الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن حَكيم حدثنا خالد بن سَلَمة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن دعا موسى ابن طلحة حين عرَّس على ابنه، فقال: يا أبا عيسى، كيف بلغك في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟، قال موسى: سألت زيد بن خارجة عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال زيد: إني سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسي: كيف الصلاة عليك؟ قال: "صلوا واجتهدوا، ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركتَ على إبراهيم، إنك حميد مجيد".
{حديث الحرث بن خَزْمَة رضي الله عنه
(1)}
1715 -
حدثنا على بن بَحْرحدثنا محمد بن سَلَمة عن محمد ابن إسحق عن يحيى بن عبَّاد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال: أتَى
= من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن عثمان بن حكيم. ورواه البخاري في الكبير في ترجمة زيد من طريق عبد الواحد عن عثمان بن حكيم، ومن طريق مروان عن عثمان أيضاً، ثم قال:"وتابعه عيسى بن يونس ويحيى بن سعيد بن أبان". وقال الحافظ في التهذيب 3: 409: "اختُلف فيه على موسى بن طلحة"، يريد ما رواه أحمد في مسند طلحة 1396 من طريق عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبيه، وقد أشرنا هناك إلى رواية النسائي إياه أيضاً. وليس هذا اختلافًا ولا تعليلاً، موسى بن طلحة سمع الحديث من أبيه ومن زيد بن خارجة، والرواة ثقات في الطريقين. وهذا الحديث في أسد الغابة 2: 227 من طريق المسند بهذا الإسناد.
(1)
هو الحرث بن خزمة بن عدي بن أبي غنم بن سالم بن عوف الخزرجي الأنصاري، شهد بدراً وما بعدها، ومات بالمدينة سنة40. له ترجمة في الاستيعاب 111 - 112 وأسد الغابة 1: 326 - 327 والإصابة 76. "خزمة" ضبطه الطبري بفتح الخاء والزاي، وتبعه الذهبي في المشبته 160 والحافظ في الإصابة والتعجيل، وتعقبه ابن عبد البر، فجزم، بأنه بفتح الجيم وسكون الزاي، وهو عندي أصح.
(1715)
إسناده ضعيف، لانقطاعه. عباد بن عبد الله بن الزبير: ثقة كما قلنا في 707، ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن، بل ما أظنه أدرك الحرث بن خزمة، ولئن أدركه لما =
الحرثُ بن خَزْمَة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى عمر بن الخطاب، فقال: من معك على هذا؟ قال: لا أدريَ، والله إني أشهد لَسَمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعيتها وحفظتها، فقال عمر: أَشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لِو كانت ثلاثَ آيات لجعلُتها سورةً على حدة، فانظروا سورةً من القرآن فضَعُوها فيها، فوضعُتها في آخر براءة.
= كان ذلك مصححاً للحديث، إذ لم يروه عنه، بل أرسل القصة إرسالاً، والحديث رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف 30 عن محمد بن يحيى عن هرون بن معروف عن محمد بن سلمة، وهو في الزوائد 7: 35 وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن إسحق، وهو مدلس، وبقيه رجاله ثقات"! ولم يتنبه الحافظ الهيثمي لتعليله بالإرسال! وهو أيضاً في تفسير ابن كثير 4: 277 عن المسند، ولم يتكلم في تعليله بشىء. وقال ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة الحرث هذا:"وقد ذكر ابن منده أن الحرث بن خزمة هو الذي جاء إلى عمر بن الخطاب بالآيتين خاتمة سورة براءة {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة. وهذا عندي فيه نظر". ثم روى بإسناده من طريق الترمذي حديث زيد بن ثابت: "بعث إلى أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة، وذكر حديث جمع القرآن، وقال: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت" ثم قال: "وهذا حديث صحيح". وحديث زيد بن ثابت في الترمذي 4: 122 - 123، ورواه أيضاً البخاري. فهذا هو الثبت، وأما حديث عباد بن عبد الله بن الزبير الذي هنا فإنه حديث منكر شاذ. مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة: أن القرآن بلّغه رسول الله لأمته سوراً معروفة مفصلة، يُفصل بين كل سورتين منها بالبسملة، إلا في أول براءة، ليس لعمر ولا لغيره أن يرتب فيه شيئَاً، ولا أن يضع آية مكان آية، ولا أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة، ومعاذ الله أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر. ثم منَ هذا الذي يقول في هذه الرواية هنا "فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن أبي داود "فألحقتها في آخر براءة"؟! أهو الحرث ابن خزمة؟ لا، فإنه لم يكن ممن عُهد إليه بجمع القرآن في المصحف. أهو عمر؟ لا، فالسياق ينفيه، لأن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، =