الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا ما الثريا في السماء تعرَّضت
…
تعرُّض أثناءِ الوشاحِ المفصَّلِ
قال: أريد أحسن من هذا. قلت بيت ابن الطثَريَّة:
إذا ما الثريا في السماءِ كأنها
…
جُمانٌ وهي من سلكِه فتسرَّعا
قال: أريد أحسن من هذا. قلنا ما عندنا شيء. قال: بيت أبي قيس بن الأسلت:
وقد لاحَ في الجوّ الثريا لِمن رأى
…
كعنقودِ ملاّحيّةٍ حين نوّرا
قال الحافظ: روي هذا الخبر الملاّحية بتشديد اللام. قال: ولغة العرب الفصيحة السائرة: ملاحية. يقولون: عنب ملاحي، ورواة الحديث والأخبار الذي لا علم لهم بكلام العرب يغلطون في هذا كثيراً وفيما أشبه. قال: وأرى أن الذي أوقعهم في هذا أنهم لما رأوا في هذا البيت ظهور الزحاف فيها إذا رُوي مخففاً على الوجه الصحيح، وسلامته من ذلك إذا شُدّد، ثم لم يعلموا جواز الزحاف واطراده، وظهور استعماله. وإن أكثر الشعر مُزاحَف. ومالا زحاف فيه قليل نَزْر جداً. وهذا البيت من الطويل الثاني. والزحاف فيه ذهاب ياء مفاعلين ورده إلى مفاعلن ويسمى القبض لذهاب الخامس. وقد تسقط نون مفاعلين على معاقبة القبض فيه، وهو ذهاب الياء. ولا يجتمعان في السقوط وهو الكف لذهاب السابع.
صيفي بن فسَيل
ويقال: فشيل الربعي الشيباني الكوفي من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وهو ممن قُدم به مع حُجر بن عدي عذراء وقتل معه.
حدث أب المليح الهذلي قال: بعثني الحكم بن أيوب إلى شبهة بنت عمير الشيبانية أسألها، فحدثتني أن زوجها
صيفي بن فشيل نُعي لها من قَنْدابيل فتزوجت بعده العباس بن طريف القيسي. ثم إن زوجها الأول قدم، فأتينا عثمان بن عفان وهو محصور، فأشرف علينا فقال: أتقضى بينكم وأنا على هذه الحال؟ ّ فقلنا: قد رضينا بقولك، فقضى أن يخير الزوج الأول بين الصداق وبين امرأته، ثم قتل عثمان، فأتينا علياً فأخذ مني ألفين ومن زوجي ألفين، وهو صداقه الذي كان جعل للمرأة. قال: وكانت له أم ولد قد تزوجت من بعده، وولدت لزوجها أولاداً فردّها عليه وولدها.
وعن قيس بن عباد الشيباني
أنه جاء إلى زياد فقال له: إن امرأَ منا من بني همام يقال له صيفي بن فشيل من رؤوس أصحاب حجر، وهو أشد الناس عليك، فبعث زياد فأتى به، فقال: يا عدو الله، ما تقول في أبي تراب؟ قال: ما أعرف أبا تراب. قال: ما أعرفَك به! قال: ما أعرفه. قال: أما تعرف علي بن أبي طالب؟ قال: بلى. قال: فذاك أبو تراب. قال: كلا، ذاك أبو الحسن والحسين. فقال له صاحب شرطته: يقول لك الأمير: هو أبو تراب، وتقول أنت لا؟! قال: وإن كذب الأمير، أريد أن أكذب. أو أشهد له على باطل كما شهد؟! قال له زياد: وهذا أيضاً مع ذنبك علي بالعصا، فأُتي بها وقال: ما قولك في علي؟ قال: أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد الله المؤمنين. قال: اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض، فضربوه حتى لصق بالأرض ثم قال: أقلعوا عنه. إيه، ما قولك في علي؟ قال: والله لو شرحتني بالمواسي والمُدى ما قلت في علي إلا ما سمعتَ مني. قال: أتلعنَنَّه أو لأضربن عنقك؟ قال: إذن تضربها والله قبل ذلك، فإن أبيت إلا أن تضربها رضيت بالله، وشقيت أنت. قال: ادفعوا في رقبته. ثم قال: أوقِروه حديداً وألقُوه في السجن.
قتل صيفي في سنة إحدى وخمسين مع حجر بن عدي، ومحرز بن شهاب، وقبيصة بن حرملة، وقيل: في سنة ثلاث وخمسين.
أسماء الرجال على