الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
جمل الأمر والنهي والعرض:
وهي كلها من أساليب "الطلب" في العربية؛ لأنها تستخدم في فعل أمر أو تركه، وهي تشترك في أمور وتختلف في أخرى.
أولا: الأمر:
"والأمر" الاصطلاحي يتم بجملة فعلية فعلها يسمى فعل أمر، له صياغة معينة قدمناها لك عند حديثنا عن الأفعال المبنية1.
وهذا الفعل لا يكون إلا للمخاطب:
اكتب اكتبي
اكتبا اكتبوا اكتبنْ
ادعُ امشِ اسعَ
وهو في كل ذلك مبني على السكون أو على حذف النون أو على حذف حرف العلة.
- فإذا أردت أن تأمر "الغائب" فإنك تستخدم الفعل المضارع المسبوق "بلام الأمر" الجازمة له، وهي لام مكسورة:
لِيكتبْ زيد لِتكتب فاطمة
وإذا سبق هذا الفعل بالواو أو الفاء أو ثم صارت اللام ساكنة في الأفصح:
لِيكتب زيد ولْيُتْقنْ كتابته.
ليذهب زيد فلْيخبرهم بالخبر ثم لْينتظر هناك.
- وكذلك إذا أردت أن تأمر "المتكلم":
1 انظر ص35.
لِنذهب فورا إلى هناك.
تنبيه: هذا الاستعمال يلفتنا إلى الاستعمال الخاطئ الذي يشيع الآن في أمر الغائب والمخاطب باستخدام الفعل "دَعْ":
دَعْهُمْ يذهبوا دعه يذهب
دعنا دعني أذهب
بل إن برنامجا لتعليم العربية في تلفاز عربي يقول في مقدمته:
دعنا نتكلم العربية.
وكل هذه التراكيب غير عربية، وهي مأخوذة من اللغات الأوربية كالإنجليزية التي تستخدم الفعل "Let". وفي أمر الغائب والمتكلم:
Let me go Let us speak Arabic.
والصواب كما ترى:
لِنَتكلم العربية.
- ويستخدم في الأمر أيضا اسم الفعل الدال على الأمر1:
صَهْ إيه آمين حَذَار
ثانيا: النهي:
وهو طلب الكف عن عمل ما، ويتم بإدخال "لا" الناهية على الفعل المضارع فتجزمه، وهي لا تختص بالمخاطب فقط شأن فعل الأمر، بل تستعمل مع المضارع المسند وإلى الغائب:
لا تذهبْ لا تذهبا
لا تسعَ في شر.
لا يتخلفْ أحد منكم عن أداء الواجب.
1 انظر ص60.
- أما دخولها على المضارع المسند إلى المتكلم فلا يكاد يستعمل، وقد يكون مقبولا إذا كان الفعل مبنيا للمجهول:
لا أُوضَعْ موضعا لا أحبه.
- يجوز في العربية حذف الفعل المضارع بعد "لا" الناهية:
سَاعِد الشخصَ الذي يساعد نفسه وإلا فلا.
أي: وإلا فلا تساعده.
ثالثا: العرض والتحضيض:
- العرض طلب شيء في رفق ولين، ويستعمل فيه في الأغلب الحرفان: لو، وألَا:
ألا تجتهدُ أي: اجتهد.
لو تفكرُ في هذا الأمر أي: فكر.
- أما الحض أو التحضيض فهو الطلب في قوة، ويستعمل معه في الأغلب الحرفان: هلَّا ولولا:
هلا اجتهدت أي: اجتهد.
لولا انتبهت أي: انتبه.
على أن هذه الكلمات جميعها يمكن استعمالها في العرض وفقا للسياق.
جواب هذه الجمل:
هذه الجمل كلها -كما قلنا- من أساليب الطلب، والطلب قد يحتاج إلى جواب، والذي يهمنا هنا نمطان شائعان:
1-
أن يكون الجواب فعلا مضارعا مسبوقا بالفاء التي تفيد السببية، وهي التي سموها لذلك فاء السببية، وهي في حقيقتها النحوية حرف عطف تدل على
الترتيب والتعقيب، وتفيد معها السببية، على أن فكرة الترتيب والتعقيب نفسها تحمل وظيفة السببية كذلك. في هذه الحالة يجب نصب الفعل المضارع بـ"أن" مضمرة وجوبا بعد الفاء، فنقول:
اجتهدْ فتنجحَ لا تهملْ فتندمَ لو تجتهدُ فتنجحَ
ونقول في إعراب هذا الفعل: إنه فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
لكن على أي شيء نعطف المصدر المؤول؟
يقول النحاة: إن المصدر المؤول هنا معطوف على مصدر مؤول مُتَوهَّم "أي متخيل" من الفعل السابق؛ والتقدير عندهم:
ليكن منك اجتهاد فيكون لك نجاح.
2-
أن يكون الجواب فعلا مضارعا غير مسبوق بشيء، وهنا يجب جزمه في جواب الطلب:
اجتهدْ تنجحْ لا تهملْ تنجحْ لو تجتهد تنجحْ
ويقال في هذا كله: فعل مضارع مجزوم ولوقوعه في جواب الأمر والنهي والعرض.
وأنت تعلم بعد كل هذا أن "جملة الجواب" لا محل لها من الإعراب.
تدريبات: أعرب الجمل التي تحتها خط:
1-