الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رب، لَتأمُرُ بي النار أهونُ علي من هذا التوبيخ، فيقول له: عبدي، هذا ما بيني وبينك، مغفور لك قد سترته عن الحفَظَة، اذهبوا بعبدي إلى الجنة.
قال: فلربما انقضى المجلس بغير سماع، قال: فيأخذ الناس في البكاء، حتى ينقضي المجلس بغير سماع.
العاص بن سُهيل بن عمرو
ابن عبد شمس بن عبدود بن نضر بن مالك بن حِسل بن عامر بن لؤي بن غالب أبو جندل العامري القرشي له صحبة. وهو صاحب القصة المعروفة في صلح الحديبية. أسلم قبل أبيه، وخرج معه مجاهداً إلى الشام وهلك به.
كان العاص بن سهيل أسلم بمكة، فطرحه أبوه في حديد. فلما كان يوم الحديبية جاء يرسُف في الحديد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كتب سهيل كتاب الصلح بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سهيل: هو لي، فنظروا في كتاب الصلح فإذا سهيل قد كتب أن من جاءك منا فهو لنا، فرُدَّه علينا، فخلاّه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبيه، فقام إليه سهيل بغصن شوك، فجعل يضرب به وجهه، فجزع من ذلك عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، علام نعطي الدنية في ديننا:؟ فقال له أبو بكر الصديق: الزم غرزه يا عمر، فإنه رسول الله حقاً حقاً. فقام عمر، فجعل يمشي إلى جنب أبي جندل والسيف في عنق عمر ويقول لأبي جندل: يا أبا جندل، إن الرجل المؤمن يقتل أباه في الله عز وجل. قال عمر: فضنّ أبو جندل بأبيه، فلحق بأبي بَصير الثقفي، فكان معه في سبعين رجلاً من المسلمين فرّوا من قريش، وخافوا أن يردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم إن طلبوهم، فاعتزلوهم
فكانوا بالعيص يقطعون على ما مرّ بهم من عِير قريش وتجارتهم حتى شقّ ذلك على قريش بفكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضَّمهم إليه، فلا حاجة لهم فيهم، فضمّهم إليه.
وفي حديث آخر:
أن سهيلاً لما ضرب أبا جندل صاح بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أأُرَدُّ إلى المشركين يفتنوني في ديني؟ فزاد المسلمين ذلك شراً إلى ما بهم، وجعلوا يبكون لكلام أبي جندل. قال: يقول حُوَيطب بن عبد العزّى لمِكرَز بن حفص: ما رأيت قوماً قط أشدّ حباً لمن دخل معهم من أصحاب محمد لمحمد، وبعضهم لبعض. أما إني أقول لك: لا تأخذ من محمد نصَفاً أبداً بعد هذا اليوم حتى يدخلها عَنْوة، فقال مِكرَز: وأنا أرى ذلك. قال سهيل: هذا أول من قاضيتُك عليه، رُدَّه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لم نقض الكتاب بعد، فقال سهيل: والله لا أكاتبك على شيء حتى تردّه إليّ، فردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيلاً أن يتركه، فأبى سهيل، فقال مكرز بن حفص وحويطب: يا محمد، نحن نجيره لك، فأخلاه فُسطاطاً، فأجاراه، وكف أبوه عنه. ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فقال: يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعِلٌ لك ولمن معك فرجاً ومخرجاً، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً، وأعطيناهم وأعطونا على ذلك عهداً، وإنا لانغدر.
وعن داود بن أبي هند في قوله: " وَالّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ في الدُّنْيا حَسَنَةً " الآية، نزلت في أبي جندل بن سهيل بن عمرو.
حدث يحيى بن عروة عن أبيه قال: شرب عبد بن الأزور وضرار بن الخطاب وأبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام، فأتى بهم أبو عبيدة بن الجراح. قال أبو جندل: والله ما شربتها إلا على تأويل: إني سمعت