الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{حديث أبي عبيدة بن الجراح وإسمه عامر بن عبد الله رضي الله عنه
(1)}
1690 -
حدثنا زياد بن الربيع أبو خداش حهدثنا واصل مولى أبي عُيَينة عن بَشَّار بن أبي سيف الجَرْمي عن عَياض بن غُطَيْف قال: دخلنا
= وفصلنا القول فيه في شرحنا للترمذي 1: 454 وحسن له الترمذي حديثاً. وانظر 1656، 1677.
(1)
هو أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحرث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، شهر بكنيته وبالنسب إلى جده. وهو أمين هذه الأمة. كما سماه رسول الله، وهو أحد السابقين الأولين، هاجر الهجرتين وشهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وكان موفقَاً في الفتوح، فتح الله الشأم على يديه. مات في طاعون عمواس بالشأم سنة 18، رحمه الله ورضى عنه.
(1690)
الإسناد في أصله صحيح، ولكنه وقع هنا ناقصًا منه أحد الرواة، كما سنبينه. زياد بن الربيع أبو خداش: ثقة من شيوخ أحمد. واصل مولى أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. بشار بن أبي سيف الجرمي الشامي: ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 128 فلم يذكر فيه جرحاً. عياض بن غطيف، بضم الغين المعجمة وفتح الطاء المهملة: خلط ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 408 عن أبيه بينه وبين غطيف بن الحرث الشامي، وقال:"والصحيح غطيف بن الحرث" وتبعه المزي في التهذيب، ولكن الحافظ فصل بينهما في
تهذيب التهذيب في ترجمة "غضيف ويقال غطيف بن الحرث" 8: 248 - 250.
والأصل في ذلك عندي أن البخاري ترجم لعياض بن غطيف 4/ 1/ 21 فذكر هذا الحديث، ثم رواه من طريق سليم بن عامر "أن غطيف بن الحرث حدثهم عن أبي عبيدة"، ولكن في التهذيب أن ابن حبان ذكره في الثقات "وقال في حرف العين: عياض ابن غطيف، وهو الذي يقول فيه سليم بن عامر: غضيف بن الحرث، لم يضبط اسمه". والراجح عندي أنهما اثنان بل ثلاثة: عياض بن غطيف هذا، وهو الذي يروي عن أبي عبيدة، وأبوه غطيف بن الحرث له صحبة، وغضيف"بالضاد"، بن الحرث =
على أبي عُبيدة بن الجرَّاح نعوده من شكوى أصابه، وامرأتُهُ تُحَيْفَة قاعدة
= تابعي آخر، وقد ترجم الحافظ للثلاثة في الإصابة ج 5 ص 125، 190، 199 وقال في الأول:"عياض بن غطيف السكوني، له إدراك ورواية عن أبي عبيدة بن الجراح، وأبوه غطيف ابن الحرث، له صحبة، سيأتي". وأما النقص في هذا الإسناد فإن البخاري روى الحديث في الكبير 4/ 1/ 21 عن مسدد عن واصل عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن عياض، ثم رواه نحوه عن موسى عن جرير بن حازم عن بشار، وسيأتي من رواية الإمام أحمد 1701 عن يزيد عن جرير عن بشار عن الوليد عن عياض، كذلك روى النسائي منه "الصوم جنة ما لم يخرقها" 1: 311 من طريق حماد عن واصل- فقد سقط من الإسناد الذي هنا في الأصلين "عن الوليد بن عبد الرحمن" بين بشار وعياض يقيناً. والظاهر عندي أنه شيء من الناسخين، لأنهم لم يختلفوا في ترجمة بشار في أنه يروي عن الوليد بن عبد الرحمن، بل لم يذكروا له شيخاً غيره، ولم يختلفوا في أنه يروي عنه جرير بن حازم وواصل مولى أبي عيينة، بل لم يذكروا له راوياً غيرهما" وروايتهما جاء بها البخاري واضحة، ورواية واصل جاء بها النسائي أيضاً، ورواية جرير جاء بها أحمد كما ذكرنا، وفي كل هذه الروايات إثبات
"الوليد بن عبد الرحمن". وانظر 1700. والحديث في مجمع الزوائد 2: 300 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه يسار بن أبي سيف "ولم أر من وثقه ولا جرحه! وبقية رجاله ثقات". وهذا خطأ من الحافظ الهيثمي، قرأه "يسار" بالياء التحتية والسين المهملة، فلذلك لم يجد له ترجمة، والصواب أنه "بشار" بالباء الموحدة وتشديد الشين المعجمة، وهو مترجم في التهذيب والتاريخ الكبير كما قدمنا. "تحيفة" هكذا هو بالتاء المثناة في أوله في ح، والظاهر أنه اسم امرأة أبي عبيدة، وفى مجمع الزوائد "نحيفة" بالنون، وفى ك "تحدثه" وهو خطأ فيما أرى. في ح "ألا تسألونني" وأثبتنا ما في ك والزوائد. ورواه الحاكم 3/ 265 من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه سمعت بشار بن أبي سيف يحدث عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف. إلخ وفيه: وامرأته نحيفة جالسة عند رأسه. "أو ماز أذى" أي نحاه وأزاله، وفى الزوائد "أو ما زاد"! وفي ح "أو ما زاد أذى"!! وهي خطأ عجيب. حطة: أي تحط عنه خطاياه وذنوبه.
عند رأسه، قلتُ: كيف بات أبو عُبيدة؟ قالت: والله لقد بات بأجرٍ، فقال أبو عُبيدة: ما بتُّ بأَجر وكان مقبلاً بوجهه على الحائط، فأقبل على القوم بوجهه فقال: ألَا تسألوني عما قلت؟ قالوا: ما أعجبَنَا ما قلتَ فنسألك عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أنفق نفقةً فاضلةً في سبيل الله فبسَبعمائة، ومن أنفق على نفسِه وأهله أو عاد مريضاً أو ماز أذًى فالحسنة بعشرأمثالهاً، والصومُ جُنَّة ما لم يخَرِقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطَّة".
1691 -
حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا إبراهيم بن ميمون حدثنا سعد بن سَمُرُة بن جُنْدَب عن أبيه عن أبي عُبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا يهودَ أهل الحجاز وأهل نجْرانَ من جزيرة العرب، واعلموا أن شِرَار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
1692 -
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن خالد عن عبد الله ابن شَقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه ذكر الدجال فحّلاه بحلْية لا أحفظُا، قالوا: يا رسول الله، كيف قلوبُنا
(1691) إسناده صحيح، إبراهيم بن ميمون النحاس مولى آل سمرة: ثقة، وثقه ابن معين، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 325 - 326 وقال:"سمع سعد بن سمرة، سمع منه ابن عيينة ويحيى القطان ووكيع". سعد بن سمرة بن جندب الفزاري: ثقة، قال في التعجيل 148:"قال النسائي في التمييز: سعد بن سمرة ثقة، وقال الحسيني، وثقه ابن حبان، كذا قال، وما رأيته في نسختي من ثقات ابن حبان". والحديث في مجمع الزوائد 5: 325 وقال: "رواه أحمد بأسانيد، ورجال طريقين منها ثقات متصل إسنادهما، ورواه أبو يعلى". يريد هذا و 1694 ويريد بالثالث 1699. وفى 2: 28 عزاه للبزار فقط وقال رجاله ثقات. وانظر 1884.
(1692)
إسناده صحيح، سيأتي الكلام عليه في الحديث بعده. وانظر 1526 و1578 و2148.
يومئذٍ؟ كاليوم؟ فقال: "أوْ خيرٌ".
1693 -
حدثنا عفان وعبد الصمد قالا حدثنا حماد بن سَلَمة أنبأنا خالد الحذّاء عن عبد الله بن شَقيق عن عبد الله بن سرَاقة عن أبي عبيدة بن الجراح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر الدجالَ قومه، وإني أنذركموه"، قال: فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"ولعله يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي"، قالوا: يا رسول الله، كيف قلوبنا يومئذ؟ أَمثْلُها اليومَ؟ قال: أوْ خير.
1694 -
حدثنا أبو أحمد الزبَيري حدثنا إبراهيم بن ميمون عن سعد بن سَمرة عن سمرَة بن جنْدَب عن أبي عبيدة بن الجراح قال: كان آخر ما تكلم به نبي الله صلى الله عليه وسلم أن: "أخرجوا يهودَ الحجاز من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين يتخذون القبورَ مساجد".
1695 -
حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا إسرائيل عن الحَجّاج بن
(1693) إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله. عبد الله بن سراقة الأزدي: تابعي ثقة، قال البخاري:
"لا يعرف له سماع من أبي عبيدة"، لكن " في التهذيب 5: 231 أن يعقوب بن شيبة رواه في مسنده بلفظ: "خطبنا أبو عبيدة بالجابية" فهذا يدل على السماع، وهو كاف في إثباته. والحديث رواه أبو داود 4: 385 عن موسى بن إسماعيل، والترمذي 3: 233 عن عبد الله بن معاوية، كلاهما عن حماد، قال الترمذي. "حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح، لا نعرفه إلا من حديث خالد الحذاء". في ك "إلا أنذر" بحذف "وقد" وهى ثابتة في أبي داود. في ك "لعله" بحذف الواو، وهى محذوفة في أبي داود والترمذي. في ك "وسمع" وهى توافق رواية أبي داود، وما هنا يوافق رواية الترمذي.
(1694)
إسناده صحيح، وهو مختصر 1691.
(1695)
إسناده صحيح، الوليد بن أبي مالك: هو الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك =
أَرْطاة: عن الوليد بن أبي مالك عن القاسم عن أبي أُمامة قال: أجار رجل من المسلمين رجلاً، وعلي الجيش أبو عبيدة بن الجراح، فقال خالد بن الوليد وعَمرو بن العاص: لا تجُيروه، وقال أبو عُبيدة: بخيره، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يُجير على المسلمين أحدُهم".
1696 -
حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو
= الهمداني، نسب إلى جده، وهو ثقة. القاسم: هو القاسم أبو عبد الرحمن، سبق الكلام عليه 598. أبو أمامة: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، تابعي كبير ثقة، ولد في حياة رسول الله، وعده بعضهم في الصحابة. والحديث في مجمع الزوائد 5: 329 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس". "لا تجيروه": في ح "لا نجيره"، وأثبتنا ما في ك والزوائد.
(1696)
إسناده ضعيف، لإبهام الراوية عن أبي عبيدة، فإنه وإن كان سياق الإسناد عن مسلم بن
أكيس عن أبي عبيدة، فإنه ليس على ظاهره، لقوله بعد:"ذكر من دخل عليه" إلخ، فهو يريد بقوله "عن أبي عبيدة" بيان صاحب القصة والحديث، ثم بين الرواية أنها عن رجل دخل على أبي عبيدة، فأبهم الرجل ولم يذكر اسمه. أبو حسبة مسلم بن أكيس الشامي: ترجمه في التعجيل 399 فقال: "روى عن أبي عبيدة بن الجراح" أخذ بظاهر هذا الإسناد، ولكنه استدرك بعد ذلك فذكر عن أبي حاتم أنه "مجهول وروايته عن أبي عبيدة مرسلة" وأن ابن سعد ذكره "في الطبقة الثانية، من تابعي أهل الشأم"، وهو الصواب، وترجمته في الطبقات 7/ 2/ 160 في آخر الطبقة الثانية، ومثل هذه الطبقة لا تدرك أبا عبيدة، ونقل في التعجيل أيضاً أن ابن حبان ذكره في الثقات، وقد ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 254 فلم يذكر فيه جرحا، وصرح بأن روايته عن أبي عبيدة مرسلة. والحديث في مجمع الزوائد 10: 253 وقال: "رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، ويقية رجاله ثقات". "أبو حسبة": ضبطه عبد الغني في المؤتلف 42 بكسر الحاء وسكون السين الهملة وفتح الباء الموحدة، وكذلك ضبطه الذهبي في المشتبه 162، وكذلك هو في أصلى المسند دون ضبط، ووقع في مجمع الزوائد "أبو حسنة" بالنون وكذلك ذكره الدولابي في الكنى 1: 150 في باب "من كنيته أبو حسان وأبو حسنة وأبو حسناء"، =
حسْبَةَ مسلم بن أُكَيْسٍ مولى عبد الله بن عامر عن أبي عُبيدة/ بن إلجراح قاَل: ذَكَر من دخل عليه فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: نبكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكَر يومًا ما يَفتح الله على المسلمين ويُفيء عليهم، حتى ذكَر الشأم، فقال:"إن يُنْسَأْ في أجلك يا أبا عُبيدةَ فحسبُك من الخدم ثلاثةٌ، خادم يخدُمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدُم أهلك ويردّ عليهم، وحسبُك من الدوابّ ثلاثة، دابة لرَحْلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك، ثم هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا، وانظر إلى مربطي قد امتلأ دوابَّ وخيلاً، فكيف ألقَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحبّكم إلىّ وأقرَبكم مني من لَقيني على مثل الحال الذي فارقني عليها"؟!.
1697 -
حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق حدثني
= وهذا خطأ، فعبد الغنى والذهبي أوثق وأدق. وفى التعجيل "أبو حبيبة" وهو خطأ مطبعي لا شك فيه. "أكيس". وقع في ابن سعد "مسلم بن كيس أوكبيس" وضبط بالقلم بفتح الكاف وضمها، ما ثبت في المسند وسائر المصادر التى ذكرنا هو المتعين. "ينسأ في أجلك": يؤخر، من النسء، وهو التأخير.
(1697)
إسناده ضعيف، لجهالة الشيخ الذي روى عنه شهر بن حوشب وهو رابه زوج أمه.
و"الرابّ" بتشديد الباء: زوج أم اليتيم، و "الرابة" امرأة الأب، وقد خفى هذا عن ناسخ ك فكتبها "عن رابة"، وكذلك وقع في تاريخي الطبري وابن كثير وأسد الغابة ومجمع الزوائد!! ظن الناسخون أن "رابة" اسم رجل بعينه، ووكد ذلك واضع فهرس الطبري المستشرق دي غويه، فكتبه فيها هكذا "رابة الأشعري الراوي"!! وهو إمعان في الغلط، فليس في الرواة على الإطلاق، فيما علمنا، من يسمى "رابة". والحديث رواه الطبري في التاريخ 4: 201 - 202 عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحق، ونقله ابن كثير 7: 78 - 79 عن ابن إسحق. وأرجح أنه من تاريخ الطبري، ورواه ابن الأثير في
أسد الغابة 5: 319 عن المسند. وهو في مجمع الزوائد 3: 316 وقال: "رواه أحمد، =
أبان بن صالح عن شَهْر بن حَوْشَب الأشعري عن رَابِّه، رجل من قومه كان خَلَف جملى أُمّه بعد أبيه، كان شهد طاعون عَمَواس، َ قال: لما اشتعل الوجعُ قام أبو عبيدةَ بن الجراح في الناس خطيبًا، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، ليموت الصالحين قبلَكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يَقسم له منه حظه، قال: فطعِنَ، فمات رحمه الله، واستُخلف علىِ الناس معاذُ بن جبل، فقام خطيبًا بعده، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمةُ ربكم، ودعوة نبيكم، وموتُ الصالحين قبلَكم، وإن معاذاً يسأل الله أن يقسمِ لآل معاذ منه حظه، قال: فطُعن ابنه عبد الرحمن بن معاذ، فمات، ثم قام
فدعا ربه لنفسه، فطُعن في راحته، فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهرَ كفّه، ثم يقول: ما أُحبُّ أن لى بما فيك شيئاً من الدنيا، فلما مات استُخلف على الناس عمرُو بنَ العاص، فقام فينا خَطيباً، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجعَ إذا وقع فإنما يشتعلُ اشتعالَ النار فَتَجبَّلُوا منه في الجبال، قال: فقال له أبو واثلة
الهذَليّ: كذبت والله، لقد صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت شرُّ من حماري هذا!! قال: والله ما أَرُدُّ" عليك ما تقول، وايم الله لا نُقيم عليه، ثم خرج وخرج الناسُ فتفرقوا عنه، ودفعه الله عنهم، قال: فبلغ ذلك عمرَ بن
= وشهرفيه كلام، وشيخه لم يسم". ووقع فيه خطأ في اسم شهر، فكتب "وعن شهر بن حريث" وفى كلمة "وشيخه" كتبت "وبنسخة"! وهي من أغلاط الطبع. "عمواس" بفتح العين والميم وتخفيض الواو: كورة من فلسطين قرب بيت المقدس، كان منها ابتداء الطاعون في أيام عمر، ثم فشا في أرض الشأم، فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة ومن غيرهم، في سنة 18. "تجبلوا منه في الجبال": أي ادخلوا الجبال وصيروا إليها. أبو واثلة الهذلي: صحابي شهد فتوح الشأم، له ترجمة في أسد الغابة والإصابة 7: 211 - 212 وأشار إلى هذا الحديث. "مشكدانة": هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر ابن محمد بن أبان بن صالح بن عمير، مضى في 1071، وانظر الكبير للبخاري 1/ 1/ 451 - 452 ترجمه أبان بن صالح.
الخطاب مِن رأَى عمرو، فوالله ما كَرهه.
قال أبو عبد الرحمن عبدُ الله بن أحمد بن حنبل: أبانُ بن صالح جَدُّ أبي عبد الرحمن مُشْكُدَانَةَ.
1698 -
حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن عامر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشَ ذات السَّلاسل، فاستعمل أبا عُبيدة على المهاجرين، واستعمل عَمرو بين العاص على الأعراب، فقال لهما:"تطاوَعَا"، قال: وكانوا يُؤْمرون أن يُغيروا على بَكْر، فانطلق عَمرو فأغار على قُضاعة، لأن بكرًا أخوالُه، فانطلقَ المغيرة بن شُعبة إلىِ أبي عُبيدة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعملك علينا، وإن ابن فلان قد ارْتَبَعَ أمر القوم وليس لك معه أمر، فقال أبو عبيدة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتطاوع، فأنا أُطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنْ عصاه عمرو.
1699 -
حدثنا وكيع حدثني إبراهيم بن ميمون مولى آل سَمُرة
(1698) إسناده ضعيف، لإرساله. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي الهمداني، وهو إمام كبير تابعي ثقة حجة، ولكنه لم يدرك عمركما قلنا في 252 فأولى أن لم يدرك أبا عبيدة، ثم هو لم يرو هنا عن أبي عبيدة حتى يكون الحديث مسنداً منقطعاً، بل حكى القصة فأرسلها إرسالا. داود: هو ابن أبي هند، وهو ثقة ثبت من حفاظ البصريين. والحديث في مجمع الزوائد 6: 206 وقال:! رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح". ارتبع أمر القوم: أي انتظر أن يؤمر عليهم.
(1699)
في إسناده نظر، والظاهر أنه خطأ، وقد سبقت الإشارة إليه 1691. قال الحافظ في التعجيل 29:"إسحق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح، وعنه إبراهيم بن ميمون، وقيل: عن إبراهيم عن سعد بن سمرة عن أبيه. قلت، تفرد وكيع عن إبراهيم بقوله "إسحق بن سعد"، ورواه يحيى القطان وأبو أحمد الزبيري عن إبراهيم عن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبي عبيدة، ووقع في رواية أحمد التصريح بأن الراوي =
عن إسحق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن أبي عُبيدة بن الجراح قال: إن آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أخرجوا يهودَ أهلِ الحجاز وأهل نَجْران من جزيرة العرب".
1700 -
حدثنا يزيد بن هرون أنبأنا هشام عن واصل عن الوليد بن عبد الرحمن عن عِياض بن غُطَيف قال: دخلنا على أبي عبيدة نعوده، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أنفق نفقة فاضلةً في سبيل الله فبسَبعمائة، ومن أنفق على نفسه أو على أهله أو عاد مريضاً أو مازَ أذًى عن طريق فهىَّ حَسنةٌ بعشر أمثالها، والصوم جُنَّة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهوله حِطَّة".
1701 -
حدثنا يزيد أنبأنا جَرير بن حازمِ حدثنا بشّار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عِياض بن غُطيف قال: دخلنا على أبي
= عن أبي عبيدة هو سمرة، وهو المعتمد. وكأن وكيعاً كنى إبراهيم بأبي إسحق فوقع في روايته تغيير، فإني لم أر لإسحق بن سعد ترجمة". وأنا أرجح ما رأى الحافظ. وانظر 1694.
(1700)
إسناده فيه نقص فيما أرى، هشام: هو ابن حسان الأزدي. واصل: هو مولى أبي عيينة،
سبقت ترجمته في 1690، وهو إنما يروي هذا الحديث عن بشار بن أبي سيف، كما مضى، وقد سقط من ذاك الإسناد "الوليد بن عبد الرحمن" وسقط من هذا الإسناد "بشار بن أبي سيف"، وقد أوضحنا هناك أن الحديث يرويه واصل عن بشار عن الوليد ابن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف، وأن بشاراً يروي عنه جرير بن حازم وواصل، وسيأتي الحديث بعد هذا على الصواب موصولا من طريق جرير بن حازم. "أو مازأذى" هنا في ك بد لها "أورد أذي".
(1701)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله 1690.