عَلَى الجَريح كَذَفَّفَ: أَجْهَزَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دَافَّه مُدافَّةً ودِفافاً ودَافَّاه؛ الأَخيرة جُهَنِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه دَافَّ أَبا جَهْلِ يَوْمَ بَدْرٍ
أَي أَجْهَزَ عَلَيْهِ وحَرَّرَ قَتْلَه. يُقَالُ: دَافَفْتُ عَلَيْهِ ودافَيْتُه ودَفَّفْت عَلَيْهِ تَدْفِيفاً، وَفِي رِوَايَةٍ:
أَقْعَصَ ابْنَا عَفْرَاءَ أَبا جَهْلٍ ودَفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ
، وَيُرْوَى بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ
خَالِدٍ: أَنه أَسَرَ مَنْ بَنِي جَذيمة قَوْمًا فَلَمَّا كَانَ الليلُ نَادَى مُنَادِيَهُ: أَلا مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسير فليدافِّه
، مَعْنَاهُ ليجهزْ عَلَيْهِ. يُقَالُ: دَافَفْتُ الرَّجُلَ دِفَافاً ومُدافَّة وَهُوَ إجْهازُك عَلَيْهِ؛ قَالَ رؤْبة:
لَمَّا رَآنِي أُرْعِشَتْ أَطْرافي،
…
كَانَ مَعَ الشَّيْبِ منَ الدِّفَافِ
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: فَلْيُدافِه، بِتَخْفِيفِ الْفَاءِ، مِنْ دافَيْتُه، وَهِيَ لُغَةٌ لجُهَينة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ:
أَنه أُتِيَ بأَسيرٍ فَقَالَ: أَدْفُوه
؛
(1). أراد: سيراً ليس بالشديد.
يُرِيدُ الدِّفْءَ مِنَ البَرْد، فَقَتَلُوهُ، فَوَداه رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: فَلْيُذافِّه، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. يُقَالُ: ذَفَّفْتُ عَلَيْهِ تذْفيفاً إِذا أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ. وذافَفْتُ الرَّجُلَ مُذافَّةً: أَجْهَزْتُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ خُبَيباً قَالَ وَهُوَ أَسيرٌ بِمَكَّةَ: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِيبُ بِهَا، فأُعْطِيَ مُوسَى فاسْتَدَفَّ بِهَا
أَي حلَق عَانَتَهُ واسْتَأْصَلَ حَلْقها، وَهُوَ مِنْ دَفَّفْتُ عَلَى الأَسير. ودَافَفْتُه ودافَيْتُه، عَلَى التَّحْوِيلِ: دافَعْتُه. ودَفَّ الأَمْرُ يَدِفُّ واسْتَدَفَّ: تَهَيّأَ وأَمكن. يُقَالُ: خُذْ مَا دَفَّ لَكَ واسْتَدَفَّ أَي خُذْ مَا تهيّأَ وأَمكن وتَسَهَّلَ مِثْلَ اسْتَطفَّ، وَالدَّالُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الطَّاءِ. واسْتَدَفَّ أَمْرُهم أَي اسْتَتَبّ وَاسْتَقَامَ؛ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ القطَّاع قَالَ: يُقَالُ اسْتَدَفَّ وَاسْتَذَفَّ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. والدَّفُّ والدُّفُّ، بِالضَّمِّ: الَّذِي يَضرب بِهِ النِّسَاءُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّذِي يُضْرَب بِهِ، وَالْجَمْعُ دُفُوفٌ، والدَفَّافُ صاحبُها، والمُدَفِّفُ صانِعُها، والمُدَفْدِفُ ضارِبُها. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ الصوتُ والدَفُ
؛ الْمُرَادُ بِهِ إِعْلَانُ النِّكاح، والدَفْدَفَةُ اسْتِعْجَالُ ضَرْبِهَا. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: وَإِنْ دَفْدَفَتْ بِهِمُ الهَماليجُ
أَي أَسْرَعَتْ، وَهُوَ مِنَ الدَّفِيف السَّيْرُ اللَّيِّن بتكرار الفاء.
دقف: ابْنُ الأَعرابي: الدَّقْفُ هَيَجانُ الدُقْفَانَةِ، وَهُوَ المُخَنَّثُ. وَقَالَ: الدُّقُوفُ هَيَجانُ الخَيْعامةِ.
دلف: الدَّلِيفُ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ. دَلَفَ يَدْلِفُ دَلْفاً ودَلَفاناً ودَلِيفاً ودُلوفاً إِذَا مَشَى وقارَب الخَطْو، وَقَالَ الأَصمعي: دَلَفَ الشيخُ فَحَصَّص، وَقِيلَ: الدَّلِيفُ فَوْقَ الدَّبيب كَمَا تَدْلِفُ الكتيبةُ نَحْوَ الْكَتِيبَةِ فِي الحَرْب، وَهُوَ الرُّوَيْدُ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
لَا كَبيرٌ دَالِفٌ مِنْ هَرَمٍ
…
أَرْهَبُ الناسَ وَلَا أَكْبُو لِضُرّ
وَيُقَالُ: هُوَ يَدْلِفُ ويَدْلِثُ دَليفاً ودَلِيثاً إِذَا قارَبَ خَطْوَه مُتقدِّماً، وَقَدْ أَدْلَفَه الكِبَرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
هَزِئَتْ زُنَيْبَةُ أَنْ رأَتْ ثَرَمِي،
…
وأَنِ انْحنَى لِتَقادُمٍ ظَهْرِي
مِنْ بعْدِ مَا عَهِدَتْ فأَدْلَفَني
…
يَوْمٌ يَمُرُّ، ولَيْلَةٌ تَسْرِي
ودَلَفَتِ الكتِيبةُ إِلَى الكَتيبةِ فِي الحرْبِ أَي تقدَّمَتْ وَفِي الْمُحْكَمِ: سعتْ رُوَيْداً، يُقَالُ: دَلَفْناهم. والدَّالِفُ: السَّهْمُ الَّذِي يُصِيب مَا دُونَ الغَرَض ثُمَّ يَنْبُو عَنْ مَوْضِعِهِ. والدَّالِفُ: الْكَبِيرُ الَّذِي قَدِ اخْتَضَعَتْه السِّنُّ. ودَلَفَ الحامِلُ بِحِمْلِه يَدْلِفُ دَلِيفاً: أَثْقَلَه. والدَّالِفُ مِثْلُ الدَّالِحِ: وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي بالحِمْل الثَّقِيلِ ويُقارِبُ الخَطْو مِثْلُ «2» راكِعٍ ورُكَّعٍ؛ وَقَالَ:
وَعَلَى القياسِرِ فِي الخُدُورِ كَواعِبٌ،
…
رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقياسِرْ دُلَّفُ
وتَدَلَّفَ إِلَيْهِ أَي تَمَشَّى وَدَنَا. والدُّلَّفُ: الَّتِي تَدْلِفُ بِحِملها أَي تَنْهَضُ بِهِ. ودَلَفَ المالُ يَدْلِفُ دَلِيفاً: رَزَمَ مِنَ الهُزالِ. والدِّلْفُ: الشجاعُ. والدَّلْفُ: التقدُّمُ. ودَلَفْنَا لَهُمْ:
(2). قوله [ويقارب الخطو مثل] كذا بالأصل. وعبارة الصحاح: ويقارب الخطو، والجمع دُلَّفٌ مثل إلخ.
تقدَّمْنا؛ قَالَ أَبو زُبيد:
حَتَّى إِذَا اعْصَوْصَبُوا دُون الرِّكابِ مَعًا،
…
دَنا تَدَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ
وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: تَزَلُّفَ وَهُوَ أَكثر. وَفِي حَدِيثِ
الجارودِ: دَلَفَ إِلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وحَسَرَ لِثامَه
أَي قرُبَ مِنْهُ وأَقبل عَلَيْهِ، مِنَ الدَّلِيفِ المَشْيِ الرُّوَيْدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
رُقَيْقةَ: وليَدْلِفْ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْن رجلٌ.
وعُقابٌ دَلُوفٌ: سَرِيعَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
إِذَا السُّقاةُ اضْطَجَعُوا لِلأَذْقانْ،
…
عَقَّتْ كَمَا عَقَّتْ دَلوفُ العِقْبانْ
عَقَّتْ: حامتْ، وَقِيلَ: ارْتَفَعَت كَارْتِفَاعِ العُقاب. ودُلَفُ: مِنَ الأَسماء، فُعَلُ كأَنه مَصْرُوفٌ مِنْ دَالِفٍ مِثْلُ زُفَرَ وَعُمْرَ؛ وأَنشد ابْنُ السكِّيت لِابْنِ الخطِيم:
لَنا مَعَ آجامِنَا وحَوْزَتِنا،
…
بَينَ ذَراها مَخارِفٌ دُلَفُ
أَراد بالمَخارِفِ نَخلاتٍ يُخْتَرَفُ مِنْهَا. وأَبو دُلَفٍ بِفَتْحِ اللَّامِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَبو دُلَفٍ، بِفَتْحِ اللَّامِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ أَبو دُلَفَ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ لأَنه مَعْدُولٌ عَنْ دَالِفٍ، وَقَالَ: ذَكَرَ ذَلِكَ الْهَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ الذَّخائر. والدُّلْفِينُ: سَمَكَةٌ بَحْرِيَّةٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: دابة في البحر تُنَجِّي الغريق.
دلغف: ادْلَغَفَّ: جَاءَ للسَّرِقة فِي خَتْلٍ واسْتِتارٍ؛ قَالَ:
قَدِ ادْلَغَفَّتْ، وَهِيَ لَا تَرَاني،
…
إِلَى مَتاعِي مِشْيَةَ السَّكْرانِ،
وبُغْضُها فِي الصدرِ قَدْ وَراني
اللَّيْثُ: الادْلِغْفافُ مَشْيُ الرجلِ مُتَسَتِّراً لِيَسْرق شَيْئًا، قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ غَيْرُهُ اذْلَغَفَّ، بِالذَّالِ، قَالَ: وكأَنه أَصح، وأَنشد الأَبيات بالذال.
دنف: الدَّنَفُ: المَرَضُ اللازِمُ المُخامِرُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَرَضُ مَا كَانَ. وَرَجُلٌ دَنَفٌ ودَنِفٌ ومُدْنِفٌ ومُدْنَفٌ: بَرَاهُ المرضُ حَتَّى أَشْفى عَلَى الْمَوْتِ، فَمَنْ قَالَ دَنَفٌ لَمْ يُثَنِّهِ وَلَمْ يَجْمَعْهُ وَلَمْ يُؤَنِّثْهُ كأَنه وَصَفَ بِالْمَصْدَرِ، وَمَنْ كَسَرَ ثنَّى وَجَمَعَ وأَنَّث لَا مَحالة فَقَالَ: رَجُلٌ دَنِفٌ، بِالْكَسْرِ، وَرَجُلَانِ دَنِفَان وأَدْنافٌ، وامرأَة دَنِفَةٌ ونِسوة دَنِفاتٌ، ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وأَنَّثتَ. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ دَنَفٌ وضَنًى وَقَوْمٌ دَنَفٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُثَنَّى الدَّنَفُ وَيُجْمَعَ فَيُقَالُ: أَخوانِ دَنَفانِ وإخْوَتُكَ أَدْنَافٌ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ دَنَفٌ وامرأَة دَنَفٌ وَقَوْمٌ دَنَفٌ يستَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ. وَقَدْ دَنِفَ الْمَرِيضُ، بِالْكَسْرِ، أَي ثَقُلَ، وأَدْنَفَ مِثْلُهُ، وأَدْنَفَه يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُقَالُ دَنِفٌ وَإِنْ كَانُوا قَدْ قَالُوا دَنِفٌ يُذْهَب بِهِ إِلَى النسَب، وأَدْنَفَه اللهُ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:
والشمسُ قَدْ كادَتْ تَكُونُ دَنَفاً،
…
أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفا
أَي حِينَ اصْفَرَّتْ، أَراد مُداناتها للغُروب فكأَنها دَنَفٌ حِينَئِذٍ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ، يُقَالُ: دَنِفَتِ الشمسُ وأَدْنَفَتْ إِذَا دَنَتْ للمَغِيب واصفرّت.
دهف: دَهَفَ الشيءَ يَدْهَفُه دَهْفاً وأَدْهَفَه: أَخذه أَخْذاً كَثِيرًا. قَالَ الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ جَاءَ هادِفةٌ مِنَ النَّاسِ ودَاهِفَةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ والدَّاهِفُ: المُعْيِي. وَيُقَالُ: إِبِلٌ داهِفةٌ أَي مُعْيِيةٌ مِنْ طُول السَّيْرِ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ:
فَمَا قَدِمَتْ حَتَّى تَواتَرَ سَيْرُها،
…
وَحَتَّى أُنِيخَتْ وَهِيَ دَاهِفةٌ دُبْرُ
ابْنُ الأَعرابي: الدَّاهِفَةُ الْغَرِيبُ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه بِمَعْنَى الدَّاهِف والهادِف.
دَوَفَ: دافَ الشيءَ دَوْفاً وأَدافَه: خلَطه، وأَكثر ذَلِكَ فِي الدَّوَاءِ والطِّيبِ. وَمِسْكٌ مَدْوُوفٌ مَدوفٌ جَاءَ عَلَى الأَصل، وَهِيَ تَمِيمِيَّةٌ؛ قَالَ:
والمِسْكُ فِي عَنْبَرِه مَدْوُوفُ
ودَافَ الطيبَ وَغَيْرَهُ فِي الْمَاءِ يَدوفُه، فَهُوَ دَائِفٌ؛ قَالَ الأَصمعي: وَفَادَهُ يَفُودُه مِثْلُهُ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ مِسك مَدُوف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:
كأَنَّ دِماءهم تَجْري كُمَيْتاً،
…
ووَرْداً قَانِئًا شَعَرٌ مَدُوفُ
وَفِي حَدِيثِ
أُم سُلَيْم: قَالَ لَهَا وَقَدْ جَمَعَتْ عرَقَه مَا تَصْنَعِين؟ قَالَتْ: عَرَقُكَ أَدُوفُ بِهِ طِيبِي
أَي أَخْلِطُ وَفِي حَدِيثِ
سَلْمانَ: أَنه دَعَا فِي مَرَضِهِ بِمسْكٍ فَقَالَ لامرأَته: أَدِيفِيهِ فِي تَوْرٍ.
وَيُقَالُ: دَافَ يَدِيفُ، بِالْيَاءِ، وَالْوَاوُ فِيهِ أَكثر. الْجَوْهَرِيُّ: دُفْتُ الدَّواء وَغَيْرَهُ أَي بللتُه بِمَاءٍ أَو بِغَيْرِهِ، فَهُوَ مَدُوفٌ ومَدْوُوفٌ، وَكَذَلِكَ مِسْكٌ مَدُوفٌ أَي مَبْلُول، وَيُقَالُ مسْحُوق، قَالَ: وَلَيْسَ يأْتي مَفْعُولٌ مِنْ ذواتِ الثَّلَاثَةِ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ بِالتَّمَامِ إِلَّا حَرْفان: مِسْكٌ مَدْوُوف وَثَوْبٌ مَصْوُونٌ، فَإِنَّ هَذَيْنِ حَرْفَيْنِ جَاءَا نَادِرَيْنِ، وَالْكَلَامُ مَدُوفٌ وَمَصُونٌ، وَذَلِكَ لِثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ، والياءُ أَقوى عَلَى احْتِمَالِهَا مِنْهَا فَلِهَذَا جَاءَ مَا كَانَ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ بِالتَّمَامِ وَالنُّقْصَانِ نَحْوُ ثَوْبٌ مَخِيطٌ ومَخْيُوطٌ. ودِيافٌ: مَوْضِعٌ بِالْجَزِيرَةِ وَهُمْ نَبَطُ الشَّامِ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو عَمْرَو بْنَ عَفْراء.
ولكِنْ دِيافيٌّ أَبوه وأُمُّه
…
بِحَوْرانَ، يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ
قَالَ: قَوْلُهُ يعصِرن إِنَّمَا هُوَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ أَكلوني البراغِيثُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسُحَيم عبدِ بَنِي الحَسْحاسِ:
كأَنَّ الوُحوشَ بِهِ عَسْقَلانُ
…
صادَفَ فِي قَرْنِ حَجٍّ دِيافا
أَي صادَفَ نَبَطَ الشامِ.
دَيَفَ: دِيافُ: مَوْضِعٌ فِي الْبَحْرِ، وَهِيَ أَيضاً قَرْية بِالشَّامِ، وَقَدْ أَوردوا ذَلِكَ فِي دَيَفَ، وَقَالُوا وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ، وَقَالَ الأَزهري: دِيافُ قَرْيَةٌ بِالشَّامِ تُنْسب إِلَيْهَا النجائبُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
إِذَا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا
ودَافَ الشيءَ يَدِيفُه: لُغَةٌ فِي دَافَه يَدُوفُه إِذَا خَلَطَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وتَدِيفُون «1» فِيهِ مِنَ القُطَيْعاء
أَي تَخْلِطون، وَالْوَاوُ فِيهِ أَكثر مِنَ الْيَاءِ، وَيُرْوَى بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وجمَل دِيافيٌّ: وَهُوَ الضخم الجليل.
(1). قوله [وتديفون إلخ] أورده المؤلف في مادة قطع تبعاً للنهاية: وتقذفون فيه من القطيعاء.