الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
المفاعيل:
ذكرنا أن الجملة الفعلية تتكون من ركنين أساسيين: الفعل والفاعل أو نائبه، ثم تحدثنا عن الفاعل ونائبه، أما الفعل فهو أصل العوامل في اللغة العربية، فقد رأينا أنه هو الذي يرفع الفاعل ونائبه، وسوف نرى -بعد- أنه هو الذي ينصب المفعول والحال والظرف
…
لا بد أن تتم الجملة الفعلية أولا بركنيها كي تدل على معنى مستقل. وقد تحتاج الجملة بعد ذلك إلى معانٍ إضافية تضيفها إلى المعنى الأساسي. فنستعمل كلمات يسميها النحاة فضلات؛ لأنها فضلة عن المعنى الأول، وإن حذفت بقي للجملة معنى مستقل أيضا.
وأول هذه الفضلات المفعول به، وهو نوع من المفاعيل التي نخصص لها هذا الحديث.
أ- المفعول به:
والمفعول به هو الذي يقع عليه فعل الفاعل، ولما كان الفعل متعدد الأنواع تعددت أيضا أنواع المفعول به، فهناك فعل لا يطلب إلا مفعولا واحدا، وهناك فعل يطلب مفعولين، وثالث يطلب ثلاثة مفاعيل.
والفعل الذي ينصب المفعول به يسمى فعلا متعديا؛ لأنه يتعدى فاعله إلى مفعول. على عكس الفعل الذي لا يطلب مفعولا والذي يسمى فعلا لازما أو قاصرا؛ لأن عمله يلزم الرفع في الفاعل فقط، أو لأنه قاصر -أي عاجز- عن الوصول إلى المفعول.
والمفعول به الواحد قد يكون اسما صريحا أو مؤولا، فتقول:
فهمتُ الدرسَ.
الدرس: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
أود أن أزوره.
أود: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
أن: حرف مصدري ونصب.
أزوره: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.
وتقدير الجملة: أود زيارتَه.
الفعل إذن هو الذي يعمل النصب في المفعول به، لكن هناك كلمات أخرى تتفرع عن الفعل وتعمل في المفعول أيضا، هي:
1-
المصدر: فتقول:
إعدادُك الدرسَ مفيدٌ.
إعدادك: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
الدرس: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة "والعامل فيه هو المصدر".
مفيد: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
2-
اسم الفاعل: وهو يعمل النصب في المفعول به بشرط أن يكون مقرونا بأل، فتقول:
هو الكاتبُ الكتابَ أمس.
هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
الكاتب: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
الكتاب: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، والعامل فيه اسم الفاعل.
أمس: ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب.
فإن لم يكن مقرونا بأل عمل بشروط، هي: أن يدل على الحال أو الاستقبال، وأن يعتمد على:
- نفي، مثل:
ما قارئٌ زيدٌ كتابًا.
كتابا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة "والعامل فيه اسم الفاعل".
- استفهام، مثل:
هل قارئٌ زيدٌ كتابًا؟
كتابا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة "والعامل فيه اسم الفاعل".
- أن يكون اسم الفاعل خبرا، مثل:
محمد قارئ كتابا.
محمد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
قارئ: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
كتابا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة "والعامل فيه اسم الفاعل".
- أن يكون اسم الفاعل صفة لموصوف، مثل:
رأيت رجلا قارئا كتابا.
رأيت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
رجلا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
قارئا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.
كتابا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة "والعامل فيه اسم الفاعل".
3-
صيغة المبالغة: وهي تنصب المفعول به بالشروط التي يعمل بها اسم الفاعل، مثل:
هو حَمَّالٌ أعباءَهم.
أعباء: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة "والعامل فيه صيغة المبالغة".
4-
اسم الفعل، مثل:
دونَك الكتاب.
دونك: اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
الكتاب: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
الأفعال التي تطلب مفعولين:
هناك أفعال لا تكتفي بمفعول واحد، بل تطلب مفعولين، هي أنواع:
1-
أفعال تدل على معنى الإعطاء، مثل: أعطى - منح - وهب - كسا - ألبس - سمَّى - زاد - نقص، فتقول:
أعطيتُ زيدًا كتابًا.
أعطيت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
زيدا: مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
كتابا: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة.
يقول النحاة: إن المفعول الأول فاعل في المعنى، فأنا أعطيت زيدا كتابا، وزيد أخذ الكتاب. ويرى سيبويه أن المفعول الأول كان مجرورا في الأصل، والتقدير: أعطيت لزيد كتابا. وهو رأي يرتكن إلى تحليل عميق لتراكيب الكلام؛ فكأن سييويه يريد تسمية المفعول الأول مفعولا غير مباشر Object indirect كما هو معروف في كثير من اللغات:
- Ich gab dem Student das Buch.
- Donnez - Iui les timbres.
2-
أفعال القلوب:
وقد سماها النحويون كذلك؛ لأن معانيها متصلة بالقلب كاليقين والشك
والإنكار، وتعرف أيضا بـ"ظن وأخواتها"، وهي تأخذ مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، فهي أفعال ناسخة تنسخ الجملة الاسمية، ولكنها ليست أفعالا ناقصة؛ لأنها تدل على حدث وتطلب فاعلا؛ ولذلك لم ندرجها في الجملة الاسمية.
وأفعال القلوب قسمان:
1-
قسم يدل على اليقين، وهي:
عَلِمَ: علمتُ الجد سبيل النجاح.
علمت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الجد: مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
سبيل: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة.
النجاح: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
"المفعولان هنا أصلهما مبتدأ وخبر: الجد سبيل النجاح، علمت هنا بمعنى أيقنت لا بمعنى عرفت".
"تعلم هنا بمعنى اعلم، ولا يستعمل إلا فعل أمر، ونعربه: فعل أمر جامد".
2-
قسم يدل على الرجحان: وهي:
"عند استعمال هذا الفعل مضارعا مع المتكلم فالأفصح فيه كسرة همزته فتقول: إِخَالُ".
- من الأفعال الشائعة الآن فعل "اعتبر" حيث يقال:
اعتبرت أو أعتبر أو اعتبرْ زيدا صديقا.
وهذا كله غير معروف في العربية؛ لأن "اعتبر" يعني: اتخذ عبرة {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} . والعربية تستعمل هنا الفعل "عدَّ"، فتقول:
عددتُ أو أَعُدُّ زيدا صديقا.
وفي القرآن الكريم: {مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ} .
هب: هب صحتك قوية، فهل تضمنها غدا؟
من الاستعمالات الشائعة استعمال أَنَّ بعد هب، وهو استعمال صحيح لكنه نادر في العربية، والأفصح استعمال هذا الفعل دون أنَّ، فلا تقول: هب أن صحتك قوية، بل: هب صحتك قوية
…
وهب دائما فعل أمر جامد.
3-
أفعال التصيير: وهي التي تفيد التحويل، وأشهرها ما يلي:
- الأفعال السابقة -فيما عدا أفعال التصيير- قد تدخل على أَنَّ ومعموليها أو أَنْ والفعل، ويكون المصدر المؤول منهما سادًّا مسد المفعولين، فتقول:
ظننت أن زيدا كريم.
ظننت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
أن: حرف توكيد ونصب.
زيدا: اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة.
كريم: خبر أن مرفوع بالضمة الظاهرة.
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل نصب سد مسد مفعولي ظن.
مَنْ ظن أن ينجح بلا عمل فهو واهم.
ظن: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
أن: حرف مصدري ونصب.
ينجح: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب سد مسد مفعولي ظن.
ويرى بعض النحاة أن المصدر المؤول لا يصح أن يسد مسد المفعولين، بل يرى أنه يسد مسد المفعول الأول فقط ويجعل المفعول الثاني محذوفا، ويكون تقدير الكلام على هذا:
ظننت أن زيدا كريم، أي ظننت كرمَ زيد ثابتا.
- وكما يكون المفعول الثاني لأفعال القلوب كلمة واحدة يكون جملة، وقد يكون شبه جملة، مثل:
علمت الجد يؤدي إلى النجاح.
علمت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الجد: مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
يؤدي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني.
تَعَلَّمِ الإهمالَ عاقبتُه وخيمةٌ.
زيدًا ظننت كريما.
أو: زيدٌ ظننت كريم.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة.
ظننت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، وهو فعل غير عامل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
"وعند توسط الفعل بين المفعولين فالإعمال أرجح".
وتقول: زيدا كريما ظننت.
أو: زيد كريم ظننت.
"والإلغاء عند تأخر الفعل أرجح".
جـ- وأما التعليق فمعناه إبطال عملها لفظا فقط وإبقاؤه محلا، وسببه وجود كلمة تفصل بين الفعل ومفعوليه بشرط أن تكون هذه الكلمة مما يستحق الصدارة في الجملة، ومعنى الصدارة ألا يعمل في الكلمة عامل قبلها، وهذا الفاصل يسمى "المانع"، أو المعلق. والفاصل أنواع هي:
1-
لام الابتداء:
علمت لَزيدٌ كريم.
علمت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع.
لزيد: اللام لام الابتداء، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وزيد مبتدأ.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.
زيدًا ظننت كريما.
أو: زيدٌ ظننت كريم.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة.
ظننت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، وهو فعل غير عامل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
"وعند توسط الفعل بين المفعولين فالإعمال أرجح".
وتقول: زيدا كريما ظننت.
أو: زيد كريم ظننت.
"والإلغاء عند تأخر الفعل أرجح".
جـ- وأما التعليق فمعناه إبطال عملها لفظا فقط وإبقاؤه محلا، وسببه وجود كلمة تفصل بين الفعل ومفعوليه بشرط أن تكون هذه الكلمة مما يستحق الصدارة في الجملة، ومعنى الصدارة ألا يعمل في الكلمة عامل قبلها، وهذا الفاصل يسمى "المانع"، أو المعلق. والفاصل أنواع هي:
1-
لام الابتداء:
علمت لَزيدٌ كريم.
علمت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع.
لزيد: اللام لام الابتداء، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وزيد مبتدأ.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.
2-
اللام الواقعة في جواب القسم:
علمت لينجحن المجد.
علمت: فعل وفاعل.
لينجحن: اللام واقعة في جواب القسم، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ينجحن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.
المجد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة القسم المقدرة وجوابها في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.
جملة القسم المقدرة تقديرها هنا "علمت أقسم لينجحن المجد".
3-
الاستفهام، مثل:
لا أدري أزيد حاضر أم غائب.
لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أدري: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
أزيد: الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
حاضر: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي أدري.
4-
النفي بما أو لا أو إِنْ:
علمت ما زيد بخيل.
علمت: فعل وفاعل.
ما: حرف نفي لا محل له من الإعراب.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
بخيل: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي علمت.
5-
لعل، مثل:
لا أدري لعل الأمر خير.
لا: حرف نفي.
أدري: فعل وفاعل.
لعل: حرف رجاء ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الأمر: اسم لعل منصوب بالفتحة الظاهرة.
خير: خبر لعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من اسم لعل وخبرها في محل نصب سدت مسد مفعولي أدري، والأغلب استعمال "لعل" بعد مصارع الفعل دري.
6-
لو الشرطية، مثل:
أعلم لو جدَّ زيد لنجح.
أعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
لو: حرف شرط يدل على امتناع للامتناع، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
جد: فعل ماض مبني على الفتح.
زيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.
7-
إنَّ التي في خبرها اللام، مثل:
أعلم إن زيدا لكريم
أعلم: فعل وفاعل.
إن: حرف توكيد ونصب.
زيدا: اسم إن منصوب بالفتحة.
اللام: هي اللام الزحلقة، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
كريم: خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من إن واسمها وخبرها في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.
8-
كم الخبرية: مثل:
أعلم كم كتاب قرأ زيد.
أعلم: فعل وفاعل.
كم: خبرية وهي اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به "للفعل قرأ".
كتاب: مضاف إليه.
قرأ: فعل ماض مبني على الفتح.
زيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.
- كما يكون المانع معلقا للفعل عن العمل في مفعوليه، يكون معلقا له عن العمل في مفعول واحد، مثل:
أعلم زيدا لهو كريم.
أعلم: فعل وفاعل.
زيدا: مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
لهو: اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني لأعلم.
- يجوز أن يكون فاعل هذه الأفعال ومفعولها الأول ضميرين متصلين متحدين في المعنى مختلفين في الموقع الإعرابي، مثل:
رأيتُني راغبا في هذا الأمر.
رأيتني: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول أول.
راغبا: مفعول ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة "فالضميران متحدان في المعنى لأنهما يدلان على المتكلم، وهما مختلفان في الموقع لأن الأول فاعل والثاني مفعول أول".
- رصد القدماء استعمال الفعل "قال" ورأوه في مواضع معينة ينصب مفعولين بمعنى ظن، بشروط تفصلها كتب النحو، وأهمها:
1-
أن يكون فعلا مضارعا مسندا إلى المخاطب بأنواعه.
2-
أن يكون معناه الظن.
3-
أن يسبقه استفهام
…
مثل:
أتقول زيدا قادما اليوم؟ "أي: أتظن زيدا قادما اليوم؟ ".
الهمزة: حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
تقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
زيدا: مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
قادما: مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
أما إن كان هذا الفعل يعني: نطق أو تلفظ، فإنه لا ينصب إلا مفعولا واحدا، وقد يكون هذا المفعول كلمة واحدة كما يكون جملة، مثل:
تسألني عن طريق النصر فأقول الإيمانَ.
أقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
الإيمان: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
ومعنى الجملة: أنطق أو أتلفظ: الإيمان.
يقول عليٌّ زيدٌ كريمٌ.
يقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.
علي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب مقول القول.
قال علي نجح زيد.
قال: فعل ماض مبني على الفتح.
علي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
نجح: فعل ماض مبني على الفتح.
زيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مقول القول.
"يرى النحاة تسمية هذه الجملة "مقول القول" لأنها ليست مفعولا به على وجه الحقيقة، بل هي سادة مسد المفعول به؛ إذ إن المفعول به عندهم لا يكون جملة ولا نرى ذلك، بل الجملة مفعول به للفعل قال، والجملة "المفعول به" sentence object ظاهرة معروفة في اللغات".
الأفعال التي تطلب ثلاثة مفاعيل:
وأشهر هذه الأفعال التي يتفق عليها النحاة فعلان هما: أعلم وأرى.
وهما فعلان مزيدان بالهمزة، فالفعل أعلم مجرده عَلِم الذي يتعدى لمفعولين، والفعل أرى مجرده رأى الذي يتعدى لمفعولين أيضا، ومعنى ذلك أن المفعولين الثاني والثالث أصلهما المبتدأ والخبر، مثل:
أعلمتكَ زيدا كريما.
أعلمتك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول أول.
زيدا: مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
كريما: مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
أَرَيْتُهُ الجد سبيل النجاح.
أريته: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول أول.
الجد: مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
سبيل: مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
وينطبق على هذين الفعلين ما ينطبق على أفعال القلوب من أحكام الإعمال والإلغاء والتعليق.
فالإعمال كالمثالين السابقين.
والإلغاء مثل:
زيد أعلمتك كريما.
أو: زيدا أعلمتك كريم.
أو: زيدا كريما أعملتك.
أو: زيد كريم أعملتك.
والتعليق مثل:
أعملتك لَزيدٌ كريم.
أعلمتك: فعل ماض، والتاء فاعل، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول أول.
لزيد: اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد المفعولين الثاني والثالث لأعلم.
ويذكر النحويون أن هناك أفعالا أخرى تدل على ما يدل عليه الفعلان "أعلم" و"أرى" وتعمل عملهما فتنصب ثلاثة مفاعيل، وأشهر هذه الأفعال هي:
أَنْبَأَ -نَبَّأ- حَدَّث -خَبَّر- أخبر
مثل:
أنبأت زيدا أخاه ناجحا.
أنبأت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
زيدا: مفعول أول منصوب بالفتحة.
أخاه: مفعول ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
ناجحا: مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
والأكثر استعمال هذه الأفعال مبنية للمجهول فتقول:
نُبئت زيدا ناجحا.
نبئت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل.
زيدا: مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
ناجحا: مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
تدريب: أعرب ما يأتي:
1-
{وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} .
2-
{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ} .
3-
{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} .
4-
{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} .
5-
{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} .
6-
{لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا} .
7-
{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} .
8-
{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} .
9-
{وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} .
10-
{لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ} .
11-
{وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ} .
12-
{كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} .
13-
{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا} .
14-
{وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} .
15-
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} .
16-
أ- المفعول به على الاختصاص:
من الأساليب العربية الشائعة أسلوب يُعرف بأسلوب الاختصاص، وفيه اسم منصوب يعربه النحاة منصوبا على الاختصاص، ويَعُدونه نوعا من المفعول به؛ لأن قبله فعلا محذوفا وجوبا تقديره أخص.
وهذا الاسم يأتي بعد ضمير متكلم غالبا، أو مخاطب أحيانا، ويمتنع وجوده مع ضمير غائب، ولما كان الضمير فيه شيء من الإبهام والغموض فإن هذا الاسم يوضحه ويبين المقصود منه، أي يبين المخصوص الذي نريده من الكلام، ومن ثَمَّ يفيد معنى القصد والتخصيص.
وأغلب ما يكون استعماله في جملة اسمية، يعرب الضمير فيها مبتدأ، ثم يوجد بعده الاسم الذي يوضح المراد من الضمير، ثم يوجد الخبر، وللاسم المختص شروط هي:
1-
أن يكون معرفا بأل وهذا هو الغالب، مثل:
نحن المسلمين موحِّدون.
نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
المسلمين: منصوب على الاختصاص "أو مفعول به منصوب بالياء لفعل محذوف وجوبا تقديره أخص وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا".
الجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب لأنها جملة اعتراضية.
موحدون: خبر مرفوع بالواو.
2-
أن يكون مضافا إلى معرفة، مثل:
نحن جنودَ الجيش ندافع عن الوطن.
نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
جنود: مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره أخص وفاعله ضمير مستتر
وجوبا، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب لأنها جملة اعتراضية.
ندافع: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
3-
أن يكون علما، وهذا نادر، مثل:
أنا زيدًا أدافع عن الحق.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
زيدا: مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره أخص وفاعله ضمير مستتر وجوبا، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب لأنها جملة اعتراضية.
أدافع: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
ومن هذه الأمثلة نلاحظ أن الاسم المنصوب على الاختصاص وقع بين المبتدأ وخبره، وحيث إنه منصوب بفعل محذوف وجوبا، وهذا الفعل له فاعل مستتر وجوبا، فقد تكونت عندنا جملة فعلية، ولا يكون لها محل من الإعراب لأنها اعترضت بين المبتدأ وخبره.
4-
أن يكون كلمة "أي" أو "أية" التي تلحقها "ها" التنبيه، على أن يليها اسم معرف بأل، مثل:
أنا -أيها العربي- كريم.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أي: مفعول به مبني على الضم في محل نصب، وفعله محذوف وجوبا تقديره أخص، وفاعله مستتر وجوبا، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب جملة اعتراضية.
ها: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
العربي: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
ومعنى الجملة: أنا -مخصوصا من بين الناس بالعربي- كريم.
أنا -أيتها الطالبة- أسعى إلى العلم.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أية: مفعول به مبني على الضم في محل نصب، وفعله محذوف وجوبا تقديره أخص، وفاعله مستتر فيه وجوبا، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب جملة اعتراضية.
ها: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الطالبة: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
أسعى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
ومعنى الجملة: أنا -مخصوصة من بين الفتيات بالطالبة- أسعى إلى العلم.
ويكثر استعمال "أي" و"أية" بعد جملة فعلية، وفي هذه الحالة تكون جملة الاختصاص في محل نصب حالا من الضمير السابق لها، مثل:
ربنا اغفر لنا أيها المساكين.
ربنا: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
اغفر: فعل دعاء مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت "جرى العرف على ألا نعربه فعل أمر تأدبا".
لنا: جار ومجرور متعلق بالفعل اغفر.
أي: مفعول به مبني على الضم في محل نصب، وفعله محذوف وجوبا
تقديره أخص، وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال من الضمير نا.
ها: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
المساكين: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
ومعنى الجملة: رب اغفر لنا مخصوصين من بين الناس بالمساكين.
ملحوظة: هذا التركيب في استخدام "أي" و"أية" في الاختصاص اختفى الآن من الفصحى المعاصرة، وقد وردت منه أمثلة قليلة في فصحى التراث.
ب- المفعول به في التحذير والإغراء:
وهذا نوع آخر من المفعول به، وفعله محذوف جوازا أو وجوبا، ويعرف النحويون التحذير بأنه تنبيه المخاطب إلى أمر مكروه "أو غيره" ليحذره أو يتجنبه أو يتقيه، ويعرفون الإغراء بأنه تنبيه المخاطب على أمر محمود ليلزمه.
وهذا المفعول به يكون فعله محذوفا وجوبا إن كان مكررا أو معطوفا عليه، مثل:
الإهمالَ الإهمالَ فإنه طريق الفشل.
الإهمال: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره احذر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
الإهمال: توكيد منصوب بالفتحة الظاهرة.
الجِدَّ الجِدَّ فإنه طريق النجاح.
الجد: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره الزم.
الجد: توكيد منصوب بالفتحة الظاهرة.
- في حالة التكرير نعرب الاسم المكرر توكيدا لفظيا.
أما العطف ففي مثل:
الإهمالَ والانحرافَ فإنهما طريق الفشل.
الإهمال: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره احذر، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الانحراف: معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة.
الجدَّ والاستقامةَ فإنهما طريق النجاح.
الجد: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره الزم، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الاستقامة: معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة.
- في هذه الحالة يكون العطف عطف مفرد على مفرد.
- من الشائع استعمال المفعول به في هذا الأسلوب مضافا إلى ضمير المخاطب، مثل:
نفسَك نفسَك فإنها أمارة بالسوء.
نفسك: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره احذر، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
أخاك أخاك.
أخاك: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وفعله محذوف وجوبا تقديره الزم، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
أخاك: توكيد منصوب بالألف، والكاف مضاف إليه.
أما في حالة العطف فتقدر الفعل حسب المعنى مثل:
نفسَك والشهوةَ فإنما تقودك إلى الهلاك.
نفسك: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره احفظ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الشهوة: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره احذر، فاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ونلاحظ في هذه الحالة أن العطف عطف جملة على جملة؛ لأن الفعل الذي قدرنا ناصبا للمفعول الأول غير الفعل الذي قدرناه للثاني.
- من الاستعمالات الشائعة أيضا في هذا الأسلوب استعمال الضمير المنفصل إيا مع علامة خطاب، ويأتي على الصور الآتية:
1-
إيَّاكَ إيَّاكَ الإهمالَ.
إياك: مفعول أول مبني على السكون في محل نصب، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفعله محذوف وجوبا تقديره أُحذِّر، وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا.
إياك: توكيد في محل نصب.
الإهمال: مفعول ثان للفعل المحذوف "وذلك لأن الفعل حذر قد ينصب مفعولا واحدا، أو مفعولين، وقد ينصب مفعولا واحدا ويتعدى للثاني بحرف".
2-
إياك والإهمال.
إياك: مفعول به مبني على السكون في محل نصب، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفعله محذوف وجوبا تقديره أحذر، وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا.
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الإهمال: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف وجوبا تقديره أُقبِّح أو أبغض "والعطف هنا جملة لأننا قدرنا فعلا في الثاني غير الفعل الذي قدرنا في الأول".
3-
إياك من الإهمال.
إياك: مفعول به مبني على السكون في محل نصب، والكاف حرف خطاب
مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفعله محذوف وجوبا تقديره أُحذِّر، وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنا.
من: حرف جر مبني على السكون "وحرك لالتقاء الساكنين".
الإهمال: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
والجار والمجرور متعلق بالفعل المحذوف.
- قد يأتي المفعول به في هذا الأسلوب غير مكرر وغير معطوف، فيكون فعله محذوفا جوازا، مثل:
الجد فإنه طريق النجاح.
الجد: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وفعله محذوف جوازا تقديره الزم، وفاعله مستتر وجوبا تقديره أنت.
"وإن ذكر الفعل لم يكن من أسلوب التحذير والإغراء كما هو في الاصطلاح النحوي؛ لأنه يقوم على حذف الفعل، ويجوز لك في هذا الاسم أن ترفعه وتعربه مبتدأ لخبر محذوف، ويكون تقدير الجملة: الجد مطلوب فإنه طريق النجاح".
محلوظة: يَعُد النحويون المنادى مفعولا به أيضا لأنه منصوب في رأيهم بفعل محذوف تقديره أدعو أو أنادي وقد عوض عنه بحرف النداء، كما يعد بعضهم المستثنى مفعولا به كذلك، وكأنه منصوب بفعل محذوف تقديره أستثني، وسوف ندرسهما في جملتي النداء والاستثناء.
جـ- المفعول المطلق:
أنت تعلم أن المفعول المطلق هو اسم منصوب يكون مصدرا أو نائبا عنه، ويأتي لتأكيد عامله أو تبيين نوعه أو عدده، مثل:
عمَّر المسلمون الأرض تعميرا.
تعميرا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة "وهو مؤكد لعامله الذي هو الفعل عَمَّر".
رحل المستعمر رحيل الذليل.
رحيل: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
الذليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
"وهو هنا مبين لنوع العامل، ومعناه، رحل رحيلا مثل رحيل الذليل".
قرأت الكتاب قراءتين.
قراءتين: مفعول مطلق منصوب بالياء "وهو هنا مبين للعدد".
والعبارة الغالبة في إعرابه أن نقول: إنه "مفعول مطلق"؛ لكنك قد تجد في الكتب القديمة -خاصة- تعبيرا آخر هو "منصوب على المصدرية" ويعنون به المفعول المطلق.
- والعامل الأصلي في المفعول المطلق هو الفعل كما في الأمثلة السابقة، وقد يكون معمولا لما ينوب عن الفعل، مثل:
1-
المصدر:
توكلا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
حقيقيا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.
"فالذي نصب المفعول المطلق هنا مصدر من نفس لفظه ومعناه.. التوكل توكلا.. وهو هنا مبين للنوع لأنه موصوف".
2-
اسم الفاعل:
توكلا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
"والعامل فيه هنا اسم الفاعل "المتوكل".
3-
اسم المفعول:
هذا الرجل محبوب حبا شديدا بين قومه.
هذا: ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
الرجل: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
محبوب: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
حبا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
شديدا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.
المفعول المطلق معمول لاسم المفعول "محبوب".
ما يصلح مفعولا مطلقا:
المفعول المطلق -كما قلنا- هو المصدر الذي يأتي لفائدة معنوية مع عامله، توكيدا أو بيانَ نوعٍ أو بيانَ عددٍ. وقد عرفت العربية استعمالات كثيرة ليس فيها المفعول المطلق مصدرا، بل كلمة أخرى قالوا عنها: إنها تنوب عن المصدر في صلاحيتها للمفعول المطلق، وأشهر هذا الاستعمالات نوردها على النحو التالي:
1-
اسم المصدر:
وهو يختلف عن المصدر في أنه ليس جاريا في الاشتقاق على فعله بمعنى أن حروفه تنقص عن حروف الفعل غالبا، بالإضافة إلى أنه -في الأصل- يدل على اسم معين، ثم أردنا أن ندل به على معنى الحدث، أي على المعنى الذي يدل عليه المصدر، فمثلا عندنا الفعل "اغتسل"، مصدره "اغتسال"، نجد أن حروفه هي حروف الفعل كاملة ويدل على الحدث دون اقترانه بزمان، أما إذا قلنا "غُسْل" فإنا نلحظ أن حروفه تنقص عن حروف الفعل؛ إذ ليس فيه تاء الافتعال، فلا يدل على الحدث بالضرورة، بل يدل على اسم الشيء الذي هو الغسل.
ويوضح ذلك أن تقول: كلَّم، فالمصدر الجاري عليه "تكليم" أما "كلام" فليس مصدرا؛ لأن حروفه أنقص من حروف الفعل؛ إذ لم يظهر أثر التضعيف الموجود في عين الفعل "كلم"، ثم إنه لا يدل على حدث التكليم بل يدل على الكلام الملفوظ نفسه، فإذا نقلنا معناه من معنى الكلام الملفوظ لكي يدل على الحديث أي على التكليم سميناه اسم مصدر، ويصلح أن يكون مفعولا مطلقا مثل:
لم أعرف بهذا من أحد آخر بل كلمني به هو كلاما.
كلاما: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
ومن العبارات الشائعة في هذا قولك: اغتسل غسلا، استمع سماعا حسنا، توضأ وضوءا، افترق فرقة، انتصر نصرا مؤزرا
…
إلخ.
فكل هذه ليست مصادر لكنها أسماء مصادر.
2-
الألفاظ التي تدل على العموم أو البعضية، وأشهرها كلمتا "كل" و"بعض"، فتقول:
زيد يُجِدُّ كل الجد.
كل: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
الجد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
اعْمَلْ بجد ثم روح عن نفسك بعض الترويح.
بعض: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
الترويح: مضاف إليه مجرور بالفتحة الظاهرة.
ونلاحظ أن كلمتي "كل" و"بعض" لا بد أن تضافا هنا إلى مصدر، وهذا المصدر كان -في الأصل- هو المفعول المطلق. ومعنى الجملة الأولى: زيد يجد الجد كله، والثانية: روح عن نفسك الترويح بعضه. والمعروف أن هاتين الكلمتين لا يتحدد موقعهما في الجملة إلا مما يضافان إليه.
3-
اسم الإشارة، مثل:
يقرأ علي تلك القراءة التي يسمعها من الأستاذ.
يقرأ علي: فعل وفاعل.
تلك: تي اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق، واللام للعبد، والكاف حرف خطاب مبني لا محل له من الإعراب.
القراءة: بدل منصوب بالفتحة الظاهرة.
"ونلاحظ هنا أيضا أن اسم الإشارة يأتي بعده بدل مصدرا كان هو المقصود بالمفعول المطلق؛ لأن تقدير الجملة: يقرأ علي قراءة كتلك التي
…
".
4-
العدد، مثل:
قرأت ثلاث قراءات.
قرأت: فعل وفاعل.
ثلاث: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
قراءات: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
قابلته خمسين مقابلة.
قابلته: فعل وفاعل ومفعول.
خمسين: مفعول مطلق منصوب بالياء.
مقابلة: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
"وذلك لأن العدد أيضا لا يُعرف موقعه إلا من معدوده، ومعنى الجملة الأولى: قرأت قراءات ثلاثا، والثانية: قابلته مقابلات خمسين".
تنبيه: في بعض الكتب المدرسية، وفي بعض كتب الأعاريب المتأخرة نجد عبارة "نائب مفعول مطلق" تحليلا للكلمات السابقة، وهي عبارة غير صحيحة؛ لأن المفعول المطلق "وظيفته نحوية" يستعمل "المصدر" فيها. والكلمات السابقة لا تنوب عن المفعول المطلق، إنما تنوب عن المصدر في الدلالة على المفعول المطلق؛ ذلك أن هذه الكلمات مبهمة بطبيعتها، وهي تكتسب ذواتها مما بعدها، ومن ثَمَّ فهي تكون فاعلا أو مفعولا أو ظرفا مثل:
كافأت كلَّ الطلاب.
هو يعمل بعضَ الوقت.
فكلمة "كل" مفعول به، ولا نقول: نائب مفعول به، وكلمة "بعض" ظرف زمان ولا نقول: نائب ظرف زمان. فلم نقول: إنها نائب مفعول مطلق؟
5-
نوع من أنواع المصدر، وأكثر هذه الأنواع استعمالا قولك:
جلس زيد القرفصاء.
مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة "وهو نوع من الجلوس".
رجع القهقرى.
مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر "وهو نوع من الرجوع".
6-
الضمير العائد على المصدر، مثل:
أحب زيدا حبا لا أحبه أحدا غيره.
أحب: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
زيدا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
حبا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أحبه: أحب فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول مطلق.
أحدا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
- وتستعمل العربية أساليب شائعة في المفعول المطلق يكون فيها العامل محذوفا، مثل:
1-
قياما.. جلوسا.. سكوتا..
أي: قوموا قياما.. واجلسوا جلوسا.. واسكتوا سكوتا..
2-
في الدعاء، مثل:
اللهم نصرا.
أي: انصرنا نصرا.
ومنهم قولهم: سقيا.. ورعيا.
3-
في الاستفهام، مثل:
أإهمالا وأنت مسئول؟
أي: أتهمل إهمالا؟
4-
قولهم: صبرا لا جزعا.
حمدا وشكرا لا كفرا.
"كل ذلك مفعول مطلق لفعل محذوف".
5-
قولهم: إني أعرفه يقينا.
هذا كتابي قطعا.
كنت سعيدا به حقا.
"كل ذلك مفعول مطلق وتقديره: أوقن يقينا، وأقطع برأيي قطعا، وأحق حقا".
ومثله أيضا:
لم أره ألبتة.
فهو مفعول مطلق لفعل محذوف، ومعناه "القطع"، والأفصح في همزته أن تكون همزة قطع، وهناك كلام كثير حول التاء التي في آخره ليس مهما هنا، والأفضل أن تعرب الكلمة كما هي:
ألبتة: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة.
- ومن الاستعمالات الشائعة أيضا:
ويحه.. وويله.
مفعول مطلق لفعل مهمل؛ أي أن المصدر ليس له فعل من نوعه.
لبيك.. وسعديك.
حنَانَيْك.. دواليك.
"كل ذلك مفعول مطلق، وصورته مسموعة على المثنى، ومعناها: ألبي لبيك، أي تلبية بعد تلبية، وسعديك أي أساعد مساعدة بعد مساعدة، ودواليك أي أداول دواليك
…
"، وتعربها على النحو التالي:
مفعول مطلق منصوب بالياء، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه، والعامل محذوف.
- ومن ذلك أيضا:
سبحانَ الله.
معاذَ الله.
حاشَ الله.
وهو مفعول مطلق ملازما للإضافة دائما، ومعناه:
سبحان الله: تنزيها لله وبراءة له من السوء.
معاذ الله: استعانة به ولجوءا إليه.
حاش الله: تنزيها له.
تدريب: أعرب ما يأتي:
1-
{فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} .
2-
{فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} .
3-
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} .
4-
{صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} .
5-
{فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} .
6-
{فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ} .
7-
{فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} .
8-
{وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} .
9-
{وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} .
10-
11-
{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} .
12-
د- المفعول لأجله:
يُعَرِّف النحويون المفعول لأجله بأنه مصدر يأتي لبيان سبب الحدث العامل فيه، ولا بد أن يشاركه في الزمان وفي الفاعل، فأنت حين تقول:
قمت إجلالا لأستاذي.
المفعول لأجله هنا "إجلالا" مصدر، وهو يعلل الحدث الذي قبله وهو القيام، وهو يشاركه في الزمان لأن القيام والإجلال حدثا في وقت واحد، ويشاركه في الفاعل لأن القيام والإجلال كانا من فاعل واحد.
والمفعول لأجله في الاصطلاح النحوي لا بد أن يكون منصوبا، أما إذا سبقه حرف جر يدل على التعليل خرج من هذا الاصطلاح.
وأكثر استعماله أن يكون على صورتين:
1-
أن يكون نكرة، مثل:
قمت إجلالا لأستاذي.
قمت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
إجلالا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.
لأستاذي: اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وأستاذ اسم مجرور باللام وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
2-
أن يكون مضافا، مثل:
يجتهد زيد طلبَ التفوق.
يجتهد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.
زيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
طلب: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.
التفوق: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
- والعامل الأصلي الذي ينصب المفعول لأجله هو الفعل، أما العوامل الأخرى فهي:
1-
المصدر، مثل:
لزوم البيت طلب الراحة ضرورة بعد العمل الشاق.
لزوم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
البيت: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
طلب: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.
الراحة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
ضرورة: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
"المصدر "لزوم" هو الذي نصب المفعول لأجله".
2-
اسم الفاعل:
زيد مجتهد طلبا للتفوق.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
مجتهد: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
طلبا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.
"اسم الفاعل "مجتهد" هو الذي نصب المفعول لأجله".
3-
اسم المفعول:
هو محبوب إكراما لأخيه.
هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ.
محبوب: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
إكراما: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.
"اسم المفعول "محبوب" هو الذي نصب المفعول لأجله".
4-
صيغ المبالغة:
هو مقدام في الحرب طلبا للشهادة أو النصر.
هو: ضمير مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
مقدام: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
في الحرب: جار ومجرور متعلق بمقدام.
طلبا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.
"صيغة المبالغة "مقدام" هي التي نصبت المفعول لأجله".
5-
اسم الفعل:
صَهْ إجلالا للقرآن.
صه: اسم فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت.
إجلالا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة.
"اسم الفعل "صه" هو الذي نصب المفعول لأجله".
- يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله، فتقول:
طلبا للتفوق يجتهد زيد.
تدريب: أعرب ما يأتي:
1-
{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} .
2-
هـ- المفعول فيه:
المفعول فيه هو الذي نسميه ظرف الزمان والمكان، وقد سمي مفعولا فيه لأنه لا يتصور وجود مكان أو زمان دون أن يكون هناك حدث يحدث فيهما؛ ولذلك يقدرون الظرف بأن معناه حرف الجر "في"؛ فأنت حين تقول: حضر علي يوم الجمعة، فإن معناه: حضر علي في يوم الجمعة. ولعله سمي ظرفا لأن المكان أو الزمان إنما هو وعاء يحتوي الحدث؛ أي أنه ظرف والحدث مظروف فيه؛ ولذلك لا بد أن يكون للظرف متعلق يتعلق به يكون مشتقا أو ما يقوم مقام المشتق على النحو الذي سنفصله في بابه من شبه الجملة.
وهناك تفصيلات كثيرة في مطولات النحو لا مجال لها هنا، وإنما الذي يهمنا -في التطبيق النحوي- حالته في الجملة.
والظرف حكمه النصب لفظا أو محلا، والذي ينصبه -أي العامل فيه- هو المتعلق الذي يتعلق به، ونقول: إنه منصوب على الظرفية أي لدلالته على مكان وقوع الحدث أو زمانه. أما إن كانت الكلمة التي تستعمل ظرفا غير مشتملة على الحدث، أي أن الحدث لا يقع فيها، فإنها لا تعرب ظرفا؛ بل تعرب حسب موقعها من الجملة، مثل:
اليومُ أربع وعشرون ساعة
"من الواضح أن كلمة "اليوم" التي تستعمل غالبا ظرف زمان لم يحدث فيها هنا حدث، وإنما هي اسم محكوم عليه بحكم هو أربع وعشرون ساعة، فالجملة مبتدأ وخبر".
ومثل:
المؤمن يخشى يوم القيامة.
يوم: مفعول به منصوب بالفتحة.
"من الواضح أيضا أن كلمة "يوم" لم يقع فيه الفعل "يخشى" بل وقع عليه؛ لأن المؤمن لا ينتظر حتى يأتي يوم القيامة لكي يخشى فيه، بل إنه الآن يخشى يوم القيامة، ولذلك فالكلمة مفعول به".
العامل في الظرف:
والعامل في الظرف -في الأصل- هو الفعل، مثل:
يحضر على غدا.
يحضر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.
علي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
غدا: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بيحضر.
أما العوامل الأخرى فهي:
1-
المصدر، مثل:
السهر ليلا مرهق.
السهر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
ليلا: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالسهر.
مرهق: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
2-
اسم الفاعل، مثل:
زيد قادم غدا.
غدا: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بقادم.
3-
اسم المفعول، مثل:
المحل مفتوح صباحا ومغلق مساء.
صباحا: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمفتوح.
مساء: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمغلق.
4-
صيغة المبالغة، مثل:
الكريم كريم طول حياته.
طول: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بكريم.
وليس شرطا أن يأتي الظرف بعد عامله بل يتقدم عليه مثل:
غدا يحضر زيد زيد غدا قادم.
وهذا العامل "أي المتعلق به" يحذف وجوبا في مواضع هي:
1-
إن كان خبرا، مثل:
السفر غدا.
السفر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
غدا: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر. "وتقدير الجملة: السفر حاصل غدا.. وهناك من يعرب شبه الجملة بذاتها خبرا، والأصح اتباع الأقدمين في تعليقه بمحذوف، هذا المحذوف نقدره وصفا أي اسم فاعل أو مفعول مثل كائن ومستقر وحاصل وغيرها، أو نقدره فعلا مثل: استقر وحصل ووجد وغيرها".
2-
إن كان حالا، مثل:
الكتاب ساعةَ الوَحْدَة خيرُ جليس.
الكتاب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
ساعة: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال. والتقدير: الكتاب مصاحبا ساعة الوحدة خير جليس.
الوحدة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
خير: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
جليس: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
3-
إن كان صفة:
اشتريت الكتاب من مكتبة أمام الجامعة.
أمام: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف صفة من النكرة قبله. والتقدير: من مكتبة كائنة أمام الجامعة.
4-
إن كان صلة، مثل:
اشتريت الكتاب من المكتبة التي أمام الجامعة.
أمام: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب. والتقدير: من المكتبة التي تقع أو التي هي واقعة أمام الجامعة.
- يجوز تعدد الظروف لعامل واحد، بشرط ألا تكون من نوع واحد، أي يكون أحد الظروف للزمان والآخر للمكان، مثل:
انتظرتك يوم الخميس أمام البيت.
انتظرتك: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر.
الخميس: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
أمام: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر.
البيت: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
أما إن كان الظرفان من نوع واحد، فيعرب الأول ظرفا والثاني بدلا مثل:
انتظرتك يوم الخميس ساعة.
يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر.
الخميس: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
ساعة: بدل منصوب بالفتحة الظاهرة.
هذا رأي كثيرين، ونرى أنهما ظرفان؛ لأن الانتظار واقع فيهما معا، وفكرة البدل بعيدة فيما نرى؛ ذلك أن البدل هو المقصود بالحكم، وهذا غير واقع هنا؛ إذ المقصود أن الانتظار حدث لمدة ساعة وحدث أيضا يوم الخميس.
أنواع الظرف:
الظرف -كما قلنا- ينقسم إلى زمان ومكان، وظرف الزمان إما أن يكون مبهما مثل: يوم - ساعة - حين
…
إلخ، أو مختصا مثل: يوم الخميس، ساعة الشروق
…
إلخ.
وظرف المكان يكون مبهما مثل أسماء الجهات الست: فوق - تحت - يمين - شمال - أمام - خلف.
وقد لا يكون اسم جهة مثل:
طرحه أرضا.
أرضا: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل طرح.
وقد يكون دالا على مساحة معينة مثل:
سرت ميلا.
ميلا: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل سار.
وقد يكون ظرف المكان ما يعرف في علم الصرف باسم المكان بشرط أن تكون مادته من مادته عامله، مثل:
جلست مجلس زيد.
مجلس: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل جلس.
"فالظرف هنا اسم مكان هو "مجلس" وهو وعامله من مادة واحدة. راجع اشتقاق اسم الزمان والمكان في كتب الصرف".
النائب عن الظرف:
هناك كلمات تنوب عن الظرف في دلالتها على الزمان أو المكان وتعرب بالنصب على أنها ظرف أيضا وليس على أنها نائب عن الظرف، وهي:
1-
المصدر، مثل:
انتظرتك انصرافَ الطلاب.
انصراف: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل انتظر "ومعنى الجملة: انتظرتك وقت انصراف الطلاب".
ظهر النجم طرفةَ عين ثم اختفى.
طرفة: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل ظهر "ومعنى الجملة: ظهر النجم مدة طرفة عين".
2-
كلمة كل أو بعض أو أي أو مثل أو ما تدل دلالتها، مثل:
يحضر زيد كل يوم.
كل: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل حضر.
قرأت بعض الوقت.
بعض: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل قرأ.
سار مِثْلَ ميلٍ ثم عاد.
مثل: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل سار.
اذهب أيَّ وقت تشاء.
أي: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل ذهب.
3-
العدد الذي مصدره زمان أو مكان، مثل:
قرأت ثلاثَ ساعاتٍ.
ثلاث: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل قرأ.
سرت خمسةَ أميالٍ.
خمسة: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بالفعل سار.
من الكلمات المستعملة ظروفا:
يقابل الدارس كلمات كثيرة تستعمل ظروفا، وأشهرها:
1-
إذ: ظرف للماضي من الزمان في أكثر استعماله، ويُبنى على السكون في محل نصب، ويضاف إلى جملة، مثل:
كم سعدنا إذ نحن أطفال.
إذ: ظرف لما مضى من الزمان، مبني على السكون في محل نصب، وشبه الجملة متعلق بالفعل سعد.
نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
أطفال: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.
نجح إِذْ ذاكر.
إذ: ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق بالفعل نجح.
ذاكر: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.
وقد تقع إذ مضافا إليه فلا تعرب ظرفا وإنما الظرف هو المضاف، وفي هذه الحالة تنون إذ، مثل: حينئذ، ويومئذ، وقتئذ، ساعتئذ
…
إلخ.
تنبيه: يكثر استعمال "إذ" مفعولا به إذا كان الفعل واقعا عليها لا واقعا فيها، مثل: اذكر إذ كنا في القرية.
فـ"إذ" هنا ليست ظرفا لأن الذكر ليس واقعا في هذا الوقت الذي كنا فيه في القرية، بل الذكر واقع على هذا الوقت، أي: أنا أذكر هذا الوقت.
ويدور هذا الاستعمال كثيرا في القرآن الكريم حيث تقع "إذ" مفعولا به لفعل محذوف تقديره: اذكر، نحو قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} أي: اذكر يا محمد الآن إذ قال ربك
…
2-
إذا: وهي ظرف لما يستقبل من الزمان، وأغلب استعمالاتها أن تكون شرطية، فيكون جواب الشرط هو الذي يعمل فيها النصب، أما جملة الشرط فتكون مضافا إليه لها كما سبق.
إذا جئتَ أكرمتك.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه، مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق بالفعل أكرم.
جئت: فعل وفاعل، والجملة في محل جر مضاف إليه.
وقد لا تكون شرطية، وإنما تتجرد للدلالة على الزمان مثل:
إذا: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وشبه الجملة متعلق بالفعل يغشى. وقد تكون إذا دالة على المفأجاة فتعرب حرفا كما بينا.
3-
الآن: يبنى على الفتح كما مر.
4-
أمس: يبني على الكسر إن دل على اليوم السابق ليومك كما مر.
5-
بعدَ: ظرف زمان معرب ملازم للإضافة مثل:
حضر زيد بعد الظهر.
بعد: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو متعلق بالفعل حضر.
الظهر: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
6-
مع: ظرف معرب، يفيد الزمان والمكان حسب ما يضاف إليه، فتقول:
سافر زيد مع الفجر.
مع: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بـ"سافر".
جلست مع زيد.
مع: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بـ"جلس".
تنبيه: يظن بعضهم أن "مع" حرف جر، وهذا غير صحيح؛ لأن "مع" اسم بدليل تنوينها حين تقع حالا:
جاء الأولاد معًا.
والتنوين من علامة الأسماء كما تعلم.
7-
بدل: ظرف مكان معرب، مثل:
سافر علي بدلَ زيد.
بدل: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو متعلق بالفعل سافر.
زيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
8-
بين: ظرف مكان -على الأغلب- ويدل على الزمان أحيانا، وهو معرب.
جلس زيد بين أصدقائه.
بين: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة.
أصدقائه: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
يذهب زيد إلى المكتبة بين وقت وآخر.
بين: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو متعلق بالفعل يذهب.
وتلاحظ أنه يضاف إلى اسم متعدد أي أكثر من مفرد كما في المثال الأول، فإذا أضيف إلى اسم غير متعدد -كما في المثال الثاني- فإنه يحتاج إلى
معطوف بعده بالواو دون تكرير "بين" على الأفصح، مثل: جلست بين زيد وعمرو، وإن أضيف إلى ضمير غير متعدد كُرر مع العطف، مثل:
دع هذا الأمر بينك وبين أخيك.
- وقد تتصل بهذا الظرف "ألف" زائدة أو "ما" زائدة"، والأفضل هنا إعرابه ظرفا مبنيا على السكون، ولا بد أن يضاف في هذه الحالة إلى جملة:
بينما أقرأ حضر صديقي.
بينما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق بالفعل حضر.
أقرأ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.
بينما زيد نائم حضر أخوه.
بينما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق بالفعل حضر.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
نائم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.
9-
حيث: ظرف مبني دائما، ملازم للإضافة دائما، والمضاف إليه جملة على الأكثر، فتقول:
جلست حيث جلس زيد.
جلست: فعل وفاعل.
حيث: ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب، وهو متعلق بالفعل جلس.
جلس: فعل ماض مبني على الفتح.
زيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه.
جلست حيث زيد جالس.
حيث: ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب، وهو متعلق بالفعل جلس.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
جالس: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر مضاف إليه.
10-
ريثَ: يستعمل ظرف زمان مبنيا، والأغلب اتصال "ما" به وتعربها على أنها زائدة، فتقول:
انتظر ريثما يحضر علي.
ريثما: ريث ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب، وهو متعلق بالفعل انتظر، وما حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والأفضل إعرابها كلمة واحدة فتقول: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب.
يحضر علي: فعل وفاعل. والجملة في محل جر مضاف إليه.
11-
ذات: تستعمل ظرفا للدلالة على الزمان الذي تقع مضافا له، مثل:
قابلته ذاتَ يوم.
ذات: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو متعلق بالفعل قابل.
يوم: مضاف إليه.
وقد تستعمل للدلالة على المكان، وذلك مع كلمتين فقط هما "اليمين" و"الشمال"، فتقول: ذات اليمين وذات الشمال.
12-
عند ظرف مكان -على الأغلب- وهو معرب، مثل:
الكتاب عندك.
عند: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
وقد تستعمل ظرف زمان، مثل:
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
عند: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو متعلق بالفعل "يكرم".
13-
قطُّ: ظرف زمان يستغرق الزمان الماضي، ويستعمل مع النفي، وهو مبني.
لم يكذب عليَّ قط.
قط: ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب، وهو متعلق بالفعل يكذب.
14-
أبدا: ظرف زمان معرب، يفيد الاستمرار في المستقبل، ويستعمل في الإثبات والنفي.
{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} .
أبدا: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بـ"خالدين".
لن أفعل ذلك أبدا.
أبدا: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بـ"أفعل".
تنبيه: يشيع بين الناس قولهم:
لم أفعل ذلك أبدا.
وهو خطأ؛ لأن "أبدا" لا تستخدم في نفي الماضي، والصواب:
لم أفعل ذلك قط.
15-
لَدُنْ: ظرف للزمان أو المكان، مبني دائما، ويضاف إلى مفرد أو جملة، مثل:
زيد مجد لدن دخل المدرسة.
لدن: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق باسم الفاعل "مجد".
دخل المدرسة: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل جر مضاف إليه.
زيد مجد لدن هو طالب.
لدن: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق باسم الفاعل "مجد".
هو طالب: مبتدأ وخبر، والجملة في محل جر مضاف إليه، والأكثر استعمالها مجرورة بحرف "من" فلا تعود ظرفا.
هو مجد من لدن دخل المدرسة.
16-
لَدَى: ظرف مكان معرب، وهو بمعنى "عند"، مثل:
الكتاب لَدَى زيد.
لدى: ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
زيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وعند إضافتها إلى الضمير تنقلب ألفها ياء "الكتاب لديْك أو لديَّ أو لديْها".
17-
لَمَّا: ظرف زمان مبني يربط بين جملتين: الأولى تقع مضاف إليه، والثانية تعمل فيه النصب مثل "إذا"، والأغلب أن تكون الجملتان فعليتين ماضيتين:
لما حضر زيد خرج أهله لاستقباله.
لما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق بالفعل "خرج".
حضر زيد: فعل وفاعل، والجملة في محل جر مضاف إليه.
18-
مُنْذُ، ومُذْ: ظرفان زمانيان مبنيان، ومضافان إلى الجملة الفعلية والاسمية، وإلى الفعلية أكثر، العامل فيهما لا بد أن يكون فعلا ماضيا.
حضرت مذ "منذ" سافر زيد.
مذ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق بالفعل حضر.
سافر زيد: فعل وفاعل، والجملة في محل جر مضاف إليه.
حضرت مذ "منذ" زيد مسافر.
مذ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، وهو متعلق بالفعل حضر.
زيد مسافر: مبتدأ وخبر، والجملة في محل جر مضاف إليه.
فإن وقع بعدهما اسم مجرور فهما حرفان وليسا ظرفين:
حضرت مذ "منذ" سفر زيد.
مذ: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
سفر: مجرور بمذ وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف وزيد مضاف إليه، وشبه الجملة متعلق بالفعل حضر.
وإن وقع بعدها اسم مرفوع فلك إعرابها كما يلي:
1-
حضرت مذ يومان.
مذ: مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.
يومان: خبر مرفوع بالألف.
وتقدير الجملة: حضرت، أمد الحضور يومان.
2-
حضرت مذ يومان.
مذ: ظرف زمان مبني على السكون، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
يومان: مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف.
- سبق أن بينا في باب المبنيات أحكام الظروف المنقطعة عن الإضافة لفظا لا معنى، وأحكام الظروف المركبة تركيب خمسة عشر.
تدريب: أعرب ما يأتي:
1-
{سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا} .
2-
{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} .
3-
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ} .
4-
{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} .
5-
{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} .
6-
{فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} .
7-
{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} .
8-
9-
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} .
10-
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} .
11-
{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} .
12-
13-
14-
15-
و المفعول معه:
المفعول معه هو:
1-
اسم منصوب، لا يكون جملة ولا شبه جملة.
2-
قبله واو تدل على المصاحبة.
3-
قبل الواو جملة فيها فعل أو ما يشبهه.
وذلك مثل:
سرتُ والشاطئَ.
سرت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الشاطئ: مفعول معه منصوب بالفتحة.
- والعامل الأصلي الذي يعمل النصب في المفعول معه هو الفعل، وهو يتوصل إليه بواو المعية، أما العوامل الأخرى فهي:
1-
اسم الفاعل، مثل:
أنا سائر والشاطئ.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
سائر: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الشاطئ: مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة.
"العامل فيه اسم الفاعل: سائر".
2-
اسم المفعول، مثل:
زيد مُكْرَمٌ وأخاه.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
مكرم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
الواو: واو المعية، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
أخاه: مفعول معه منصوب بالألف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
"العامل فيه هو اسم المفعول: مكرم".
3-
المصدر، مثل:
سيرك والشاطئ في الصباح مفيد.
سيرك: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وخبره كلمة "مفيد" الآتية.
الواو: واو المعية.
الشاطئ: مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة.
"العامل فيه هو المصدر: سير".
4-
اسم الفعل، مثل:
رويدك والمريض.
رويدك: اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقدير أنت.
الواو: واو المعية.
المريض: مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة.
ومعنى الجملة: أمهل نفسك مع المريض.
"العامل فيه اسم الفعل: رويدك".
- ولك في الاسم الواقع بعد الواو حالات نوجزها فيما يلي:
1-
وجوب نصبه على أنه مفعول معه في نحو:
سار زيد والشاطئ.
فكلمة "الشاطئ" هنا مفعول معه، ولا يصح أن تكون معطوفا على زيد، وإلا صار المعنى: سار زيد وسار الشاطئ. وكذلك في نحو:
عجبت منك وزيدًا.
فكلمة "زيدا" هنا مفعول معه؛ لأنه لا يصح عطفها على الضمير المجرور بمن؛ إذ إن العطف على الضمير المجرور يقتضي في الغالب تكرار حرف الجر، فإن أردت العطف قلت: عجبت منك ومن زيد.
2-
امتناع إعرابه مفعولا معه ووجوب إعرابه معطوفا، وذلك في مثل:
حضر زيد وعلي قبله.
لا بد أن تعرب "عليا" معطوفا على زيد، ويمتنع إعرابه مفعولا معه لوجود كلمة "قبله" التي تمنع أن تكون الواو دالة على المصاحبة.
وفي مثل:
تضارب زيد وعلي.
علي هنا معطوف على زيد، ويمتنع إعرابه مفعولا معه؛ وذلك لأن الفعل "تضارب" يقتضي أكثر من فاعل؛ لأنه يدل على الاشتراك.
3-
جواز إعرابه معطوفا أو مفعولا معه، والثاني أفضل، مثل:
سرت وزيدا، "أو زيدٌ".
الأفضل إعرابه مفعولا معه، ويجوز أيضا إعرابه معطوفا، والأول أحسن؛ وذلك لأن العطف على الضمير المتصل يقتضي في الغالب وجود فاصل بينه وبين المعطوف. وفي غير هذه الحالات يكون الإعراب على العطف أفضل.
- يكثر في الكلام استعمال المفعول معه بعد الاستفهام في مثل:
كيف أنت والامتحانَ؟
ما أنت وزيدَا؟
ما لك وعليًّا؟
المشكلة في هذه الجمل أن المفعول معه يقتضي وجود جملة قبل الواو، بشرط أن يكون فيها فعل يعمل النصب في المفعول معه.
وهناك من يرى أن اسم الاستفهام هو العامل في المفعول معه، أما الرأي الغالب عندهم فهو تقدير فعل في جملة الاستفهام مثل:
كيف تكون أو تصنع أو تفعل والامتحانَ؟ وكذلك في الباقي.