الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مائة نقلة
من كتاب نقل الأديب
وهي ألف نقلة مقتطفة من ألف كتاب
مؤلفه محمد إسعاف النشاشيبي
حق الطبع والنشر ونقل شيء من هذه النقل محفوظ
أهدي مائة النقلة هذه إلى مجلة (الثقافة)
60 -
قالوا مسيلمة، وهذا أشعب
قال الثعالبي: قد تظرف من قال في كذب مسيلمة، وطمع أشعب
وتقول لي قولاً أظنك صادقاً
…
فأجيء من طمع إليك وأذهب
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلس
…
قالوا: مسيلمة، وهذا أشعب
61 -
انتظر حتى تجوع ببطن غيرك
قال سهيل بن علي: كنت ألازم خير بن نعيم القاضي وأجالسه وأنا يومئذ حديث السن، وكنت أراه يتجر في الزيت فقلت له: وأنت أيضاً تتجر؟!
فضرب بيده على كتفي ثم قال: انتظر حتى تجوع ببطن غيرك.
فقلت في نفسي: كيف يجوع إنسان ببطن غيره. فلما ابتليت بالعيال إذا أنا أجوع ببطونهم. .
62 -
كلنا ذلك الرجل
قال الحوبي: قال الشيخ سيدي محيي الدين بن عربي: رأيت بعض الفقهاء في النوم في رؤيا طويلة فسألني كيف حالك مع أهلك؟
فقلت
إذا رأت أهل بيتي الكيس ممتلئاً
…
تبسمت ودنت مني تمازحني
وإذا رأته خلياً من دراهمه
…
تجهمت وانثنت عني تقابحني
فقال لي: صدقت كلنا ذلك الرجل.
63 -
محتاج إلى عقل تام
قال الأحدب الصوفي: سمعت مطار بن أحمد يقول: رأيت النبي في المنام فقلت: يا رسول
الله اشتهي لحية كبيرة.
فقال لي لحيتك جيدة، وأنت محتاج إلى عقل تام.
64 -
ليتنا نخرج منه كفافا
سئل الشعبي: هل يجوز أن يؤكل الجني لو ظفر به؟
فقال: ليتنا نخرج منه كفافاً لا لنا ولا علينا. . .
65 -
وآباؤنا أفعال غيرنا
أتي ضرار المتكلم بمجوسي ليكلمه فقال: أبو من أنت؟
فقال: نحن أجل من أن ننسب إلى أبنائنا، إنما ننسب إلى آبائنا.
فورد على ضرار ما لم يكن في حسابه، فأطرق ساعة ثم قال: أبناؤنا أفعالنا، وآباؤنا أفعال غيرنا.
66 -
اسمه أبو العتاهية
تكلم بعض القصاص قال: في السماء ملك يقول كل يوم: لدوا للموت وابنوا للخراب
فقال بعض الأذكياء: اسم ذلك الملك أبو العتاهية. . .
67 -
هون عليك
رأى أبو الحسن بن فارس بعض أصحابه يفرط في الجزع على ثوب سرق منه فقال: هون عليك، فليس بقميص يوسف، ولا بردة النبي، ولا كساء أهل البيت، ولا ديباجة الوجه، ولا رداء الشباب.
68 -
يخاف أن أعلم عليه قال الفتح بن خاقان: ما رأيت أظرف من ابن أبي دؤاد: كنت يوماً ألاعب المتوكل بالنرد، فاستؤذن له عليه، فلما قرب منا هممت برفعها، فمنعني المتوكل وقال: أجاهر الله بشيء واستره عن عباده، فقال المتوكل لما دخل: أراد الفتح أن يرفع النرد.
قال: يخاف - يا أمير المؤمنين - أن أعلم عليه.
فاستحليناه، وقد كنا تجهمناه.
69 -
لقد صغرت عظيماً
صغرك الله
سأل رجل خالد بن صفوان فقال: هب لي دنينيراً
فقال خالد: لقد صغرت عظيماً - صغرك الله -. الدينار عشر العشرة والعشرة عشر المائة، والمائة عشر الألف، والألف ديتك. . .
70 -
ما جاء إليه أحد
قال الزمخشري: قال مؤذن: حي على الصلاة، والناس يتبادرون إليه. فقال رجل: لو قال: حي على الزكاة ما جاء إلي أحد. . .
71 -
أرقص للقرد في زمانه
قال ابن خلكان: لما ولي شرف الدين الوزارة دخل عليه ابن القطان الشاعر. والمجلس محتفل بأعيان الرؤساء، وقد اجتمعوا للتهنئة، فوقف بين يديه، ودعا له، وأظهر السرور والفرح، ورقص.
فقال الوزير لبعض من يفضي إليه بسره: قبح الله هذا الشيخ، فإنه يشير برقصه إلى ما تقول في أمثالها أرقص للقرد في زمانه.
72 -
وجدت ما استغنت به عنكم
قال الراغب الأصبهاني: لما ضربت الدراهم والدنانير صرخ إبليس صرخة، وجمع أصحابه فقال: قد وجدت ما استغنيت به عنكم في تضليل الناس، فالأب يقتل ابنه، والابن يقتل أباه بسببه. . .
73 -
علمني كيف صناعة الفضة
قال رجل لآخر: إني أعرف صناعة الفضة، وأريد أن أعلمك ولكن احتاج إلى ألف درهم للآلات. فأعطاه فمضى ولم يعد.
فقيل له: قد خدعك وكذب عليك. .
قال: لا لأنه علمني صناعة الفضة أي أخذها، وكيفية الحيلة، فأن شئت أن أفعل مثله فعلت.
74 -
فصلحت نيته لأهل دمشق
قال أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي: في سنة (236) وثب أهل دمشق على نائب دمشق: سالم بن حامد، فقتلوه يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان لما ولي أذل قوماً
بدمشق، لهم وجاهة ومنعة. فندب المتوكل لإمرة دمشق أفريدون التركي، وسيره إليها. وكان شجاعاً فانكا ظالماً. فقدم في سبعة آلاف فارس وأباح له المتوكل القتل بدمشق والنهب ثلاث ساعات فنزل أفريدون ببيت لهيا. وأراد أن يصبح البلد. فلما أصبح طلب الركوب فقدمت له بغلة فضربته بالزوج فقتلته فدفن مكانه ورد الجيش الذين كانوا معه خائفين.
وبلغ المتوكل فصلحت نيته لأهل دمشق.
75 -
فاستفدت التاريخ
قال الفقيه المقري: أنشدت يوماً الإبلي قول ابن الرومي:
أفنى وأعمى ذا الطبيب بطبه
…
وبكحله الأموات والأحياء
فإذا مررت رأيت من عميانه
…
أمماً على أمواته قراء
فاستعادني حتى عجبت منه، مع ما أعرف من عدم ميله إلى الشعر وانفعاله، وظننت أنه أعجب بما تضمنه البيت الأول من غريب اللف والنشر المكرر الذي لا أعرف له ثانياً فيه. فقال أظننت أني استحسنت الشعر؟
فقلت: مثلك يستحسن هذا الشعر؟
فقال: تعرفت منه كون العميان كانوا في ذلك الزمان يقرؤن على المقابر فإني كنت أرى ذلك حديث العهد فاستفدت التاريخ.
76 -
فأما البخاري وكافر فما سمعناه
قال عبد الحي بن العماد الحنبلي: كان عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد القادر الكيلاني عارفاً بالمنطق والفلسفة وغير ذلك من العلوم الردية وبسبب ذلك نسب إلى عقيدة الأوائل.
رأى عليه والده يوماً - وكان كثير المجون والمداعبة - ثوباً بخارياً فقال: والله هذا عجب، مازلنا نسمع (البخاري ومسلم) فأما البخاري وكافر فما سمعناه. .
محمد إسعاف النشاشيبي