الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِذَا بَرَقَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يَخْطَف خَطْفَتين فِي وَاحِدَةٍ وَلَا يَكَادُ يُخلف، وَزَعَمُوا أَنه أَصدَقُ المُخِيلةِ؛ وَإِيَّاهُ عنَى يعقوبُ بِقَوْلِهِ الوِلاف والإِلاف قَالَ: وَهُوَ مِمَّا يُقَالُ بِالْوَاوِ وَالْهَمْزَةِ، وبَرق وَلِيفٌ: كوِلاف. الأَصمعي: إِذَا تتابَع لَمَعانُ الْبَرْقِ فَهُوَ وَلِيف ووِلافٌ وَقَدْ وَلَفَ يَلِفُ وَلِيفاً، وَهُوَ مُخِيل لِلْمَطَرِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَا يَكَادُ يُخْلِف. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الوَلِيفُ أَن يَلْمَعَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ؛ قال صخر الغيّ:
لبما بَعُدَ شَتات النَّوَى،
…
وَقَدْ بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرْقاً وَلِيفا «1»
وأَخْيَلْتُ الْبَرْقَ أَي رأَيته مُخِيلًا. وَبَرْقٌ وَلِيف أَي مُتتابع. وتَوَالَفَ الشَّيْءُ مُوَالَفَةً ووِلافاً، نَادِرٌ ائْتَلَفَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَلَيْسَ مِنْ لفظه.
وَهَفَ: الوَهْفُ مِثْلُ الوَرْفِ: وَهُوَ اهْتِزَازُ النَّبْتِ وَشِدَّةُ خُضرته. وَهَفَ النبتُ يَهِفُ وَهْفاً ووَهِيفاً: اخْضَرَّ وأَورق وَاهْتَزَّ مِثْلَ ورَف ورْفاً. يُقَالُ: يَهِفُ ويَرِفُ وَهِيفاً ووَرِيفاً. وأَوْهَفَ لَكَ الشَّيْءُ: أَشرفَ وسُنَّته الوِهَافَة [الوَهَافَة]«2» . وَفِي الْحَدِيثِ:
فَلَا يُزالَنّ وَاهِفٌ عَنْ وِهَافَتِه.
وَفِي كِتَابِ أَهل نَجْرانَ: لَا يُمْنع وَاهِف عَنْ وَهْفِيَّتِه،
وَيُرْوَى وَهَافَته ووِهافته.
قَالَ: الوَاهِفُ فِي الأَصل قيِّم البِيعةِ،
وَيُرْوَى وافِهٌ عَنْ وَفْهِيَّته
، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: مَا يُوهِفُ لَهُ شَيْءٌ إلَّا أَخذه أَي مَا يَرْتَفِعُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا أَخذه. وَكَذَلِكَ مَا يُطِفُّ لَهُ شَيْءٌ وَمَا يُشْرِف إِيهَافًا وَإِشْرَافًا.
وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ أَنه قَالَ فِي كَلَامٍ: كُلَّمَا وَهَفَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا أَخذوه
؛ مَعْنَاهُ كُلَّمَا بَدَا لَهُمْ وعرَض. وَقَالَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَكَانِ: يُقَالُ وَهَفَ الشَّيْءُ يَهِفُ وَهْفاً إِذَا طارَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
سَائِلَةُ الأَصْداغ يَهْفو طاقُها
أَي يَطِيرُ كِسَاؤُهَا، وَمِنْهُ قِيلَ للزَّلة هَفْوة، وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ فِي تَرْجَمَةٍ هَفَا. المفضَّل: الوَاهِف قيِّم البِيعة، وَمِنْهُ
قَوْلُ عَائِشَةَ فِي صِفَةِ أَبيها، رضي الله عنهما: قلَّده رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَهْف الأَمانةِ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
وَهْف الدِّين
، أَي قلَّده القِيامَ بشرَف الدِّين بَعْدَهُ، كأَنما عنَتْ أَمرَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، إِيَّاهُ أَن يصليَ بِالنَّاسِ فِي مرَضه، وَقِيلَ: وَهْفُ الأَمانة ثِقَلُها. ووَهْفٌ وهَفْو: وَهُوَ المَيْل مِنْ حَقٍّ إِلَى ضعْف، قَالَ: وَكِلَا الأَمرين مَدْحٌ لأَبي بَكْرٍ: أَحدهما الْقِيَامُ بالأَمر، وَالْآخَرُ رَدُّ الضَّعْفِ إِلَى قوّة الحق.
فصل الياء المثناة تحتها
يَرِفَ: يَرْفأ: حَيٌّ مِنَ العَرب. ويَرْفأ أَيضاً: غُلَامٌ لِعُمَرَ، رضي الله عنه، وَاللَّهِ أَعلم.
(1). قوله [لبما بعد] كذا بالنسخ على هذه الصورة، وأما الأصل المعول عليه ففيه أكل أرضة.
(2)
. قوله [وسنته الوهافة] كذا بالأصل، ولعل هذه الجملة مقدمة من تأخير وحق التركيب: الوَاهِف، فِي الْأَصْلِ، قَيِّمُ البيعة وسنته الوهافة أي طريقته خدمة البيعة والقيام بأمرها.