المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

4- ‌ ‌ الحال: في كتب النحو تفصيلات مطولة عن الحال لا مجال - التطبيق النحوي

[عبده الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌ المقدمات:

- ‌بين يدي هذا الكتاب:

- ‌مقدمة الطبعة الأولى:

- ‌الباب الأول: الكلمة

- ‌ تحديد نوع الكلمة:

- ‌ حالة الكلمة "الإعراب والبناء

- ‌ الإعراب:

- ‌ علامات الإعراب:

- ‌ الإعراب الظاهر والإعراب المقدر:

- ‌البناء

- ‌النوع الأول

- ‌النوع الثاني:

- ‌النوع الثالث: الأسماء المبنية:

- ‌الباب الثاني: الجملة وشبه الجملة

- ‌الفصل الأول: الجملة الأسمية

- ‌مدخل

- ‌ المبتدأ:

- ‌ الخبر:

- ‌النواسخ:

- ‌الفصل الثاني: الجملة الفعلية

- ‌الفاعل

- ‌ نائب الفاعل:

- ‌ المفاعيل:

- ‌ الحال:

- ‌ التمييز:

- ‌الفصل الثالث: الجمل الأسلوبية

- ‌مدخل

- ‌ جملة الاستثناء:

- ‌ جملة النداء:

- ‌ جمل الأمر والنهي والعرض:

- ‌ جملة الاستفهام:

- ‌ جملة التعجب:

- ‌ جملة المدح والذم:

- ‌ جملة الشرط:

- ‌ جملة القسم:

- ‌الفصل الرابع: مواقع الجملة:

- ‌ الجملة التي لها محل من الإعراب:

- ‌ الجملة التي لا محل لها من الإعراب:

- ‌الفصل الخامس: شبه الجملة:

- ‌الملاحق

- ‌ملحق رقم (1) التوابع

- ‌النعت

- ‌ التوكيد:

- ‌ البدل:

- ‌ عطف البيان:

- ‌ عطف النسق:

- ‌الممنوع من الصرف:

- ‌فهرست:

الفصل: 4- ‌ ‌ الحال: في كتب النحو تفصيلات مطولة عن الحال لا مجال

4-

‌ الحال:

في كتب النحو تفصيلات مطولة عن الحال لا مجال لعرضها هنا، وإنما غرضنا أن نعرض الأساليب المستعملة في الظاهرة اللغوية بغية تحليلها في التطبيق النحوي، ومن ثَمَّ نقدم الحال على النحو التالي:

1-

الحال فضلة حكمها النصب، تبين هيئة صاحبها وقت الفعل على الأغلب.

2-

صاحب الحال أنواع:

أ- الفاعل، مثل:

أقبل زيد ضاحكا.

ضاحكا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة "وصاحبها هو الفاعل: زيد".

ب- المفعول به، مثل:

ركب زيد السيارة مسرعة.

"صاحبها هو المفعول به: السيارة".

جـ- الفاعل والمفعول به معا، مثل:

استقبل زيد عليا ضاحكَيْنِ.

"صاحبها هو الفاعل والمفعول به: زيد، عليا".

د- المبتدأ مثل:

الخضرواتُ طازجةً مفيدةٌ.

ص: 247

"صاحبها هو المبتدأ: الخضراوات"1.

هـ- المضاف إليه بشروط:

- أن يكون المضاف جزءا من المضاف إليه، مثل:

أعجبتني شرفة البتي فسيحا.

"صاحب الحال هو المضاف إليه: البيت، والمضاف: شرفة؛ جزء من المضاف إليه".

- أن يكون بمنزلة جزء من المضاف إليه، مثل:

أعجبتني مقالة زيد موضِّحا.

"صاحب الحال هو المضاف إليه زيد، والمضاف: مقالة؛ ليس جزءا منه ولكن بمنزلة الجزء، ويصح حذفه، فتقول: أعجبني زيد موضحا".

- أن يكون المضاف عاملا في المضاف إليه مثل:

أعجبتني كتابة الكتاب واضحا.

"صاحب الحال هو المضاف إليه: الكتاب والمضاف عامل في المضاف إليه؛ لأن الكتاب -في الأصل- مفعول به للكتابة".

3-

العامل في الحال عند النحاة لا بد أن يكون هو العامل في صاحبها إلا في الحال التي تأتي من المبتدأ أو ما أصله المبتدأ؛ فإن العامل في المبتدأ هو الابتداء، أو الناسخ، والعامل في الحال هو المبتدأ، والعامل الأصلي في الحال هو الفعل كما في الأمثلة السابقة، أما العوامل الأخرى فهي:

أ- عوامل لفظية، مثل:

- المصدر الصريح:

تعجبني قراءته مُجوِّدًا.

1 يعترض بعض النحاة على جعل المبتدأ صاحبا للحال، ولكن العرب استعملته كثيرا.

ص: 248

"العامل في الحال هنا هو المصدر: قراءة، وهو عامل أيضا في صاحب الحال الذي هو ضمير مضاف إليه".

- اسم الفاعل:

هذا طالب كاتب مقالته واضحة.

"العامل في الحال هو اسم الفاعل: كاتب، وهو نفسه الذي عمل النصب في صاحب الحال: مقالة".

- اسم المفعول:

هذه مقالة مكتوب موضوعها واضحا.

"العامل في الحال هو اسم المفعول: مكتوب، وهو نفسه الذي عمل الرفع في صاحب الحال: موضوع".

- اسم الفعل:

كَتَابِ شارحا.

كتاب: اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

شارحا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة.

"العامل في الحال هو اسم الفعل: كتاب، وهو نفسه الذي عمل الرفع في صاحب الحال: أنت".

ب- عوامل معنوية: هي عوامل تتضمن الفعل دون حروفه، مثل:

- الإشارة:

هذا عملك ممتازا.

"العامل في الحال هو اسم الإشارة لأنه يتضمن معنى فعل: أشير".

- حرف التمني:

ليت المواطن مثقفا يساعد غير المثقفين.

ص: 249

"العامل في الحال هو حرف التمني: ليت؛ لأنه يتضمن معنى فعل: أتمنى".

- حروف التشبيه:

كأن زيدا -خطيبا- ساحر يأخذ بالألباب.

"العامل في الحال هو حرف التشبيه: كأن؛ لأنه يتضمن معنى فعل: أشبه".

- شبه الجملة:

الموضوع أمامك واضحا.

الموضوع في ذهنه واضحا.

"العامل في الحال هو شبه الجملة: أمامك، وفي ذهنه؛ لأن شبه الجملة يتعلق بمتعلق أصله الفعل، فهو يتضمن معناه".

4-

الأصل في الحال أن تكون مشتقة كما في الأمثلة السابقة، وقد تكون جامدة مؤولة بمشتق أو غير مؤولة.

- أما المؤولة بمشتق فهي:

أ- أن تكون في الأصل مشبها به:

هجم المحارب أسدا.

"الحال: أسدا يمكن تأويلها بمشتق: مقداما - جريئا - مفترسا".

ب- أن تكون دالة على مفاعلة "التي تعني المشاركة":

سلمته الكتاب يدا بيد.

يدا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة.

بيد: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة في محل نصب "والموصوف هو كلمة يدا الواقعة حالا".

"الحال: يدا مع صفتها بيد يمكن تأويلها بمشتق: مقابضة أو ما في معناه".

جـ- أن تكون دالة على سعر:

اشتريت القمح كيلة بخمسين.

ص: 250

كيلة: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة.

بخمسين: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة في محل نصب "والموصوف هو كلمة كيلة الواقعة حالا".

"الحال: كيلة يمكن تأويلها بمشتق هو: مُسَعَّرًا".

د- أن تكون دالة على ترتيب:

دخلوا القاعة ثلاثةً ثلاثة.

ثلاثة: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة.

ثلاثة: معطوف بحرف محذوف هو الفاء أو ثم. ويمكن إعرابه توكيدا لفظيا.

"الحال: ثلاثة يمكن تأويلها بمشتق هو: مترتبين".

هـ- أن تكون مصدرا صريحا:

جرى زيد خوفا.

"الحال: خوفا مصدر صريح يمكن تأويله بمشتق: خائفا".

- وأما الحال الجامدة التي لا تؤول بمشتق فهي:

أ- أن تكون فرعا من صاحبها:

يلبس الذهب خاتما.

"الحال الجامدة: خاتما فرع من صاحبها: الذهب".

ب- أن يكون صاحبها فرعا منها:

يلبس الخاتم ذهبا.

"الحال الجامدة: ذهبا نوع وصاحبها فرع منها".

جـ- أن تكون في أسلوب تفضيل وصاحبها مفضل على نفسه تبعا لأحواله:

الفاكهة تفاحا أحسن منها بلحا.

"الحال الجامدة: تفاحا وبلحا صاحبها هو: الفاكهة وهي مفضلة على نفسها تبعا لأنواعها".

ص: 251

د- أن تكون عددا:

ثم عدد الطلاب ثلاثين طالبا.

"الحال الجامدة: ثلاثين ويجوز تأويلها -على رأي- بمشتق: بَالغِين".

هـ- أن تكون موصوفة بمشتق:

ارتفع البحر قدرا كبيرا.

"الحال الجامدة: قدرا، موصوفة بمشتق: كبيرا".

5-

الأصل في الحال أن تكون نكرة كما في الأمثلة السابقة، وقد وردت استعمالات للحال معرفة مثل:

ذهبت وحدي، وذهب وحده، وذهبوا وحدهم.

فكلمة "وحد" هي الحال، وهي ملازمة للإضافة، وتضاف إلى الضمير، والمضاف إلى معرفة معرفة، ويمكن تأويل الحال هنا بنكرة، ويكون التقدير: ذهبت منفردا.

ملحوظة: في بعض البيئات العربية يشيع استخدام كلمة "وحد" مسبوقة باللام؛ فيقولون: ذهبت لوحدي، وذهب لوحده، ذهبوا لوحدهم، وكل ذلك خطأ؛ لأن كلمة "وحد" لا تستخدم إلا على صورة واحدة؛ فهي لا تكون إلا منصوبة غير مسبوقة باللام، ولا تفيد إلا معنى الحال.

ومن ذلك أيضا قولك:

حاولت جُهدي.

سعيت في الأمر طاقتي.

فكلمة "جُهد" و"طاقة" حال، وهما مضافتان إلى ضمير، ويمكن تأويلهما بنكرة: حاولت جاهدا، وسعيت في الأمر مطيقا.

ومن ذلك:

ص: 252

ادخلوا الأولَ فالأول.

فكلمة "الأول" الأولى حال، والثانية معطوفة، وهما معرفتان بالألف واللام، وتأويل الحال: ادخلوا مترتبين.

ومن ذلك: جاءوا قضَّهم بقضيضهم.

جاءوا الجمَّاءَ الغفير.

فكلمة قضهم حال، والجماء حال، والقض: هو الكسر، فكأن معنى الجملة الأولى: جاءوا كاسرهم مع مكسورهم، أي جاءوا جميعا، أما الجماء فمعناه: الكثير، وتأويلها أيضا: جاءوا جميعا.

ومن ذلك:

رجع زيد عَوْدَه على بدئه.

فكلمة "عود" حال، وهي مضافة إلى الضمير، وتأويلها: رجع عائدا على بدئه، أي على الطريق نفسه، أو على الفور.

6-

الأصل في الحال أن تكون منتقلة، بمعنى أنها لا تدل على هيئة ثابتة لصاحبها، بل على هيئة معينة مدة معينة، فأنت حين تقول:

جاء زيد ضاحكا. فمعناه أن هيئته ضاحكة وقت المجيء فحسب. هذا هو الأصل، وقد تأتي للدلالة على أمر ثابت لصاحبها، وذلك في استعمالات أشهرها:

أ- أن تكون مؤكدة لمضمون الجملة قبلها، بشرط أن تكون الجملة مكونة من اسمين معرفتين جامدتين، مثل:

زيد أبوك رحيما.

فكلمة "رحيما" حال من "أبوك"1، وهذه الحال تؤكد مضمون الجملة قبلها؛ لأن "زيد أبوك" تتضمن معنى الرحمة.

1 بعضهم يؤول صاحب الحال ضمير محذوفا، ويكون التقدير: زيد أبوك أعرفه رحيما.

ص: 253

ب- أن يكون عاملها دالا على خلق أو تجدد، مثل:

خلق الله رقبة الزرافة طويلة.

فكلمة "طويلة" حال من "رقبة" وهي دالة على هيئة ثابتة لها.

جـ- أن تكون هناك قرينة تدل على ثبات الحال، مثل قوله تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} .

فكلمة "مفصلا" حال من "الكتاب" وهي تدل على هيئة ثابتة له غير منتقلة؛ إذ يستحيل أن يكون القرآن مفصلا وقت إنزاله فحسب.

7-

الحال تكون كلمة واحدة، أي ليست جملة ولا شبه جملة، كما في الأمثلة السابقة. وتكون جملة أو شبه جملة يتعلق بحال محذوفة بشرط أن يكون صاحبها معرفة؛ فشبه الجملة مثل:

"الصيف على الجبال أجمل منه على الشاطئ".

على الجبال: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال في محل نصب، أي الصيف كائنا على الجبال أجمل منه على الشاطئ.

السفينة بين الأمواج كالريشة في مهب الريح.

بين الأمواج: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة. والأمواج: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف حال في محل نصب.

وأما الجملة فتكون جملة اسمية أو فعلية:

رأيت زيدا وهو خارج.

الواو: واو الحال، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

خارج: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.

رأيت زيدا يخرج.

ص: 254

يخرج: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال.

وحين تكون الحال جملة فلا بد من وجود رابط بها يربطها بصاحبها، وهذا الرابط إما أن يكون "الواو" أو "ضميرا" عائدا على صاحبها كما في المثالين، وعلى التفصيل الموجود في كتب النحو.

8-

تعلم أن الصفة إن تقدمت على موصوفها النكرة صارت حالا مثل:

لزيد مفيدا كتاب.

لزيد: اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وزيد اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

مفيدا: حال من كتاب منصوبة بالفتحة الظاهرة.

كتاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ومثل:

لزيد في النحو كتاب.

لزيد: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

في النحو: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال مقدم في محل نصب.

كتاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.

والأصل: لزيد كتاب في النحو.

فلما تقدمت الصفة على الموصوف، وهو نكرة، نصبت، وصارت حالا.

9-

هناك كلمات يكثر استعمالها حالا، مثل: كافة - قاطبة - طُرًّا - جميعا - معا.

تدريب: أعرب ما يأتي:

ص: 255

1-

{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا} .

2-

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} .

3-

{وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} .

4-

{وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} .

5-

{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} .

6-

{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} .

7-

{فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} .

8-

{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ} .

9-

{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ، بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} .

10-

{مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} .

11-

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا} .

12-

{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} .

13-

{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .

14-

{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} .

ص: 256