الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَرَجُلٌ هَيُوفٌ ومِهْيَافٌ وهَافٌ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: لَا يَصْبِرُ عَلَى الْعَطَشِ. وَيُقَالُ لِلْعَطْشَانِ: إِنَّهُ لهَافٌ، والأُنثى هَائِفَة. وَنَاقَةٌ مِهْيَافٌ وهَافَةٌ وَإِبِلٌ هَافَة، كَذَلِكَ: تعطَش سَرِيعًا. واهْتَافَ أَي عَطِش. قَالَ الأَصمعي: رَجُلٌ هَيْفان. والمِهْيَاف: السَّرِيعُ العطَشِ، وَقَدْ هَافَ يَهَاف هِيَافاً، وَهَافَتِ الإِبل تَهافُ هِيافاً وهُيافاً إِذَا اشتدَّت الهيْفُ مِنَ الجَنوب واستقبلَتْها بِوُجُوهِهَا فَاتِحَةً أَفواهَها مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ. وأَهَافَ الرجلُ: عَطِشت إِبِلُهُ؛ قَالَ:
فَقَدْ أَهَافُوا، زَعَمُوا، وأَنْزَعُوا
الأَصمعي: الهَافَة النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ الْعَطَشِ، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، وَهِيَ المِهْياف والمِهْيامُ. والهِيفُ: جَمْعُ أَهْيَف وهَيْفاء، وَهُوَ الضَّامِرُ الْبَطْنِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ فوه: فاهاهُ إِذَا فاخَره وناطَقَه، وَهَافَاهُ إِذَا مايَله إِلَى هَواه. والهَيَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: رقَّة الْخَصْرِ وضُمور الْبَطْنِ، هَيِفَ هَيَفاً وهَافَ هَيْفاً، فَهُوَ أَهْيَف، وَلُغَةُ تَمِيمٍ: هَافَ يَهَافُ هَيْفاً، وامرأَة هَيْفَاء وَقَوْمٌ هِيف. وَفَرَسٌ هَيْفَاء: ضَامِرَةٌ. وهَيْفَاء: فَرَسُ طَارِقِ بن حَصَبةَ.
فصل الواو
وثف: حَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: وَثَفَه مِنْ ثَفاه، وَبِذَلِكَ اسْتُدِلَّ عَلَى أَن أَلف ثَفا وَاوٌ وَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ فَاءً وَهَذِهِ لَامًا، وَهُوَ مِمَّا يَفْعَلُ هَذَا كَثِيرًا إِذَا عَدَمَ الدَّلِيلَ مِنْ ذَاتِ الشيء.
وجف: الوَجْفُ: سُرْعة السَّيْرِ. وَجَفَ البعيرُ وَالْفَرَسُ يَجِف وَجْفاً ووَجِيفاً: أَسْرعَ. والوَجِيف: دُونَ التَّقْرِيبِ مِنَ السَّيْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَجِيفُ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل وَالْخَيْلِ، وَقَدْ وَجَفَ الْبَعِيرُ يَجِفُ وَجْفاً ووَجِيفاً. وأَوْجَف دابته إذا حثَّها، وأَوْجَفْتُهُ أَنا. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَيْسَ البِرُّ بالإِيجاف.
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وأَوْجَفَ الذِّكْرَ بِلِسَانِهِ
أَي حرَّكه، وأَوْجَفَه راكبُه. وَحَدِيثُ
عَلِيٍّ، عليه السلام: أَهونُ سيرِها فِيهِ الوَجِيف
؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ سَرِيعٌ. وَنَاقَةٌ مِيجَاف: كَثِيرَةُ الْوَجِيفِ. وَرَاكِبُ الْبَعِيرِ يُوضِع وَرَاكِبُ الْفَرَسِ يُوجِف. قَالَ الأَزهري: الوَجِيف يَصْلُحُ لِلْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ. ووَجَفَ الشيءُ إِذَا اضْطَرَبَ. ووَجَفَ الْقَلْبُ وَجِيفاً: خَفَق، وَقَلْبٌ وَاجِف. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: شَدِيدَةُ الِاضْطِرَابِ؛ قَالَ قَتَادَةُ: وَجَفَت عَمَّا عَايَنَتْ، وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: خَائِفَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ
؛ أَي مَا أَعملتم يَعْنِي مَا أَفاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَموال بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا لَمْ يُوجف الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ خَيْلًا وَلَا رِكاباً، والرِّكاب الإِبل. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمْ يُوجِفوا عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ
؛ الإِيجَاف: سُرعة السَّيْرِ؛ وَيُقَالُ أَوْجَفَ فأَعجَف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِمَّا وَجَفا،
…
طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا،
سَماوَةَ الهِلالِ حَتَّى احْقَوْقَفا
وَيُقَالُ: اسْتَوْجَفَ الحُبُّ فُؤاده إِذَا ذَهَبَ بِهِ؛ وأَنشد:
وَلَكِنَّ هَذَا القلبَ قلبٌ مُضَلَّلٌ،
…
هَفا هَفْوةً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ
وحف: الأَزهري: الوَحْف الشَّعْرُ الأَسود، وَمِنَ النَّبَاتِ الرَّيّان. وعُشب وَحْف ووَاحِف أَي كَثِيرٌ.
وَشَعْرٌ وَحْف أَي كَثِيرٌ حسَن، ووَحَفٌ أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ أُنَيْس: تَناهى وَحْفُها
، هُوَ مِنَ الشَّعْرِ الْوَحْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: الْوَحْفُ مِنَ النَّبَاتِ وَالشَّعْرِ مَا غَزُر وأَثَّتْ أُصوله وَاسْوَدَّ، وَقَدْ وَحِفَ ووَحُفَ يَوْحَفُ وَحَافَةً ووُحُوفَةً، والوَاحِفُ كالوَحْف؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَمادَتْ عَلَى رَغْمِ المَهاري، وأَبْرَقَتْ
…
بأَصْفَرَ مِثْلِ الوَرْسِ فِي وَاحِفٍ جَثْلِ
والوَحْفَاء: الأَرض السَّوداء، وَقِيلَ: الحَمراء، وَالْجَمْعُ وَحَافَى. والوَحْفَةُ: أَرض مُستديرةٌ مُرْتفِعة سَوْدَاءُ، وَالْجَمْعُ وِحَافٌ. والوَحْفَةُ: صَخْرَةٌ فِي بَطْنِ وادٍ أَو سَنَدٍ نَاتِئَةٍ فِي مَوْضِعِهَا سَوْدَاءُ، وَجَمْعُهَا وِحَاف؛ قَالَ:
دَعَتْها التَّناهي برَوْضِ القَطا،
…
فنَعْفِ الوِحَافِ إِلَى جُلْجُلِ
والوَحْفَاء: الحَمراء مِنَ الأَرض، والمَسْحاء: السَّوْدَاءُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الوَحْفَاء السَّوْدَاءُ، وَالْمَسْحَاءُ الْحَمْرَاءُ. وَالصَّخْرَةُ السَّوْدَاءُ وَحْفَة. أَبو خَيْرَةَ: الوَحْفَة القارةُ مِثْلَ القُنَّة غَبْرَاءُ وَحَمْرَاءُ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ. والوِحَافُ: جِماعُه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وعَهْد أَطْلالٍ، بِوَادِي الرَّضْمِ،
…
غَيَّرها بَيْنَ الوِحَافِ السُّحْمِ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الوِحَافُ مَا بَيْنَ الأَرضين مَا وَصَلَ بعضَها بَعْضًا؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ:
مِنْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَو طِلْحامُها
والوَحْفَاء مِنَ الأَرض: فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ وَلَيْسَتْ بِحَرَّةٍ، وَجَمْعُهَا وَحَافَى. ومَوَاحِفُ الإِبل: مبارِكها. وزُبْدة وَحْفَةٌ: رَقِيقَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا احْتَرَقَ اللَّبَنُ ورقَّت الزُّبْدَةُ، وَالْمَعْرُوفُ رَخْفة. والوَحْفَةُ: الصَّوْتُ. وَيُقَالُ: وَحَفَ الرَّجلُ ووَحَّفَ تَوْحِيفاً إِذَا ضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرض، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. ووَحَفَ فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ إِذَا قَصَدَهُ وَنَزَلَ بِهِ؛ وأَنشد:
لَا يَتَّقي اللَّهَ فِي ضَيْفٍ إِذَا وَحَفَا
ووَحَفَ وأَوْحَفَ ووَحَّفَ وأَوْحَفَ كُلُّهُ إِذَا أَسْرَعَ. ووَحَفَ إِلَيْهِ وَحْفاً: جلَس، وَقِيلَ: دَنا. ووَحَفَ الرجلُ والليلُ: تَدانَيا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ووَحَفَ إِلَيْهِ: جَاءَهُ وغَشِيَه؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد:
لمَّا تآزَيْنا إِلَى دِفء الكُنُفْ،
…
أَقبلَتِ الخودُ إِلَى الزَّادِ تَحِفْ
ووَحَفَ البعيرُ وَالرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَحْفاً: رَمَى. والمَوْحِف: الْمَكَانُ الَّذِي تَبْرُك فِيهِ الإِبل. وَنَاقَةٌ مِيحَاف إِذَا كَانَتْ لَا تُفَارِقُ مَبْرَكها، وَإِبِلٌ مَوَاحِيف. ومَوْحِف الإِبل: مَبْرَكُهَا. والمَوْحِف: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ وِحَافٌ ووَاحِف. والوَحْف: الْجَنَاحُ الْكَثِيرُ الرِّيشِ؛ ووِحَافُ القَهْرِ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ فِي قَوْلِهِ:
فصُوائق إِنْ أَلْيَنَتْ فمِظَنَّةٌ،
…
مِنْهَا وِحَاف الْقَهْرِ أَو طِلْخَامُهَا «1»
والمُوَحَّف: الْبَعِيرُ المَهْزول؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
جَوْنٍ تَرى فِيهِ الجِبال خُشَّفا،
…
كَمَا رأَيتَ الشارِفَ المُوَحَّفَا
(1). قوله [فصوائق] ضبط بضم الصاد في الأصل ومعجم ياقوت، وقوله [ألينت] في شرح القاموس: أيمنت، وقوله [طلخامها] كذا في الأصل بالمعجمة، وهو بالمهملة في ياقوت، وقال: لا تلتفتن إلى قول من قال بالخاء معجمة. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ في معلقة لبيد عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ.
ووَحْفةُ: فَرَسُ عُلاثةَ بْنِ الجُلاس الحَنظلي؛ وَفِيهِ يَقُولُ:
مَا زِلْتُ أَرْميهم بوَحْفَةَ ناصِبا
والتوْحِيفُ: الضَّرْبُ بِالْعَصَا.
وخف: الوَخْفُ: ضَرْبُكَ الخِطْمِيّ فِي الطَّشْتِ يُوخَفُ ليَختلط. وَخَفَ الخطميَّ والسويقَ وَخْفاً ووَخَّفَهُ وأَوْخَفَهُ: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ وبلَّه لِيَتَلَجَّن ويتلزَّج وَيَصِيرَ غَسُولًا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
تَسمَع للأَصواتِ مِنْهَا خَفْخَفا،
…
ضَرْبَ البَراجِيمِ اللَّجِينَ المُوخَفا
كَذَلِكَ أَنشده الْبَرَاجِيمُ، بِالْيَاءِ، وَذَلِكَ لأَن الشَّاعِرَ أَراد أَن يوفِّيَ الْجُزْءَ فأَثبت الْيَاءَ لِذَلِكَ، وإلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ، تَقُولُ: أَما عِنْدَكَ وَخِيفٌ أَغسل بِهِ رأْسي؟ والوَخِيفُ والوَخِيفَةُ: مَا أَوْخَفْت مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ حِمَارًا وأُتُناً:
كأَنَّ عَلَى أَكسائها، مِنْ لُغامِه،
…
وَخِيفَةَ خِطْمِيّ بِمَاءٍ مُبَحْزَج
وَفِي حَدِيثُ
سَلْمَانَ: لَمَّا احتُضِر دَعَا بِمِسْكٍ ثُمَّ قَالَ لامرأَته: أَوْخِفِيه فِي تَورٍ وانْضَحِيه حَوْلَ فِرَاشِي
أَي اضْرِبِيهِ بِالْمَاءِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْخَطْمِيِّ الْمَضْرُوبِ بِالْمَاءِ: وَخِيف. وَفِي حَدِيثِ
النَّخَعِيِّ: يُوخَفُ لِلْمَيِّتِ سِدْر فيُغسل بِهِ
، وَيُقَالُ للإِناء الَّذِي يُوخَفُ فِيهِ: مِيخَف؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عليهما السلام: اكْشِف لِي عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُقَبِّلُهُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مِنْكَ، فَكَشَفَ عَنْ سُرَّته كأَنها مِيخَفُ لُجَين
أَي مُدْهُن فِضة، قَالَ: وأَصله مِوْخَف فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الْمِيمِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ القُلاخِ:
وأَوْخَفَتْ أَيدي الرجالِ الغِسْلا
قَالَ: أَراد خَطَرانَ الْيَدِ بالفَخار وَالْكَلَامِ كأَنه يضرِب غِسْلًا. والوَخِيفَة: السَّوِيقُ الْمَبْلُولُ. وَيُقَالُ: أَتاه بِلَبَنٍ مِثْلِ وِخَاف الرأْس. والوَخِيفةُ مِنْ طَعَامِ الأَعراب: أَقِط مطحونٌ يُذَرُّ عَلَى مَاءٍ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ السَّمْنُ وَيُضْرَبُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ثُمَّ يُؤْكَلُ. والوَخِيفَة: التَّمْرُ يُلْقَى عَلَى الزُّبْدِ فَيُؤْكَلُ. وَصَارَ الْمَاءُ وَخِيفَة إِذَا غَلَبَ الطِّينُ عَلَى الْمَاءِ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبِي طَيْبَةَ. وَيُقَالُ للأَحمق الَّذِي لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ: إِنَّهُ ليُوخَف فِي الطِّينِ، مِثْلَ يُوخِف الخِطْميّ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: إِنَّهُ لمُوخِف أَي يُوخِف زِبْله كَمَا يُوخَف الخِطميُّ، ويقال له العَجّان أَيضاً، وَهُوَ مِنْ كِنَايَاتِهِمْ. والوَخْفَة والوَخَفَة: شِبْهُ الخَرِيطة من أَدم.
ودف: وَدَفَ الإِناءُ: قطَر. والوَدْفَةُ: الشَّحْمَةُ. ووَدَفَ الشحْمُ وَنَحْوُهُ يَدِفُ: سالَ وقطَر. واسْتَوْدَفْتُ الشَّحْمَةَ أَيِ اسْتَقْطرْتها فَوَدَفْتُ. واسْتَوْدَفَتِ المرأَةُ مَاءَ الرَّجُلِ إِذَا اجْتَمَعَتْ تَحْتَهُ وتقبَّضت لئلَّا يَفْتَرِقَ الْمَاءُ فَلَا تَحْمِلُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والأُدافُ: الذَّكَرُ لقَطَرانه، الْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهُوَ مِمَّا لَزِمَ فِيهِ الْبَدَلُ إِذْ لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا وُدَاف. وَفِي الْحَدِيثِ:
فِي الأُدَاف الدِّيَةُ
، يَعْنِي الذَّكَرَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: سَمَّاهُ بِمَا يَقْطُر مِنْهُ مَجَازًا وقلَب الْوَاوَ هَمْزَةً. التَّهْذِيبُ: والأُدَاف والأُذاف، بِالدَّالِ وَالذَّالِ، فَرْجُ الرَّجُلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَوْلَجَ فِي كعثَبِها الأُدَافَا
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قِيلَ لَهُ أُدَاف لِمَا يَدِفُ مِنْهُ أَي
يقطُر مِنَ الْمَنِيِّ والمَذي وَالْبَوْلِ، وَكَانَ فِي الأَصل وُدافاً، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً لِانْضِمَامِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ، وَهُوَ فِي الأَصل وُقِّتت. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لبُظارة المرأَة الوَدَفَةُ والوَذَفَةُ والوَذَرَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبو الطَّيِّبِ اللُّغَوِيُّ أَن الْمَنِيَّ يُسَمَّى الوَدْف والوُداف، بِضَمِّ الْوَاوِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فِي الْوُدَافِ الغُسل
؛ الوُدَاف الَّذِي يَقْطُرُ مِنَ الذَّكَرِ فَوْقَ الْمَذْيِ. وَفُلَانٌ يَسْتوْدِفُ مَعْرُوفَ فُلَانٍ أَي يسأَله. واسْتَوْدَفَ اللَّبَن: صَبَّهُ فِي الإِناء. والوَدْفَة والوَدِيفَة: الرَّوْضة النَّاضِرَةُ المُتَخيِّلة. وَقَالَ أَبو حَازِمٍ: الوَدَفَة، بِفَتْحِ الدَّالِّ، الرَّوْضَةُ الْخَضْرَاءُ مِنْ نَبْتٍ، وَقِيلَ الْخَضْرَاءُ الْمَمْطُورَةُ اللَّيِّنَةُ العُشبِ، وَقَالُوا: أَصبحت الأَرض كُلُّهَا وَدَفَة وَاحِدَةً خِصْباً إِذَا اخْضَرَّتْ كُلُّهَا. قَالَ أَبو صَاعِدٍ: يُقَالُ وَدِيفَة مِنْ بَقْلٍ وَمِنْ عُشب إِذَا كَانَتِ الرَّوْضَةُ نَاضِرَةً مُتَخَيَّلَةً يُقَالُ: حَلُّوا فِي وَدِيفَة مُنْكَرة وَفِي غَذِيمة مُنْكَرَةٍ. ووَدْفَةُ الأَسدي: مِنْ شُعرائهم.
وذف: الوَذْفُ والوَذَفَانُ: مِشْية فِيهَا اهْتِزاز وتَبَخْتُر، وَقَدْ وَذَفَ وتَوَذَّفَ. والتَّوَذُّفُ: الإِسْراع. وفَعلَ ذَلِكَ وَذْفَان كَذَا أَي حِدثانه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، عليه السلام، نَزَلَ بأُم مَعْبَد وَذْفَان مَخْرجِه إِلَى الْمَدِينَةِ
أَي عِنْدِ مَخْرَجِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ كَمَا تَقُولُ حِدثانَ مَخْرَجِهِ وسُرْعانه. والتَّوذُّف: مُقَارَبَةُ الْخَطْوِ وَالتَّبَخْتُرُ فِي الْمَشْيِ، وَقِيلَ: الإِسراع. ووَذْفَة: مَوْضِعٌ. التَّهْذِيبُ: الأُداف والأُذاف فَرْجُ الرَّجُلِ. والوَذَفَة والوَذَرةُ بُظارة المرأَة؟
وَرُوِيَ أَن الْحَجَّاجَ قَامَ يَتَوَذَّفُ بِمَكَّةَ فِي سِبْتَيْنِ لَهُ بَعْدَ قَتْلِهِ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَسماء بِنْتَ أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنهما
؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّوَذُّف التَّبَخْتُرُ، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: التَّوَذُّف الإِسراع؛ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:
يُعطي النَّجائبَ بالرِّحال كأَنَّها
…
بَقَرُ الصَّرائم، والجِيادَ تَوَذَّفُ
أَراد وَيُعْطِي الجِيادَ، وَيُقَالُ: مرَّ يَتَوَذَّف، بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ، إِذَا مَرَّ يُقارب الْخَطْوَ ويحرك مَنكِبيه.
ورف: ورَفَ النبتُ وَالشَّجَرُ يَرِفُ وَرْفاً ووَرَفاً ووَريفاً ووُروفاً: تنعَّم واهتزَّ. ورأَيت لخُضرته بَهْجة مِنْ ريِّه ونَعْمته، وَهُوَ وَارِفٌ أَي نَاضِرٌ رَفّاف شَدِيدُ الْخُضْرَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا لُغَتَانِ رَفَّ يَرِفُّ ووَرَفَ يَرِفُ، وَهُوَ الرَّفِيف والوَرِيف. ووَرَفَ الظلُّ: اتَّسع. ابْنُ الأَعرابي: أَوْرَف الظلُّ ووَرَفَ ووَرَّفَ إِذَا طَالَ وامتدَّ، والظلُّ وَارِفٌ أَي وَاسِعٌ مُمْتَدُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ زِمَامَ النَّاقَةِ:
وأَحْوى كأَيمِ الضالِ أَطْرَقَ بعدَ ما
…
حَبا تحتَ فَيْنانٍ، مِنَ الظِّلِّ، وَارِف
وَارِف: نَعْتٌ لفَينان، والفَينانُ: الطَّوِيلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمُعَقِّر بْنِ حِمَارٍ الْبَارِقِيِّ:
مِنَ اللَّائي سَنابِكُهُنَّ شُمٌّ،
…
أَخَفَّ مُشاشَها لَيْنٌ وَرِيفُ
وَقَدْ وَرَفَ الظلُّ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيفاً أَي اتَّسع.
وزف: وَزَفَ البعيرُ وَغَيْرُهُ وَزْفاً ووَزِيفاً ووَزْفَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَهِيَ مُسْترابة: أَسرعَ الْمَشْيَ، وَقِيلَ: قارَب خُطاه كزفَّ. ابْنُ الأَعرابي: وَزَفَ وأَوْزَفَ إَذا أَسرع. والوَزِيف: سُرعة السيرِ مِثْلُ الزَّفِيف. وَفِي بَعْضِ
الْقِرَاءَاتِ:
فأَقْبلوا إِلَيْهِ يَزِفُون
، بِتَخْفِيفِ الْفَاءِ، مِنْ وَزَفَ يَزِفُ إِذَا أَسرع مِثْلُ زَفَّ يَزِفُّ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قرأَ بِهِ حَمْزَةُ عَنِ الأَعمش عَنِ ابْنٍ وثَّاب؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا أَعرف وَزَفَ يَزِفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَقَدْ قُرِئَ بِهِ؛ قَالَ: وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُهَا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عَرَفَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ يَزِفُون، بِالتَّخْفِيفِ، بِمَعْنَى يُسرعون. ووَزَفَه وَزْفاً: اسْتَعْجَلَهُ، يَمَانِيَّةٌ. ووَزَفَ إِلَيْهِ: دَنَا. وتَوَازَف الْقَوْمُ: دَنَا بعضُهم مِنْ بَعْضٍ؛ كِلْتَاهُمَا عَنْ ثَعْلَبٍ. والتَوَازُف: المُناهدة فِي النفَقات. يُقَالُ: تَوَازَفُوا بَيْنَهُمْ، وَقَالَ: هِيَ صَحِيحَةٌ؛ وأَنشد:
عِظام الجِفانِ بالعشيّةِ والضُّحى،
…
مَشايِيط للأَبْدانِ عند التَّوَازُفِ «2»
وسف: الوَسْف: تَشَقُّقٌ يبْدو فِي الْيَدِ وَفِي فَخِذِ الْبَعِيرَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الوَسْف تَشَقُّقٌ يَبْدُو فِي مقدَّم فَخِذِ الْبَعِيرِ وَعَجُزِهِ عِنْدَ مؤخَّر السِّمَن والاكْتناز، ثُمَّ يَعُم جَسَدَهُ فيَتقشَّر جلدُه ويَتَوَسَّفُ، وَقَدْ تَوَسَّفَ، وَرُبَّمَا تَوَسَّفَ الْجِلْدُ مِنْ دَاءٍ وقُوباء، وتَوَسَّفَتِ التَّمْرَةُ كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يعفُر:
وكنتُ، إِذَا مَا قُرِّبَ الزادُ، مُولَعاً
…
بكلِّ كُمَيْتٍ جَلْدةٍ لَمْ تُوَسَّفِ
كُمَيْتٌ: تَمرة حَمْرَاءُ إِلَى السَّوَادِ. وجَلْدة: صُلبة. لَمْ تُوَسَّف: لَمْ تُقَشَّر. وتَوَسَّفَتْ أَوبار الإِبل: تَطَايَرَتْ عَنْهَا وَافْتَرَقَتْ. الْفَرَّاءُ: وَسَّفْتُه إِذَا قَشَرْتَهُ. وَتَمْرَةٌ مُوَسَّفَة: مَقْشُورَةٌ. أَبو عَمْرٍو: إِذَا سَقَطَ الْوَبَرُ أَو الشَّعَرِ مِنَ الْجِلْدِ وَتَغَيَّرَ قِيلَ تَوَسَّفَ. والتَوَسُّفُ: التقشُّر؛ قَالَ جَرِيرٌ:
وَهَذَا ابنُ قَيْنٍ جِلْدُه يَتَوَسَّفُ
ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للقَرْح والجُدَرِيّ إِذَا يَبِس وتقَرَّف وَلِلْجَرَبِ أَيضاً فِي الإِبل إِذَا قفَل: قَدْ تَوَسَّفَ جِلْدُهُ وَتَقَشْقَشَ جِلْدُهُ، كله بمعنى.
وصف: وَصَفَ الشيءَ لَهُ وَعَلَيْهِ وَصْفاً وصِفَةً: حَلَّاه، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وَقِيلَ: الوَصْف الْمَصْدَرُ والصِّفَةُ الحِلْية، اللَّيْثُ: الوَصْف وَصْفُكَ الشَّيْءَ بحِلْيته ونَعْته. وتَوَاصَفُوا الشيءَ مِنَ الْوَصْفِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى مَا تَصِفُونَ
؛ أَراد مَا تَصِفُونَهُ مِنَ الْكَذِبِ. واسْتَوْصَفَهُ الشيءَ: سأَله أَن يَصفه لَهُ. واتَّصَفَ الشيءُ: أَمكن وصْفُه؛ قَالَ سُحَيْمٌ:
وَمَا دُمْيةٌ مِنْ دُمى مَيْسَنانَ،
…
مُعْجِبةً نَظَراً واتِّصَافا «3»
اتَّصَفَ مِنَ الْوَصْفِ. واتَّصَفَ الشَّيْءُ أَي صَارَ مُتَوَاصِفاً؛ قَالَ طرَفة بْنُ الْعَبْدِ:
إِنِّي كَفانيَ مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ
…
جارٌ، كَجَارِ الحُذاقيِّ الَّذِي اتَّصَفَا
أَي صَارَ مَوْصُوفًا بحُسْن الجِوار. ووَصَفَ المُهْرُ: توجَّه لحُسْنِ السَّيْرِ كأَنه وصَف الشَّيْءَ. وَيُقَالُ لِلْمَهْرِ إِذَا تَوَجَّهَ لِشَيْءٍ مِنْ حُسن السَّيْرِ: قَدْ وَصَفَ مَعْنَاهُ أَنه قَدْ وصفَ الْمَشْيَ. يُقَالُ: مَهُر حِينَ وَصَفَ. ووَصَفَ المُهرُ إِذَا جَادَ مشْيُه؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
إِذَا مَا أَدْلَجَتْ، وَصَفَتْ يَدَاهَا
…
لَهَا الإِدْلاجَ، لَيلةَ لا هُجوع
(2). قوله [عند] كتب بإزائه في طرة الأصل غير وهو الذي في شرح القاموس.
(3)
. قوله [دمية من دمى] أَنشده في مادة ميس: قرية من قرى، وأراد الشاعر مَيْسَانَ فَاضْطَرَّ فَزَادَ النُّونَ كما نبه عليه المؤلف هناك.
يُرِيدُ أَجادت السَّيْرَ. وَقَالَ الأَصمعي: أَي تَصِف لَهَا إدلاجَ اللَّيْلَةَ الَّتِي لَا تَهْجَعُ فِيهَا؛ قَالَ القُطامي:
وقِيدَ إِلَى الظَّعِينةِ أَرْحَبيٌّ،
…
جُلالٌ هَيْكَلٌ يَصِفُ القِطارا
أَي يَصِفُ سِيرةَ القِطار. وبَيْعُ المُوَاصَفَةِ: أَن يَبِيعَ الشَّيْءَ مِنْ غَيْرِ رُؤية. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ أَنه كَرِهَ المُوَاصَفَةَ فِي الْبَيْعِ
؛ قَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ: إِذَا بَاعَ شَيْئًا عِنْدَهُ عَلَى الصِّفَةِ لَزِمَهُ الْبَيْعُ؛ وَقَالَ إِسْحَاقُ كَمَا قَالَ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا بَيْعٌ عَلَى الصِّفَةِ الْمَضْمُونَةِ بِلَا أَجل يُميَّز لَهُ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وأَهلُ مَكَّةَ لَا يُجِيزُونَ السَّلَم إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَى أَجل مَعْلُومٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: بَيْعُ المُوَاصَفَة هُوَ أَن يَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ ثُمَّ يَبتاعَه فيدفَعَه إِلَى الْمُشْتَرِي، قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه بَاعَ بِالصِّفَةِ مِنْ غَيْرِ نَظر وَلَا حِيازَة مِلك. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِنْ لَا يَشِفّ فَإِنَّهُ يَصِفُ
أَي يَصِفُهَا، يُرِيدُ الثَّوْبَ الرَّقِيقَ إِنْ لَمْ يَبِنْ مِنْهُ الجَسد فَإِنَّهُ لرقَّته يَصِفُ الْبَدَنَ فَيَظْهَرُ مِنْهُ حَجْم الأَعضاء، فَشَبَّهَ ذَلِكَ بِالصِّفَةِ كَمَا يَصِفُ الرَّجُلُ سِلْعَته. وَغُلَامٌ وَصِيف: شَابٌّ، والأُنثى وَصِيفَة. وَفِي حَدِيثُ
أُم أَيمن: أَنها كَانَتْ وَصِيفَة لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ
أَي أَمة، وَقَدْ أَوْصَفَ ووَصُفَ وَصَافَةً. ابْنُ الأَعرابي: أَوْصَفَ الوصِيفُ إِذَا تمَّ قَدُّه، وأَوْصَفَتِ الْجَارِيَةُ، ووَصِيفٌ ووُصَفَاء ووَصِيفَة ووَصَائِفُ. وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَقَالَ: وَصِيفٌ بَيِّنُ الوَصَافَةِ، وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: بيِّن الإِيصَافِ، وأَدْخلاه فِي الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعال لَهَا. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ، رضي الله عنه: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنت وموتٌ يُصِيب الناسَ حَتَّى يَكُونَ البيتُ بالوَصِيف؟
الوَصِيف: الْعَبْدُ، والأَمة وَصِيفَةٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ أَن الْمَوْتَ يَكْثُرُ حَتَّى يَصِيرَ موضعُ قَبْرٍ يُشترى بِعَبْدٍ مِنْ كَثْرَةِ الْمَوْتِ، مِثْلُ المُوتان الَّذِي وَقَعَ بِالْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا. وَبَيْتُ الرَّجُلِ: قَبَرُهُ، وَقَبْرُ الْمَيِّتِ: بَيْتُهُ. والوَصِيف: الْخَادِمُ، غُلَامًا كَانَ أَو جَارِيَةً. وَيُقَالُ وَصُفَ الغلامُ إِذَا بَلَغَ الخِدمة، فَهُوَ وَصِيف بَيِّنُ الوَصَافَة، وَالْجَمْعُ وُصَفَاء. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْجَارِيَةِ وَصِيفَة بَيِّنَةُ الوَصَافَة والإِيصَاف، وَالْجَمْعُ الوَصَائِف. واسْتَوْصَفْت الطبيبَ لِدَائِي إِذَا سأَلته أَن يَصِفَ لَكَ مَا تَتعالج بِهِ. والصِّفَة: كالعِلْم وَالسَّوَادِ. قَالَ: وأَما النَّحْوِيُّونَ فَلَيْسَ يُرِيدُونَ بِالصِّفَةِ هَذَا لأَن الصِّفَةَ عِنْدَهُمْ هِيَ النَّعْتُ، وَالنَّعْتُ هُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ نَحْوُ ضَارِبٍ، وَالْمَفْعُولِ نَحْوُ مَضْرُوبٍ وَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمَا مِنْ طَرِيقِ الْمَعْنَى نَحْوُ مِثْلٍ وَشِبْهٍ، وَمَا يَجْرِي مَجْرَى ذَلِكَ، يَقُولُونَ: رأَيت أَخاك الظَّريفَ، فالأَخ هُوَ الْمَوْصُوفُ، وَالظَّرِيفُ هُوَ الصِّفَةُ، فَلِهَذَا قَالُوا لَا يَجُوزُ أَن يُضَافَ الشَّيْءُ إِلَى صِفَتِهِ كَمَا لَا يَجُوزُ أَن يُضَافَ إِلَى نَفْسِهِ لأَن الصِّفَة هِيَ الْمَوْصُوفُ عِنْدَهُمْ، أَلا تَرَى أَن الظريف هو الأَخ؟
وطف: الوَطَفُ: كَثْرَةُ شَعْرِ الْحَاجِبَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ والأَشفار مَعَ اسْترخاء وَطُولٍ، وَهُوَ أَهون مِنَ الزَّبَب، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الأُذُن؛ رَجُلٌ أَوْطَفُ بيِّن الوَطَف وامرأَة وَطْفَاء إِذَا كَانَا كَثِيرَيْ شَعْرِ أَهداب الْعَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ
أُم مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: أَنه كَانَ فِي أَشفاره وَطَفٌ
؛ الْمَعْنَى أَنه كَانَ فِي هُدْب أَشفار عَيْنَيْهِ طُولٌ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
أَنَّهُ كَانَ أَهْدَب الأَشْفار
أَي طويلَها، وَقَدْ وَطِفَ يَوْطَفُ، فَهُوَ أَوْطَفُ. وَبَعِيرٌ أَوْطَف: كَثِيرُ الوبَر سَابِغُهُ. وَعَيْنٌ وَطْفَاء: فَاضِلَةُ الشُّفْر مُسْتَرخية النَّظَرِ. وَظَلَامٌ أَوْطَفُ: مُلْبِس دانٍ، وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الشِّعْرِ. وسَحاب
أَوْطَفُ: فِي وَجْهِهِ كالحِمل الثَّقِيلِ، وَسَحَابَةٌ وَطْفَاء بَيِّنَةُ الوَطَف كَذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِيهِ اسْتِرْخَاءٌ فِي جَوَانِبِهِ لِكَثْرَةِ الْمَاءِ. أَبو زَيْدٍ: الوَطْفَاء الدِّيمة السَّحُّ الحَثيثةُ، طَالَ مَطَرُهَا أَو قصُر، إِذَا تَدلَّت ذُيُولُها؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
دِيمة هَطْلاء فِيهَا وَطَف
وعامٌ أَوْطَفُ: مُخْصِب كَثِيرُ الْخَيْرِ. وعَيْش أَوْطَفُ: نَاعِمٌ وَاسِعٌ رَخِيٌّ. وَخُذْ مَا أَوْطَفَ لَكَ أَي مَا أَشرفَ وَارْتَفَعَ، كَقَوْلِهِمْ: خُذْ مَا طَفَّ لَكَ. ووَطَفَ وطْفاً: طَرَد الطَّرِيدة وَكَانَ فِي أَثرها. ووَطَفَ الشيءَ عَلَى نَفْسِهِ وَطْفاً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ.
وظف: الوَظِيفَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا يُقدَّر لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رِزق أَو طَعَامٍ أَو علَف أَو شَراب، وَجَمْعُهَا الوَظَائِفُ والوُظُفُ. ووَظَفَ الشيءَ عَلَى نَفْسِهِ ووَظَّفَه تَوْظِيفاً: أَلزمها إِيَّاهُ، وَقَدْ وَظَّفْت لَهُ تَوْظِيفاً عَلَى الصَّبِيِّ كُلَّ يَوْمٍ حِفْظَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل. والوَظِيفُ لِكُلِّ ذِي أَربع: مَا فَوْقَ الرُّسْغ إِلَى مَفْصِل السَّاقِ. ووَظِيفا يَدَيِ الْفَرَسِ: مَا تَحْتَ رُكْبَتَيْه إِلَى جَنْبَيْهِ، ووَظِيفَا رِجْلَيْهِ: مَا بَيْنَ كَعْبَيْهِ إِلَى جَنْبَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الوَظِيفُ مِنْ رُسْغَي الْبَعِيرِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ فِي يَدَيْهِ، وأَما فِي رِجْلَيْهِ فَمِنْ رُسغيه إِلَى عُرقوبيه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَوْظِفَة ووُظُف. ووَظَفْت الْبَعِيرَ أَظِفُه وَظْفاً إِذَا أَصبت وَظِيفَه. الْجَوْهَرِيُّ: الوَظِيف مُسْتدَقُّ الذِّراع وَالسَّاقِ مِنَ الْخَيْلِ والإِبل وَنَحْوِهِمَا، وَالْجَمْعُ الأَوْظِفَة. وَفِي حَدِيثِ حَدِّ الزِّنَا:
فَنَزَعَ لَهُ بوَظِيف بَعِيرٍ فَرَمَاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ
؛ قَالَ: وَظِيف الْبَعِيرِ خُفُّه وَهُوَ لَهُ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ. وَقَالَ الأَصمعي: يُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ أَن تَعْرُض أَوْظِفَة رِجْلَيْهِ وتَحْدَب أَوْظِفَة يَدَيْهِ. ووَظَفْت البعيرَ إِذَا قصَّرت قَيْده. وجاءَت الإِبل عَلَى وَظِيف وَاحِدٍ إِذَا تَبِع بعضُها بَعْضًا كأَنها قِطار، كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه عِنْدَ ذَنْبِ صَاحِبِهِ. وَجَاءَ يَظِفُه أَي يَتبَعُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: وَظَفَ فُلَانٌ فُلَانًا يَظِفُه وَظْفاً إِذَا تَبِعَهُ، مأْخوذ مِنَ الوَظِيف. وَيُقَالُ: إِذَا ذَبَحْتَ ذَبِيحَةً فاسْتَوْظِفْ قطعَ الحُلقوم والمَرِيء والوَدَجَيْن أَي اسْتَوْعِب ذَلِكَ كُلَّهُ؛ هَكَذَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ؛ وَقَوْلُهُ:
أَبْقَتْ لَنَا وقَعاتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَةً،
…
مَا هَبّتِ الرِّيحُ والدُّنيا لَهَا وُظُف
أَي دُوَل. وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ شِبْهُ الدُّوَل مرَّة لِهَؤُلَاءِ وَمَرَّةً لِهَؤُلَاءِ، جَمْعُ الوَظِيفَة.
وعف: ابْنُ الأَعرابي: الوُعُوف، بِالْعَيْنِ، ضَعْفُ الْبَصَرِ. قَالَ الأَزهري: جَاءَ بِهِ فِي بَابِ الْعَيْنِ وَذَكَرَ مَعَهُ العُوُوف، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَإِنَّهُ ذَكَرَ عَنْ أَصحابه الوَغْف، بِالْغَيْنِ، ضَعْف الْبَصَرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي بَابٍ آخَرَ: أَوْعَفَ الرجلُ إِذَا ضعُف بَصَرُهُ، وكأَنهما لُغَتَانِ بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ. والوَعْفُ: مَوْضِعٌ غَلِيظٌ، وَقِيلَ: مَنْقَعُ مَاءٍ فِيهِ غِلَظ، وَالْجَمْعُ وِعَافٌ.
وغف: الوَغْفُ والإِيغَافُ: ضَعف الْبَصَرِ؛ الأَزهري: رأَيت بِخَطِّ الإِياديِّ فِي الوغْف قَالَ: فِي كِتَابِ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ لأَبي سَعْدٍ المَعْني:
لعَيْنَيْك وَغْفٌ، إِذْ رأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ
…
يُقَسْبِرُها بفَرْقَمٍ يَتَزَبَّدُ
قَالَ: هَكَذَا قَيَّدَهُ بِفَرْقَمٍ، يُرِيدُ الحَشفةَ بِالْفَاءِ وَالْقَافِ:
إِذَا انْتَشَرَتْ حَسِبْتَها ذاتَ هَضْبةٍ،
…
تَرَمَّزُ فِي أَلغازِها وتَرَدَّدُ
وَرَوَى عَرْقم قَالَ: وأَنا وَاقِفٌ فِيهِ. والقَسْبرة: النِّكَاحُ. والوَغْف: السُّرْعة، وَقِيلَ: سُرْعَةُ العدْو؛ وأَنشد:
وأَوْغَفَتْ شَوارِعاً وأَوْغَفَا
وَقَدْ أَوْغَفَ إِذَا سَارَ سَيْرًا مُتْعِباً. وأَوْغَفَ إِذَا عَمِشَ. وأَوْغَفَ إِذَا أَكل مِنَ الطَّعَامِ مَا يَكْفِيهِ. والإِيغَافُ: سُرعة ضَرب الْجَنَاحَيْنِ. والإِيغَاف: سُرْعَةُ العَدو. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِيغَاف التحرُّك. وأَوْغَفَتِ المرأَة إِيغَافاً إِذَا ارْتَهَزَت عِنْدَ الجِماع تَحْتَ الرَّجُلِ؛ وأَنشد لرِبْعي الدُّبَيْريّ:
لَمَّا دَحاها بمِتَلٍّ كالصَّقْب،
…
وأَوْغَفَتْ لِذَاكَ إِيغَافَ الكلْب
قَالَتْ: لَقَدْ أَصبحْتَ قَرْماً ذَا وَطْب،
…
لِمَا يُديمُ الحُبَّ مِنْهُ فِي القَلْب
والوَغْف: قِطْعة أَدم أَو كِساء أَو شَيْءٌ يُشدّ عَلَى بَطْنِ التيْس لئلَّا يَنْزُو أَو يشرَب بوله.
وَقَفَ: الوُقُوف خِلَافُ الجُلوس، وَقَفَ بِالْمَكَانِ وَقْفاً ووُقُوفاً، فَهُوَ وَاقِف، وَالْجَمْعُ وُقْف ووُقُوف، وَيُقَالُ: وَقَفَتِ الدابةُ تَقِفُ وُقُوفاً، ووَقَفْتُها أَنا وَقْفاً. ووَقَّفَ الدابةَ: جَعَلَهَا تَقِف؛ وَقَوْلُهُ:
أَحْدَثُ مَوْقِفَ مِنْ أُم سَلْمٍ
…
تَصَدِّيها، وأَصْحابي وُقُوفُ
وُقُوفٌ فوقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ،
…
بَراهُنَّ الإِناخةُ والوَجِيفُ
إِنَّمَا أَراد وُقُوف لإِبلهم وَهُمْ فَوْقَهَا؛ وَقَوْلُهُ:
أَحدث مَوْقِف مِنْ أُم سَلْمِ
إِنَّمَا أَراد أَحدث مَوَاقِفَ هِيَ لِي مِنْ أُم سلْم أَو مِنْ مَوَاقِفِ أُم سلْم، وَقَوْلُهُ تَصَدِّيها إِنَّمَا أَراد مُتصدّاها، وَإِنَّمَا قُلْتُ هَذَا لأُقابل المَوْقِف الَّذِي هُوَ الْمَوْضِعُ بالمُتصدَّى الَّذِي هُوَ الْمَوْضِعُ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مُقَابَلَةَ اسْمٍ بَاسِمٍ، وَمَكَانٍ بِمَكَانٍ، وقد يكون مَوْقِفِي هاهنا وُقُوفي، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَالتَّصَدِّي عَلَى وَجْهِهِ أَي أَنه مَصْدَرٌ حِينَئِذٍ، فَقَابَلَ الْمَصْدَرَ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِمَّا جَاءَ شَاهِدًا عَلَى أَوْقَفْتُ الدَّابَّةَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَقَوْلُهَا، والرِّكابُ مُوقَفَةٌ:
…
أَقِمْ عَلَيْنَا أَخي، فَلَمْ أُقِمِ
وَقَوْلُهُ:
قُلْتُ لَهَا: قِفِي لَنَا، قَالَتْ: قافْ
إِنَّمَا أَراد قَدْ وَقَفْتُ فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْقَافِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَوْ نَقَلَ هَذَا الشَّاعِرُ إِلَيْنَا شَيْئًا مِنْ جُمْلَةِ الْحَالِ فَقَالَ مَعَ قَوْلِهِ قَالَتْ قَافْ: وأَمسكَت زِمَامَ بَعِيرِهَا أَو عاجَته عَلَيْنَا، لَكَانَ أَبين لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ وأَدل، عَلَى أَنها أَرادت قِفِي لَنَا قِفِي لَنَا أَي تَقُولُ لِي قِفِي لَنَا مُتَعَجِّبَةً مِنْهُ، وَهُوَ إِذَا شاهَدها وَقَدْ وقَفَتْ عَلِمَ أَن قَوْلَهَا قَافْ إجابةٌ لَهُ لَا رَدّ لِقَوْلِهِ وتعَجُّب مِنْهُ فِي قَوْلِهِ قِفِي لَنَا. اللَّيْثُ: الوَقْف مَصْدَرُ قَوْلِكَ وَقَفْتُ الدابةَ ووَقَفْت الْكَلِمَةَ وَقْفاً، وَهَذَا مُجاوِز، فَإِذَا كَانَ لَازِمًا قُلْتُ وَقَفَتْ وُقوفاً. وَإِذَا وَقَّفْتَ الرجلَ عَلَى كَلِمَةٍ قُلْتُ: وَقَّفْتُه تَوْقِيفاً. ووَقَفَ الأَرض عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَفِي الصِّحَاحِ لِلْمَسَاكِينِ، وَقْفاً: حبسَها، ووَقَفْتُ الدابةَ والأَرضَ وكلَّ شَيْءٍ، فأَما أَوْقَفَ فِي جَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الدَّوَابِّ والأَرضين وَغَيْرِهِمَا فَهِيَ
لُغَةٌ رَديئة؛ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: إِلَّا أَني لَوْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ وَاقِف فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَوْقَفَك هاهنا، لرأَيته حسَناً. وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا أَوْقَفَك هاهنا وأَيُّ شيء أَوْقَفَك هاهنا أَي أَيُّ شَيْءٍ صيَّرك إِلَى الوُقُوف، وَقِيلَ: وَقَفَ وأَوْقَفَ سَوَاءٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَوْقَفْت إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوقَفْت عَنِ الأَمر الَّذِي كُنْتُ فِيهِ أَي أَقْلَعْت؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
قَلَّ فِي شَطِّ نَهْروانَ اغْتِماضِي،
…
ودَعاني هَوى العُيونِ المِراضِ
جامِحاً فِي غَوايَتي، ثم أَوقَفْتُ
…
رِضاً بالتُّقَى، وذُو البِرِّ رَاضِي
قَالَ: وَحَكَى أَبو عَمْرٍو كَلِمَتَهُمْ ثُمَّ أَوْقَفْت أَي سكتُّ، وَكُلُّ شَيْءٍ تُمسك عَنْهُ تَقُولُ أَوْقَفت، وَيُقَالُ: كَانَ عَلَى أَمْر فأَوْقَفَ أَي أَقصَر. وَتَقُولُ: وَقَفْت الشَّيْءَ أَقِفه وَقْفاً، وَلَا يُقَالُ فِيهِ أَوقفت إِلَّا عَلَى لُغَةٍ رَدِيئَةٍ. وَفِي كِتَابِهِ لأَهل نجْرانَ: وَأَنْ لَا يُغيَّرَ وَاقِف مِنْ وِقِّيفَاه؛ الوَاقِف: خَادِمُ البِيعة لأَنه وقَف نفسَه عَلَى خِدْمتها، والوِقِّيفَى، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ: الْخِدْمَةُ، وَهِيَ مَصْدَرٌ كالخِصِّيصى والخِلِّيفى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ
، يَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ أَوجه: جَائِزٌ أَن يَكُونُوا عَايِنُوهَا، وَجَائِزٌ أَن يَكُونُوا عَلَيْهَا وَهِيَ تَحْتُهُمْ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَجود أَن يَكُونَ مَعْنًى وُقِفُوا عَلَى النَّارِ أُدخلوها فعرَفوا مِقدار عَذَابِهَا كَمَا تَقُولُ: وَقَفْت عَلَى مَا عِنْدَ فُلَانٍ تُرِيدُ قَدْ فَهِمته وتبيَّنْته. وَرَجُلٌ وَقَّاف: مُتَأَنٍّ غَيْرُ عَجِل؛ قَالَ:
وَقَدْ وَقَّفَتْني بينَ شكٍّ وشُبْهةٍ،
…
وَمَا كُنْتُ وَقَّافاً عَلَى الشُّبُهات
وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: أَنَّ الْمُؤْمِنَ وَقَّاف مُتَأَنٍّ وَلَيْسَ كحاطِب اللَّيْلِ
؛ والوَقَّاف: الَّذِي لَا يَسْتَعْجِلُ فِي الأُمور، وَهُوَ فَعّال مِنَ الوُقُوف. والوَقَّاف: المُحْجِم عَنِ الْقِتَالِ كأَنه يَقِف نَفْسَهُ عَنْهُ وَيَعُوقُهَا؛ قَالَ دُرَيْدٌ:
وإنْ يَكُ عبدُ اللَّهِ خلَّى مكانَه،
…
فَمَا كَانَ وَقَّافاً، وَلَا طائشَ اليدِ
ووَاقَفَه مُوَاقَفَةً ووِقَافاً: وقفَ مَعَهُ فِي حَرْبٍ أَو خُصومة. التَّهْذِيبُ: أَوْقَفْت الرجلَ عَلَى خِزْيِه إِذَا كُنْتُ لَا تَحْبِسُهُ بِيَدِكَ، فأَنا أُوقِفُه إيقَافاً، قَالَ: وَمَا لَكَ تَقِف دَابَّتَكَ تَحْبِسُهَا بِيَدَكَ. والمَوْقِفُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تقِف فِيهِ حَيْثُ كَانَ. وتَوْقِيفُ النَّاسِ فِي الْحَجِّ: وُقوفهم بالمواقِف. والتَّوْقِيف: كالنَّصّ، وتَوَاقَفَ الْفَرِيقَانِ فِي القِتال. ووَاقَفْتُه عَلَى كَذَا مُوَاقَفَةً ووِقَافاً واسْتَوْقَفْتُه أَي سأَلته الوقُوف. والتَّوَقُّف فِي الشَّيْءِ: كالتلَوُّم فِيهِ. وأَوْقَفْت الرَّجُلَ عَلَى كَذَا إِذَا لَمْ تَحْبِسْهُ بِيَدِكَ. والوَاقِفَة: القدَم، يَمَانِيَةٌ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والمِيقَف والمِيقَاف: عُود أَو غَيْرُهُ يسكَّن بِهِ غلَيان القِدر كأَنّ غَلَيَانَهَا يُوقف بِذَلِكَ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمَوْقُوف مِنْ عَروض مَشْطُور السَّريع والمُنْسَرِح: الْجُزْءُ الَّذِي هُوَ مَفْعُولَانِ، كَقَوْلِهِ:
يَنْضَحْنَ فِي حافاتِها بالأَبْوالْ
فَقَوْلُهُ بالأَبوال مفعولانْ أَصله مفعولاتُ أُسكنت التَّاءُ فَصَارَ مفعولاتْ، فَنُقِلَ فِي التَّقْطِيعِ إِلَى مَفْعُولَانِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن حَرَكَةَ آخِرِهِ وُقِفَت فَسُمِّي مَوْقُوفاً، كَمَا سَمَّيْتُ مِنْ وقَطْ وَهَذِهِ الأَشياء الْمَبْنِيَةُ عَلَى سُكُونِ
الأَواخِر مَوْقُوفاً. ومَوْقِفُ المرأَةِ: يَدَاهَا وَعَيْنَاهَا وَمَا لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إِظْهَارِهِ. الأَصمعي: بَدَا مِنَ المرأَة مَوقِفُها وَهُوَ يَدَاهَا وَعَيْنَاهَا وَمَا لَا بدَّ لَهَا مِنْ إِظْهَارِهِ. وَيُقَالُ للمرأَة: إِنَّهَا لحسَنة المَوْقِفَين، وَهُمَا الْوَجْهُ والقدَم. الْمُحْكَمُ: وَإِنَّهَا لِجَمِيلَةُ مَوْقِف الراكِب يَعْنِي عَيْنَيْهَا وَذِرَاعَيْهَا، وَهُوَ مَا يَرَاهُ الرَّاكِبُ مِنْهَا. ووقَّفَتِ المرأَةُ يَدَيْهَا بالحِنّاء إِذَا نقَّطت فِي يَدَيْهَا نُقَطاً. ومَوْقِفُ الْفُرْسِ: مَا دخَل فِي وسَط الشَّاكِلَةِ، وَقِيلَ: مَوْقِفَاه الهَزْمتان اللَّتَانِ فِي كَشْحَيه. أَبو عُبَيْدٍ: المَوْقِفَان مِنَ الْفَرَسِ نُقْرتا خَاصِرَتَيْهِ. يُقَالُ: فَرَسٌ شَدِيدُ المَوْقِفَين كَمَا يُقَالُ شَديدُ الجَنْبَين وحَبِطُ الموْقِفَينِ إِذَا كَانَ عَظِيمَ الْجَنْبَيْنِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
شدِيدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأَنما
…
بِهِ نَفَسٌ، أَو قَدْ أَراد ليَزْفِرَا
وَقَالَ:
فَلِيق النَّسا حَبِط المَوْقِفَيْنِ،
…
يَسْتَنُّ كالصدَعِ الأَشْعَبِ
وَقِيلَ: مَوْقِف الدَّابَّةِ مَا أَشرف مِنْ صُلبه عَلَى خَاصِرَتِهِ. التَّهْذِيبُ: قَالَ بَعْضُهُمْ فَرَسٌ مُوَقَّف وَهُوَ أَبرشُ أَعلى الأُذنين كأَنهما مَنْقُوشَتَانِ بِبَيَاضٍ وَلَوْنُ سَائِرِهِ مَا كَانَ. والوَقِيفَةُ: الأُروِيَّةُ تُلْجِئها الْكِلَابُ إِلَى صَخْرَةٍ لَا مَخلَص لَهَا مِنْهَا فِي الْجَبَلِ فَلَا يُمْكِنُهَا أَن تَنْزِلَ حَتَّى تُصَادَ؛ قَالَ:
فَلَا تَحْسَبَنِّي شَحْمةً مِنْ وَقِيفَةٍ
…
مُطَرَّدةٍ مِمَّا تَصيدُكَ سَلْفَعُ
وَفِي رِوَايَةٍ: تَسَرَّطُها مِمَّا تَصِيدُكَ. وسَلْفَعُ: اسْمُ كَلْبَةٍ، وَقِيلَ: الوَقِيفَة الطَّريدة إِذَا أَعْيَت مِنْ مُطاردة الْكِلَابِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الوَقِيفَة الوَعِل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ الوَقِيفَة الأُرْوِيّة. وكلُّ مَوْضِعٍ حبسَته الْكِلَابُ عَلَى أَصحابه، فَهُوَ وَقِيفَة. ووَقَّفَ الْحَدِيثَ: بيَّنه. أَبو زَيْدٍ: وَقَّفْتُ الْحَدِيثَ تَوْقِيفاً وبيَّنته تَبْيِينًا، وَهُمَا وَاحِدٌ. ووَقَّفْتُه عَلَى ذَنْبِهِ أَي أَطلعته عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: وَقَّفْتُهُ عَلَى الْكَلِمَةِ تَوْقِيفاً. والوَقْف: الخَلْخال مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِضَّةِ والذَّبْل وَغَيْرِهِمَا، وأَكثر مَا يَكُونُ مِنَ الذَّبْلِ، وَقِيلَ: هُوَ السِّوار مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ السُّوَارُ مِنَ الذَّبل وَالْعَاجُ، وَالْجَمْعُ وُقُوف. والمَسَكُ إِذَا كَانَ مِنْ عَاجٍ فَهُوَ وَقْف، وَإِذَا كَانَ مِنْ ذَبْل فَهُوَ مَسَك، وَهُوَ كَهَيْئَةِ السِّوار. يُقَالُ: وَقَّفَتِ المرأَة تَوْقِيفاً إِذَا جَعَلَتْ فِي يَدَيْهَا الوقْف. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَمْرٍو: أَوْقَفَتِ الجاريةُ، جُعِلَتْ لَهَا وقْفاً مِنْ ذَبْل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى الوقْف السُّوَارُ مِنَ الْعَاجِ لِابْنِ مُقْبل:
كأَنه وَقْفُ عاجٍ بَاتَ مَكْنُونا «4»
والتَّوْقِيف: الْبَيَاضُ مَعَ السَّوَادِ. ووُقُوف القوسِ: أَوتارُها الْمَشْدُودَةُ فِي يَدِهَا وَرِجْلِهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّوْقِيف عقَب يُلْوَى عَلَى الْقَوْسِ رَطباً لَيّناً حَتَّى يَصِيرَ كالحَلْقة، مُشْتَقٌّ مِنَ الوَقْف الَّذِي هُوَ السُّوَارُ مِنَ الْعَاجِ؛ هَذِهِ حِكَايَةُ أَبي حَنِيفَةَ، جَعَلَ التَّوْقِيف اسْمًا كالتَّمْتين والتنْبيت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَبو حَنِيفَةَ لَا يُؤَمِّنُ عَلَى هَذَا، إِنَّمَا الصَّحِيحُ أَن يَقُولَ: التَّوْقِيف أَن يُلْوى العَقَبُ عَلَى الْقَوْسِ رَطْبًا حَتَّى يَصِيرَ كَالْحَلْقَةِ، فيُعَبَّر عَنِ الْمَصْدَرِ بِالْمَصْدَرِ، إلَّا أَنْ
(4). قوله [مكنونا] كذا بالأصل وكتب بإزائه: منكفتاً، وهو الذي في شرح القاموس.
يُثْبِتَ أَن أَبا حَنِيفَةَ مِمَّنْ يَعْرِفُ مِثْلَ هَذَا، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه لَيْسَ مِنْ أَهل الْعِلْمِ بِهِ وَلِذَلِكَ لَا آمَنُهُ عَلَيْهِ وأَحمله عَلَى الأَوسع الأَشيع. والتَّوْقِيف أَيضاً: لَيُّ العَقَب عَلَى الْقَوْسِ مِنْ غَيْرِ عيب. ابن شميل: والتَّوْقِيف أَن يُوَقِّف عَلَى طائفَي الْقَوْسِ بِمَضَائِغَ مِنْ عَقَب قَدْ جَعَلَهُنَّ فِي غِراء مِنْ دِمَاءِ الظِّباء فَيَجِئْنَ سوداً، ثم يُغْلى عَلَى الغِراء بصَدإِ أَطراف النَّبْل فَيَجِيءُ أَسود لَازِقًا لَا يَنْقَطِعُ أَبداً. ووَقْفُ التُّرْسِ: الْمُسْتَدِيرُ بِحَافَّتِهِ، حَدِيدًا كَانَ أَو قَرْناً، وَقَدْ وَقَّفَه. وضَرع مُوَقَّف: بِهِ آثَارُ الصِّرار؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
إبْلُ أَبي الحَبْحاب إبْلٌ تُعْرَفُ،
…
يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي مُجَفَّفٌ، بِالْجِيمِ، أَي ضَرْع كأَنه جُفٌّ وَهُوَ الوَطْب الخَلَقُ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ محفَّف، بِالْحَاءِ، أَي مُمْتَلِئٍ قَدْ حَفَّت بِهِ. يُقَالُ: حَفَّ الْقَوْمُ بِالشَّيْءِ وحفَّفوه أَحدقوا بِهِ. والتَّوْقِيفُ: الْبَيَاضُ مَعَ السَّوَادِ. وَدَابَّةٌ مُوَقَّفَة تَوْقِيفاً وَهُوَ شِيَتُها. وَدَابَّةٌ مُوَقَّفَة: فِي قَوَائِمِهَا خُطوط سُودُ؛ قَالَ الشَّمَّاخِ:
وَمَا أَرْوَى، وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا،
…
بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفَة حَرُونِ
وَاسْتَعْمَلَ أَبو ذُؤَيْبٍ التَّوْقِيف فِي العُقاب فَقَالَ:
مُوَقَّفَة القَوادِم والذُّنابَى،
…
كأَنَّ سَراتها اللَّبَن الحَلِيبُ
أَبو عُبَيْدٍ: إِذَا أَصاب الأَوْظِفَة بَيَاضٌ فِي مَوْضِعِ الوَقْف وَلَمْ يعْدها إِلَى أَسفل وَلَا فَوْقَ فَذَلِكَ التَّوْقِيف. وَيُقَالُ: فَرَسٌ مُوَقَّف. اللَّيْثُ: التَّوْقِيف فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ وَبَقَرَ الْوَحْشِ خُطوط سود؛ وأَنشد: شَيْباً مُوَقَّفاً. وَقَالَ آخَرُ:
لَهَا أُمٌّ مُوَقَّفَةٌ رَكُوبٌ،
…
بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَريرُ
وَرَجُلٌ مُوَقَّفٌ: أَصابته البَلايا هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ مُوَقَّفٌ عَلَى الْحَقِّ: ذَلول بِهِ. وَحِمَارٌ مُوَقَّفٌ؛ عَنْهُ أَيضاً: كُوِيتْ ذِرَاعَاهُ كَيّاً مُسْتَدِيرًا؛ وأَنشد:
كَوَيْنا خَشْرَماً فِي الرأْس عَشْراً،
…
ووَقَّفْنَا هُدَيْبةَ، إِذْ أَتانا
اللِّحْيَانِيُّ: المِيقَفُ والمِيقَافُ العُودُ الَّذِي تُحرّك بِهِ القِدر ويسكَّن بِهِ غَلَيَانُهَا، وَهُوَ المِدْوَمُ والمِدْوامُ؛ قَالَ: والإِدامة تَرْكُ القِدْر عَلَى الأَثافي بَعْدَ الْفَرَاغِ. وَفِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ وغَزوة حُنَيْن: أَقبلت مَعَهُ فَوَقَفَتْ حَتَّى اتَّقَفَ الناسُ كُلُّهُمْ
أَي حَتَّى وقَفُوا؛ اتَّقَفَ مُطَاوِعٌ وَقَفَ، تَقُولُ: وَقَفْتُهُ فاتَّقَفَ مِثْلَ وعدْته فاتَّعَد، والأَصل فِيهِ اوْتَقف، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِسُكُونِهَا وَكَسْرٍ مَا قَبِلَهَا، ثُمَّ قُلِبَتِ الْيَاءُ تَاءً وأُدْغمت فِي تَاءِ الِافْتِعَالِ. ووَاقِفٌ: بَطْنٌ مِنَ الأَنصار مِنْ بَنِي سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَوْس. ابْنُ سِيدَهْ: ووَاقِفٌ بَطْنٌ مِنْ أَوس اللَّاتِ. والوَقَّاف: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ.
وَكَفَ: وَكَفَ الدمعُ وَالْمَاءُ وَكْفاً ووَكِيفاً ووُكُوفاً ووَكَفَاناً: سَالَ. ووَكَفَتِ العينُ الدمْعَ وَكْفاً ووَكِيفاً: أَسالته. اللِّحْيَانِيُّ: وَكَفَتِ العينُ تَكِفُ وَكْفاً ووَكِيفاً، وَسَحَابٌ وَكُوفٌ إِذَا كَانَتْ تَسِيل قَلِيلًا قَلِيلًا. ووَكَفَتِ الدلْوُ وَكْفاً ووَكِيفاً: قُطِّرَتْ، وَقِيلَ: الوَكْف الْمَصْدَرُ، والوَكِيفُ الْقَطْرُ نَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، توضأَ فاسْتَوْكَفَ ثَلَاثًا
؛ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَعْنَاهُ أَنه غَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا وَبَالَغَ فِي صَبِّ الْمَاءِ عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى وَكَفَ الماءُ مِنْ يَدَيْهِ أَي قَطَرَ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يصف الخَمر:
إِذَا اسْتَوْكَفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَسُوفُها،
…
كَمَا جَسَّ أَحْشاءَ السَّقِيمِ طَبِيبُ
أَراد إِذَا استقْطرتْ. واسْتَوْكَفْت الشيءَ: استَقْطَرْته: ووَكَفَ البيتُ وَكْفاً ووَكِيفاً ووُكُوفاً ووَكَفَاناً وتَوْكَافاً وأَوْكَفَ وتَوَكَّفَ: هَطَلَ وقطَر، وَكَذَلِكَ السطْح، وَمَصْدَرُهُ الوَكِيف والوَكْف. وَشَاةٌ وَكُوفٌ: غَزيرة اللَّبَنِ وَكَذَلِكَ مِنْحةٌ وَكُوفٌ وَنَاقَةٌ وَكُوفٌ أَي غَزِيرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ مَنَحَ مِنْحة وَكُوفاً فَلَهُ كَذَا وَكَذَا
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَكُوف الْغَزِيرَةُ الْكَثِيرَةُ الدَّرِّ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ: وَكَفَ البيتُ بِالْمَطَرِ، ووَكَفَتِ العينُ بِالدَّمْعِ إِذَا تقاطَر. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْوَكُوفُ الَّتِي لَا يَنْقَطِعُ لِبَنُهَا سنَتها جَمْعاء. وأَوْكَفَتِ المرأَة: قارَبت أَن تَلِدَ. والوَكْف: النِّطَعُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه
…
بجَرْداء، مِثْلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابها
بجَرْداء يَعْنِي أَرضاً مَلْساء لَا تُنبت شَيْئًا يَكْبُو غُرَابَ الفأْس عَنْهَا لصَلابتها إِذَا حُفِرت؛ وَالْبَيْتُ الَّذِي أَورده الْجَوْهَرِيُّ:
تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطةٍ
…
بِجَرْدَاءَ مِثْلِ الْوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُهَا
والوَكَفُ: وَكَفُ الْبَيْتِ مِثْلَ الجَناح فِي الْبَيْتِ يَكُونُ عَلَى الكُنَّةِ أَو الكَنِيف. وَفِي الْحَدِيثِ:
خيارُ الشُّهداء عِنْدَ اللَّهِ أَصحابُ الوَكَف؛ قِيلَ: وَمَنْ أَصحابُ الوَكَف؟ قَالَ: قَوْمٌ تُكْفأُ عَلَيْهِمْ مَرَاكِبُهُمْ فِي الْبَحْرِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الوَكَفُ فِي الْبَيْتِ مِثْلُ الْجَنَاحِ يَكُونُ عَلَيْهِ الكَنِيف؛ الْمَعْنَى أَن مَرَاكِبَهُمُ انْقَلَبَتْ بِهِمْ فَصَارَتْ فَوْقَهُمْ مِثْلَ أَوْكَاف الْبُيُوتِ، قَالَ: وأَصل الوَكَف فِي اللُّغَةِ المَيْل والجَوْرُ. والوَكَف، بِالتَّحْرِيكِ: الإِثم، وَقِيلَ: الْعَيْبُ والنقْص. وَقَدْ وَكِفَ الرَّجُلُ يَوْكَفُ وَكَفاً إِذَا أَثِمَ. وَقَدْ وَكِفَ يَوْكَفُ وأَوْكَفَه: أَوقعه فِي إثْم. وَيُقَالُ: مَا عَلَيْكَ فِي هَذَا وَكَفٌ. والوَكَفُ: الْعَيْبُ؛ أَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِعَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَيُقَالُ لِقَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ:
الحَافِظُو عَوْرَةِ العشيرةِ، لَا يَأْتيهِمُ
…
مِنْ ورائهمْ وَكَفُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ أَن يَكُونَ الوَكَف بِمَعْنَى الإِثم، وَقَالَ: هُوَ بِمَعْنَى العَيْب فَقَطْ. وَلَيْسَ فِي هَذَا الأَمر وَكْف وَلَا وَكَف أَي فَسَادٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
ليَخْرُجَنَّ ناسٌ مِنْ قُبورهم فِي صُورَةِ «1» القِرَدة بِمَا داهَنُوا أَهل الْمَعَاصِيَ ثُمَّ وَكَفُوا عَنْ عِلْمهم وَهُمْ يَستطيعون
؛ قَالَ الزَّجَاجُ: وَكَفُوا عَنْ عِلمهم أَي قصَّروا عَنْهُ ونقَصُوا. يُقَالُ: عَلَيْكَ فِي هَذَا الأَمر وَكَف أَي نقص. ويقال: ليس عَلَيْكَ فِي هَذَا الأَمر وَكَف أَي لَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ مَكْرُوهٌ وَلَا نَقْصٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: البَخيل فِي غَيْرِ وَكَفٍ
؛ الوَكَفُ: الْوُقُوعُ فِي المأْثَم وَالْعَيْبِ. وَفِي عَقْلِهِ ورأْيِه وَكَفٌ أَي فَسَادٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَثَعْلَبٍ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ إِنِّي لأَخشى عَلَيْكَ وَكَفَ فُلَانٌ أَي
(1). قوله [في صورة] في النهاية: على صورة.
جَوْرَه ومَيْله؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
بكَ يَعْتَلي وَكَفَ الأُمُور،
…
ويَحْمِلُ الأَثْقالَ حامِلْ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الوَكَفُ الثِّقلُ والشدَّةُ. وَقَالَتِ الكِلابية: يُقَالُ فُلَانٌ عَلَى وَكَفٍ مِنْ حَاجَتِهِ إِذَا كَانَ لَا يَدْرِي عَلَى مَا هُوَ مِنْهَا، قَالَ: وَكُلُّ هَذَا لَيْسَ بِخَارِجٍ مِمَّا جَاءَ مفسَّراً فِي الْحَدِيثِ لأَن التَّكَفِّيَ «2» هُوَ المَيْل. والوَكَفُ مِنَ الأَرض: مَا انْهَبَطَ عَنِ الْمُرْتَفَعِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا:
يَعْلو الدَّكاديكَ ويَعْلُو الوَكَفا
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ سَفْح الْجَبَلِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمَكَانُ الغَمْضُ فِي أَصل شَرف. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَكَفُ مِنَ الأَرض القِنْع يتَّسع وَهُوَ جَلَد طِينٍ وَحَصَى، وَجَمْعُهُ أَوْكَاف. وتَوَكَّفَ الأَثَر: تتبَّعه. والتَّوَكُّف: التوقُّع وَالِانْتِظَارُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَيْرٍ: أَهلُ الْقُبُورِ يَتَوَكَّفُون الأَخْبار
أَي يَنْتَظِرُونَهَا ويسأَلون عَنْهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي يَتَوَقَّعُونَهَا، فَإِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ سأَلوه: مَا فَعَلَ فُلَانٌ وَمَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ يُقَالُ: هُوَ يَتَوَكَّفُ الْخَبَرَ أَي يتوقَّعه. وَتَقُولُ: مَا زِلْتُ أَتَوَكَّفُه حَتَّى لقِيته. وَيُقَالُ: وَاكَفْت الرَّجُلَ مُوَاكَفَةً فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا إِذَا واجَهْتَه وعارَضْته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مَتَّى مَا يُوَاكِفْها ابْنُ أُنْثَى، رَمَتْ بِهِ
…
مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيها المَغانِمَ، تَنْكُلُ «3»
وتَوَكَّفَ عيالَه وحشَمه: تعهَّدهم، وَهُوَ يَتَوَكَّفُهم: يتعهَّدهم وَيَنْظُرُ فِي أُمورهم. والوُكَاف والوِكَاف والأُكَاف والإِكَاف: يَكُونُ لِلْبَعِيرِ وَالْحِمَارِ وَالْبَغْلِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ وَكَانَ رُؤْبَةُ يَنْشُدُ:
كالكَوْدَن المَشدُودِ بِالْوِكَافِ
وَالْجَمْعُ وُكُف؛ وأَوْكَفَ الدابةَ، حِجازيّة. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ آكَفْت الْبَغْلَ وأَوْكَفْته. ووَكَّفَ الدابةَ: وَضَعَ عَلَيْهَا الْوِكَافَ. ووَكَّفَ وَكَافًا: عَمَلُهُ، اللِّحْيَانِيُّ: أَوْكَفْت الْبَغْلَ أُوكِفُه إِيكَافاً، وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ وتميم، تَقُولُ: آكَفْتُهُ أُوكِفُه إِيكَافاً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَكَّفْته تَوْكِيفاً وأَكَّفْته تَأْكِيفاً، وَالِاسْمُ الْوِكَافُ والإِكاف.
وَلَفَّ: الوَلْف والوِلافُ والوَلِيفُ: ضَرْب مِنَ العَدْو، وَهُوَ أَن تَقَعَ الْقَوَائِمُ مَعًا، وَكَذَلِكَ أَن تَجِيءَ الْقَوَائِمُ مَعًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
ووَلَّى بِإِجْرِيّا وِلافٍ كأَنه،
…
عَلَى الشَّرف الأَقصَى، يُساطُ ويُكْلبُ
أَي مُؤتَلِفةٌ. والإِجْرِيّا: الجَرْيُ وَالْعَادَةُ بِمَا يأْخذ بِهِ نفسَه فِيهِ، ويُساط: يَضْرِبُ بِالسَّوْطِ، ويُكلبُ: يَضْرِبُ بالكُّلَّاب وَهُوَ المِهْماز. ووَلَفَ الفرسُ يَلِفُ وَلْفاً ووَلِيفاً: وَهُوَ ضَرْب مِنْ عَدوه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
ويَومَ رَكْضِ الْغَارَةِ الوِلافِ
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد بالوِلافِ الاعْتزاء والاتِّصال؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كَأَنَّ عَلَى مَعْنَاهُ فِي الأَصل إِلَافًا فصيَّر الْهَمْزَةَ وَاوًا؛ وكلُّ شَيْءٍ غطَّى شَيْئًا وأَلبَسه فَهُوَ مُولِفٌ لَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وَصَارَ رَقْراقُ السَّرابِ مُولِفا
لأَنه غطَّى الأَرض. الْجَوْهَرِيُّ: الوِلافُ مِثْلُ الإِلاف، وَهُوَ المُوالَفَةُ. وبَرْق وِلاف وإلاف
(2). قوله التكفي: هكذا في الأَصل ولعلها الوَكْف.
(3)
. قوله [تنكل] كذا في الأصل بالنون، وفي شرح القاموس: بثاء مثلثة.