الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حال بيني وبين الصلاة في مسجد قومي. فلو صليتَ في منزلي مكاناً أتخذه مصلّى؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، فاستأذنا فأذنت لهما، فما جلس حتى قال: أين تحب أن تصلي من منزلك؟ فأشرت له إلى ناحية، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصففنا خلفه فصلى، وحبَسْنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على خزيرة صنعناها له.
توفي طرفة بن أحمد سنة خمس وأربعين وأربع مئة.
طُرَيح بن إسماعيل بن سعيد
ابن عبيد بن أَسِيد بن عمرو بن عِلاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن نحِيرَة بن عوف بن قسيّ وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازان، أبو الصلت ويقال: أبو إسماعيل الثقفي الطائفي شاعر، حسن الشعر، بديع النظم، من شعراء بني أمية. وفد على الوليد بن يزيد، إذ كان ولي عهد في حياة هشام لأجل خؤولته، فإن أم الوليد ثقفية. وأقام عنده إلى أن صار الأمر إليه، واستفرغ شعره في مديحه، وبقي إلى أول الدولة العباسية، ومدح السفاح والمنصور.
قال طريح:
خصصت بالوليد حتى صرت أخلوا معه، فقلت له ذات يوم ونحن في مشرقة: يا أمير المؤمنين، خالك يحب أن تعلم شيئاً من خلقه. قال: وما هو؟ قلت: لم أشرب شراباً ممزوجاً قط إلا من لبن أو عسل. قال: قد عرفت ذلك، ولم يباعدك من قلبي.
قال: ودخلت يوماً إليه وعنده الأمويون فقال: إليّ يا خال، فأقعدني إلى جنبه، ثم أتى
بشراب فشرب، ثم ناولني القدح، فقلت: يا أمير المؤمنينَ، قد أعلمتك رأيي في الشراب. قال: ليس لذلك أعطيتك، إنما دفعته إليك لتناوله الغلام، وغضب، فرفع القوم أيديهم، كأن صاعقة وقعت على الخِوان، فذهبت أقوم فقال: اقعد. فلما خلا البيت افترى عليّ ثم قال: يا عاضّ كذا وكذا، أردت أن تفضحني؟! لولا أنك خالي لضربتك ألف سوط، ثم نهى الحاجب عن إدخالي، وقطع عني أرزاقي، فمكثت ما شاء الله، ثم دخلت عليه يوماً متنكراً، فلم يشعر إلا وأنا بين يديه وأنا أقول من أبيات:" البسيط "
يا بن الخلائفِ ما لي بعدَ تقربةٍ
…
إليك أُقصى وفي حالَيْك لي عجبُ
كأنني لم يكن بيني وبينكُم
…
إلٌّ ولا خُلّة تُرعى ولا نسبُ
قد كان بالودّ قِدْماً منك أزلفني
…
بقربك الودّ والإشفاق والحدّبُ
وكنتُ دونَ رجالٍ قد جعلتهم
…
دوني إذا ما رأوني مقبلاً كذبوا
إن يسمعوا لخير يخفوه وإن سمعوا
…
شراً أذاعوا وإن لم يسمَعوا كذبوا
قال: فتبسم، وأمرني بالجلوس، ورجع لي، وقال: إياك أن تعاود. منها:
أين الذمامةُ والحقُّ الذي نزلَت
…
بحفظِه وبتعظيم له الكتبُ؟
وحَوْكي الشعرَ أُصفيه وأنظِمه
…
نظمَ القلائد فيها الدُرّ والذهبُ
وإن سُخطَك شيء لم أناجِ به
…
نفساً ولم يك مما كنتُ أحتسبُ
لكن أتاك بقولٍ آثمٍ كذبٍ
…
قومٌ بغَوني فنالوا فيّ ما طلبوا
وهي طويلة. وقيل في سبب غضبته على طريح غير هذا.
ومن شعره في الوليد: " المنسرح "
أنت ابنُ مُسْلَنطحِ البطاحِ ولم
…
تُطرقْ عليكَ الحُنيُّ والوُلُجُ