الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن طلحة بن يحيى قال:
كنت جالساً عند عمر فجاءه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، أبقاك الله، ما كان البقاء خيراً لك، فقال: أما ذاك فقد فرغ منه، ولكن قل: أحياك الله حياة طيبة، وتوفاك مع الأبرار.
وكان طلحة بن يحيى سنّه وسنّ عمر بن عبد العزيز واحد. ولد أيام قتل الحسين بن علي بن أبي طالب أيام يزيد بن معاوية.
وتوفي طلحة بن يحيى سنة ثمان وأربعين ومئة.
طليب بن عُمير بن وهب
ابن عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو عدي القرشي أمه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. من المهاجرين الأولين. شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشهد يوم اليرموك، ويقال: يوم أجنادين، وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طليب بن عُمير والمنذر بن عمرو الساعدي. وشتم عوف بن صُبيرة السهمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ له طليب بن عمير لحي جمل فضربه به حتى سقط مزملاً بدمه، فقيل لأمه: ألا ترين ما صنع ابنك؟! فقالت: " الرجز "
إنّ طُلَيباً نصرَ ابنَ خالِهْ
آساهُ في ذي ذمَّةٍ ومالِهْ
قال محمد بن إبراهيم التيمي: أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم، ثم خرج، فدخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال: تبعت محمداً وأسلمت لله، فقالت أمه: إن أحقّ من وازرت وعضدت ابن خالك، والله، لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لمنعناه وذببنا عنه. فقال:
يا أمّه، فما يمنعك أن تُسلمِي وتتبعيه، فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أنظر ما تصنع أخواتي ثم أكون إحداهن. قال: فقلت: إني أسألك بالله إلا أتيته، فسلمت عليه، وصدقته، وشهدت أن لا إله إلا الله. قالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ثم كانت بعدُ تعضدُ النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها، وتحضّ ابنها على نصرته، والقيام بأمره.
وقيل: إن أبا جهل عرض ومعه عدّة من كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم، فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل، فضربه ضربة شجّه، فأخذوه، فأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خلاّه. فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليباً قد صيّر نفسه غرضاً دون محمد؟ فقالت: خير أيامه يوم يذبّ عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله، فقالوا: ولقد اتبعتِ محمداً؟ فقالت: نعم، فخرج بعضهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل حتى دخل عليها، فقال: عجباً لك ولاتّباعك محمداً، وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك، واعضُده، وامنعه، فإن يظهر أمره، فأنت بالخيار، أن تدخل معه، أو تكون على دينك، وإن يُصَب كنت قد أعذرت في ابن أخيك، فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بدِين محدث. قال: ثم انصرف أبو لهب.
وقيل: إن أروى قالت يومئذ:
إن طُليباً نصرَ ابنَ خالِهْ
البيتين.
قتل طليب بن عمير بن أجنادين شهيداً، في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وهو ابن خمس وثلاثين سنة. وليس له عقب. وقيل: قتل يوم اليرموك.