الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يزيد في إيفاد صالح إليه ليسأله عن الخراج فبعث به إليه وأوصاه به فتعنته وقتله.
قال سهل بن أبي الصلت: أجل الحجاج صالح بن عبد الرحمن أجلاً حتى قلب الديوان وجُعل بالعربي.
قال أبن شوذب: كتب صالح بن عبد الرحمن وصاحبُه إلى عمر بن عبد العزيز يعرضان له بدماء المسلمين، وكانا عاملَيْه على شيء من العراق. فكتبا: إن الناس لا يصلحهم إلا السيف، فكتب إليهما عمر: خبثين من الخبث، رِبْذتين من الرِّبذ يعرضان لي بدماء المسلمين، ما أحد من المسلمين إلا ودمكما أهون عليَّ من دمه.
سأل يزيد بن المهلب صالح بن عبد الرحمن دجاجة يزيدها في طعامه، فأبى عليه. وسأله لما تزوج عاتكة بن الملاءة أن يعجل له رزق شهر للوليمة، فأبى عليه. وكان صالح تقدمه على العراق عاملاً على الخراج.
صالح بن عبد القدوس
أبو الفضل الأزدي الحُدّاني مولاهم، البصري والحدان بن شمس بن عمرو من الأزد. كان حكيم الشعر، زنديقاً، متكلماً. يقدمه أصحابه في الجدال عن مذهبهم. وقتله المهدي على الزندقة " وكان " شيخاً كبيراً. ومن شعره:" الخفيف ": كلُّ آتٍ لا شك آتِ وذو الجهل مُعنى والهمُّ والحزنُ فضلُ وله: " السريع ".
ما بين ما تحمد فيه وما ي
…
دعو إليك الذمّ إلا القليلُ
وله: " الخفيف "
أيها اللائمي على نكدِ الدّه
…
ر لكلٍّ من البلاءِ نصيبُ
قد يُلامُ السريُّ في غير ذنبٍ
…
وتغطى من المسيءِ الذنوبُ
وتحولُ الأحوالُ بالمرءِ والدّه
…
رُ له في صروفهِ تقليبُ
كان المهدي اتهمه بالزندقة، فأمر بحمله إليه، وأحضر بين يديه. فلما خاطبه أعجب بغزارة أدبه وعلمه وبراته وحسن بيانه، وكثرة حكمته. فأمر بتخلية سبيله. فلما ولى ردّه وقال: ألست القائل: " السريع ":
والشيخ لا يتركُ أخلاقَه
…
حتى يوُارى في ثرى رمسِهِ
إذا أرعوى عاد إلى جهلِهِ
…
كذي الضني عادَ إلى نُكسِهِ
قال: بلى يا أمير المؤمنين. قال: فأنت لا تترك أخلاقك. ونحن نحكم فيك بحكم في نفسك. ثم أمر به فقتل، وصلب على الجسر.
وقال: إن المهدي أُبلغ عنه أبياتاً يُعرض فيها بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحضره المهدي فقال: أنت القائل هذه الأبيات؟ قال: لا، والله يا أمير المؤمنين، والله ما أشركت بالله طرفة عين، فاتق الله ولا تفسك دمي على الشبهة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ادرؤوا الحدودَ بالشبهات ". وجعل يتلو عليه القرآن حتى رقّ له وأمر بتخليته. فلما ولّى قال: أنشدني قصيدتك السينية، فأنشده حتى بلغ البيت الذي أوله:
والشيخُ لا يتركُ أخلاقه
فأمر به حينئذٍ فقتل.
قال أحمد بن عبد الرحمن المعبِّر: رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكاً مستبشراً، فقلت: ما فعل بك