الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شُعْبة يَقُولُ: لَا تُحَرِّمُ «1» العَيْفَةُ، قُلْنَا: وَمَا العَيْفَة؟ قَالَ: المرأَة تَلِدُ فيُحْصَرُ لبَنُها فِي ثَدْيِهَا فتَرْضَعُه جارَتُها المرَّة وَالْمَرَّتَيْنِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا نَعْرِفُ العَيْفَةَ فِي الرَّضَاعِ وَلَكِنْ نُراها العُفَّةَ، وَهِيَ بقِيَّة اللَّبَنِ فِي الضَرْع بَعْدَ ما يُمْتَكُّ أَكثرُ مَا فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي هُوَ أَصح عِنْدِي أَنه العَيْفَةُ لَا العُفَّة، وَمَعْنَاهُ أَن جَارَتَهَا ترضَعُها الْمَرَّةَ وَالْمَرَّتَيْنِ لِيَتَفَتَّحَ مَا انسدَّ مِنْ مَخَارِجِ اللَّبَنِ، سُمِّيَ عَيْفَة لأَنها تَعافُه أَي تقذَرُه وتكرَهُه. وأَبو العَيُوف: رَجُلٌ؛ قَالَ:
وَكَانَ أَبو العَيُوف أَخاً وَجَارًا،
…
وَذَا رَحِمٍ، فقلتَ لَهُ نِقاضا
وَابْنُ العيِّف العَبْديّ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ.
فصل الغين المعجمة
غترف: التَّغَتْرُفُ مِثْلُ التَّغَطْرُفِ: الْكِبْرُ؛ وأَنشد الأَحمر:
فَإِنَّكَ إِنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحَصى
…
عَلَيْكَ، وَذُو الجَبُّورةِ المُتَغَتْرِفُ
وَيُرْوَى: المتغَطْرِفُ، قَالَ: يَعْنِي الرَّبَّ تبارك وتعالى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا يَجُوزُ أَن يوصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بالتَّغَتْرُف، وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ تَكَبُّرًا، لأَنه عز وجل لَا يوصَف إِلَّا بِمَا وصَفَ بِهِ نَفْسَهُ لَفْظًا لا معنى.
غدف: الغُداف: الغُراب، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ غُراب الْقَيْظِ الضخْمَ الوافِرَ الْجَنَاحَيْنِ، وَالْجَمْعُ غُدْفانٌ، وَرُبَّمَا سُمّي النَّسْرُ الكثيرُ الريشِ غُدَافاً، وَكَذَلِكَ الشَّعْرُ الأَسود الطَّوِيلُ وَالْجَنَاحُ الأَسود. وشعرٌ غُدَاف: أَسود وَافِرٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرِّجَالِ بفاحِم
…
غُدَافٍ، وتَصْطادين عُثّاً وجُدْجُدا «2»
وَقَالَ رُؤْبَةُ:
رُكِّب فِي جناحِك الغُدافي
…
مِنَ القُدامى وَمِنَ الخَوافي
وجَناح غُداف: أَسود طَوِيلٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الظَّليمَ وبَيْضَه:
يَكْسُوه وحْفاً غُدافاً مِنْ قَطيفته
…
ذاتِ الفُضُولِ مَعَ الإِشفاق والحَدَب
وَيُقَالُ: أَسود غُدافيٌّ إِذَا كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ نُسبَ إِلَى الغُدَاف، وَقِيلَ: كُلُّ أَسْودَ حالِكٍ غُدافٌ. واغدَوْدَفَ الليلُ وأَغْدَفَ: أَقْبَل وأَرخى سُدُولَه. وأَغْدَفَ الليلُ سُتُورَهُ إِذَا أَرسل سُتُورَ ظُلَمه؛ وأَنشد:
حَتَّى إِذَا الليلُ البَهِيمُ أَغْدَفا
وأَغْدَفَتِ المرأَة قِناعها: أَرسلته. وأَغْدَف قِناعَه: أَرسله عَلَى وَجْهِهِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
إنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ، فَإِنَّنِي
…
طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم
وأَغْدَفَ عَلَيْهِ سِتْراً: أَرْسله. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أَغْدَفَ عَلَى عَلِيٍّ وفاطِمة، عليهما السلام، سِتراً
أَي
(1). قوله [لا تحرم إلخ] هكذا بضم التاء وشد الراء المكسورة في النهاية والأصل، وضبط في القاموس: بفتح التاء وضم الراء. وقوله [المرة والمرتين] هكذا بالراء في الأصل والقاموس، وقال شارحه: الصواب المزة والمزتين بالزاي كما في النهاية والعباب.
(2)
. قوله [عثاً] بالثاء المثلثة كما في مادة عثت فما وقع فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي مادة جدد عشاً بالشين المعجمة تبعاً للأصل خطأ.
أَرسله؛ رُوِيَ
أَنه حِينَ قِيلَ لَهُ هَذَا عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ قائمينِ بالسُّدَّة فأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا، فأَغْدَفَ عَلَيْهِمَا خَمِيصةً سَوْدَاءَ
أَي أَرسلها. وأَغْدَفَ بِالطَّائِرِ وأَغْدَفَ عَلَيْهِ: أَرسل عَلَيْهِ الشَّبَكَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إنَّ قلْب الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ اضْطِراباً مِنَ الخَطيئة يُصيبُها مِنَ الطَّائِرِ حِينَ يُغْدَفُ بِهِ
؛ أَراد حِينَ تُطْبَقُ الشِّباكُ عَلَيْهِ فَيَضْطَرِبُ ليُفْلَتَ؛ وأَغْدَفَ الصيادُ الشَّبَكَةَ عَلَى الصَّيْدِ. والغِدْفَةُ: لِباسُ المَلِك. والغِدْفَةُ والغَدَفَةُ: لِبَاسُ الْفُولِ «1» والدَّجْر وَنَحْوِهِمَا. وعَيْش مُغْدِف: مُلْبس وَاسِعٌ. والقومُ فِي غِدَافٍ مِنْ عِيشَتِهِمْ أَي فِي نَعْمة وخصْب وسعَة. وأَغْدَفَ فِي خِتان الصَّبِيِّ: استأْصَله؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن أَغْدَف تَرَكَ مِنْهُ وأَسْحَتَ استأْصله. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَغْدَف فِي خِتان الصَّبِيِّ إِذَا لَمْ يُسْحِت، وأَسْحَت إِذَا استأْصل. وَيُقَالُ: إِذَا خَتَنْت فَلَا تُسحت، وَمَعْنَى لَمْ يُغْدف أَي لَمْ يُبْق شَيْئًا كَبِيرًا مِنَ الْجِلْدِ، وَلَمْ يَطْحر: لَمْ يَسْتأْصل. وأَغْدَفَ الْبَحْرُ اعْتَكرَت أَمْواجه. والغَادِفُ: المَلَّاح، يَمَانِيَّةٌ. والغَادِفُ والمِغْدَفَةُ والغَادُوف والمِغْدَفُ: المِجْدافُ، يَمَانِيَّةٌ. واغْتَدَفَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ اغْتِدَافاً إِذَا أَخذ مِنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا.
غذف: الغَذُوف: لُغَةٌ فِي العَذُوف؛ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ وأَنكرها السيرافي.
غذرف: التَّغَذْرُف: الحَلِف؛ عَنْ ثعلب.
غرف: غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ وَنَحْوَهُمَا يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه واغْتَرَفَ مِنْهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: غَرَفتُ الْمَاءَ بِيَدِي غَرْفاً. والغَرْفَةُ والغُرْفَة: مَا غُرِف، وَقِيلَ: الغَرْفة المرَّة الْوَاحِدَةُ، والغُرْفة مَا اغْتُرِف. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَا مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَة، وغُرْفَةً
؛ أَبو الْعَبَّاسِ: غُرْفَةً قِرَاءَةُ عُثْمَانَ وَمَعْنَاهُ الْمَاءُ الَّذِي يُغْترَفُ نَفْسُهُ، وَهُوَ الِاسْمُ، والغَرْفة المرَّة مِنَ الْمَصْدَرِ. وَيُقَالُ: الْغُرْفَةُ، بِالضَّمِّ، مِلء الْيَدِ. قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ لَوْ كَانَ موضعُ اغْتَرَفَ غَرَفَ اخْتَرْتُ الْفَتْحَ لأَنه يخرُج عَلَى فَعْلة، وَلَمَّا كَانَ اغْتَرَفَ لَمْ يَخْرُجْ عَلَى فَعْلة.
وَرُوِيَ عَنْ يُونُسَ أَنه قَالَ: غَرْفَة وغُرْفَة عَرَبِيَّتَانِ
، غَرَفْت غَرفة، وَفِي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وَفِي الإِناء حُسْوة. الْجَوْهَرِيُّ: الغُرْفَة، بِالضَّمِّ، اسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْهُ لأَنك مَا لَمْ تَغْرِفه لَا تُسَمِّيهِ غُرفة، وَالْجَمْعُ غِراف مِثْلَ نُطْفة ونِطاف. والغُرافَة: كالغُرْفة، وَالْجَمْعُ غِرافٌ. وَزَعَمُوا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها عَلَى سُلَحْفاة فانْسابت فِي الْبَحْرِ فَقَالَتْ: يَا قَوْمِ، نَزافِ نَزَافِ لَمْ يَبْقَ فِي الْبَحْرِ غَيْرَ غِراف. والغِرَافُ أَيضاً: مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وَهُوَ القَنْقَل. والمِغْرفةُ: مَا غُرِفَ بِهِ، وَبِئْرٌ غَرُوف: يُغْرَف مَاؤُهَا بِالْيَدِ. وَدَلْوٌ غَرِيفٌ وغَرِيفَة: كَثِيرَةُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغَرْف غَرْفُك الْمَاءَ بِالْيَدِ أَو بالمِغْرفة، قَالَ: وغَرْبٌ غَرُوفٌ كَثِيرُ الأَخذ لِلْمَاءِ. قَالَ: ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفِيَّة رَقيقةٌ مِنْ جُلود يُؤتى بها من الْبَحْرَيْنِ، وغَرَفِيَّة دُبغت بالغَرَف. وَسِقَاءٌ غَرْفَى أَي مَدْبوغ بالغَرف. وَنَهْرٌ غَرَّافٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ. وَغَيْثٌ غَرَّاف: غَزِيرٌ؛ قَالَ: لَا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ وَيُرْوَى عزَّاف، وقد تقدم.
(1). قوله [والغدفة لباس الفول] كذا ضبط في الأصل.
وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها وحلَقها. وغَرَفْتُ ناصيةَ الفَرس: قطعتُها وجَزَزْتُها، وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ الْغَارِفَةِ
، قَالَ الأَزهري: هُوَ أَن تُسَوِّي نَاصِيَتَهَا مَقْطُوعة عَلَى وسَط جَبينِها. ابْنُ الأَعرابي: غَرَف شَعْرَهُ إِذَا جَزَّه، وملَطه إِذَا حلَقه. وغَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته والغُرْفةُ: الخُصلةُ مِنَ الشَّعْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ قَيْسٍ: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تَنْقَطِعُ. قَالَ الأَزهري: والغارفةُ فِي الْحَدِيثِ اسْمٌ مِنَ الغَرْفَة جَاءَ عَلَى فَاعِلَةٍ كَقَوْلِهِمْ سَمِعْتُ راغِيةَ الإِبل، وَكَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: لَا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً، أَي لَغْواً، وَمَعْنَى الغَارِفَةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً عَلَى الْجَبِينِ: والغَارِفَة فِي غَيْرِ هَذَا: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ السَّيْرِ، سُمِّيَتْ غَارِفَة لأَنها ذَاتُ قَطْع؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُرِيدُ بالغَارِفَة الَّتِي تَجُزُّ نَاصِيَتَهَا عِنْدَ المُصِيبة. وغَرَفَ شعَره إِذَا جَزَّه، وَمَعْنَى الغَارِفَة فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعولة ك عِيشَةٍ راضِيَةٍ*. وَنَاقَةٌ غَارِفَة: سَرِيعَةُ السَّيْرِ. وإبلٌ غَوَارِفُ وَخَيْلٌ مَغارِف: كأَنها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً، وَفَرَسٌ مِغْرَفٌ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ:
بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المَغَارِف
ابْنُ دُرِيدٍ «2» : فَرَسٌ غَرَّافٌ رَغيبُ «3» الشَّحْوةِ كَثِيرُ الأَخذ بِقَوَائِمِهِ مِنَ الأَرض. وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابْنُ الأَعرابي: الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم:
تَنامُ عَنْ كِبْر شأْنِها، فَإِذَا
…
قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ
قَالَ يَعْقُوبُ: مَعْنَاهُ تتثَنَّى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَنْقصِف مِنْ دِقَّة خَصْرها. وانْغَرَف الْعَظْمُ: انْكَسَرَ، وَقِيلَ: انْغَرَفَ العُود انْفَرَضَ إِذَا كُسِر وَلَمْ يُنْعم كَسْرُه. وانْغَرَفَ إِذَا مَاتَ. والغُرْفة: العِلِّيّةُ، وَالْجَمْعُ غُرُفَات وغُرَفَات وغُرْفَات وغُرَف. والغُرْفَة: السَّمَاءُ السَّابِعَةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ،
…
سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ
كَذَا ذُكِرَ فِي الصِّحَاحِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: فَوْقَ فَرْعِ المَعْقِل؛ قَالَ:
وَيُرْوَى المَنْقل
، وَهُوَ ظَهْرُ الْجَبَلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ: دُونَ عِزَّة عَرشه. والمَنْقلُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. والغُرْفَةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى فِي عُنُق الْبَعِيرِ. وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويَغْرُفه غَرْفاً: أَلقى فِي رأْسه الغُرفة، يَمَانِيَةٌ. والغَرِيفَةُ: النعْلُ بِلُغَةِ بَنِي أَسَد، قَالَ شمر: وطيِء تَقُولُ ذَلِكَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغَرِيفَةُ النعْلُ الخَلَقُ. والغَرِيفَة: جِلْدةٌ مُعَرَّضةٌ فَارِغَةٌ نَحْوٌ مِنَ الشِّبْر مِنْ أَدَم مُرَتَّبة فِي أَسفَلِ قِراب السَّيْفِ تَتَذَبْذَب وَتَكُونُ مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ وَذَكَرَ مِشْفرَ الْبَعِيرِ:
تُمِرُّ عَلَى الوِراكِ، إِذَا المَطايا
…
تَقايَسَتِ النِّجادَ مِنَ الوَجينِ
خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي،
…
كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذِي غُضُونِ «4»
(2). قوله [ابن دريد] بهامش الأصل: صوابه أَبو زيد.
(3)
. قوله [رغيب] هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس بالحاء المهلة.
(4)
. قوله [ذي غضون] كذا بالأصل، قال الصاغاني: الرواية ذا.
وخَريع مَنصوب بِتُمِرُّ أَي تُمِرُّ عَلَى الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛ والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وَجَعْلُهُ خَلَقاً لنعُومته. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغَرِيفَة فِي هَذَا الْبَيْتِ النعْل الْخَلَقُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِنَعْلِ السَّيْفِ إِذَا كَانَ مِنْ أَدَم غَرِيفَة أَيضاً. والغَرِيفَةُ والغَرِيفُ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ، وَقِيلَ: الأَجَمَةُ مِنَ البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَدْ يَكُونُ مِنَ السَّلَمِ والضَّالِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:
يأْوي إِلَى عُظْمِ الغَرِيف، ونَبْلُه
…
كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر
وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الَّذِي فِي الأَجَمة؛ قَالَ الأَعشى:
كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطَ الغَرِيف،
…
قَدْ خالَطَ الماءُ مِنْهَا السَّريرا
السَّريرُ: سَاقُ البَرْديّ. قَالَ الأَزهري: أَما مَا قَالَ اللَّيْثُ فِي الغَرِيف إِنَّهُ مَاءُ الأَجَمةِ فَهُوَ بَاطِلٌ. والغَرِيفُ: الأَجمة نفْسُها بِمَا فِيهَا مِنْ شَجَرِهَا. والغَرِيف: الجماعةُ مِنَ الشَّجَرِ المُلْتفّ مِنْ أَي شَجَرٍ كَانَ؛ قَالَ الأَعشى:
كَبَرْدِيَّةِ الغِيل، وَسْطَ الغَرِيف،
…
ساقَ الرِّصافُ إِلَيْهِ غَديرا
أَنشده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَجُزُ بَيْتِ الأَعشى لِصَدْرٍ آخَرَ غَيْرِ هَذَا وَتَقْرِيرُ الْبَيْتَيْنِ:
كَبَرْدِيَةِ الْغِيلِ، وَسْطَ الغَرِيف،
…
إِذَا خَالَطَ الْمَاءُ مِنْهَا السُّرورا
وَالْبَيْتُ الْآخَرُ بَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ بِبَيْتَيْنِ وَهُوَ:
أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقادِ،
…
ساقَ الرِّصافُ إِلَيْهِ غَدِيرًا
والغَرْفُ والغَرَفُ: شَجَرٌ يُدْبَغُ بِهِ، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الثُّمام، وَقِيلَ: الغَرَف مِنْ عِضاه الْقِيَاسِ وَهُوَ أَرَقُّها، وَقِيلَ: هُوَ الثُّمَامُ مَا دَامَ أَخضر، وَقِيلَ: هُوَ الثُّمَامُ عَامَّةً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لَا أَنِيسَ بِهِ
…
غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف
سقامٌ: اسْمُ وَادٍ،
وَيُرْوَى غَيْرُ السِّبَاعِ
؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ:
يَا حَبّذا الخَرْجُ بَيْنَ الدَّامِ والأُدَمى،
…
فالرِّمْثُ مِنْ بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ
الأَزهري: الغَرْف، سَاكِنُ الرَّاءِ، شجرةٌ يُدْبَغُ بِهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الغَرْفُ وَالْغُلْفُ، وأَمّا الغَرَفُ فَهُوَ جِنْسٌ مِنَ الثُّمام لَا يُدبغ بِهِ. والثُّمام أَنواع: مِنْهُ الغَرَف وَهُوَ شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ مِنْهُ المَكانس وَيُظَلَّلُ بِهِ المزادُ فيُبَرِّد الْمَاءَ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ لَجإٍ فِي الغَرْف:
تَهْمِزهُ الكَفُّ عَلَى انْطِوائها،
…
هَمْز شَعِيب الغَرفِ مِنْ عَزْلائها
يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف. وَقَالَ الباهِليُّ فِي قَوْلُ عَمْرِو بْنِ لَجَإٍ: الغَرْف جُلُودٌ لَيْسَتْ بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وَهُوَ أَن يُؤْخَذَ لَهَا هُدْب الأَرْطى فَيُوضَعُ فِي مِنْحاز ويُدَقّ، ثُمَّ يُطرح عَلَيْهِ التَّمْرُ فَتَخْرُجُ لَهُ رَائِحَةُ خَمْرة، ثُمَّ يُغْرَفُ لِكُلِّ جِلْدٍ مِقْدَارٌ ثُمَّ يُدْبَغُ بِهِ، فَذَلِكَ الَّذِي يُغرف يُقَالُ لَهُ الغَرْف، وكلُّ مِقدار جِلْدٍ مِنْ ذَلِكَ النَّقِيعِ فَهُوَ الغَرْف، وَاحِدُهُ وَجَمِيعُهُ سَوَاءٌ، وأَهل الطَّائِفِ يُسَمُّونَهُ النَّفْس. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَعْطِني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يَكُونُ ذَلِكَ قَدْرَ كَفٍّ مِنَ
الغَرْفة وَغَيْرِهِ مِنْ لِحاء الشَّجَرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والغَرْف الَّذِي يُدْبغ بِهِ الْجُلُودُ مَعْرُوفٌ مِنْ شَجَرِ الْبَادِيَةِ، قَالَ: وَقَدْ رأَيته، قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الْجُلُودَ الغَرْفِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلَى الغَرْف الشَّجر لَا إِلَى مَا يُغْرف بِالْيَدِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بِعَيْنِهِ لَا يُدبغ بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي صَحِيحٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا جَفَّ الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رَائِحَتَهُ بِرَائِحَةِ الْكَافُورِ. وَقَالَ مَرَّةً: الغَرْف، سَاكِنَةُ الرَّاءِ، مَا دُبغ بِغَيْرِ القَرَظ، وَقَالَ أَيضاً: الغَرْف، سَاكِنَةُ الرَّاءِ ضُرُوبٌ تُجمع، فَإِذَا دُبِغَ بِهَا الْجِلْدُ سُمِّيَ غَرْفاً. وَقَالَ الأَصمعي: الغرْف، بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، جُلُودٌ يُؤْتَى بِهَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ. وَقَالَ أَبو خَيْرة: الغَرْفِيَّة يَمَانِيَةٌ وبَحْرانية، قَالَ: والغَرَفِيَّة، مُتَحَرِّكَةُ الرَّاءِ، مَنْسُوبَةٌ إِلَى الغَرَف. وَمَزَادَةٌ غَرْفِيَّة: مَدْبُوَغَةٌ بالغَرْف؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَفْراء غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها
…
مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَهَا الكُتَبُ
يَعْنِي مُزَادَةً دُبِغَتْ بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: مِنْ نَعْتِ السَّرَب فِي قَوْلِهِ:
مَا بالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكبُ،
…
كأَنَّه مِنْ كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟
قَالَ ابْنُ دُرِيدٍ: السرَبُ الْمَاءُ يُصَبُّ فِي السِّقاء لِيَدْبُغَ فتغْلُظ سُيوره؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ وَقَالَ: مَنْ رَوَى سَرِبُ، بِالْكَسْرِ، فَقَدْ أَخطأَ وَرُبَّمَا جَاءَ الغَرَف بِالتَّحْرِيكِ؛ وأَنشد:
ومَرِّ الرِّيحِ بالغَرَف
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَة قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغَرْف ضُرُوبٌ تُجْمَعُ، فَإِذَا دُبِغَ بِهَا الْجِلْدُ سُمِّيَ غَرْفاً. أَبو حَنِيفَةَ: والغَرَف شَجَرٌ تُعمل مِنْهُ القِسِيّ وَلَا يدبُغ بِهِ أَحد. وَقَالَ الْقَزَّازُ: يَجُوزُ أَن يُدْبَغَ بِوَرَقِهِ وَإِنْ كَانَتِ القِسِيُّ تُعمل مِنْ عِيدَانِهِ. وَحَكَى أَبو مُحَمَّدٍ عَنِ الأَصمعي: أَن الغَرْف يُدْبَغُ بِوَرَقِهِ وَلَا يُدْبَغُ بِعِيدَانِهِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ: وفْراء غَرْفِيَّة؛ وَقِيلَ: الغَرْفِيَّة هَاهُنَا المَلأَى، وَقِيلَ: هِيَ الْمَدْبُوغَةُ بِالتَّمْرِ والأَرْطى والملحِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَزَادَةٌ غَرَفِيَّة وقرْبة غَرَفِيَّة؛ أَنشد الأَصمعي:
كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيَّاتِ الوُسُعْ
…
نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتٍ هُمُعْ
وغَرَفْت الْجِلْدَ: دَبَغْته بِالْغَرَفِ. وغَرِفَتِ الإِبل، بِالْكَسْرِ، تَغْرَفُ غَرَفاً: اشْتَكَتْ مِنْ أَكل الغَرَف. التَّهْذِيبُ: وأَما الغَرِيف فَإِنَّهُ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وَهِيَ الْقَصَبُ والغَضا وَسَائِرُ الشَّجَرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها
…
بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي
وأَما الغِرْيَفُ فَهِيَ شَجَرَةٌ أُخرى بِعَيْنِهَا. والغِرْيَفُ، بِكَسْرِ الْغَيْنِ وَتَسْكِينِ الرَّاءِ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: مِنْ نَبَاتِ الْجَبَلِ؛ قَالَ أُحَيْحة بْنُ الجُلاحِ فِي صِفَةِ نَخْلٍ:
إِذَا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها،
…
زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ
مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره،
…
بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو نَصْرٍ الغِرْيَفُ شَجَرٌ خَوّار مِثْلُ الغَرَبِ، قَالَ: وَزَعَمَ غَيْرُهُ أَن الغِرْيَفَ البرْدِيّ؛
وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لِحَاتِمٍ:
رَوَاءٌ يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ،
…
يَمِيلُ بِهِ غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ
والغِرْيَفُ: رَمْلٌ لِبَنِي سَعْدٍ. وغُرَيْفٌ وغَرَّافٌ: اسْمَانِ. والغَرَّافُ: فَرَسُ خُزَزَ بْنِ لُوذان.
غرضف: الغُرضُوف: كُلُّ عَظم ليّنٍ رَخْص فِي أَي مَوْضِعٍ كَانَ، زَادَ التَّهْذِيبُ: يُؤْكَلُ، قَالَ: وداخلُ القُوفِ غُرْضوف، والغُرْضُوف: الْعَظْمُ الَّذِي عَلَى طَرف المَحالة، والغُضْروف لُغَةٌ فِيهِمَا. والغُرْضُوفَان مِنَ الْفَرَسِ: أَطراف الْكَتِفَيْنِ مِنْ أَعاليهما مَا دَقَّ عَنْ صَلَابَةِ العظمِ، وَهُمَا عصَبتان فِي أَطراف العَيْرين مِنْ أَسافلهما. وغُرْضُوف الأَنف: مَا صَلُب مِنْ مَارِنِهِ فَكَانَ أَشَدَّ مِنَ اللَّحْمِ وأَلينَ مِنَ الْعَظْمِ، ومارِنُ الأَنف غُرْضُوف، ونُغْضُ الْكَتِفِ غُرْضُوف.
غرنف: الغِرْنِفُ، بِكَسْرِ النُّونِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: الياسِمُون؛
وَرَوَى بَيْتَ حَاتِمٍ:
رَوَاءٌ يَسِيلُ الْمَاءُ تَحْتَ أُصوله،
…
يَمِيلُ بِهِ غِيل بأَدْناه غِرْنِفُ
وَيُرْوَى غِرْيف
، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ غرف.
غسف: الغَسَفُ: السَّواد؛ قَالَ الأَفوه:
حَتَّى إِذَا ذَرَّ قَرْنُ الشمْسِ أَو كَرَبَتْ،
…
وظَنَّ أَنْ سَوْفَ يُولي بَيْضَه الغَسَفُ
ابْنُ بَرِّيٍّ: والغَسَفُ الظُّلْمة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
حَتَّى إِذَا الليلُ تَجَلَّى وانْكَشَفْ،
…
وزال عن ذلك الرُّبى حَتَّى انغَسَفْ
وقرأَ بَعْضُهُمْ:
وَمِنْ شَرِّ غَاسِفٍ إِذَا وَقَب
؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَفوه:
وظَنَّ أَن سَوْفَ يولي بيضه الغَسَف
غضف: غَضَفَ العُودَ والشيءَ يَغْضِفُه غَضْفاً فانغضَفَ وغَضَّفَه فَتَغَضَّفَ: كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ وَلَمْ يُنْعِم كَسْرَهُ. وتغضَّف عَلَيْهِ أَي مالَ وتَثنَّى وتكسَّر، وتَغَضَّفت الحَيّة: تلَوّت وَتَكَسَّرَتْ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذلي:
إِلَّا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ،
…
باللَّيلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ
وكلُّ مُتَثَنٍّ مُتَكَسِّرٍ مُسترْخ أَغْضَفُ، والأُنثى غَضْفاء. وغَضِفت الأُذن غَضَفاً وَهِيَ غَضْفاء: طَالَتْ واسْترخت وَتَكَسَّرَتْ، وَقِيلَ: أَقبلت عَلَى الْوَجْهِ، وَقِيلَ: أَدبرت إِلَى الرأْس وَانْكَسَرَ طرَفُها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَتَثَنَّى أَطرافها عَلَى بَاطِنِهَا، وَهِيَ فِي الْكِلَابِ إِقْبَالُ الأُذن عَلَى الْقَفَا. وكلبٌ أَغْضَفُ وَكِلَابٌ غُضْف، وَقَدْ غَضِفَ، بِالْكَسْرِ، إِذَا صَارَ مُسْتَرْخِيَ الأُذن. التَّهْذِيبُ: التَّغَضُّفُ والتغَضُّنُ والتغيُّفُ وَاحِدٌ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلْكِلَابِ غُضْفٌ إِذَا اسْتَرْخَتْ آذَانُهَا عَلَى الْمَحَارَةِ مِنْ طُولِهَا وسَعتها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغَاضِفُ مِنَ الْكِلَابِ الْمُتَكَسِّرُ أَعلى أُذنه إِلَى مقدَّمه، والأَغْضَفُ إِلَى خَلْفِهِ. والغُضْفُ: كِلَابُ الصيْد مِنْ ذَلِكَ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وغَضَفَ الكلبُ أُذنه غَضْفاً وغَضَفَاناً وغَضْفَاناً: لَواها، وَكَذَلِكَ إِذَا لوتْها الرِّيح، وَقِيلَ: غَضَفَها أَرخاها وَكَسَرَهَا. والغَضَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: اسْتِرْخاء فِي الأُذن، وَفِي التَّهْذِيبِ: الغَضَف اسْتِرْخَاءُ أَعلى الأُذن عَلَى مَحَارَتِهَا مِنْ سَعتها وعِظَمها. والغَضْفَاء مِنَ الْمَعْزِ: المُنْحَطَّةُ أَطراف الأُذنين مِنْ طُولِهِمَا. والمُغْضِفُ: كالأَغضف. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَضَفُ فِي الأُسْد اسْتِرْخَاءُ أَجفانها العُلا عَلَى أَعينها، يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الغَضَب والكِبَر،
قَالَ: وَمِنْ أَسماء الأَسد الأَغْضَفُ، وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الأُسد:
ومُخْدِرات تأْكل الطَّوّافا،
…
غُضْف تَدُقُّ الأَجَمَ الحَفَّافا
قَالَ: وَيُقَالُ الغَضَفُ فِي الأُسُد كَثْرَةُ أَوبارها وتثنِّي جُلُودِهَا؛ وَقَالَ القُطامي:
غُضْف الجِمامِ تَرَحَّلُوا
وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَغْضَف مِنَ السِّبَاعِ الَّذِي انْكَسَرَ أَعلى أُذنه واستَرخَى أَصله، وأُذنٌ غَضْفاء وأَنا أَغْضِفُها، وانْغَضَفَت أُذنه إِذَا انْكَسَرَتْ مِنْ غَيْرِ خِلْقة، وغَضِفت إِذَا كَانَتْ خِلْقة، والغَضَفُ انْكِسَارُهَا خِلْقَةً؛ وَقَوْلُهُ:
لَمَّا تآزَيْنا إِلَى دِفء الكُنُفْ،
…
فِي يَوْمِ ريحٍ وضَبابٍ مُنْغَضِفْ
إِنَّمَا عَنَى بالمنُغَضِف الضَّبَابَ الَّذِي بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وَيُقَالُ لِلسَّمَاءِ أَغْضَفَت إِذَا أَخالَت لِلْمَطَرِ، وَذَلِكَ إِذَا لَبِسها الغَيم، كَمَا يُقَالُ لَيْلٌ أَغْضَفَ إِذَا أُلبِسَ ظَلامه. وَيُقَالُ: فِي أَشفاره غَضَفٌ وغَطَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَنَخْلَةٌ مُغْضِفٌ ومُغْضِفَة: كَثُرَ سَعَفُها وساءَ ثَمَرُهَا. وَثَمَرَةٌ مُغْضِفَة: لَمْ يَبْدُ صَلاحُها. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه ذَكَرَ أَبواب الرِّبا ثُمَّ قَالَ: وَمِنْهُ الثَّمَرَةُ تُباع وَهِيَ مُغْضِفَة
؛ قَالَ شَمِرٌ: ثمَرَة مُغْضِفَة إِذَا تَقَارَبَتْ مِنَ الإِدْراك ولمَّا تُدْرِك. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُغْضِفَة المُتدَلِّية فِي شَجَرِهَا مُسْتَرْخِيَةً، وكلُّ مُسترخ أَغْضَف؛ رَوَاهُ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ: وَإِنَّمَا أَراد عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنها تُبَاعُ وَلَمْ يَبْدُ صَلاحُها فَلِذَلِكَ جَعَلَهَا مُغْضِفَة. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَتْ لِيَ الحَنظلِيّة أَغْضَفَتِ النَّخْلَةُ إِذَا أُوقِرَتْ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:
أَنه قَدِمَ خَيْبر بأَصحابه وَهُمْ مُسْعِنُون والثمرةُ مُغضفة.
وَيُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ فِي الْبِئْرِ فانْغَضَفَت عَلَيْهِ أَي انْهَارَتْ عَلَيْهِ. وتَغَضَّفَتِ الْبِئْرُ إِذَا تهدَّمت أَجْوالُها. وانْغَضَفَتْ عَلَيْهِ الْبِئْرُ: انْحَدرت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وانْغَضَفَتْ فِي مُرْجَحِنّ أَغْضَفا
شَبَّهَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ بالغُبار. وانْغَضَفَ الْقَوْمُ فِي الْغُبَارِ: دَخَلُوا فِيهِ. وغَضَفَ يَغْضِفُ غُضُوفاً: نَعِم بالُه، فَهُوَ غَاضِفٌ. والغَاضِفُ: الناعمُ الْبَالِ؛ وأَنشد:
كَمِ اليومَ مَغْبُوطٌ بخَيْرِك بائسٌ،
…
وآخَرُ لَمْ يُغْبَطْ بخَيْرِك غَاضِفُ
وعَيْشٌ أَغْضَفُ وغَاضِف: وَاسِعٌ ناعِم رَغَدٌ بَيِّنُ الغَضَف. ابْنُ الأَعرابي: سَنَةٌ غَضْفَاء إِذَا كَانَتْ مخْصِبة. وَقَالَ مَعْن بْنُ سَوادةَ: عيشٌ أَغْضَف إِذَا كَانَ رَخِيّاً خَصِيباً. وَيُقَالُ: تَغَضَّفت عَلَيْهِ الدُّنْيَا إِذَا كَثُرَ خَيْرُهَا وأَقبلت عَلَيْهِ. وعَطَنٌ مُغْضِفٌ إِذَا كثُر نَعَمُه
وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ مُعْصِف
، وَقَالَ: هُوَ مِنَ العَصْف وَهُوَ وَرَقُ الزَّرْعِ وَإِنَّمَا أَراد خُوص سعَف النَّخْلِ؛ وَقَالَ أُحَيحةُ بْنُ الْجُلَاحِ:
إِذَا جُمادى مَنَعَتْ قَطْرَها،
…
زانَ جَنابي عَطنٌ مُغْضِفُ
أَراد بالعَطَن هَاهُنَا نَخِيلَهُ الرّاسخةَ فِي الْمَاءِ الكثيرةَ الْحَمْلِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ عصف أَيضاً، وَذَكَرْنَا هُنَاكَ مَا فِيهِ مِنَ الِاخْتِلَافِ. وغَضَف الفرسُ وَغَيْرُهُ يَغْضِفُ غَضْفاً: أَخذ مِنَ الجَرْي بِغَيْرِ حِسَابٍ. والغَضَفُ: شَجَرٌ بِالْهِنْدِ يُشْبِهُ النَّخْلَ وَيُتَّخَذُ مِنْ خوصِه
جِلال، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ كَهَيْئَةِ النَّخْلِ سَوَاءٌ مِنْ أَسفله إِلَى أَعْلاه سعَفٌ أَخضر مُغَشًّى عَلَيْهِ وَنَوَاهُ مقشَّر بِغَيْرِ لِحاء؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَضَفُ خُوصٌ جَيِّدٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِفاع الَّتِي يُحمل فِيهَا الْجِهَازُ كَمَا يُحْمَلُ فِي الْغَرَائِرِ، تُتَّخَذُ أَعْدَالًا فَلَهَا بَقَاءٌ، وَنَبَاتُ شَجَرِهِ كَنَبَاتِ النَّخْلِ وَلَكِنْ لَا يَطُولُ ويُخرج في رؤوسها بُسْراً بَشِعاً لَا يُؤْكَلُ، قَالَ: وَتُتَّخَذُ مِنْ خُوصِهِ حُصْر أَمثال البُسط تُسَمَّى السِّمام، الْوَاحِدَةُ سُمَّةٌ، وتُفْتَرش السُّمّة عِشرين سَنَةً. الدَّيْنَوَرِيُّ: وأَجود اللِّيف لِلْحِبَالِ الكِنْبارُ، وَهُوَ لِيفُ النّارَجِيل، وأَجْود الْكِنْبَارِ الصِّيني، وَهُوَ أَسود يُسَمُّونَهُ القَطِيّا، والغُضْفُ القَطا الجُونُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ والغَضَفُ القَطا الجُوني. غَيْرُهُ: والغَضَفة ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ قِيلَ إِنَّهَا القَطاة الْجُونِيَّةُ، وَالْجَمْعُ غَضَفٌ وغُضَيْفٌ: مَوْضِعٌ. وسَهم أَغْضَفُ أَي غَلِيظُ الرِّيش، وَهُوَ خِلَافُ الأَصْمع. وأَغْضَف الليلُ أَي أَظلم واسْودَّ. وَلَيْلٌ أَغْضَفُ وَقَدْ غَضِف غَضَفاً. وتَغَضَّفَ عَلَيْنَا اللَّيْلُ: أَلبسنا؛ وأَنشد:
بأَحْلامِ جُهّال إِذَا مَا تَغَضَّفُوا
التَّهْذِيبُ: والأَغْضَف اللَّيْلُ؛ وأَنشد:
فِي ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَه البُوم
الأَصمعي: خَضَفَ بِهَا وغَضَفَ بِهَا إِذَا ضَرطَ.
غضرف: الغُضْرُوف: كلُّ عَظم رَخْص لَيِّنٍ فِي أَيّ مَوْضِعٍ كَانَ. والغُضْرُوف: العَظم الَّذِي عَلَى طَرَفِ المَحالةِ، والغُرْضُوفُ لُغَةٌ فِيهِمَا. وَفِي حَدِيثِ صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم:
أَعْرفه بِخَاتَمِ النُّبوة أَسْفَل مِنْ غُضْرُوف كتِفه
؛ غُضْرُوفُ الكتِف: رأْس لَوْحِه. وامرأَة غَنْضَرِفٌ وغَنْضفِير إِذَا كَانَتْ ضَخْمة لَهَا خَواصِر وَبُطُونٌ وغُضون مِثْلَ خَنْضرف وخَنْضفير.
غطف: الغَطَفُ: كالوطَفِ، وَهُوَ كَثْرَةُ الهُدْبِ وطُولُه، وَقِيلَ: الغَطَفُ قلَّةُ شَعَرِ الْحَاجِبِ وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي قِلَّةِ الهُدْب، وَقِيلَ: الغَطَف انْثِنَاءُ الأَشفار، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْعَيْنِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ غَطِفَ غَطَفاً فَهُوَ أَغْطَفُ. وَفِي حَدِيثِ
أُم معبَد: وَفِي أَشفاره غَطَفٌ
؛ هُوَ أَن يَطُولَ شَعَرُ الأَجفان ثُمَّ يَتَعَطَّفَ،
وَرَوَاهُ الرُّوَاةُ: وَفِي أَشفاره عَطَفٌ
، بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: سأَلت الرِّياشي فَقَالَ لَا أَدري مَا العَطَف، قَالَ: وأَحسبه الغَطَف، بِالْغَيْنِ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ غُطَيْفاً؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الأَوْطَفُ والأَغْطَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الأَشفار؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَطَف الوطَف، والغَطَفُ: سَعةُ العَيش. وعَيْشٌ أَغْطَف مِثْلَ أَغْضَف: مُخْصب. وغُطَيْفٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ:
لتَجدَنِّي بالأَمير بَرّا،
…
وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا،
إِذَا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرّا
وَبَنُو غُطَيْف: حَيّ. وغَطَفَانُ: حَيٌّ مِنْ قَيْس عَيْلان وَهُوَ غَطَفَان بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْس عَيْلان؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
لَوْ لَمْ تكُنْ غَطَفانُ لَا ذُنُوبَ لَهَا
…
إِلَيَّ لامَتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمرا
قَالَ الأَخفش: قَوْلُهُ لَا زَائِدَةٌ، يُرِيدُ لَوْ لَمْ تَكُنْ لَهَا ذنوب.
غطرف: الغِطْرِيف والغُطَارِف: السَّيِّدُ «5» الشريفُ
(5). قوله [والغطارف السيد] كذا بالأصل مضبوطاً، والذي في القاموس: الغِطْراف، بالكسر.
السخِيّ الْكَثِيرُ الْخَيْرِ؛ وأَنشد:
ومَن يَكُونوا قوْمه تَغَطْرَفا
وَالَّذِي فِي حَدِيثِ
سَطِيح:
أَصَمَّ أَم يَسْمَعُ غِطْرِيفُ اليَمن
الغِطْرِيف: السيِّد، وَجَمْعُهُ الغَطَارِيف، وَقِيلَ: الغِطْرِيف الْفَتَى الْجَمِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ السخِيّ السَّريُّ الشابُّ، وَمِنْهُ يُقَالُ: بازٌ غِطْرِيف. والغِطْرِيف والغِطْرَاف: الْبَازِي الَّذِي أُخذ مِنْ وكْره. والغِطرِيف: فَرْخُ الْبَازِي. وأُمّ الغِطرِيف: امرأَة مِنْ بَلْغَنْبَر بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وعنَقٌ غِطْرِيف وخِطْريف: وَاسِعٌ. والتَّغَطْرُف: التكَبُّر، قَالَ:
فإنْ يَكُ سَعْدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فإنَّما،
…
بِغَيْرِ أَبِيه مِنْ قُرَيْشٍ، تَغَطْرَفا
يَقُولُ: إِنَّمَا تَغَطْرَفَ مِنْ وِلَايَتِهِ وَلَمْ يكُ أَبوه شَرِيفًا، وَقَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ التَّغَتْرُف أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: الغَطْرَفَةُ والتَّغَطْرُف والتَّغَتْرُف التَّكَبُّرُ؛ وأَنشد الأَحمر لمُغلس بْنِ لَقِيط:
فإنَّك، إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحصَى
…
عليْكَ، وَذُو الجَبُّورةِ المُتَغَطْرِفُ
وَيُرْوَى المُتَغَتْرِفُ
؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَدْ شَرَّفا
…
قوْمي، وأَعْطاهمْ مَعًا وغَطْرَفا
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الطَّيْفانِيّة:
وَإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ زُرارةُ منهمُ،
…
وعَمْرو وقَعْقاعٌ أُلاكَ الغَطَارِفُ
قَالَ: وَقَالَ جَعْونة الْعِجْلِيُّ:
وتَمْنَعُها مِنْ أَن تُسَلَّ، وَإِنْ تُخَفْ
…
تَحُلْ دُونها الشُّمُّ الغَطارِيفُ مِنْ عجْلِ
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّغَطْرُف الاخْتيال فِي المَشي خاصّة.
غفف: الغُفَّةُ: البُلْغَةُ مِنَ العَيْش؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
لَا خَيرَ فِي طَمَعٍ يُدْني إِلَى طَبَعٍ،
…
وغُفَّةٌ مِنْ قَوامِ العَيشِ تَكْفِيني
والفَأْرةُ غُفَّة الهِرّ أَي قُوتُه، وَقِيلَ: الغُفَّة الفأْرة فَلَمْ يُسَقْ؛ قَالَ:
يُدِيرُ النَّهارَ بجَشْءٍ لَهُ،
…
كَمَا عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ.
الخَيْطلُ: السِّنَّوْر، وَهَذَا بَيْتٌ يُعايا بِهِ، يَصِفُ صَبِيًّا يُدِيرُ نَهاراً أَي فَرْخَ حُبارَى بجَشء فِي يَدِهِ، وَهُوَ سَهْم خَفِيف أَو عُصيّةٌ صَغِيرَةٌ،
وَيُرْوَى بحَشْر لَهُ.
والغُفَّة والغُبّةُ: الْقَلِيلُ مِنَ الْعَيْشِ. والغُفَّة: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنَ الرَّبيع. واغْتَفَّتِ الْفَرَسُ وَالْخَيْلُ وتَغَفَّفَت: نَالَتْ غُفَّة مِنَ الرَّبيع وَلَمْ تُكْثِر، وَقِيلَ: إِذَا سَمِن بَعْضَ السِّمَن. والاغْتِفَافُ: تناوُل العلَف. وَقِيلَ: الغُفَّة كَلَأٌ قَدِيمٌ بالٍ وَهُوَ شرُّ الكلإِ. وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وغُفَّة الإِناء والضرْع: بَقِيَّةُ مَا فِيهِ. وتَغَفَّفَه: أَخذ غُفَّته. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: اغْتَفَّتِ المالُ اغْتِفَافَاً، قَالَ: وَهُوَ الكلأَ المُقارِبُ والسِّمنُ المُقارِب؛ قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيّ:
وكُنّا إِذَا مَا اغْتَفَّتِ الخيلُ غُفَّةً،
…
تَجَرَّدَ طَلَّابُ التِّراتِ مُطَلَّب
يَقُولُ: تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرة وَهُوَ مَطلوب مَعَ ذَلِكَ،
فرفَعه بِإِضْمَارِ هُوَ أَي هُوَ مُطَلَّبٌ؛ كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ:
ومَنْهَلٍ فِيهِ الغُرابُ مَيْتُ،
…
كأَنه مِنَ الأُجُونِ زَيْتُ،
سَقَيْتُ مِنْهُ القومَ واستقَيْتُ
فِيهِ الْغُرَابُ مَيْتُ أَي هُوَ مَيِّتٌ، والغُفَّةُ: كالخُلْسةِ أَيضاً، وَهُوَ مَا تَناوَله الْبَعِيرُ بفِيه عَلَى عَجَلَةٍ مِنْهُ. وَيُقَالُ لِمَا يَبس مِنْ وَرَقِ الرُّطْب: غَفٌّ وقَفٌّ.
غلف: الغِلاف: الصِّوان وَمَا اشْتَمَلَ عَلَى الشَّيْءِ كقَمِيص القَلْب وغِرْقِئِ الْبَيْضِ وكِمام الزَّهْر وساهُور القَمر، وَالْجَمْعُ غُلُفٌ. والغِلافُ: غِلَافُ السَّيْفِ وَالْقَارُورَةِ، وَسَيْفٌ أَغْلَف وَقَوْسٌ غَلْفَاء، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِي غِلاف: وغَلَف القارُورة وَغَيْرَهَا وغَلَّفَها وأَغْلَفَها: أَدخلها فِي الغِلاف أَو جَعَلَ لَهَا غِلَافًا، وَقِيلَ: أَغْلَفَها جَعَلَ لَهَا غِلافاً، وَإِذَا أَدخلها فِي غِلَافٍ قِيلَ: غَلَفها غَلْفاً. وَقَلْبٌ أَغْلَفُ بيِّن الغُلْفة: كأَنه غُشِّي بِغِلَافٍ فَهُوَ لَا يَعِي شَيْئًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ
، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ صُمٌّ،
وَمَنْ قرأَ غُلُفٌ
أَراد جَمْعَ غِلاف أَي أَن قُلُوبَنَا أَوْعِية للعِلم كَمَا أَن الغِلاف وِعاء لِمَا يُوعَى فِيهِ، وَإِذَا سَكَنَتِ اللَّامُ كَانَ جَمْعَ أَغْلف وَهُوَ الَّذِي لَا يَعِي شَيْئًا. وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم:
يَفْتَح قُلوباً غُلْفاً
أَي مُغَشَّاة مُغَطَّاةً، وَاحِدُهَا أَغْلَف. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ والخُدريّ: الْقُلُوبُ أَربعة فَقَلْبٌ أَغلف
أَي عَلَيْهِ غِشاء عَنْ سَماع الْحَقِّ وَقَبُولِهِ، وَهُوَ قَلْبُ الْكَافِرِ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ غُلُف جَمْعَ أَغْلَف لأَنَّ فُعُلًا، بِالضَّمِّ، لَا يَكُونُ جَمْعَ أَفعل عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلَّا أَن يُضْطَرَّ شَاعِرٌ كَقَوْلِهِ:
جَرَّدُوا مِنْهَا وِراداً وشُقُرْ
قَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا كَانَ جَمْعَ فِعال وفَعُول وفَعِيل، فَهُوَ عَلَى فُعُلٍ مُثْقَلٌ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جنْبة: الأَغْلَف فِيمَا نَرَى الَّذِي عَلَيْهِ لِبْسة لَمْ يدَّرِعْ مِنْهَا أَي لَمْ يُخرِج مِنْهَا. وَتَقُولُ: رأَيت أَرْضاً غَلْفَاء إِذَا كَانَتْ لَمْ تُرع قَبْلَنَا فَفِيهَا كلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مِنَ الكلإِ، كَمَا يُقَالُ غُلَامٌ أَغْلَف إِذَا لَمْ تُقطع غُرْلَتُه، وغَلَّفْت السرْج والرحْل؛ وأَنشد:
يَكادُ يرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا
وَرَجُلٌ مُغَلَّف: عَلَيْهِ غِلاف مِنْ هذا الأَدَم وَنَحْوِهَا. والغُلْفَتان: طَرفا الشَّارِبَيْنِ مِمَّا يَلِي الصِّماغين، وَهِيَ الغُلْفة والقُلْفة. وَغُلَامٌ أَغْلَف: لَمْ يَخْتَتِنْ كأَقْلَف. والغَلَفُ: الخِصْب الْوَاسِعٌ. وعامٌ أَغْلَف: مُخْصِب كَثِيرٌ نَبَاتُهُ. وَعَيْشٌ أَغْلَف: رَغَدٌ وَاسِعٌ. وَسَنَةٌ غَلْفَاء: مُخْصِبة. وغَلَف لِحْيَته بِالطِّيبِ والحِنَّاء وَالْغَالِيَةِ وغَلَّفها: لَطَّخَهَا، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ غَلَّاها. وتَغَلَّفَ الرجلُ بِالْغَالِيَةِ وَسَائِرِ الطِّيبِ واغْتَلَفَ؛ الأَوّل عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَغَلَّفَ بِالْغَالِيَةِ وتَغَلَّلَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَغَلَّفَ بِالْغَالِيَةِ إِذَا كَانَ ظَاهِرًا، فَإِذَا كَانَ دَاخِلًا فِي أُصول الشَّعْرِ قِيلَ تَغَلَّلَ، وغَلَفَ لِحْيَته بِالْغَالِيَةِ غَلْفاً. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: كُنْتُ أُغَلِّفُ لِحْيَتَهُ بِالْغَالِيَةِ
أَي أُلَطِّخُهَا؛ وأَكثر مَا يُقال غَلَفَ بِهَا لِحْيَتَهُ غَلْفاً وغَلَّفَها تَغْلِيفاً. وَالْغَالِيَةُ: ضَرْبٌ مركَّب مِنَ الطِّيب. والغَلْفُ: شَجَرٌ يُدْبَغُ بِهِ مِثْلُ الغَرْف، وَقِيلَ: لَا يُدْبغُ بِهِ إِلَّا مَعَ الْغَرْفِ. والغَلِفُ، بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ: نَبْتٌ شَبِيهٌ بالحَلق وَلَا يأْكله شَيْءٌ إِلَّا القُرود؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ.
والغُلْفَة وغَلْفَانُ: مَوْضِعَانِ. وَبَنُو غَلْفَانَ: بَطْنٌ. والغَلْفَاء: لَقَب سَلَمَة عَمِّ امْرِئِ الْقَيْسِ ومعديكَرِبَ بن الحرث بْنِ عَمْرو أَخي شَراحِيل»
بن الحرث، يُلَقَّب بالغَلْفَاء لأَنه أَوَّل مَنْ غَلَّفَ بالمِسْك، زَعَمُوا؛ وَابْنُ غَلْفَاء: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، يَقُولُ:
أَلا قَالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غَوْلٍ:
…
تَقَطَّعَ بِابْنِ غَلْفَاء الحِبالُ
غنف: الغَيْنَف: غَيْلَم الْمَاءِ فِي مَنْبَع الْآبَارِ والأَعْين. وبَحْرٌ ذُو غَيْنَف أَي مَادَّةٍ؛ قَالَ رُؤبة:
نَغْرِف مِنْ ذِي غَيْنَفٍ ونُوزِي
وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ:
نَغْرِف مِنْ ذِي غَيِّفٍ ونُوزِي
قَالَ: كَذَلِكَ رُوِيَ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَالْقِيَاسُ نُؤْزِي، بِالْهَمْزِ، لأَن أَوّل هَذَا الرَّجَزِ:
يَا أَيها الْجَاهِلُ ذُو التَّنَزِّي
قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع الغَيْنَف بِمَعْنَى غَيْلَم الْمَاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنشده لرؤبة
رَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ الإِيادِيّ: بِئْرٌ ذَاتُ غَيِّثٍ
أَي لَهَا ثائِبٌ مِنْ مَاءٍ؛ وأَنشد:
نَغْرِفُ مِنْ ذِي غَيِّثٍ ونُوزي
قَالَ: وَمَعْنَى نُوزِي أَي نُضْعِفُ، قَالَ: وَلَا آمَنُ أَن يَكُونَ غَيْنَفٌ تَصْحِيفًا وَكَانَ غَيّثاً فصُيِّر غَيْنفاً، قَالَ: فَإِنْ رَوَاهُ ثقةٌ وَإِلَّا فَهُوَ غَيِّثٌ وهو صواب.
غنضف: غَنْضَفٌ: اسم.
غنطف: غَنْطَفٌ: اسم.
غيف: تَغَيَّفَ: تَبَخْتَر. وتَغَيَّفَ: مَشَى مِشْية الطِّوال، وَقِيلَ: تَغَيَّف مَرَّ مَرّاً سَهْلًا سَرِيعًا. وتَغَيَّفَ الفَرَسُ إِذَا تَعطَّفَ وَمَالَ فِي أَحد جَانِبَيْهِ. الأَصمعي: مَرَّ البعيرُ يَتَغَيَّفُ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ يُسْرِع، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ التَّغَيُّفُ أَن يَتَثَنَّى ويَتَمايَلَ فِي شِقَّيْه مِنْ سَعَة الخَطْوِ ولِين السَّيْر؛ كَمَا قَالَ العِجاج:
يكادُ يَرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا
…
مِنْهُ احارِيّ، إِذَا تَغَيَّفا
والغَيْفَان: مَرَحٌ فِي السَّيْر. وتَغَيَّفَ إِذَا اخْتَالَ فِي مِشْيَته؛ قَالَهُ الْمُفَضَّلُ. والمُغَيَّف: فَرَسٌ لأَبي فَيْد بْنِ حَرْمَلٍ صِفَةٌ غَالِبَةٌ مِنْ ذَلِكَ. والتَّغَيُّفُ: التَّمَيُّل فِي العَدْوِ. وغَافَت الشجرةُ غَيَفَاناً وأَغْيَفت وتَغَيَّفَت: مَالَتْ بأَغصانها يَمِينًا وشِمالًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لنُصَيْب:
فظَلَّ لَهَا لَدْنٌ مِنَ الأَثْل مُورِق،
…
إِذَا زَعْزَعَتْه سَكْبَةٌ يَتَغَيَّفُ
وأَغَافَ الشجرةَ: أَمالها مِنَ النَّعْمة والغُضُوضة. وَشَجَرَةٌ غَيْفاء وَشَجَرٌ أَغْيَفُ وغَيْفَانِيٌّ يَمْؤودٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وهَدَبٌ أَغْيَفُ غَيْفَانِيُ
والأَغْيَف: كالأَغْيَد إِلَّا أَنه فِي غَيْرِ نُعاسٍ. والغَافُ: شَجَرٌ عِظَامٌ تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ مَعَ الأَراك وتَعْظُم، وَوَرَقُهُ أَصغر مِنْ وَرَقِ التُّفّاح، وَهُوَ فِي خِلْقَتِهِ، وَلَهُ ثَمَر حُلْو جِدًّا وَثَمَرُهُ غَلِفٌ يُقَالُ له
(1). قوله [أخي شراحيل إلخ] عبارة الصحاح: أخي شرحبيل بن الحرث إلخ.