الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5-
عطف النسق:
وهو العطف بحرف من حروفه المعروفة، ولعلهم سموه نسقا لأنه ينسق الكلام بعضه على بعض، بحيث يأخذ المعطوف نسق المعطوف عليه في أحكام معينة، ونوجز لك الحديث عن حروف العطف فيما يلي:
1-
الواو: تفيد "مطلق المشاركة" أي أن المعطوف يشارك المعطوف عليه في الحكم دون النظر إلى ترتيب زمني أو غيره، مثل:
حضر زيد وعمرو.
فالعطف هنا يفيد مطلق اشتراك زيد وعمرو في الحضور؛ دون أن يدل ذلك على أن زيدا حضر قبل عمرو، أو معه، أو قبله بفترة وجيزة، أو طويلة، أو حضر بعده.
2-
الفاء: وتفيد الترتيب والتعقيب؛ أي أن الحكم يكون للمعطوف عليه أولا دون أن تكون هناك فترة طويلة للمعطوف، مثل:
حضر زيد فعمرو.
فالفاء هنا أفادت حضور زيد أولا ثم عمرو "في عقبه" أي بعده بفترة وجيزة.
3-
ثم: وتفيد الترتيب والمهملة أو التراخي؛ أي أن الحكم يكون للمعطوف عليه أولا ثم يكون للمعطوف مع وجود فترة غير وجيزة، مثل:
حضر زيد ثم عمرو.
أفادت ثم هنا حضور زيد أولا، وحضور عمرو بعده بفترة؛ أي مع شيء من التراخي.
تنبيه:
الأحرف الثلاثة السابقة قد لا تكون حروف عطف بالضرورة؛ بل تدل -بكثرة- على "الاستئناف"، وعليك أن تتأكد أولا من وجود فكرة "الاشتراك" في الحكم حين تدل على العطف، وإلا فهي حروف استئناف.
4-
حتى: وأنت تعلم أنها تستعمل على الأغلب حرف جر وتدل على الغاية؛ لكنها قد تستعمل حرف عطف كذلك فتفيد الاشتراك في الحكم كما تفيد الغاية؛ أي أن المعطوف غاية في الحكم. على أنها لا تستعمل حرف عطف إلا بشروط؛ أهمها أن يكون المعطوف اسما ظاهرا بعضا من المعطوف عليه أو كبعضه، مثل:
أكلت السمكة حتى ذيلها.
فالذيل هنا مأكول، وهو اسم ظاهر، بعض من المعطوف عليه، ومثل:
الأم تحب ابنها حتى أخطاءَه.
فالأخطاء معطوف، وهي كبعض المعطوف عليه.
5-
أم: وهي حرف عطف يفيد التسوية بين شيئين، أو تعيين واحد منهما:
أ- فالتي تفيد التسوية هي التي ترد مع "همزة التسوية"، وهي همزة لا تفيد الاستفهام؛ بل تدخل على جملتين خبريتين معطوفتين بـ"أم"، ولا بد أن يصح سبك مصدر من كل منهما، مثل:
لن أهتم به سواء أنجح أم رسب.
فالهمزة هنا تسمى همزة التسوية، والجملة بعدها خبرية، وأم حرف عطف، ويصح سبك مصدر من الجملتين؛ إذ المعنى:
لن أهتم به فنجاحه ورسوبه عندي سيان.
ب- والتي تفيد التعيين هي التي تأتي مع همزة الاستفهام، مثل:
أحضر زيد أم عمرو؟
تنبيه:
يفصل النحاة كثيرا في موضوع "أم" ويقسمونها إلى "متصلة" و"منقطعة"، والذي نراه أن تلك التي يسمونها "متصلة" هي التي ذكرناها لك هنا مع همزة التسوية وهمزة الاستفهام، وهي التي نقول عنها: إنها حرف عطف، وأما تلك
التي يسمونها "منقطعة" فشيء آخر، والأرجح أنها ليست حرف عطف بل حرف ابتداء.
6-
أو: وتفيد "الإباحة" و"التخيير"، وقد تفيد معاني أخرى نفهمها من القرائن.
والإباحة معناها اختيار واحد من المعطوف أو المعطوف عليه أو الجمع بينهما، مثل:
إذا أردت أن تحسن لغتك فاقرأ شعرا أو نثرا.
أي: اختر واحدا منهما أو اخترهما معا.
أما "التخيير" فيعني اختيار واحد فقط، مثل:
اختصر الشعبة الأدبية أو العلمية.
7-
لكن: وهي تفيد الاستدراك، لكنها لا تكون حرف عطف إلا بشروط:
1-
أن يكون المعطوف بها مفردا.
2-
ألا تسبق بالواو.
3-
أن تكون مسبوقة بنفي أو نهي، مثل:
لم أرَ الحادثة لكن سمعت بها.
لا تشغل نفسك بأمور الناس لكن اهتم بأمورك.
8-
لا: وهي تفيد نفي الحكم عن المعطوف، ولا تكون حرف عطف إلا بشروط:
1-
أن يكون المعطوف مفردا.
2-
أن يكون الكلام قبلها غير منفي.
3-
ألا تقترن بحرف عطف، مثل:
ينجح المجتهد لا المهمل.
"لا" هنا حرف عطف، والكلام قبلها مثبت، والمعطوف مفرد.
لم يحضر زيد ولا عمرو.
الواو حرف عطف، ولا حرف زائد لتأكيد النفي.
9-
بل: وتكون حرف عطف حين يعطف مفردا على مفرد، وتفيد شيئين:
أ- الإضراب: إذا كان ما قبلها كلاما موجبا، مثل:
الإسكندرية عاصمة مصر بل القاهرة.
بل هنا حرف عطف يفيد الإضراب الذي معناه: إلغاء الحكم السابق ونلقه إلى ما بعد بل.
ب- الإقرار ثم المخالفة: وذلك إذا كان ما قبلها منفيا، مثل:
لم ينجح زيد بل عمرو.
بل حرف عطف، يفيد الإقرار بالحكم السابق؛ أي بعدم نجاح زيد، ثم مخالفة هذا الحكم لما بعدها، أي نجاح عمرو.
تنبيهات:
1-
يصح عطف اسم ظاهر على ضمير؛ فإذا كان ضمير رفع متصل فالأفضل فصله بتوكيد لفظي أو معنوي أو غيرهما، ويرى بعضهم ذلك واجبا مثل:
حضرت أنا وزيد.
حضروا كلهم وزيد.
حضروا اليوم وزيد.
فالمعطوف عليه في هذه ضمير رفع متصل، وقد صح عطف اسم ظاهر عليه بعد فصله بالتوكيد اللفظي "أنا" أو بالتوكيد المعنوي "كلهم"، أو بغيرهما "اليوم".
2-
وإذا كان ضمير نصب أو جر فلا يجب الفصل، مثل:
رأيتك وزيدا.
مررت بك وزيد.
3-
من التراكيب الشائعة في الاستعمال المعاصر عطف مضافين قبل المضاف إليه، وهو مستوى ركيك يراه بعضهم غير صحيح، مثل:
ناقش المجلس أنواع وأسباب المشكلات.
والصواب: ناقش المجلس أنواع المشكلات وأسبابها.