الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: صُمْ ثلاثة أيامٍ أو أطعم ستةَ مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك] (1).
رابعًا: التفسير برد المتشابه إلى المحكم:
فقوله سبحانهُ في سورة الحديد: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} مفسّر برده إلى المحكم ليفهم معنى المعيّة لله التي تليق بجلالهِ وبكماله كما في سورة طه: {قَال لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} ، فهو معهم سبحانهُ بصفاته وبعلمهِ لا بذاته، فهو الرحمن قد استوى على العرش ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وكذلكَ قولهُ في سورة البقرة يحكي عن بني إسرائيل لما أمرهم: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} . فإذا عدنا إلى المحكم في السنة فهمنا ما تشابه علينا من القرآن، فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[قيل لبني إسرائيل {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} فبدّلوا، فدخلوا يزحفون على أستاهِهمْ، وقالوا: حبَّة في شعيرة](2). استهزاء منهم وسخرية بأمر الله فأخزاهم الله في الدنيا وأوعدهم نيرانه في الآخرة.
خامسًا: التفسير بأقوال الصحابة ومن سمع منهم من التابعين:
فلفهم قوله سبحانه في سورة البقرة: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ، تقرأ في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو
(1) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح البخاري (837)، أبواب الإحصار وجزاء الصيد.
(2)
حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (8/ 237 - 238)، كتاب التفسير، وانظر مختصر صحيح مسلم- حديث رقم- (2123).