الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - سورة الفاتحة
وهي سورة مكية، وعدد آياتها (7).
وكلماتها (25) كلمة، وحروفها (113) حرفًا، ويقال لها فاتحة الكتاب، وبها تفتح القراءة في الصلوات.
فضائلها وما ورد في ذكرها:
لقد ورد في ذكر فضل هذه السورة العظيمة أحاديث من السنة الصحيحة العطرة:
الحديث الأول: أخرج الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير عن أبي سعيد بن المعَلَّى رضي الله عنه قال: [كُنْتُ أُصَلِّي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلَمْ أُجِبْهُ، فقلتُ: يا رسول الله إني كنتُ أصلي، فقال ألم يقل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} ثم قال لي: لأُعَلِّمَنَّكَ سورة هي أعظمُ السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد. ثم أخذ بيدي، فلما أرادَ أن يخِرج، قلتُ له: ألم تقل: لأُعلمنكَ سورة هي أعظم سورة في القرآن. قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ}: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيتهُ](1).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: [انطلق نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فَلُدِغَ سيد ذلكَ الحي، فسعوا له
(1) حديث صحيح. أخرجه البخاري (4474)، (4703)، وأحمد (3/ 211)، وأكثر أهل السنن.
بكل شيء لا ينفعهُ، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعلهم عندهم بعض شيء، فأتوهم فقالوا: أيها الرهط! إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعهُ شيء، فهل عند أحد منكم شيء؟ قال بعضهم: إني والله لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم، حتى تجعلوا لنا جعلًا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ} فكأنما نشط من عقاله، فانطلق يمشي وما بهِ قَلَبَةٌ، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، وقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فنذكر له الذي كان فننظر الذي يأمرنا، فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال: وما يُدريكَ أنها رُقْيَة؟ ثم قال: قد أصبْتُمْ اقْسِمُوا واضرِبوا لي معكم سهمًا]. ذكره في باب النفث بالرقية.
وفي رواية له في باب الرُّقَى بفاتحة الكتاب، قال أبو سعيد:[ .... فقالوا إنكم لم تَقْرُونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأمِّ القرآن ويجمعُ بُزاقهُ ويتفل فبرأ، فأتوا بالشاء فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال: وما أدراكَ أنَّها رُقيَة، خذوها واضرِبوا لي بِسَهْم].
وفي رواية: [فأمر لهُ بثلاثين شاة وسقانا لبنًا].
وذكره في باب الشرط في الرقية بِقطيع من الغنم، عن ابن عباس:[أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مَرّوا بماء فيهم لديغٌ أو سليم، فعرضو، لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكما راق؟ إنِ في الماء رجلًا لديغًا أو سليمًا، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ فبَرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرًا حتى قدموا المدينة فقالوا: يا رسول الله! أخذ على كتاب الله أجرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أحقَّ ما أَخَذْتُمْ عليهِ أجرًا كِتابُ الله](1).
قلت: فيه دليل أن المعلوم لديهم أن أخذ المال على قراءة القرآن حرام في غير الرقية كما فهم الصحابة رضوان الله عليهم حيق قالوا لنبيهم صلى الله عليه وسلم: (أخذ على كتاب الله أجرًا)، وبما سمعوا من كتاب الله تعالى قوله:{وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} ، فليحذر الذين اتخذوا تلاوة القرآن صنعة لهم يلبون حاجات الناس إلى ذلك في المآتم والأحزان، ويشاركونهم جهلهم في الدين وفي تعاملهم مع كلام الله العظيم.
(1) حديث صحيح. أخرجهُ البخاري في الروايات السابقة (2276)، (5007)، (5749)، وأخرجه مسلم (2202)، وأخرجه أحمد (3/ 10)، ورواه أهل السنن.
وأما قوله في رواية أخرى: [ .. فجاءت جاريةٌ، فقالت إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق]، فإن العرب تقول للديغ سليمًا، يسمونه بذلكَ تفاؤلًا.
الحديث الثالث: روى مسلم في صحيحه في كتاب فضائل القرآن، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:[بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قطُّ إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشِر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ بحرف منهما إلا أُعْطِيْتَهُ](1).
والمقصود: أي أعطيت ثوابهُ وأعطاكَ الله ما اشتمل عليهِ من الدعاء.
الحديث الرابع: روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثًا غير تمام]. فقيل لأبي هريرة إنا نكون خلف الإمام فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:[قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ} قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قالِ الله: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدى ما سأل، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل](2).
الحديث الخامس: روى أحمد عن عبد الله بن جابر البياضي قال: [انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اهراق الماء، فقلت: السلام عليكَ يا رسول الله، فلم يرد علي، قال: فقلتُ: السلامُ عليكَ يا رسول الله فلم يرد علي، قال: فقلتُ: السلامُ عليكَ يا رسول الله، فلم يرد علي، قال: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا خلفه حتى دخل رحله، ودخلت أنا المسجد، فجلستُ كئيبًا حزينًا، فخرج علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تطهر فقال: عليكَ السلام ورحمة الله وبركاته، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،
(1) حديث صحيح. أخرجه مسلم (806)، وأخرجه النسائي (2/ 138)، والحاكم (1/ 558).
(2)
حديث صحيح. أخرجهُ مسلم في الصحيح (395)، والنسائي في "الكبرى"(8012)، (8013).
وعليك السلام ورحمة الله، ثم قال: ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بأخيرِ سورة في القرآن؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: اقرأ الحمدُ لله رب العالمين حتى تختمها] (1).
الحديث السادس: روى الترمذي عن أبي هريرةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [والذي نفسي يدهِ، ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع المثاني](2).
الحديث السابع: روى أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن خارجةَ بن الصلت عن عمه قال: [أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت، ثم رجعت فمررت على قوم، عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهلهُ: إنا حُدِّثنا أن صاحبك هذا قد جاء بخير، فهل عندكَ شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مئة شاة، فأتيت النبي عليه الصلاة والسلام، فأخبرته، فقال: هَلْ إلَّا هذا؟ وفي رواية: هل قلتَ غيرَ هذا؟ قلت: لا، قال خُذْهَا فَلَعَمْري لَمَنْ أَكَلَ بِرُقْيَةِ باطل، لقد أكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَق](3).
وفي رواية أخرى لأبي داود وكلاهما في كتاب الطب قال: -يعني عم خارجة-: [أقبلنا على من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب: عندكم دواء؟ فإن عندنا معتوهًا في القيود، جاؤوا بالمعتوه في القيود، فقرأت عليهِ فاتحة الكتاب ثلاثة أيام، غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل. فكأنما نشط من عقال. فأعطوني جعلًا، فقلت: لا، فقالوا: سل النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فقال: كُلْ لَعَمْري مَنْ أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حقٍّ].
(1) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (4/ 177)، وإسناده حسن، وله شواهد.
(2)
حديث صحيح. انظر صحيح سنن الترمذي -حديث رقم- (2307)، وصحيح سنن أبي داود (1293)، ومسند أحمد (2/ 413).
(3)
حديث صحيح. انظر صحيح سنن أبي داود (3297)، (3298)، كتاب الطب، باب كيف الرقى؟