المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل التاء المثناة - لسان العرب - جـ ٩

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل التاء المثناة

فِي قَفَاكَ

، يُرِيدُ أَعْرَضْتَ عَنِ الحَقِّ وأَقْبَلْتَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَقِيلَ: أَراد أَنك تُقْبِلُ بِوَجْهِكَ عَلَى مَن وراءكَ مِنْ أَشْياعِكَ فتُؤْثِرَهُم بِبِرِّك. وَرَجُلٌ أَنُوفٌ: شديدُ الأَنَفَةِ، وَالْجَمْعُ أُنُفٌ. وآنَفَه: جعلَه يأْنَفُ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً

وصَمْعاء حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها

أَي صَيَّرت النِّصالُ هَذِهِ الإِبلَ إِلَى هَذِهِ الْحَالَةِ تأْنفُ رَعْيَ مَا رَعَتْه أَي تأْجِمُه؛ وقال ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ آنَفَتْها جَعَلَتْهَا تَشْتَكي أُنوفَها، قَالَ: وَإِنْ شئتَ قُلْتَ إِنَّهُ فاعَلَتْها مِنَ الأَنْف، وَقَالَ عُمارةُ: آنَفَتْها جَعَلَتْهَا تأْنَفُ مِنْهَا كَمَا يأْنَفُ الإِنسانُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الأَصمعي يَقُولُ كَذَا وَإِنَّ أَبا عَمْرٍو يَقُولُ كَذَا، فَقَالَ: الأَصمعي عاضٌّ كَذَا مِنْ أُمِّه، وأَبو عَمْرٍو ماصٌّ كَذَا مِنْ أُمه أَقول وَيَقُولَانِ، فأَخبر الرَّاوِيَةُ ابنَ الأَعرابي بِهَذَا فَقَالَ: صَدَقَ وأَنتَ عَرَّضْتَهما لَهُ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ آنَفَتْها نِصالُها قَالَ: لَمْ يَقُلْ أَنَفَتْها لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ أَنَفَه وظَهَرَه إِذَا ضَرَبَ أَنْفَه وظهْره، وَإِنَّمَا مَدُّهُ لأَنه أَرَادَ جَعَلَتْهَا النِّصالُ تَشْتَكي أُنُوفَها، يَعْنِي نِصال البُهْمى، وَهُوَ شَوْكُها؛ والجَمِيم: الَّذِي قَدِ ارْتفع وَلَمْ يَتِمّ ذَلِكَ التمامَ. وبُسْرةً وَهِيَ الغَضّةُ، وصَمْعاء إِذَا امْتلأَ كِمامُها وَلَمْ تَتَفَقَّأْ. وَيُقَالُ: هاجَ البُهْمى حَتَّى آنَفَتِ الرّاعِيةَ نِصالُها وَذَلِكَ أَن يَيْبَسَ سَفاها فَلَا ترْعاها الإِبل وَلَا غَيْرُهَا، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الْحَرِّ، فكأَنَّها جَعَلَتْهَا تأْنَفُ رَعْيها أَي تَكْرَهُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَنْفُ السيِّد. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَتَتَبَّعُ أَنفه إِذَا كَانَ يَتَشَمَّمُ الرَّائِحَةَ فيَتْبَعُها. وأَنْفٌ: بلْدةٌ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْع الهذَليّ:

مِنَ الأَسَى أَهْلُ أَنْفٍ، يَوْمَ جاءَهُمُ

جَيْشُ الحِمارِ، فكانُوا عارِضاً بَرِدا

وَإِذَا نَسَبُوا إِلَى بَنِي أَنْفِ الناقةِ وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناة قَالُوا: فلانٌ الأَنْفِيُّ؛ سُمُّوا أَنْفِيِّينَ لِقَوْلِ الحُطَيْئةِ فِيهِمْ:

قَوْمٌ هُمُ الأَنْفُ، والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ،

ومَنْ يُسَوِّي بأَنْفِ الناقةِ الذَّنَبا؟

أوف: الآفةُ: العاهةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لِمَا أَصاب مِنْ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ وآفةُ العِلْمِ النِّسيانُ. وطعامٌ مَؤُوفٌ: أَصابته آفةٌ، وَفِي غَيْرِ الْمُحْكَمِ: طَعَامٌ مَأْوُوفٌ. وإِيفَ الطعامُ، فَهُوَ مَئِيفٌ: مثلُ مَعِيفٍ، قَالَ: وعِيهَ فَهُوَ مَعُوهٌ ومَعِيهٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ إِيفَ الزرعُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، أَي أَصابته آفة فهو مَؤُوفٌ مِثْلُ مَعُوفٍ. وآفَ القومُ وأُوفوا وإِيفُوا: دَخَلَتْ عَلَيْهِمْ آفَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِفُوا، الأَلف مُمالةٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفَاءِ سَاكِنٌ يُبَيِّنُه اللَّفْظُ لَا الْخَطُّ. وآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً وَآفَةً وأُوُوفاً كَقَوْلِكَ عُوُوفاً: صَارَتْ فِيهَا آفةٌ، والله أَعلم.

‌فصل التاء المثناة

تأف: أَتَيْتُه عَلَى تَئِفّة ذَلِكَ: كتَفِئّةٍ، فَعِلَّةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وتَفْعِلةٌ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ، أَي حِينَ ذَلِكَ لأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: أَفَفْتُ عَلَيْهِ عَنْبرةَ الشِّتَاءِ أَي أَتيته فِي ذَلِكَ الْحِينِ؛ وأَتيته عَلَى إفَّان ذَلِكَ وتِئِفّانه أَي أَوَّلِه، فَهَذَا يَشْهَد بِزِيَادَتِهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَتِ التَّاءُ فِي تَفِئَّةٍ وتَئِفَّةٍ أَصليةً. والتَّئفّانُ: النَّشاطُ.

ص: 16

تحف: التُّحْفةُ: الطُرْفةُ مِنَ الْفَاكِهَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الرَّياحين. والتُّحْفَةُ: مَا أَتْحَفْتَ بِهِ الرجلَ مِنَ البِرِّ واللُّطْف والنَّغَص، وَكَذَلِكَ التُّحَفَة، بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَالْجَمْعُ تُحَفٌ، وَقَدْ أَتْحَفَه بِهَا واتَّحَفَه؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ:

واسْتَيْقَنَتْ أَنها مُثابِرةٌ،

وأَنَّها بالنَّجاحِ مُتَّحِفَهْ

قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: تَاؤُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ إِلَّا أَنَّها لازمةٌ لِجَمِيعِ تَصارِيف فِعْلِهَا إِلَّا فِي يَتَفَعل. يُقَالُ: أَتْحَفْتُ الرَّجُلَ تُحْفَةً وَهُوَ يَتَوَحَّفُ، وكأَنهم كَرِهُوا لزوم البدل هاهنا لِاجْتِمَاعِ المِثْلين فَرَدُّوهُ إِلَى الأَصل، فَإِنْ كَانَ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ فَهُوَ مَنْ وَحَفَ، وَقَالَ الأَزهري: أَصل التُّحْفةِ وُحْفةٌ، وَكَذَلِكَ التُّهَمَةُ أَصلها وُهَمَةٌ، وَكَذَلِكَ التُّخَمةُ، وَرَجُلٌ تُكَلةٌ، والأَصل وُكَلة، وتُقاةٌ أَصلها وُقاةٌ، وتُراثٌ أَصله وُراثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

تُحْفَةُ الصائِم الدُّهْنُ والمِجْمَرُ

، يَعْنِي أَنه يُذْهِب عَنْهُ مَشَقَّةَ الصوْمِ وشِدَّتَه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي عَمْرةَ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحْفَةُ الكَبير وصُمْتةُ الصَّغِيرِ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

تُحْفَةُ المؤمنِ الموتُ

أَي مَا يُصِيبُ المؤْمنَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الأَذى، وَمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَيْهِ إِلَّا بالموتِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَثير:

قَدْ قُلْت إِذْ مَدَحُوا الحياةَ وأَسْرَفُوا:

فِي المَوْتِ أَلْفُ فَضِيلةٍ لَا تُعْرَفُ

مِنْها أَمانُ عَذابِه بِلقائِه،

وفِراقُ كلِّ مُعاشِرٍ لَا يُنْصِفُ

وَيُشْبِهُهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

الموتُ راحةُ المؤمنِ.

ترف: الترَفُ: التَّنَعُّمُ، والتُّرْفةُ النَّعْمةُ، والتَّتْريفُ حُسْنُ الغِذاء. وصبيٌّ مُتْرَفٌ إِذَا كَانَ مُنَعَّمَ البدنِ مُدَلَّلًا والمُتْرَفُ: الَّذِي قَدْ أَبْطَرَتْه النعمةُ وسَعة العيْشِ. وأَتْرَفَتْه النَّعْمةُ أَي أَطْغَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَوْهِ لفِراخِ محمدٍ مِنْ خَلِيفَةٍ يُسْتَخْلَفُ عِتْريفٍ مُتْرَفٍ

؛ المُتْرَفُ: المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّعُ فِي مَلاذِّ الدُّنْيَا وشَهواتِها. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، عليه الصلاة والسلام، فُرَّ بِهِ مِنْ جَبَّارٍ مُتْرَفٍ.

وَرَجُلٌ مُتْرَفٌ ومُتَرَّفٌ: مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ. وتَرَّفَ الرجلَ وأَتْرَفَه: دَلَّلَه ومَلَّكَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها*

؛ أَي أُولو الترفةِ وأَراد رؤساءَها وقادةَ الشَّرِّ مِنْهَا. والتُّرْفةُ، بِالضَّمِّ: الطعامُ الطَّيِّبُ، وَكُلُّ طُرْفة تُرْفةٌ، وأَتْرَفَ الرجلَ: أَعطاه شَهْوَتَه؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَرِفَ النباتُ: تَرَوّى. والتُّرْفة، بِالضَّمِّ: الهَنةُ الناتئةُ فِي وَسَطِ الشَّفةِ الْعُلْيَا خِلْقةً وَصَاحِبُهَا أَتْرَفُ. والتُّرفة: مِسْقاةٌ يُشْرَبُ بها.

تفف: التُّفُّ: وسَخُ الأَظْفارِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: وسَخ بَيْنَ الظُّفُرِ والأَنْمُلةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَجْتَمِعُ تَحْتَ الظُّفْرِ مِنَ الوسَخ؛ والأُفُّ: وسخُ الأُذن، والتَّتْفِيفُ مِنَ التُّفِّ كالتَّأْفِيف مِنَ الأُفِّ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: قَوْلُهُمْ أُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفٌّ وتُفّةٌ، فالأُفُّ وسخُ الأُذن، والتُّفُّ وَسَخُ الأَظْفار، فَكَانَ ذَلِكَ يُقَالُ عند الشي يُسْتَقْذَرُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى صَارُوا يَسْتَعْمِلُونَهُ عِنْدَ كُلِّ مَا يتَأَذَّوْنَ بِهِ، وَقِيلَ: أُفٌّ لَهُ مَعْنَاهُ قلَّةٌ لَهُ، وتُفٌّ إِتْبَاعٌ مأْخوذ مِنَ الأَفَفِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. ابْنُ الأَعرابي: تَفْتَفَ الرجلُ إِذَا تَقَذَّرَ بَعْدَ تَنْظِيفٍ. وَيُقَالُ: أَفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ إِذَا

ص: 17

قَالَ أُفّ. وَيُقَالُ: أُفَّةٌ لَهُ وتُفَّةٌ أَي تَضَجُّر. وَيُقَالُ: الأُفُّ بِمَعْنَى الْقِلَّةِ مِنَ الأَفَفِ وَهُوَ الْقَلِيلُ. والتُفّة دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفأْر؛ وَقَالَ الأَصمعي: هَذَا غَلَطٌ إِنَّمَا هِيَ دُوَيْبَّةٌ عَلَى شَكْل جَرْو الْكَلْبِ يُقَالُ لَهَا عَناقُ الأَرض، قَالَ: وَقَدْ رأَيته. وَفِي الْمَثَلِ: أَغْنى مِنَ التُّفّةِ عَنِ الرُّفّة، وَفِي الْمُحْكَمِ: اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عَنِ الرُّفَّةِ؛ والرُّفَّةُ: دُقاقُ التِّبْن، وَقِيلَ: التِّبْنُ عَامَّةً، وَكِلَاهُمَا بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ. والتُّفَفة: دُودة صَغِيرَةٌ تُؤَثِّرُ فِي الْجِلْدِ. والتَّفَّافُ: الوَضِيعُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْأَلُ الناسَ شَاةً أَو شَاتَيْنِ؛ قَالَ:

وصِرْمةٍ عِشْرِينَ أَو ثلاثينْ

يُغْنِينَنا عَنْ مَكْسَبِ التَّفافِينْ

تلف: اللَّيْثُ: التَّلَفُ الهَلاكُ والعَطَبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. تَلِفَ يَتْلَفُ تَلَفاً، فَهُوَ تَلِفٌ: هَلَكَ. غَيْرُهُ: تَلِفَ الشيءُ وأَتْلَفَه غَيْرُهُ وذهَبت نفسُ فلانٍ تَلَفاً وظَلَفاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي هَدَراً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ مِنَ القَرَفِ التَّلَفَ، والقَرَفُ مُداناةُ الوَباء، والمَتَالِفُ المَهالِكُ. وأَتْلَفَ فُلَانٌ مالَه إتْلَافاً إِذَا أَفناه إسْرافاً؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وقَوْمٍ كِرامٍ قَدْ نَقَلْنا إليهمُ

قِراهُمْ، فأَتْلَفْنا المَنايا وأَتْلَفُوا

أَتْلَفْنا المَنايا أَي وجدْناها ذاتَ تَلَفٍ أَي ذاتَ إتْلافٍ ووجدُوها كَذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَتْلَفْنَا الْمَنَايَا وأَتْلَفُوا أَي صَيَّرْنا المَنايا تَلَفاً لَهُمْ وصَيَّرُوها لَنَا تلَفاً، قَالَ: وَيُقَالُ مَعْنَاهُ صادَفْناها تُتْلِفُنا وصادَفُوها تُتْلِفُهم. وَرَجُلٌ مِتْلَفٌ ومِتْلافٌ: يُتْلِفُ مالَه، وَقِيلَ: كَثِيرُ الإِتْلافِ. والمَتْلَفَةُ: مَهْواةٌ مُشْرِفةٌ عَلَى تَلَفٍ. والمَتْلَفَة: القَفْر؛ قَالَ طَرَفَةُ أَو غَيْرُهُ:

بمَتْلَفَةٍ ليْسَتْ بطَلْحٍ وَلَا حَمْضِ

أَراد لَيْسَتْ بمَنْبِت طَلْحٍ وَلَا حَمْض، لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى ذَلِكَ لأَن المَتْلَفَةَ المَنْبِتُ، والطَّلْح وَالْحَمْضُ نَبْتانِ لَا مَنْبِتانِ، والمَتْلَفُ المَفازةُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

ومَتْلَفٍ مثْلِ فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُهُ

مَطارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ

المَتْلفُ: القَفْرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه فِي الأَكثر. والتَّلْفةُ: الهَضْبةُ المَنِيعةُ الَّتِي يَغْشى مَن تَعَاطَاهَا التَّلَفُ؛ عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد:

أَلا لَكُما فَرْخانِ فِي رأْس تَلْفَةٍ،

إِذَا رامَها الرَّامِي تَطاوَلَ نِيقُها

تنف: التَّنُوفةُ: القَفْرُ مِنَ الأَرض وأَصل بِنائها التَّنَفُ، وَهِيَ المَفازةُ، وَالْجَمْعُ تَنائفُ؛ وَقِيلَ: التَّنُوفةُ مِنَ الأَرض المُتباعِدةُ مَا بَيْنَ الأَطْرافِ، وَقِيلَ: التَّنُوفَةُ الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا مِنَ الفَلواتِ وَلَا أَنِيسَ وَإِنْ كَانَتْ مُعْشِبَةً، وَقِيلَ: التَّنُوفَةُ الْبَعِيدَةُ وَفِيهَا مُجْتَمَعُ كلإٍ وَلَكِنْ لَا يُقدَرُ عَلَى رعْيِه لبُعْدِها. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه سَافَرَ رَجُلٌ بأَرضٍ تَنُوفَةٍ

؛ التَّنُوفَةُ: الأَرضُ القَفْرُ، وَقِيلَ البعيدةُ الْمَاءِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّنُوفَةُ المَفازةُ، وَكَذَلِكَ التَّنُوفِيّةُ كَمَا قَالُوا دَوٌّ ودَوِّيَّةٌ لأَنها أَرض مِثْلُهَا فنُسِبت إِلَيْهَا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

ص: 18