المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌{حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه - مسند أحمد - ت شاكر - ط دار الحديث - جـ ٢

[أحمد بن حنبل]

فهرس الكتاب

- ‌{مسند أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه

- ‌{مسند الزُبير بن العوام رضي الله تعالى عنه

- ‌{مسند أبي إسحق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌{مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل رضي الله عنه

- ‌{حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه

- ‌{حديث أبي عبيدة بن الجراح وإسمه عامر بن عبد الله رضي الله عنه

- ‌{حديث/ عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله تعالى عنه

- ‌{حديث زيد بن خارجة رضي الله عنه

- ‌{حديث الحرث بن خَزْمَة رضي الله عنه

- ‌{حديث سعد مولى أبي بكر رضي الله عنهما

- ‌مسند أهل البيترضوان الله عليهم أجمعين

- ‌{حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌{حديث الحسين بن علي رضي الله عنه

- ‌{حديث عَقِيل بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌{حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌ومن مسند بني هاشم

- ‌{حديث العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌{مسند الفضل بن عباس رضي الله عنه

- ‌{حديث عُبيد الله بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌{مسند عبد الله بن العباس بن عبد الطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كلمة الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة

الفصل: ‌{حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه

‌{حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه

(1)}

1655 -

حدثنا بشر بن المفَضَّل عن عبد الرحمن بن إسحق عن

(1) هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحرث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، الزهري القرشي. كان اسمه في الجاهلية "عبد عمرو" فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم "عبد الرحمن". أسلم قديماً قبل دخول دار الأرقم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد كلها. وهوأحد العشرة المبشرة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض. وكان من أغنياء المسلمين، أوصى في سبيل الله بخمسين ألف دينار، ومات عن أربع نساء، تخارجت إحداهن عن نصيبها من التركة، وهو ربع الثمن، بمائة ألف. مات عبد الرحمن سنة 32 عن 75 سنة، رضى الله عنه ورحمه.

(1655)

إسناده صحيح، والقسم الأخير منه الذي يقول فيه الزهري:"قال رسول الله" إسناده مرسل. عبد الرحمن بن إسحق بن عبد الله بن الحرث بن كنانة القرشي العامري: ثقة وثقه ابن معين وغيره، وحكى الترمذي عن البخاري أنه وثقه، كما في التهذيب، وفيه أيضاً عن أحمد:"أما ما كتبنا من حديثه فصحيح". وهو غير "عبد الرحمن بن إسحق الواسطي" ذاك ضعيف، كما بينا في 1337. محمد بن جبير بن مطعم: مدني تابعي ثقة. أبوه جبير بن مطعم بن عدي، صحابي أسلم عام خيبر قبل الفتح، وله مسند سيأتي 4: 80 - 85 ح. والحديث في مجمع الزوائد 8: 172 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح، وكذلك مرسل الزهري".

والحديث نقله الحافظ ابن كثير في التاريخ 2: 290 - 291 عن البيهقي بإسناده إلى إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن إسحق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يذكر فيه عبد الرحمن بن عوف ولا مرسل الزهري، ثم قال البيهقي:"وكذلك رواه بشر بن المفضل عن عبد الرحمن" ورواية بشر بن المفضل هى التي هنا، ورواية ابن علية ستأتي 1676 وفى كلتيهما أنه عن عبد الرحمن ابن عوف، فهما أصح مما رواه البيهقي، ثم نقل ابن كثير عن البيهقي قال:"وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين"، ثم قال ابن كثير: "قلت: هذا لا شك فيه، وذلك أن قريشاً تحالفوا بعد موت قصي، وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية والرفادة واللواء والندوة والحجابة، =

ص: 300

الزهري عن محمد بن جُبير بن مُطْعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شهدتُ حلْف اَلمُطَيَّبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحبُّ أن لي حُمْرَ النَّعَم وأنى أنكُثُه"، قالَ الزهري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يُصِب الإسلام حلْفاً إلا زاده شدةً، ولا حلْف في الإسلام"، وقد أَلّفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قَريش والأنصار.

1656 -

حدثنا إبراهيم بن سعد حدثني محمد بن إسحق عن

= ونازعهم فيه بنو عبد مناف، وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش، وتحالفوا على النصرة لحزبهم، فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب، فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا، فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت، فسموا المطيبين كما تقدم، وكان هذا قديمَاً.

ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول، وكان في دار عبد الله بن جدعان". وهو يشير إلى تفصيل كلامه عن حلف المطيبين في 2: 209 - ولا شك أن الحلف الذي كان عقيب موت قصي قديم، ولكن هذا لا ينفي أن يسمى الحلف الذي شهده رسول الله "حلف المطيبين" فهو حلف آخر كان قبل البعثة، ولعله كان توكيداً للحلف القديم، انظر النهاية 1: 249 - 250 وفيها: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه من المطيبين، وكان عمر رضى الله عنه من الأحلاف". ونحو هذا في قاموس الفيروزابادي في مادة (ط ي ب). وأما مرسل الزهري فقد ورد معناه في أحاديث كثيرة موصولة ومرسلة، منها حديث جبير بن مطعم بإسناد صحيح موصول 4: 83 ح وانظر أيضًا 7012، 12685، 14031 وما أشرنا إلى أرقامه من الأحاديث في كل منها في موضعه، وانظر أيضاً 5: 61 ح. "الطيبون" بصيغة اسم المفعول، جمع "مطيب". في ك "وقد حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار"، وما هنا موافق لما في مجمع الزوائد.

وانظر 2911.

(1656)

إسناده صحيح، إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة حجة من شيوخ أحمد القدامي، سمع منه أحمد، كما مضى في ترجمته، وكما ذكره ابن الجوزي في شيوخه، وإن كان كثيراً ما يروي عنه بالواسطة. كريب: هو ابن أبي مسلم مولى ابن عباس، وهو تابعي ثقة. والحديث رواه الترمذي مختصرًا من طريق إبراهيم بن سعد 2: 244 - 246 من شرحنا، وابن ماجة والحاكم وصححه هو والذهبي. وقد =

ص: 301

مكحول عن كُريب عن ابن عباس، أنه قال له عمر: يا غلام، هل سمعت

من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من أحد من أصحابه إذا شك الرجلُ في صلاته ماذا

يصنع؟ قال: فبينا هو كذلك إذْ أَقبل عبد الرحمِن بن عوف، فقال: فيم

أنتما؟ فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد

من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع؟ فقال عبد الرحمن:

سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يَدْرِ أَوَاحدةً

صلى أَم ثنتين فليجعلها واحدة، وإذا لم يدر ثنتين صلى أَم ثلاثاً فليجعلها

ثنتين، وإذا لم يدر أثلاثاً صلى أم أربعاً فليجعلها ثلاثاً، ثم يسجدْ إذا فرغ من

صلاته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتين".

1657 -

حدثنا سفيان عن عمرٍ وسمِع بَجَالة يقول: كنتُ كاتباً

= أعله الحافظ في التلخيص بالرواية الَاتية 1677، وأطلنا القول هناك في تحقيق صحته.

وا نظر أيضاً 1689.

(1657)

إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. عمرو: هو ابن دينار. بجالة، بفتح الباء وتخفيف

الجيم: هو ابن عبدة، بفتح العين والباء، التميمى العنبري، وهو تابعي ثقة، وثقه أبو زرعة ومجاهد بن موسى المكي، وترجمه البخاري في الكبير 3/ 1/ 46 وذكره ابن حبان في الثقات، ويظهر أن الشافعي كان يجهل أمره ثم عرفه، ففي الأم 6: 125 قال: "بجالة رجل مجهول ليس بالمشهور، ولا يعرف أن جزء بن معاوية كان لعمر بن الخطاب عاملا "، ونحو هذا في السنن الكبرى 8: 248 عن الشافعي، ولكنه قال بعد ذلك في الرسالة رقم 1186 بشرحنا:"وحديث بجالة موصول، قد أدرك عمر بن الخطاب رجلاً، وكان كاتباً لبعض ولاته ". وجزء بن معاوية كان من عمال عمر بناحية الأهواز، انظر تاريخ الطبري 4: 196، 211، وفى الفتح:"كان عامل عمر على الأهواز، ووقع في رواية الترمذي أنه كان على تنادر، قلت: هى من قرى الأهواز"، وانظر أيضاً ترجمته في الإصابة1:244. والحديث رواه بتمامه أبو عبيد في الأموال رقم 77 عن سفيان ابن عيينة، ورواه الشافعي في الرسالة 1183 والأم: 6: 96 والطيالسي 225=

ص: 302

لجزْءَ بن معاوية عم الأحْنَف بن قيس، فأتانا كتابُ عمر قبل موته بسنةٍ: أَنِ اقتلوا كل ساحر، وربما قال سفيان: وساحرة /، وفَرِّقوا بين كل ذيِ مَحْرَم من المجوس، وانْهَوهم عن الزَّمزمة، فقلنا ثلاثةَ سواحر، وجعلنا نُفرق بين الرجل وبين حريمته في كتاب الله، وصَنع حزْءٌ طَعامًا كثيراً، وعَرَض السيف على فخذه، ودعا المجوس، فألْقَوْا وِقْر بغلٍ أو بغلين من وَرِقٍ، وأكلوا من غير زمزمة، ولم يكن عُمَرُ أخذَ، وربما قال سفيان: قَبلَ الجزيةَ من المجوس، حتِىِ شهد عبدُ الرحمن بن عوف: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذَها من مجوس هَجَرَ. [قال عبد الله بن أحمد]: وقال أبي: قال سفيان: حج بَجَالةُ مع مُصْعَب سنة سبعين.

1658 -

حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عِنِ مالك بن أَوْس: سمعت عمر يقول: لعبد الرحمن وطلحة والزبير وسعد: نشدتكم بالله الذي

= أيضاً عن سفيان ولكن مختصراً، ورواه البخاري مطولا 6: 184 - 185 عن علي بن المدينى عن سفيان، وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 8: 247 - 248 من طريق سعدان بن نصر عن سفيان. وانظر بقية تخريجه في شرحنا على الرسالة. وانظر أيضاً ما سيأتي 1672، 1685. الزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم بصوت خفي.

حريمته في كتاب الله: يريد المحرمة عليه في القرآن. وقر بغل: الوقر بكسر الواو: الحمل، وأكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار، قاله في النهاية. قوله "قال سفيان: حج بجالة" إلخ: يريد أن عمرو بن دينار المكي سمعه من بجالة حينذاك، ورواية البخاري عن سفيان: "قال سمعت عمراً قال: كنت جالساً مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس، فحدثهما بجالة سنة سبعين، عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم" فذكر الحديث.

(1658)

إسناده صحيح، وهو مكرر 1550 بإسناده. كلمة "به"، سقطت من ح وأثبتناها من ك.

ص: 303

تقوم "به"، السماء والأرض، وقال مرةً: الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أعَلمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنا لا نورث ما تركنا صدقةٌ"؟ قالوا: اللهم نعم.

1659 -

حدثنا يزيد بن هرون أخبرنا هشام الدَّسْتَوَائي عن يحيى

(1659) إسناده صحيح، إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: ذكره ابن حبان في الثقات، وهو قرشي

حليف بني زهرة. أبوه عبد الله بن قارظ: لم أجد له ترجمة، لأنه اختلط على المترجمين بابنه إبراهيم، ففي التهذيب في ترجمة "إبراهيم" 1: 134 - 135؟ "روى عن جابر ابن عبد الله وأبى هريرة ومعاوية بن أبي سفيان والسائب بن يزيد وغيرهم، ورأى عمر وعلياً. روى عنه أبو عبد الله الأغر وأبو صالح السمان وعمر بن عبد العزيز ويحيى بن أبي كثير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وغيرهم" ثم قال: "وجعل ابن أبي حاتم إبراهيم بن عبد الله بن قارظ وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ ترجمتين، والحق أنهما واحد،

والاختلاف فيه على الزهري وغيره، وقال ابن معين: كان الزهري يغلط فيه". وهذا كما ترى شيء بعيد! أبو سلمة بن عبد الرحمن مات سنة 94 وعمر بن عبد العزيز مات سنة 101 ويحيى بن أبي كثير مات سنة 132، فمن العجب جداً أن يرووا جميعاً عن شيخ واحد، ثم من هذا الشيخ؟ رجل أدرك عمر وعليّا، بل سمع من عمر وعلى، كما جزم البخاري في الكبير! فقد عمر أكثر من مائة سنة حتى يدركه يحيى بن أبي كثير!! وأما البخاري فالظاهر عندي أنه لم يتحقق من ترجمة هذا وأقاربه، فقد ترجم له في الكبير 1/ 1/ 312 - 313 باسم "إبراهيم بن قارظ القرشي، حجازي سمع عمر وعليّاً، روى عنه الزهري" وذكر ترجمة طويلة أشار فيها إلى هذا الحديث فقال:"وقال لي سعد بن حفص قال: حدثنا شيبان عن يحيى أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف سمع النبي صلى الله عليه وسلم:قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وأنا خلقت الرحم "ثم أشار إلى أحاديث أخر، في بعضها "إبراهيم بن عبد الله" وفى بعضها "عبد الله بن إبراهيم" ثم ذكر حديثاً من طريق ابن أبي ذئب "عن قارظ بن شيبة عن أمه أم قارظ بنت إبراهيم بن قارظ أنها أرسلت إلى أبي هريرة". وترجم في 4/ 1/ 201 ترجمة "قارظ بن شيبة بن قارظ حلفاء بني زهرة"! فأنا أظن أن هذا

الأخير ابن عم إبراهيم بن عبد الله، وأرجح أن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ هو غير عبد الله بن إبراهيم بن قارظ" كما جزم أبو حاتم، وأنه ابنه، أو لعل الرواة اختلف عليهم =

ص: 304

ابن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصَلَتْكَ رَحِمٌ، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قال قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خَلقتُ الرحم وشَققْتُ لها من اسمي، فمن يَصِلْها أَصِلْه، ومن يقطعها أقطعْه فأَبُتَّه"، أو قال:"من يَبُتَّها أَبُتّه".

= اسم الأب واسم ابنه، فتارة يسمون هذا "عبد الله" وذاك "إبراهيم" وتارة يعكسون. والذي لا أشك فيه أن أحدهما ابن الآخر، وأن يحيى بن أبي كثير وطبقته يروون عن الابن، وعمر بن عبد العزيز وأبو سلمة بن عبد الرحمن وطبقتهما يروون عن الأب، وأن الأب هو الذي سمع عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف. ويؤيد ذلك الرواية المفسرة التي هنا، التي هي صريحة في أن الأب دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده فحدثه بهذا الحديث، وفى أنه روى القصة لابنه بعد ذلك، وفى أن يحيى أبن أبي كثير سمعها من الابن، وهذا شيء واضح لا شك فيه. والجزء الذي فيه ترجمة العبادلة من التاريخ الكبير لم يطبع، فلم أستطع أن أعرف ما إذا كان البخاري عقد ترجمة

خاصة باسم "عبد الله بن إبراهيم بن قارظ" أم لا، وماذا قال فيها؟ وكذلك لم يطبع القسم الذي فيه ترجمة "إبراهيم" ولا الذي فيه ترجمة "عبد الله" من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وأظن، بل أرجع، أنهما لو وُجدا معنا لوجدنا الدلائل على صحة ما نقول. وعسى أن يرفَّق ذلك لى أو لغيري لتحقيقه إن شاء الله. وقد أشار الحافظ في التهذيب 3: 271 إلى هذا الإسناد فقال: "رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله ابن قارظ". والظاهر أنه كان بين عبد الرحمن بن عوف وابن قارظ قرابة قريبة، ولعلها من ناحية النساء، لقوله له إذ عاده:"وصلتك رحم" وما يقال هذا إلا لذي قرابة وشيجة.

ويؤيد هذا أن ابن أخيه سعد بن خالد بن عبد الله بن قارظ قال مخاطباً أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: "يا خال ما تصنع"، وسيأتي 11666. والحديث رواه الحاكم في المستدرك 4: 157 من طريق يزيد بن هرون بإسناده كما هنا. وسيأتي مرة أخرى بهذا الإسناد 1687، وبإسنادين آخرين 1680، 1681. وانظر 1651.

ص: 305

1660 -

حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا القاسم ببن الفضل حدثنا النَّضْر بن شَيبان قال: لقيتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن قلتُ: حدثْني

(1660) إسناده صحيح، القاسم بن الفضل بن معدان الحدانى، بضم الحاء وتشديد الدال: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن سعد والنسائي والترمذي. النضر بن شيبان الحداني: ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ممن يخطئ وتعقبه الحافظ في التهذيب بأن النضر لم يرو إلا هذا الحديث، وأنهم حكموا بأنه أخطأ فيه، "فإذا كان أخطأ في حديثه وليس له غيره فلا معنى لذكره في الثقات. إلا أن يقال: هو في نفسه صادق، وإنما غلط في اسم الصحابي، فيتجه". والمسئلة أن الزهري ويحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري رووا عن أبي سلمة عن أبي هريرة معنى هذا الحديث، ولكنه لم يذكر "وسننت لكم قيامه"، فعلل البخاري والدراقطني حديث النضر بن شيبان بأنه أخطأ على أبي سلمة بن عبد الرحمن في جعل هذا الحديث عن أبيه عبد الرحمن بن عوف وإنما هو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولكن يعكر عليهم سياقُ الحديث هنا في أنه سأل أبا سلمة أن يحدثه بشيء سمعه من أبيه، فهي قصة واضحة لا تحتمل الخطأ في قوله "عن أبيه" و"عن أبي هريرة"، ولذلك لم يجد الحافظ مناصاً من أن يقول في التهذيب 10: 438 - 439: "وقد جزم جماعة من الأئمة بأن أبا سلمة لم يصح سماعه من أبيه، فتضعيف النضر على هذا متعين". وقد نسب في التهذيب للبخاري أنه قال في حديث النضر هذا:"لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة عن أبي هريرة أصح". ولم يقل البخاري هكذا، بل ترجم للنضر 4/ 2/ 88 فقال:"سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً، روى عنه نصر بن علي، وقال الزهري ويحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أصح"، والفرق بين الصنيعين كبير!! فحديث أبي سلمة عن أبي هريرة أصح، لا شك في ذلك لكثرة من رواه عن أبي سلمة وثقتهم، وهذا صحيح، لأن راويه صادق لم يتهم بكذب، وهو يروي قصة أخرى معينة، ولم يغمزه البخاري بما قال، ولذلك لم يذكره في الضعفاء. وأما النسائي فإنه روى حديث أبي سلمة عن أبي هريرة بأسانيد كثيرة، ثم روى حديث النضر هذا 1: 308 بثلاثة أسانيد، من طريق نصر بن علي والقاسم بن الفضل عن النضر بن شيبان وقال:=

ص: 306

عن شيء سمعتَه من أبيك سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، قال: نعم، حدثني أبي عنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله عز وجل فَرَض صيام رمضان، وسَننَتُ قيامه، فمن صامَه وقامه احتساباً خرج من الذنوب كيوم ولدتْه أُمُه".

1661 -

حدثنا يحيى بن إسحق حدثنا ابن لَهِيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر أن ابنَ قارظ أخبره عن عبد الرحمن بِن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خَمْسَها، وصامَت شهرها، وحَفظت فرجها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنةَ من أيّ أبواب الجنة شئت".

= " هذا خطأ، والصواب أبو سلمة عن أبي هريرة" فلم يضعف النضر ولكن خطأه، ولذلك لم يذكره أيضاً في الضعفاء. وكل صنيعهم في تخطئة النضر مبني على الجزم بأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه عبد الرحمن بن عوف. ففي مراسيل ابن أبي حاتم 91 عن ابن معين:"أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لم يسمع من أبيه شيئَا" وفى التهذيب 12: 117: "قال علي بن المديني وأحمد وابن معين وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وأبو داود: حديثه عن أبيه مرسل، قال أحمد: مات وهو صغير، وقال أبو حاتم: لا يصح عندي، وصرح الباقون بكونه لم يسمع منه. وقال ابن عبد البر: لم يسمع من أبيه، وحديث النضر بن شيبان في سماع أبي سلمة عن أبيه لا يصححونه". وهذا عندي غير متجه، فإن أبا سلمة مات سنة 94 عن 72 سنة أو أكثر، كما فصلنا في 1403 فكانت سنه عند موت أبيه أكثر من 10 سنين، فيما يبعد أن يحفظ عن أبيه أحاديث، وقد حفظ من هو أصغر من هذا وقَبِل الأئمة روايته، كما يعرفه أرباب هذا الشأن، ولذلك لم يجزم البخاري بضعف هذا الحديث ولا علله، وإنما ذكر أن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أصح، وهو كما قال أصح. والحديث رواه أيضا ابن ماجة 1: 206 من طريق نصر بن علي والقاسم بن الفضل عن النضر بن شيبان، وذكر الذهبي في الميزان 3: 224 أنه رواه البزار عن عمر ابن موسى عن القاسم. قوله "حدثني عن شيء" في ك "حدثني بشىء" وهو الموافق لرواية النسائي، وانظر ما يأتي 1688.

(1661)

إسناده منقطع فيما أرى، فإن ابن قارظ هنا أُرجح أنه إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، لا =

ص: 307

1662 -

حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي حدثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرٍو عن الحُويَرْث عن محمد بن جبير بن مُطْعم عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتّبعتُه، حتى دخل نَخلاً، فسجد فأطال السجود، حتى خفت أو خَشيت أن يكون الله قد توفاه أو قبضه، قال: فجئتُ أنظر، فرفع رأسَه، فقالَ:"ما لك يا عبد الرحمن؟ " قال: فذكرت ذلك له، فقال:"إن جبريل عليه السلام قال لى: ألَا أبشِّرك؟ إن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليكَ صليت عليه، ومن سلم عليك سلمتُ عليه".

1663 -

حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد عن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي الحُويرث عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من المسجد فاتبعتُه، فذكر الحديث.

1664 -

حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا سليمان بن بلال

= عبد الله، لأن عبيد الله بن أبي جعفر متأخر عن أن يدرك عبد الله بن قارظ، كما أوضحنا في ترجمة الابن وأبيه في 1659. عبيد الله بن أبي جعفر المصري الفقيه: ثقة، وثقه أبو حاتم والنسائي، وقال ابن سعد:"ثقة فقيه زمانه". والحديث في مجمع الزوائد 4: 306 وقال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح".

(1662)

إسناده صحيح، أبو الحويرث: هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث، سبق توثيقه 37.

وانظر الحديثين بعده.

(1663)

إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وهكذا هو في الأصلين "عبد الرحمن بن أبي الحويرث" والمعروف في نسبه "عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث". وأظن أن صواب ما هنا "عن عبد الرحمن أبي الحويرث" بحذف "بن".

(1664)

إسناده صحيح، عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. قال في التعجيل =

ص: 308

حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخرّ ساجداً فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل [قد]، قَبض نفسَه فيها، فدنوت منه فجلست، فرفع رأسه، فقال:"من هِذا؟ " قلت: عبد الرحمن، قال:"ما شأنك؟ " قلت: يا رسول الله، سجدت سجدةً خشيت أن يكون الله عز وجل قد قَبض نفسك فيها، فقال:"إن جبريل عليه السلام أتانى فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليتُ عليه، ومن سلم عليك سلمتُ عليه، فسجدت لله عز وجل شكراً".

1665 -

حدثنا هَيْثَم/ بن خارجة، قال أبو عبد الرحمن [يعني

= 267: "ذكره البخاري وتبعه ابن أبي حاتم، فلم يذكرا فيه جرحا ً، وذكره ابن حبان في الثقات" وهو في الجرح والتعديل 3/ 1/ 23. والحديث في مجمع الزوائد 2: 287 وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات". وفيه "نحو مشربته" بدل "نحو صدقته" وهو خطأ، لأن المشربة كالغرفة، والرواية في الحديثين الماضيين أنه دخل نخلا وخرج من المسجد، والنخل لا يكون في المشربة. والمراد بصدقته الحائط ونحوه الذي تكون فيه إبل الصدقة. وفى مجمع الزوائد 10: 160 - 161 حديثان ضعيفان في هذا المعنى لعبد الرحمن ابن عوف أيضاً رواهما أبو يعلى، وفيهما أنه "دخل حائطاً من الأسواف"، والأسواف، بالفاء: اسم لحرم المدينة. كلمة "قد" زيادة من ك.

(1665)

إسناده ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. الهيثم بن خارجة الخراساني الحافظ: ثقة، روى عنه أحمد وابنه عبد الله والبخاري، قال عبد الله بن أحمد:"كان أبي إذا رضي عن إنسان وكان عنده ثقة حدث عنه وهو حي، فحدثنا عن الهيثم بن خارجة وهو حي".

عبد الله بن الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبي المصري: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات.

والقصة في ذاتها ثابتة من حديث المغيرة بن شعبة، رواها أحمد والبخاري ومسلم، انظر المنتقى 1400.

ص: 309

عبد الله بن أحمد]: وسمعتُه أنا من الهيثم بن خارجة حدثنا رِشْدينٌ عن عبد الله بن الوليد أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن أَبيه، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، فأدركهم وقت الصلاة فأقاموا الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن، فجاءَ النبي صلى الله عليه وسلم فصلى مع الناس خلفه ركعةً، فلما سلم قال:"أصبتم، أو أحسنتم".

1666 -

حدثنا رَوْح حدثنا محمد بن أبي حفصة حدثنا الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان الوباء بأرض ولستَ بها فلا تدخلها، وإذا كان بأرض وأنت بها فلا تخرج منها".

1667 -

حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سَلَمة عن محمد

(1666) إسناده صحيح، محمد بن أبي حفصة البصري: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 226 باسم "محمد بن ميسرة" وهو اسم أبي حفصة، وأخرج له الشيخان. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: تابعي ثقة فقيه شاعر، كثير الحديث والعلم. والحديث رواه البخاري 10: 15 - 16، 12: 303 ومسلم1: 188 وأبو داود 3: 153 - 154 من طريق الزهري عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن ابن عباس، وفيه قصة عند البخاري ومسلم. وسيأتي من هذه الطريق 1679. والمراد بالوباء هنا الطاعون. وانظر 1678.

(1667)

إسناده صحيح، يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي: تابعي ثقة فقيه. أركسوا: ردوا ورجعوا، وأصل "الركس" بفتح الراء: قلب الشىء على رأسه، أو رده أوله على آخره.

{وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} ردهم إلى الكفر. "فاجتوينا المدينة": سبق تفسيره 948.

والحديث في مجمع الزوائد 7: 7، وقال:" رواه أحمد، وفيه ابن إسحق وهو مدلس، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه"، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2: 190 قال:" أخرج أحمد بسند فيه انقطاع". ونحن نخالفهما في ذلك، فابن إسحق ثقة، وقد حققنا في=

ص: 310

ابن إسحق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن ابن عوف عن عبد الرحمن بن عوف: أن قوماً من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فأسلموا، وأصابهم وباء المدينة، حُفاها، فأُركسُوا، فخرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من أصحابه، يعني أصِحابَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباءُ المدينة، فاجْتويْنَا المدينة. فقالوا: أما لكم في رسول الله أُسوة؟ فقال بعضهم: نافقوا، وقال بعضهمِ: لم ينافقوا، هم مسلمون، فأنزل الله عز وجل {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الآية.

1668 -

حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شَريك عن عاصم بنِ عُبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: سمع عمرُ بن الخطاب صوت ابن المُغْتَرفِ، أو ابن الغَرف، الحادي في جوف الليل، ونحن منطلقون إلى مكة، فأَوْضع عمر راحلَتَه حتِى دخل مع القوم، فإذا هو "مع"، عبد الرحمن، فلما طلع الفجر قال عمر: هيءَ الآن، اسكتِ الآن، قد طلع الفجر، اذكروا الله، قال: ثم أبصر على عبد الرحمن خفّين قال: وخفَّان؟! فقالِ قد لبستُهما معِ من هو خيرٌ منك، أو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالَ عمر: عَزمْتُ عليك إلا نزعتهما، فإني أخاف أن ينظر الناس إليك فيقتدون بك.

1669 -

وحدثناه إسحق بن عيسى حدثنا شَريك، فذكره بإسناده،

= 1660 سماع أبي سلمة من أبيه، ولم يذكر ابن كثير هذا الحديث عند تفسير الآية.

(1668)

إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب. في ح "عاصم بن عبيد" وهو خطأ. ابن المغترف، أو ابن الغرف: لم أجد له ذكرَا في غير هذا الموضع. أوضع راحلته: حملها على سرعة السير. "هيء" بفتح الهاء وسكون الياء وآخره همزة: اسم لفعل أمر وهو تنبه واستيقظ. حرف "مع" زيادة من ك. في ك "فقد طلع الفجر"، في ك "إن لا تنزعهما" وبهامشها نسخة أخرى كالتي هنا، بهامشها أيضاً نسخة "فيقتدوا بك". ولم أجد هذا الحديث في شيء مما بين يدي من المراجع.

(1669)

إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله.

ص: 311

وقال: لبستهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1670 -

حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة حدثنا هشام بن عروة عن عروة: أن عبد الرحمن بن عوف قال: أقطعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرَ بن الخطاب أرضَ كذا وكذا، فذهب الزبير إلى آل عمر فاشترى نصيبَه منهم، فأتى عثمانَ بن عفان فقال: إن عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه وعمرَ بن الخطاب أرضَ كذا وكذا، وإني اشتريتُ نصيبَ آل عمر؟ فقال عثمان: عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه.

1671 -

حدثنا اِلحَكَم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عِيّاش عن ضَمْضَم بن زُرْعة عن شَريح عُبيد يرده إلى مالك بن يُخَامر عن ابن السعدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنقطع الهجرة ما دام العدوُّ يقاتل"، فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيآت، والأخرى أن تهاجر

(1670) إسناده صحيح، إلا أني أشك في سماع عروة بن الزبير من عبد الرحمن بن عوف.

كانت سنه حين وفاة عبد الرحمن نحو 9 سنين. ولم أجد هذا الحديث أيضاً.

(1671)

إسناده صحيح، الحكم بن نافع: هو أبو اليمان الحمصي، وهو نبيل ثقة صدوق.

ضمضم بن زرعة الحمصي: ثقة، وثقه ابن معين وغيره. مالك بن يخامر السكسكي الحمصي: تابعي كبير ثقة، وذكره بعضهم في الصحابة. ابن السعدي: هو عبد الله بن السعدي، وهو صحابي، مضت له رواية عن عمر 100، 279، 280، 371، وسيأتي له حديث آخر بمعنى هذا الحديث 5: 270 ح. والحديث في مجمع الزوائد 5: 250 - 251 وقال: "روى أبو داود والنسائي بعض حديث معاوية. رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير من غير ذكر حديث ابن السعدي، والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف وابن السعدي فقط ورجال أحمد ثقات". "مقبولة" في ك "متقبلة". وما هنا هو الموافق لمجمع الزوائد. وانظر 1991، 2898.

ص: 312

إلى الله ورسوله، ولا تُقطع الهجرة ما تُقُبّلت التوبةُ، ولا تزال التوبةُ مقبولةً حتى تطلع الشمسُ من الغرب، فإذا طلَعت طبِع على كل قلبٍ بما فيه، وكفِي الناس العملَ.

1672 -

حدثنا " أبو"، المغيرة حدثنا سعيد بن عبد العزيز حدثني سليمان بن موسى عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما خرج المجوسي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته فأخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم خيَّره بين الجزية والقتل، فاختار الجزية.

1673 -

حدثنا أبو سَلَمة يوسف بن يعقوب الماجشون عن/ صالح

(1672) إسناده ضعيف، لانقطاعه، أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، وهو ثقة من شيوخ أحمد، وفى الأصلين "المغيرة" ونحن زدنا "أبو"، لأنه ليس في شيوخ أحمد من يسمى "المغيرة"، وعبد القدوس هو الذي يروي عن سعيد بن عبد العزيز. سعيد ابن عبد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة حجة، جعله أحمد هو والأوزاعي سواء. سليمان ابن موسى الأشدق: ثقة، وهو فقيه أهل الشأم في زمانه، ولكنه متأخر لم يدرك عبد الرحمن بن عوف، مات سنة 115 أو سنة 119. والحديث في الزوائد 6: 12، وأعله بهذا الانقطاع. وانظر 1657.

(1673)

إسناده صحيح، يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون: ثقة. صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة قليل الحديث، ليس له في الصحيحين غير هذا. والحديث في مسلم 2: 51 عن يحيى بن يحيى عن يوسف بن الماجشون، ورواه البخاري أيضاً كما في ذخائر المواريث 5054. "بين أضلع منهما" أي بين أقوى منهما وأعظم جسما وأشد. "لم يفارق سوادي سواده" أى شخصي شخصه، وكل شخص من متاع أو إنسان أو غيره سواد، لأنه يرى من بحيد أسود. "الأعجل منا" يريد الأقرب أجلا، إصرارَاً على قتله أو يموت دونه، معاذ بن عفراء: هو معاذ بن الحرث بن رفاعة بن الحرث بن سواد ابن مالك، وعفراء أمه. اشتهر بالنسب إليها، "يجول" في ك "يدور" وبهامشها نسخة مثل ما هنا.

ص: 313

ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بنِ عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف أنه قال: إني لواقفٌ يوم بدر في الصف، نظرتُ عن يمينى وعن شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثةٌ أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أَضْلَعَ منهما، فغمزَني أحدهما فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك يا ابني أخي؟ قال: بلغنيِ أنه سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لو رأيته لم يفارق سَوَادى سوَادَه حتى يموت الأعجلُ منَّا، قال: فغمزني الآخرُ فقال لي مثلَها، قال: فتعجبت لذلك، قالٍ: فلم أَنْشَبْ أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت لهما: ألَا تريَان! هذا صاحبُكما الذي تسألان عنه، فابتدراه، فاستقبلهما، فضرباه حتى قَتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال:"أيكما قَتَله؟ " فقال كل واحد منهما: أنا قتلتُه، قال:"هل مسحتُما سيفيكما؟ " قالا: لا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في السيفين فقال:"كلاكما قتله"، وقَضَى بسلَبه لمعاذ بن عمرو بن الجَمُوح، وهما معاذ بن عمرو بن الجَمُوح ومعاذ ابن عَفْراء. 1674 - حدثنا عفّان حدثنا أبو عَوَانة عن عمر بن أبي سَلَمة عن أبيه قال: حدثني قاصّ أهل فلَسْطين قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلَاث والذي نفس محمد بيده إن كنتُ

(1674) إسناده ضعيف، لجهالة قاص أهل فلسطين، عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة، وضعفه شعبة وغيره، وقال النسائي ليس بالقوي، ولكن أحمد قواه، قال ابن شاهين في الثقات:"قال أحمد بن حنبل: هو صالح ثقة إن شاء الله"، وذكره ابن حبان في الثقات، وفى التهذيب عن تاريخ البخاري قال:"صدوق إلا أنه يخالَف في بعض حديثه"، وصحح له الترمذي وابن معين. والحديث في الزوائد 3: 105 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه رجل لم يسم". في ك "والذي نفسى بيده" وهو الموافق للزوائد، وما هنا نسخة بهامشها. كلمة "عزاً"، زيادة من ك.

ص: 314

لَحَالفاً عليهنّ، لا يَنْقُص مالٌ من صدقة، فتصدقوا، ولا يعفو عبدٌ عن مظلَمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها [عِزّا]، "، وقال أبو سعيد مولى بني هاشم: "إلا زاده الله بها عزّا يوم القيامة، ولا يَفتح عبدٌ باب مسئلةٍ إلا فتح الله عليه باب فقر".

1675 -

حدثنا قُتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدِي عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بين أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفَيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".

ْ1676 - حدثنا إسماعيل حدثنا ابن إسحق، يعني عبد الرحمن، عن الزهري عن محمد بن جُبير عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شهدت غلاماً مع عمومتي حلْفَ المطيبينَ، فما أُحب أن لى حُمْرَ النَّعَم وأني أَنْكُثُه".

1677 -

حدثنا إسماعيل حدثنا محمد بن إسحق حدثني مكحول:

(1675) إسناده صحيح، عبد العزيز بن محمد الدراوردي: ثقة حجة، كما قال ابن معين.

عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف: ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وغيرهم. والحديث رواه الترمذي 4: 334 عن قتيبة بن سعيد.

وانظز 1644.

(1676)

إسناده صحيح، وهو مختصر 1655.

(1677)

هذا إسناد ضعيف، لضعف حسين بن عبد الله، سبق الكلام عليه 39. ولكن الحديث مضى من غير ذكره 1656 وصححناه هناك، وأشرنا إلى تحقيقنا صحته تفصيلا في شرحنا على الترمذي. وانظر 1689. "إذ جاء عبد الرحمن" في ك "إذ جاءنا =

ص: 315

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم فشك في صلاته، فإن شك في الواحدة والثنتين فليجعلْهما واحدة، وإن شك في الثنتين والثلاث فليجعلهما ثنتين، وإن شك في الثلاث والأربع فليجعلهما ثلاثاً، حتى يكون الوهم في الزيادة، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم يسلم"، قال محمد بن إسحق: وقال لى حُسين بن عبد الله هل أَسْنَدَه لك؟ فقلت لا، فقال: لكنه حدثني أن كُريباً مولى ابن عباس حدثه عن ابن عباس قال: جلست إلى عمر بن الخطاب فقال: يا ابن عباس، إذا اشتَبه على الرجل في صلاته فلم يَدْرِ أزَاد أم نقص؟ قلت والله يا أمير المؤمنين ما أدري، ما سمعت في ذلك شيئاً، فقال عمر: واللهِ ما أَدري، قال: فبينا نحن على ذلك إذ جاء عبد الرحمن بن عوف فقال: ما هذا الذي تَذَاكَرانِ؟ فقال له عمر: ذكرنا الرجلَ يشكُّ في صلاته كيف يصنع؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، هذا الحديث.

1678 -

حدثنا حَحَّاج ويزيد، المعنى، قالا أخبرنا ابن أبي ذئب عن الزهري عِن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر بن الخطاب وهو يسير في طريق الشأم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا السَّقَم عُذِّب به الأمم قبلَكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها عليه،

= عبد الرحمن".

(1678)

إسناده صحيح، وانظر 1666، 1679. وهكذا وقع في الأصول في هذه الرواية "الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة" وسيأتي 1682 من طريق مالك "عن الزهري عن عبد الله بن عامر" ليس فيه ذكر "سالم"، وهو الصواب إن شاء الله، وهو الذي في الموطأ كما سيأتي، وليس لسالم بن عبد الله بن عمر رواية عن عبد الله بن عامر، بل الزهري يروي عن كليهما. وأخشى أن تكون زيادة "سالم" في هذا الإسناد خطأ من الناسخين. السقم، بفتحتين وبضم فسكون: أصله المرض، والمراد به هنا الطاعون.

ص: 316

وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه"، قال: فرجع عمر بن الخطاب من الشأم.

1679 -

/ حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري عن عبد الحميد اِبن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوْفل عن عبد الله بن عباس قال: خرج عمر بن الخطاب يريد الشأم، فذكر الحديث، قال: وكان عبد الرحمن بن عوف غائباً، فجاء، فقال: إن عندي منِ هذا علماً، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول:"إذا سمعتم به في أرضٍ فلا تَقْدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه".

1680 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَر عن الزهري حدثني أبو سَلَمة

(1679) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم: مدني تابعي ثقة. والحديث سبقت الإشارة إليه بهذا الإسناد في 1666. وانظر 1678، 1682 - 1684.

(1680)

إسناده صحيح، أبو الرداد الليثى: ترجم له في الإصابة 7: 66 - 67 ونقل عن أبي أحمد والحاكم وابن حبان أن له صحبة، وكذلك نقل في أسد الغابة 5: 192 أن الواقدي ذكره في الصحابة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وترجم في التهذيب 3: 270 - 271 باسم "رداد الليثى" ونقل أن بعضهم قالا أبو الرداد"، قال:" وهو الأشهر"، أقول: بل هو الصواب. والحديث رواه أبو داود 2: 60 من طريق عبد الرزاق، ورواه هو والترمذي 3: 118 من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف، وزاد الترمذي في أوله "اشتكى أبو الرداد" إلخ، وهو الإسناد الآتي عن سفيان 1686، قال الترمذي، "حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. وروى معمر عن الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة عن رداد الليثى عن عبد الرحمن بن عوف، ومعمر كذا يقول، قال محمد "يعني البخاري": وحديت معمر خطأ". وهكذا أعل كثير من الحفاظ رواية معمر برواية سفيان، ففي التهذيب أن ابن حبان رواه في ثقات التابعين من طريق عبد الرزاق عن معمر وقال: "وما أحسب أن معمرا حفظه، روى =

ص: 317

ابن عبد الرحمن أن أبا الرَّدّاد الليثى أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خلقتُ الرَّحم وشققتُ لهامن اسمي اسماً، فمن وصلها وصلتُه، ومن قطعها بَتَتُّه".

1681 -

حدثنا بشر بن شُعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري حدثني أبو سَلَمةَ بن عبد الرحمن أن أبا الرَّدَّاد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وأنا خلقتُ الرحم واشتققت لها من اسمي، فمن وصلها وصله

= هذا الخبر أصحاب الزهري عن أبي سلمة عن ابن عوف"، ونقل أيضاً عن أبي حاتم نحو ذلك. وكل هذا عندي خطأ، فإن رواية سفيان وإن حذف منها ذكر أبي الرداد في الإسناد إلا أنه مذكور في القصة كما سيأتي، ولا تضعف رواية معمر التى صرح فيها عن أبي سلمة "أن أبا الرداد أخبره"، ومعمر حافظ ثقة، ولم ينفرد بذلك، ففي الحديث الآتي عقب هذا أن شعيب بن أبي حمزة رواه عن الزهري عن أبي سلمة "أن أبا الرداد الليثى أخبره" فهذا ثقة آخر ثبت تابَعه، ونقل الحافظ في التهذيب أن البخاري رواه في الأدب المفرد "من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي" فهذه متابعة ثانية من ثقة أيضاً. وهذه الروايات التى أشرنا إليها كلها رواها الحاكم أبو عبد الله في المستدرك 4: 157 - 158. وأنا أظن أن حكم البخاري على معمر بالخطأ إنما هو فيما جاء في بعض الروايات عنه من ذكر "رداد" بدل "أبي الرداد" لا من جهة زيادة أبي الرداد في الإسناد. ولكن رواية أحمد هنا فيها "أن أبا الرداد" على الصواب، فليس الخطأ من معمر ولا من عبد الرزاق، فلعله ممن روى عن عبد الرزاق أو من غير عبد الرزاق ممن روى عن معمر، رواية أحمد أوثق وأصح. والحمد لله على التوفيق.

(1681)

إسناده صحيح، بشر بن شعيب: سبق الكلام عليه 112، 480. أبوه شعيب بن أبي حمزة: ثقة ثبت، من أثبت الناس في الزهري، كان كاتبَا له، وقال أحمد:"رأيت كتب شعيب فرأيتها مضبوطة مقيدة". والحديث مكرر ما قبله.

ص: 318

الله، ومن قطعها بَتتَّه".

1682 -

حدثنا إسحق بن عيسى أخبرني مالك عن الزهري عن عبِد الله بن عامر بن ربيعة: أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشأم، فلما جاء سَرْغَ بلغه أن الوباء وقع بالشأم، فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سمعتم به بأرض فلا تَقْدَموا عليه، وِإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه، فرجع عمر بن الخطاب من سَرْغ".

1683 -

حدثنا إسحق بن عيسى أخبرني مالك عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن عبدِ الله بن عباس: أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشأم، حتى إذا كان بسرْغ لقيه أمراء الأجناد، أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن اَلوباء قد وقع بالشأم، فذكر الحديث، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علماً، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذِا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقْدَموا عليه"، قال: فحمد الله عمرُ ثم انصرف.

1684 -

حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوّار حدثنا هشام بن سعد عن الزهري عن حمُيد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم به بأرض ولستم بها

(1682) إسناده صحيح، وهو مطول 1678. وانظر 1679. وهو في الموطأ 3:91.

(1683)

إسناده صحيح، وهو مطول 1679. وانظر ما قبله. والحديث في قصة مطولة في الموطأ

3: 89 - 91.

(1684)

إسناده صحيح، الحسن بن سوار البغوي: ثقة، وثقه أحمد وغيره. والحديث في معنى ما قبله.

ص: 319

فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فِراراً منها".

1685 -

حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج أخبرني عَمرو بن دينار عن بَجَالة التميمي قال: لم يرِدْ عمرو أن يأخذ الجزيةَ من المجوِس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هَجر.

1686 -

حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سَلَمة قال: اشتكى أبو الرَّدّاد، فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال أبو الرّدَّاد: خيرُهم وأوصَلُهم ما علمتُ أبو محمد، فقال عبد الرحمن بن عوف: إني سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: أنا الله، وأنا الرحمنِ، خلقتُ الرحم

وشققتُ لها من اسمي، فمن وصلهاوصلتُه، ومن قطعها بَتَتُّه".

1687 -

حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن أباه حدته: أنه دخل على عبد الرحمن ابن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن. وصَلَتْكَ رحمٌ: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قال الله: أنا الرحمن، وخلقت الرحم، وشققتُ لها من اسمي، فمن يصلها أصلْه، ومن يقطعها أقْطَعْه"، أو قال:"من يَبُتَّها أبْتُتْه".

1688 -

حدثنا سُرَيج بن النعمان حدثنا نوح بن قيس عن نصر بن

(1685) إسناده صحيح، وهو مختصر 1657. وانظر 1672.

(1686)

إسناده في ظاهره منقطع، لأن أبا سلمة إنما سمعه من أبي الرداد وقد سبق الكلام على هذا الحديث مفصلا 1680، 1681. وهذه الرواية تدل على أن أبا الرداد كانت له صلة قرابة بعبد الرحمن بن عوف. في ك "خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد". وفيها أيضا "ومن يقطعها بتته": وانظر 1651، 2956.

(1687)

إسناده صحيح، وهو مكرر 1659 بهذا الإسناد.

(1688)

إسناده صحيح، نصر بن على الجهضمي الكبير: ثقة متقدم، من شيوخ وكيع وأبي داود الطيالسي، وأما حفيده "نصر بن علي بن نصر بن علي" فقد سبق الكلام عليه =

ص: 320

على الجَهضَمي عن النَّضْر بن/ شَيْبان الحُدَّاني عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، قال قلت له: ألا تحدثني حديثاً عن أبيك سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له: أقبل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رمضان شهر افترض الله عز وجل صيامه، وإني سننت للمسلمين قيامه، فمن صامه إيماناً واحتساباً خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه".

1689 -

حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك: قال أبو عبد الرحمن: وجدتُ هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا محمد بن يزيد عن إسماعيل بن مسلم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أنه كان يُذاكر عمرَ شأنَ الصلاة، فانتهى إليهم عبدُ الرحمن بن عوف، فقال: ألا أحدثكم بحديث سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال: فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى صلاةً يشكّ في النقصان فليصلّ حتى يشكَّ في الزيادة".

{آخر أحاديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه}

= 908. والحديث مطول 1660، وفصلنا الكلام فيه هناك، وأشرنا إلى هذا الإسناد.

(1689)

إسناده حسن، أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان: هو القطيعي راوي هذا المسند عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل. محمد بن يزيد شيخ أحمد: هو الكلاعي الواسطي، وهو ثقة. إسماعيل بن مسلم: هو المكي، وأصله بصري سكن مكة، وكان فقيهاً مفتياً، وهو صدوق، تكلموا في حفظه. قال البخاري في الكبير 1/ 1/372:"تركه ابن المبارك وربما روى عنه. وتركه يحيى وابن مهدي"، وأثنى عليه تلميذه محمد بن عبد الله الأنصاري من جهة حفظه للحديث، كما في ابن سعد 7/ 2/ 34، =

ص: 321