المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌القارة المفقودة للأستاذ صادق النقشبندي كتب الكولونيل (جيمس شيرشوار) الضابط بالجيش الانكليزي - مجلة «الثقافة» السورية - جـ ٨

[خليل مردم بك]

الفصل: ‌ ‌القارة المفقودة للأستاذ صادق النقشبندي كتب الكولونيل (جيمس شيرشوار) الضابط بالجيش الانكليزي

‌القارة المفقودة

للأستاذ صادق النقشبندي

كتب الكولونيل (جيمس شيرشوار) الضابط بالجيش الانكليزي وهو أحد المشتغلين بعلم الآثار يقول أنه عثر في الهند على (125) صفيحة عليها كتابات قديمة وأنه ترجم هذه الكتابات بمساعدة بعض علماء البوذيين واستخلص مما حوته أن مهد البشرية لم يكن في العراق ولا في الأناضول كما كانت العقيدة السائدة قبلاً بل في قارة كانت على خط الاستواء تدعى (مو) وهي في الأفيانوس الباسفكي قبل (15) ألف سنة وزاد على ذلك أن الكتابات التي عثر عليها تشير إلى أنها كانت آهلة تماماً قبل (13) سنة ومما قاله الكولونيل المذكور في مقاله عن هذه الاكتشافات أن حضارة مملكة (مو) كانت أعظم من جميع الحضارات التي عرفها البشر فيما بعد فقد كان لأهلها قبل (13) ألف سنة اختراعات ذهب سرها مع الزمن وكانت جيوش (مو) مجهزة بطيارات كبيرة تسع الواحدة منها (20) جنديا وتسير بمحركات بسيطة مستخدمة لقوى الطبيعية التي يسعى العلم الآن إلى الاستفادة منها في هذه الأيام وقد جاء في الكتابة المكتشفة أخيراً أن القائد (رمنسدر) من قواد حكومة (مو) طار من عاصمة سيلان إلى الهند الشمالية دفعة واحدة وأن جنوده كانت مجهزة بأسلحة نارية وأن البارود كان معروفاً في ذلك الحين ولكن وقوع زلزلتين إذ ذاك دمر تلك القارة وابتلعت مياه الاوقيانوس سكانها وقصورها ومدنها وآثارها. أما أسباب الزلزلة فقد وصفت في الكتابات القديمة التي اكتشفها الكولونيل المذكور كما يلي: كانت قارة (مو) تحتوي على تجاويف مملوءة غازاً وإنه بركان فانفجرت النار في هذه التجاويف ونسفت القارة إلا بعض أنحاء منها تعرف اليوم باسم جزر هاواي. وقد زعم بعض العلماء بأن جزيرة ماداغسقار والهند واستراليا كانت متصلة بعضها مع بعض وبينها قارة تسمى (ليموريا) ويجب أن تكون هي (مو) التي سبق الكلام عنها. وهذه القارة غارت بطغيان البحر عليها ويؤيدون زعمهم هذا بعدة براهين من جملتها وجود نقوش على بعض صخور جزيرة (يستر) وهي جزيرة في الأقيانوس الباسفكي على بعد (2400) ميل من غربي سواحل أميركا الجنوبية نعثر فيها على مئات من النقوش والتماثيل المتقنة الصنع تمثل رؤوساً بشرية لا يفوقها في دقة الصنع أجمل تماثيل اليونان القدماء وفي تلك الجزيرة الصغيرة أيضاً دلائل كثيرة على

ص: 57

حضارة بائدة وأهالي هذه الجزيرة اليوم لا يتجاوز عددهم بضع مئات يتناقلون قصة الطوفان أباً عن جد.

أما جزيرة ماداغسقار التي لا تبعد عن سواحل أفريقيا أكثر من (300) ميل فإن بين حيواناتها وحيوانات قارة أفريقيا بونا شاسعاً وهي موطن حيوانات كثيرة لم تكن في موضع آخر من العالم ومنها الزحافات الهائلة من فصيلة الضب وعدا هذا الاختلاف الظاهر بينها وبين أفريقيا فأنها تشبه قارة آسيا بعض الشبه في حيواناتها رغم بعد الشقة بينهما وقد حاول بعضهم تعليل ذلك بقوله: إنه كان في الحقب الغابرة قارة في الاقيانوس الجنوبي تتصل بآسيا وقد أطلقوا عليها اسم (ليموريا) أي بلاد الليمور وفيها نشأ هذا الحيوان أي تلك الزحافات الهائلة وبتمادي الأحقاب غارت ليموريا في قاع الاوقيانوس وبقيت فصيلة الليمور في جزيرة ماداغسقار. وذكر أحد العلماء حديثاً عن القارة المزعومة أن بعثة برياسة السيد (جون مري) قامت تنقب في بحر العرب فاكتشفت سلاسل من الجبال تغمرها مياه البحر ومناطق غربية وتدل الحالة العامة للمنطقة الممتدة بين خليج عدن والشاطئ الهندي على قاع البحر كان فيما مضى منطقة أرضية كبيرة فيها واد عميق كان حوضاً لنهر يدعى (اللابراهم) الذي كان يجري في الهند من الشمال الغربي وستساعده هذه التنقيبات والنظريات لمعرفة شيء عن القارة المفقودة التي يطلقون عليها اسم (ليموريا) وعلى ذكر هذه القارة المزعومة أقول أن كثيراً من الكتاب والمؤرخين يعتقدون أن جغرافية العالم القديمة كانت تختلف عن جغرافية هذا الزمن وإنه كان ثمة قارات وبلاد ضاعت لأن مياه البحر طغت عليها. ومن ذلك قارة (آتلنتيس) وقد أشار إليها أفلاطون قديماً وكان الأقدمون بوجودها وراء أعمدة هراقليوس في المحيط الأتلانتيكي ويزعمون أنها من قارة آسيا ولا يزال بعضهم يعتقد ذلك ولعل ما يكشفه الزمن وتميط عنه الستار الأيام يشفي الغلة ويذهب ظمأ المتشوقين لمثل هذه المباحث ويخطو العلم في طريق حلها خطوات واسعة تقربنا من الحقيقة.

محمد صادق النقشبندي

ص: 58