المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

2- ‌ ‌ الخبر: قلنا: إن الخبر هو الركن الأساسي الآخر الذي يكمل - التطبيق النحوي

[عبده الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌ المقدمات:

- ‌بين يدي هذا الكتاب:

- ‌مقدمة الطبعة الأولى:

- ‌الباب الأول: الكلمة

- ‌ تحديد نوع الكلمة:

- ‌ حالة الكلمة "الإعراب والبناء

- ‌ الإعراب:

- ‌ علامات الإعراب:

- ‌ الإعراب الظاهر والإعراب المقدر:

- ‌البناء

- ‌النوع الأول

- ‌النوع الثاني:

- ‌النوع الثالث: الأسماء المبنية:

- ‌الباب الثاني: الجملة وشبه الجملة

- ‌الفصل الأول: الجملة الأسمية

- ‌مدخل

- ‌ المبتدأ:

- ‌ الخبر:

- ‌النواسخ:

- ‌الفصل الثاني: الجملة الفعلية

- ‌الفاعل

- ‌ نائب الفاعل:

- ‌ المفاعيل:

- ‌ الحال:

- ‌ التمييز:

- ‌الفصل الثالث: الجمل الأسلوبية

- ‌مدخل

- ‌ جملة الاستثناء:

- ‌ جملة النداء:

- ‌ جمل الأمر والنهي والعرض:

- ‌ جملة الاستفهام:

- ‌ جملة التعجب:

- ‌ جملة المدح والذم:

- ‌ جملة الشرط:

- ‌ جملة القسم:

- ‌الفصل الرابع: مواقع الجملة:

- ‌ الجملة التي لها محل من الإعراب:

- ‌ الجملة التي لا محل لها من الإعراب:

- ‌الفصل الخامس: شبه الجملة:

- ‌الملاحق

- ‌ملحق رقم (1) التوابع

- ‌النعت

- ‌ التوكيد:

- ‌ البدل:

- ‌ عطف البيان:

- ‌ عطف النسق:

- ‌الممنوع من الصرف:

- ‌فهرست:

الفصل: 2- ‌ ‌ الخبر: قلنا: إن الخبر هو الركن الأساسي الآخر الذي يكمل

2-

‌ الخبر:

قلنا: إن الخبر هو الركن الأساسي الآخر الذي يكمل الجملة مع المبتدأ ويتمم معناها الرئيسي، وهو مرفوع.

وفي التطبيق النحوي يهمنا من الخبر النواحي الآتية:

1-

أنواع الخبر:

الخبر قسمان مفرد، وجملة:

أ- الخبر المفرد: وهو ما ليس بجملة، ويكون جامدا أو مشتقا، فتقول:

الثريا نجمٌ التوباد جبلٌ

نجم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

جبل: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وهذان مثالان للخبر الجامد.

زيد مجتهد المنظر رائع

مجتهد: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

رائع: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وهذان مثالان للخبر المشتق1.

ب- الخبر الجملة:

قد يكون الخبر جملة اسمية أو فعلية، فتقول:

1 ذكرنا تقسيمهم الخبر المفرد إلى جامد ومشتق؛ لأنهم يرون أن الخبر الجامد خالٍ من ضمير مستتر فيه، أما الخبر المشتق فيرفع في الغالب ضميرا مستترا وجوبا أو ضميرا بارزا أو اسما ظاهرا، والتقدير: زيد مجتهد "هو"؛ لأنك تستطيع أن تقول: زيد مجتهد أخوه.

ص: 98

زيد خلقه كريم.

زيد: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.

خلقه: مبتدأ ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر.

كريم: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

عليٌّ يتحدث الفرنسية.

علي: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

يتحدث: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

- يجوز في الجملة الواقعة خبرا أن تكون جملة إنشائية:

الكتاب اقرأه.

الكتاب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

اقرأه: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

ومثل: {الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ} .

القارعة: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.

ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ الثاني مقدم.

القارعة: مبتدأ ثانٍ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول في محل رفع.

ص: 99

ولا يصح أن تكون الجملة الواقعة خبرًا جملة ندائية مثل:

علي يا هذا.

- هناك أنواع من المبتدأ لا بد أن يكون خبرها جملة، وهي:

1-

ضمير الشأن، مثل:

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

هو: ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

الله: لفظ الجلالة مبتدأ ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.

أحد: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

2-

أسماء الشرط الواقعة مبتدأ، وخبرها جملة الشرط، مثل:

مَن يذاكر ينجح.

من: اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

يذاكر: فعل مضارع مجزوم بالسكون؛ لأنه فعل شرط، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

3-

المخصوص بالمدح أو الذم إن كان مقدمًا، مثل:

خالدٌ نعم القائد.

خالد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

نعم: فعل ماض مبني على الفتح.

القائد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

4-

المبتدأ في أسلوب الاختصاص، مثل:

نحن -العربَ- نكرم الضيف.

ص: 100

نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

العرب: مفعول به لفعل محذوف تقديره أخص، منصوب بالفتحة الظاهرة.

نكرم: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

5-

كلمة "كأين" الخبرية إن وقعت مبتدأ، مثل:

كأين من مريض شفاه الله!

"معنى الجملة: كم من مريض شفاه الله! ".

كأين: مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.

من مريض: جار ومجرور متعلق بكأين.

شفاه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

- الجملة الواقعة خبرا لا بد أن تكون مشتملة على رابط يربطها بالمبتدأ وإلا صارت جملة أجنبية لا يصح الإخبار بها. وهذا الرابط أنواع:

1-

أن يكون ضميرا راجعا إلى المبتدأ مطابقا إياه، وهو أهم الروابط، وفي الأمثلة السابقة كلها ضمير في الجملة الواقعة خبرا يعود على المبتدأ. ويجوز حذف هذا الضمير إن كان معلوما مثل:

العنب أقة بعشرين قرشا.

العنب: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.

ص: 101

أقة: مبتدأ ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.

بعشرين: الباء حرف جر، وعشرين مجرور بالباء وعلامة جره الياء، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الثاني.

والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول "وتقدير الجملة: العنب أقة منه بعشرين قرشا".

2-

إعادة المبتدأ لأسباب بلاغية كالتفخيم أو التهويل أو غيرهما:

{الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ} .

الحاقة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ الثاني.

الحاقة: مبتدأ ثان مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

3-

وجود اسم إشارة إلى المبتدأ، مثل:

النجاح ذلك أمل كل طالب.

النجاح: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.

ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان، واللام للبعد حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

أمل: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

شبه الجملة:

يكثر في الكتب المدرسية وكتب النحو المعاصرة وقوع شبه الجملة خبرا، وهذا يخالف رأي القدماء الذين يقررون أن شبه الجملة نفسه لا يكون خبرا

ص: 102

ولا غيره، بل يتعلق بالخبر، وهو ما نراه أيضا؛ لأن العربية درجت على حذف الخبر إذا دل على كون عام؛ أي كلمة: موجود أو كائن أو مستقر، دون تحديد لهيئة هذا الوجود، فنقول:

الطالب في الفصل.

أمام البيت شجرة.

الصوم يوم الخميس.

يدل على ذلك أن الخبر إذا دل على كون خاص فلا بد من ذكره، مثل:

زيد نائم في البيت.

الصلاة مقصورة في السفر.

وأنت لا تستطيع أن تحذف هذا الخبر وإلا ضاع المعنى الذي تريده، فذكر الخبر في موضع يدل على أنه موجود في الموضع الآخر، لكنه حذف لكثرة الاستعمال. وعلى هذا نقول في إعراب الأمثلة الأولى:

الطالب في الفصل.

الطالب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

في الفصل: في حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفصل مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

أمام البيت شجرة.

أمام: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة.

البيت: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

شجرة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

تنبيه: ظرف المكان لا يتعلق بخبره إلا عن أسماء الأحداث، مثل:

الصوم يوم الخميس.

الصوم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

ص: 103

يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

الخميس: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

ولا يصح أن يتعلق بخبر عن أسماء الذوات، فلا يصح أن تقول: محمد اليوم، أو علي غدا.

إلا إذا صح التأويل مثل:

الهلال الليلة.

الهلال: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الليلة: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.

"وتقدير الجملة: رؤية الهلال الليلة".

2-

اقتران الخبر بالفاء:

نلاحظ في الأسلوب العربي وجود "الفاء" في أكثر من موضع، ومن هذه المواضع أننا نجدها مقترنة بخبر المبتدأ، والفاء حرف يأتي لربط أجزاء الجملة وتأكيد علاقة بعضها ببعض، والمبتدأ والخبر مرتبطان ارتباطا عضويا كما تعلم، فكأن دخول الفاء على الخبر إنما يكون لتقوية هذا الارتباط.

وقد حاول النحاة وضع قاعدة عامة لدخول الفاء على الخبر، وأوضح ما يمكن أن يقال في هذا المجال: إن الفاء قد تدخل على الخبر إذا كانت جملة المبتدأ والخبر تشبه جملة الشرط -وأنت تعلم أن الفاء تقع في جواب الشرط في أحوال معينة- وذلك يتحقق على النحو التالي:

1-

أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم، مثل: الأسماء الموصولة أو الأسماء النكرة؛ وذلك لكي يشبه هذا المبتدأ اسم الشرط في إبهامه وعمومه.

ص: 104

2-

أن يكون بعد هذا المبتدأ جملة أو شبه جملة ليست فيها كلمة شرطية.

3-

أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة؛ لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل الشرط، فنقول:

الذي يجتهد فناجحٌ.

فهذه الجملة تتكون من مبتدأ هو "الذي" وهو اسم غير محدد؛ لأنه لا يدل على شخص بذاته، وبعده جملة خالية من كلمة شرطية وهي جملة "يجتهد"، ثم يأتي الخبر مترتبا على هذه الجملة ترتب جواب الشرط على فعله؛ لأن النجاح مترتب على الاجتهاد. من هنا اقترن الخبر بالفاء.

وتقول:

طالب يجتهد فناجح.

وهذه الجملة أيضا تتكون من مبتدأ هو "طالب" وهو نكرة لا تدل على طالب بذاته، وبعد النكرة جملة فعلية واقعة صفة له هي "يجتهد" ثم يأتي الخبر مقترنا بالفاء لأنه مترتب على هذه الجملة.

واقتران الخبر بالفاء على درجتين: واجب وجائز، فالواجب في خبر المبتدأ الواقع بعد "أمَّا" الشرطية، ولعل الذي جعل الاقتران هنا واجبا هو شرطية "أما"، تقول:

أما علي فكريم وأما أخوه فشجاع.

أما: حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

علي: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الفاء: واقعة في خبر المبتدأ، وهي حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب "وبعضهم يعربها واقعة في جواب شرط مقدر والذي اخترناه أيسر وأقرب إلى الاستعمال".

كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ص: 105

أما الاقتران الجائز فمع غير "أما" من المواضع التي أوضحنا شروطها مثل:

طالب يجتهد فناجح.

طالب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

يجتهد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع صفة لطالب.

فناجح: الفاء واقعة في الخبر حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وناجح خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

3-

تعدد الخبر:

قد يكون للمبتدأ أكثر من خبر، فإذا تعددت الأخبار أعربتها أخبارا أيضا، ومنها ما يصلح أن يكون صفة للخبر الأول، ومنها ما لا يكون إلا خبرا، وكل ذلك متوقف على معنى الجملة، فنقول:

زيد عربي شجاع كريم.

زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

عربي: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

شجاع: خبر ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.

كريم: خبر ثالث مرفوع بالضمة الظاهرة.

"وتستطيع في هذا المثال أن تقول: شجاع صفة، كريم صفة للخبر، وصفة المرفوع مرفوع".

التعليم أدبي هندسي تجاري.

التعليم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

أدبي: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ص: 106

هندسي: خبر ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.

تجاري: خبر ثالث مرفوع بالضمة الظاهرة.

"وأنت -في هذا المثال- لا تستطيع أن تعرب الخبرين الثاني والثالث صفة للخبر الأول؛ لأن المعنى لا يستقيم".

4-

حذف الخبر:

كما عرفنا في حذف المبتدأ، فإن الخبر قد يحذف جوازا أو وجوبا.

وهو يحذف جوازا إن دل عليه دليل مقالي كأن يكون في جواب عن سؤال، مثل:

مَن مخلص؟ عليٌّ.

علي: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، والخبر محذوف جوازا تقديره: مخلص.

أو أن يقع الخبر بعد إذا الفجائية مثل:

خرجت فإذا صديقي.

صديقي: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها حركة المناسبة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، والخبر محذوف جوازا تقديره "موجود أو منتظر

".

ويحذف الخبر وجوبا في مواضع أهمها ما يلي:

1-

خبر المبتدأ الواقع بعد لولا:

لولا العقلُ لضاع الإنسان.

لولا: حرف امتناع للوجود مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

العقل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، والخبر محذوف وجوبا تقديره "موجود".

ص: 107

لضاع: اللام واقعة في جواب لولا، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ضاع: فعل ماض مبني على الفتح.

الإنسان: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

ويتحدث النحاة في تفصيل عن مواضع حذف الخبر وجوبا بعد لولا، وأقرب ما يختار من كلامهم أن هذا الخبر إن دل على "كون عام" كان حذفه واجبا كما في المثال السابق، وإن دل على كون خاص كان ذكره واجبا إن لم يدل عليه دليل، مثل:

لولا اللاعبون ماهرون ما فاز الفريق.

فاللاعبون: مبتدأ، وماهرون: خبر، والذي جعل ذكره واجبا أن الخبر هنا يدل على كون خاص أو وجود خاص؛ إذ إن المعنى ليس "لولا اللاعبون موجودون ما فاز الفريق" لأنه لا فريق بلا لاعبين، وإنما المقصود هو وجود خاص للاعبين وهي المهارة.

2-

أن يكون خبرا عن اسم صريح في القسم، مثل:

لعمرك لينجحن المجد.

لعمرك: اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

عمر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي. ومعنى الجملة: "لعمرك قسمي أو يميني

".

3-

تأخير الخبر وتقديمه:

المفروض أن الخبر يتأخر عن المبتدأ؛ لأنه الحكم الذي تحكم به على المبتدأ، ومع ذلك فقد يتقدم أو يتأخر على درجات نوجزها فيما يلي:

أ- جواز التقديم والتأخير، وذلك هو الغالب، مثل:

زيدٌ قادمٌ قادمٌ زيدٌ

ص: 108

نِعْمَ القَائِدُ خالدٌ. خالدٌ نِعْمَ القائدُ.

ب- تأخير الخبر وجوبا:

وذلك في مواضع أهمها:

1-

أن يكون المبتدأ اسما مستحقا للصدارة في الجملة كأسماء الاستفهام والشرط وما التعجبية وكم الخبرية مثل:

2-

أن تكون لام الابتداء داخلة على المبتدأ، مثل:

لَلْمُجِدُّ ناجحٌ.

وذلك لأن لام الابتداء لها الصدارة، فلا يصح تقديم الخبر عليها.

3-

أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ، مثل:

زيد يلعب.

لأنك إذا قدمت الخبر صارت جملة فعلية مكونة من فعل وفاعل.

4-

أن يكون المبتدأ والخبر متساويين في رتبة التعريف أو التنكير، مثل:

فالاسم الأول مضاف إلى ضمير، والثاني مضاف إلى ضمير، فهما متساويان من حيث التعريف، فإن كنت تقصد أن تحكم على أخيك بأنه صديقك وجب أن يكون الأخ مبتدأ والصديق خبر، أما إن كنت تريد أن تحكم على صديقك بأنه أخوك قلت: صديقي أخي.

ص: 109

5-

أن يكون المبتدأ محصورًا في الخبر، مثل:

فأنت لا تستطيع أن تقدم الخبر؛ لأنك حصرت المبتدأ فيه أي قصرته عليه، ومعنى الجملة: أنك أخلصت المبتدأ لحكم الخبر وحده.

6-

أن يكون الخبر مقرونًا بالفاء، مثل:

لأنك إذا قدمت الخبر وجب حذف الفاء.

7-

أن يكون خبرًا عن ضمير الشأن:

8-

الخبر المفصول بضمير فصل:

جـ- تقديم الخبر وجوبًا:

وذلك في مواضع أهمها:

1-

أن يكون الخبر مستحقًّا للصدارة كأسماء الاستفهام:

2-

أن يكون الخبر محصورًا في المبتدأ:

ص: 110

ومعنى الحصر هنا أنك قصرت النجاح على المجد فقط، كما قصرت الوجود في البيت على علي وحده، ولو أنك قدمت المبتدأ وأخرت الخبر في هذين المثالين لفسد معنى القصر الذي تريده.

3-

أن يكون المبتدأ نكرة محضة، وفي هذه الحالة لا بد أن يكون الخبر جملة أو شبه جملة:

ذلك أننا لو قدمنا المبتدأ النكرة بلا مسوغ لأمكن أن نعد الجملة أو شبه الجملة بعده صفة لا خبرا.

4-

أن يكون في المبتدأ ضمير يرجع إلى الخبر مثل:

تدريب: أعرب الكلمات التي تحتها خط:

1-

{لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ} .

2-

{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} .

3-

{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} .

ص: 111

4-

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} .

5-

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} .

6-

{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} .

7-

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} .

8-

{لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} .

9-

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} .

10-

{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .

11-

{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ، وَاللَاّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا، وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا، إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} .

ص: 112