الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحدث عاصم عن جابر بن عبد الله قال: جاء يعود المقنَّع بن سنان وكان خال عاصم أخا أمّه فسلم عليه، وهو في رداء وإزار، وقد أصيب بصره، فقال: ماذا تشتكي؟ وقد مسّ رأسه ولحيته بشيء من صفرة، قال: خُرّاج منع مني النوم، وأسهرني. قال جابر: يا غلام، ادع لنا حجّاماً، قال المقنع: وما تصنع بالحجام؟ يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أن أعلق به مِحْجماً، فقال: غفر الله لك، إن الثوب ليصيبني، أو الذباب يقع عليه فيؤذيني. فلما رأى جزعه من ذلك أنشأ يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كان في شيء من أدويتكم خيرٌ أو أن يكونَ ففي شَرطة محجم أو شَربة من عسل أول لذعَة نار توافق داء، وما أحب أن اكتوي ".
فدعا بحجام، فأعلق المحجم في خداعه. فلما بلغ منه حاجته شرط بمشرط معه، فأخرج الله ما كان فيه من صديد، وعوفي.
قتادة بن النعمان جد عاصم هو أخو أبي سعيد الخدري لأمّه.
وكان عاصم له رواية للعلم، وعلم بالسيرة ومغازي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ثقة. ووفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته في دين لزمه. فقضاه عنه عمر، وأمر له بعد ذلك بمعونة، وأمره أن يجلس في مسجد دمشق فيحدث الناس بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه، وقال: إن بني مروان كانوا يكرهون هذا، وينهون عنه، فاجلس فحدث الناس بذلك، ففعل. ثم رجع إلى المدينة، فتوفي بها سنة عشرين ومئة وفي خلافة هاشم بن عبد الملك.
وقيل: توفي سنة تسع وعشرين ومئة.
عاصم بن عمرو
ويقال ابن عوف البجلي أحد الشيعة. قدم به مع حجر بن عدي في اثني عشر رجلاً إلى عذراء في خلافة
معاوية، فقتل بعضهم، ونجا بعضهم، وكان عاصم ممن أطلق لشفاعة يزيد بن أسد وكتاب جرير بن عبد الله البجليين. وقد ذكر ذلك في ترجمة أرقم بن عبد الله.
حدث عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب، ولهو ولعب فيصبحون قد مسخوا قردة وخنازير، وليصبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس، فيقولون: خسف الليلة ببني فلان، وخسف الليلة بدار فلان، خواص، وليرسلن عليهم حاصباً حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط، على قبائل منها، وعلى دور، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عاداً على قبائل منها، وعلى دور لشربهم الخمر، ولبسهم الحرير، واتخاذهم القينات، وأكلهم الربا، وقطيعتهم الرحم "، وخصلةٍ نسيها جعفر.
وفي رواية أخرى: " ويبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم كما تنسف من كان قبلهم باستحلالهم الخمر، وضربهم الدفوف، واتخاذهم القينات ".
وحدث عاصم بن عمرو قال:
خرج نفر من أهل العراق إلى عمر. فلما قدموا عليه قال لهم: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق. قال: بإذنٍ جئتم؟ قالوا: نعم، فسألوه عما يحلّ للرجل من امرأته وهي حائض، وعن غُسل الجنابة، وعن صلاة الرجل في بيته، فقال لهم عمر: أسَحَرة أنتم؟ قالوا: لا، والله ما نحن بسحرة، قال: سألتموني عن خصال ما سألني عنها أحد بعد إذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها غيركم، فقال:" أما صلاة الرجل في بيته فَنُورٌ، فنوِّروا بيوتكم، وأما ما للرجل من امرأته وهي حائض فله ما فوق الإزار، وأما غسل الجنابة فتوضّأ وضوءك للصلاة، ثم أغسل رأسك، ثم افِض على سائل جسدك ".
وزاد في حديث بمعناه: " ثم تنحّ من مُغتَسلك فاغسل رجليك؟ ".